لماذا تؤيد أمريكا اللاتينية فلسطين؟.. 3 أسباب بينها شتات عربي ومد يساري
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
يبدي زعماء أمريكا اللاتينية تأييدا شديدا للشعب الفلسطيني، لاسيما في ظل الحرب الإسرائيلية الراهنة في قطاع غزة، وهو موقف تاريخي لها 3 أسباب في دول "الحديقة الخلفية" للولايات المتحدة حليفة إسرائيل، بحسب كونور إيكولز في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft).
إيكولز قال، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو أحدث مؤخرا صدمة في العالم الدبلوماسي عندما اتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، إذ كتب عبر منصة "إكس": "رئيس الدولة الذي ينفذ هذه الإبادة الجماعية هو مجرم ضد الإنسانية، ولا يمكن لحلفائهم التحدث عن الديمقراطية".
وتابع أن بترو، وهو أول رئيس يساري للبلاد، ضاعف من انتقاداته لإسرائيل في الأسابيع الأخيرة، وأعاد تغريد ملصق يصور طفلا كرتونيا مهددا بالبنادق الإسرائيلية، ووصف هجوم إسرائيل على مستشفى الشفاء في غزة بأنه "جريمة حرب".
كما وعد بيترو بتقديم التماس إلى الأمم المتحدة لمنح فلسطين وضع دولة كاملة العضوية، بدلا من وضع "دولة مراقب غير عضو" الراهن، بالإضافة إلى محاكمة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ومنذ 46 يوما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 13 ألفا و300 شهيد فلسطيني، بينهم ما يزيد عن 5 آلاف و600 طفل و3 آلاف و550 امرأة، فضلا عن أكثر من 31 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
و"بيترو ليس وحده (المؤيد لفلسطين) في أمريكا اللاتينية، ففي حين أدانت أغلب دول المنطقة هجوم حماس، جاء ردها قاسيا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، وقطعت كل من بليز وبوليفيا علاقاتها مع إسرائيل، واستدعت كولومبيا وتشيلي وهندوراس سفراءها من تل أبيب"، كما أردف إيكولز.
وزاد بأنه "حتى الدول التي تعتبر نفسها محايدة بشأن الصراع، مثل البرازيل والأرجنتين، أصدرت إدانات شديدة للهجمات الإسرائيلية على المدنيين، وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا: "هذه ليست حربا.. هذه إبادة جماعية."
وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني، شنت "حماس" في7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوما على مستوطنات محيط غزة، فقتلت 1200 إسرائيلي وأسرت نحو 240، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
اقرأ أيضاً
كولومبيا: سنقدم مقترحا أمميا للاعتراف بفلسطين دولة مستقلة
استقلال لاتيني
ووفقا لخبراء فإن تأييد أمريكا اللاتينية لفلسطين يرجع إلى ثلاثة أسباب هي: استقلال أمريكا اللاتينية المتزايد عن الولايات المتحدة، وصعود الحركات اليسارية والسكان الأصليين، ووجود جاليات عربية كبيرة في الشتات في معظم أنحاء المنطقة، كما أضاف إيكولز.
وقال أليكس ماين، مدير السياسة الدولية في مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسية، إن "الولايات المتحدة أعربت عن "خيبة أملها تجاه الحكومات التي فعلت أشياء مثل استدعاء سفرائها، أو الإشارة إلى الإبادة الجماعية".
واستدرك: "لكن هذا الضغط لم يعد له أهمية كبيرة كما كان من قبل، فلقد تغيرت المنطقة بشكل كبير من حيث اعتمادها على الولايات المتحدة ومستوى التأثير الذي يمكن أن تتمتع به واشنطن على السياسة الخارجية."
كما "ينبع الموقف المؤيد لفلسطين من جانب العديد من زعماء أمريكا اللاتينية من مد الناشطين اليساريين والسكان الأصليين الذين وصلوا إلى السلطة في السنوات الأخيرة"، بحسب إيكولز.
وأضاف أنه "الآن يسيطر ساسة يسار الوسط على السلطة في ثلثي دول أمريكا اللاتينية، ويمثلون أكثر من 90% من سكان المنطقة وناتجها المحلي الإجمالي".
