بعد إعلان المرحلة الثانية.. هل نجحت إسرائيل في المرحلة الأولى من حرب غزة؟
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
أعلن مجلس الحرب الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي مساء السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، الانتقال إلى المرحلة الثانية من العمليات البرية في غزة، وفي هذا السياق أكد بيان المجلس "استمرارهم حتى تحقيق الانتصار وإعادة المخطوفين"، في إشارة إلى أسرى الاحتلال الذين تحتفظ بهم حركات المقاومة في غزة. بدوره، أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الحرب سوف تستمر حتى تحقيق أهدافها الثلاثة الرئيسية وهي "الانتصار الحاسم والقضاء على حماس، وإعادة المخطوفين (الأسرى)، وضمان أن غزة لن تُشكِّل تهديدا لإسرائيل".
لكن هل نجح الاحتلال الإسرائيلي أصلا في تحقيق تقدم في تلك الأهداف خلال ما أطلق عليه "المرحلة الأولى"؟ هذا سؤال مهم، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي نسمع فيها لفظ "المرحلة الثانية"، فقد قيل من قبل إن اقتحام غزة "بريا" هو مرحلة ثانية للحرب بعد مرحلة أولى هي القصف الجوي، وقد حاول الاحتلال الإسرائيلي دخول غزة من أكثر من موقع، وفشل في بعض المحاولات قبل أن يُحوِّل تركيزه إلى خطة تعتمد على اختراق غزة من المنتصف والشمال بغية تطويق الجزء الشمالي من القطاع.
استنزاف الاحتلاليُعيدنا ذلك إلى أول أهداف الاحتلال وهو القضاء على حماس، ويمكن للإصدارات الإعلامية التي تخرج كل يوم من كتائب القسام، والموثقة بمقاطع الفيديو، أن تؤكد لنا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتمكن حتى من الاقتراب من تحقيق هذا الهدف، فما زال جنود المقاومة يوقعون كل يوم قدرا كبيرا من الخسائر بقوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط شمالي غزة.
والواقع أن حجم ما يتلقاه جيش الاحتلال من ضربات يُعَدُّ غير مسبوق إذا ما قررنا مقارنته بالحروب السابقة على غزة، حيث فقد الاحتلال نحو مئتي آلية عسكرية إلى الآن، وهذا رقم هائل، بالإضافة بالطبع إلى عشرات الجنود القتلى (المعلن عنهم فقط).
ويمكن أن نلاحظ بضعة تغييرات أخيرة لتبين لنا كيف أن الحرب على غزة كانت قاسية على الإسرائيليين، أول هذه التغييرات هو استخدام حاملة الجند إيتان للعمل بصحبة المدرعات الإسرائيلية مثل نمر، وإيتان هي مركبة قتال مدرعة يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتعتمد على التقنيات المستخدمة في سلسلة دبابات ميركافا ومركبات المشاة القتالية المدرعة نمر، وهي نسخة مطورة حديثا تُستخدم لأول مرة.
لكن رغم ذلك، فإن إيتان هي مركبة ذات 8 عجلات أخف (1) بكثير من نمر، وهي بالتبعية أرخص منها في التكلفة بفارق كبير، وربما استُخدمت بسبب التكلفة المرتفعة لاستخدام نمر وتدميرها من قِبل قوات المقاومة بمعدلات مرتفعة غير مسبوقة، ما ضغط على تكلفة الحرب في غزة وهدد بمشكلة كبرى قريبة.
يتضح ذلك أيضا في طلبات الحكومة الإسرائيلية من إدارة الرئيس الأميركي بايدن لإمدادات إضافية من الذخائر (2)، تشمل 57.000 وحدة من قذائف المدفعية عيار 155 ملم، وهو مقذوف فولاذي مجوف مملوء بمادة شديدة الانفجار، إلى جانب عشرات الآلاف من الطلقات لمدافع طائرات الأباتشي وصواريخ هيلفاير والطائرات بدون طيار، والذخائر الخارقة للتحصينات وقذائف الهاون وغيرها.
يعني ذلك أن الاحتلال ربما بدأ في استنفاد ترسانته الحالية من الذخائر فبدأ في طلب المدد من الولايات المتحدة، وهذا متوقع بشكل كبير، فقد بدأ الاحتلال حربه على غزة باستخدام مفرط للقوة النارية، ومع مرور الوقت وازدياد المقاومة، فإنه بدأ يعاني لتوفير الإمدادات اللازمة للحرب.
كل هذا ولم نتحدث بعد عن هدف استعادة الأسرى الذي لم يحقق فيه الاحتلال تقدما يذكر، والهدف الأخير المتعلق بضمان ألا تُمثِّل غزة تهديدا لإسرائيل، الذي يعني السيطرة على كل مكان يقوم الاحتلال باجتياحه، لكن حينما نتأمل ما حققه جيش الاحتلال في غزة نجد أنه لم ينجح في السيطرة إلا على شريط ضيق يحيط