وبحسب ماين، فإن "هذه المجموعات شاركت منذ فترة طويلة في حملات التضامن مع فلسطين وغيرها من حركات حقوق السكان الأصليين، خاصة وأن إسرائيل ساعدت في تسليح العديد من حكومات المنطقة الأكثر قمعا في القرن العشرين".
اقرأ أيضاً
أمريكا اللاتينية تغضب.. تشيلي وكولومبيا تسحبان السفراء من تل أبيب وبوليفيا تقطع العلاقات
نفوذ سياسي
"كما يشكل الشتات العربي في أمريكا اللاتينية قوة رئيسية وراء النشاط المؤيد لفلسطين، فالبرازيل وحدها تضم نحو 16 مليون مواطن من أصل عربي، وتشيلي لديها أكبر عدد من السكان الفلسطينيين مقارنة بأي دولة أخرى خارج الشرق الأوسط"، بحسب إيكولز.
ولفت إلى أن ظاهرة الهجرة العربية إلى أمريكا اللاتينية تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، عندما فر العديد من المهاجرين اللبنانيين والسوريين إلى الأمريكتين هربا من تداعيات نهاية الإمبراطورية العثمانية، ثم تبعهم الفلسطينيون في موجات بعد كل حرب كبرى بين إسرائيل والدول العربية.
وتابع أن "هذا الشتات الكبير يتمتع بنفوذ سياسي كبير في جميع أنحاء المنطقة، حيث يشغل السياسيون العرب مناصب عليا في حكومات عديدة. وفقا لصحيفة واشنطن بوست، فإن 10% من أعضاء البرلمان البرازيلي من أصول عربية اعتبارا من 2016.. بينما توجد جالية يهودية صغيرة نسبيا بالمنطقة بلغت 500 ألف في 2017".
لكن يهود أمريكا اللاتينية الداعمين لإسرائيل ليس لديهم من القوة المالية ما يعادل الجماعات الصهيونية الأمريكية القوية، مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، وفقا لماين.
اقرأ أيضاً
رؤساء البرازيل وكولومبيا وفنزويلا يصعدون إدانة الاحتلال بسبب تطورات غزة.. واستنكارات أخرى
المصدر | كونور إيكولز/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا اللاتينية تأييد فلسطين أسباب أمریکا اللاتینیة أکثر من
إقرأ أيضاً:
ترحيب عربي واسع بتعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس دولة فلسطين
أعربت مصر والمملكة العربية والإمارات، عن ترحيبها بتولي حسين الشيخ منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب رئيس دولة فلسطين.
وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية، السبت، دعم المملكة للإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية، معتبرة أن هذه الخطوات ستعزز العمل السياسي الفلسطيني وتدعم جهود استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار البيان إلى أن المملكة تأمل أن تسهم هذه الإصلاحات في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، مؤكدًا تمنياتها لحسين الشيخ بالتوفيق والنجاح في مهامه الجديدة.
وفي السياق نفسه، تلقى حسين الشيخ مساء السبت، اتصالين هاتفيين منفصلين من مسؤولين رفيعي المستوى في الإمارات ومصر، هنآه خلالهما بتوليه المنصب الجديد، حيث أجرى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، اتصالًا عبر خلاله عن تهانيه الحارة للشيخ، متمنيًا له النجاح في دعم القضية الفلسطينية.
كما اتصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بحسين الشيخ، مهنئًا إياه، ومشددًا على أن القضية الفلسطينية تظل في صدارة أولويات السياسة المصرية.
وأكد عبد العاطي أن السلام والاستقرار في المنطقة لن يتحققا دون تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى التزام مصر بمواصلة جهودها لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتهيئة الظروف لاستئناف مفاوضات السلام وفق قرارات الشرعية الدولية.
يأتي تعيين حسين الشيخ ضمن حزمة إجراءات إصلاحية أطلقتها القيادة الفلسطينية بهدف تفعيل مؤسسات منظمة التحرير وتعزيز الحضور السياسي للفلسطينيين في الساحة الدولية.
ويُعد هذا التعيين خطوة مهمة في ظل التحديات الراهنة، لا سيما مع التصعيد العسكري في قطاع غزة والضفة الغربية، وتزايد الضغوط الإقليمية والدولية لإيجاد حلول سياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.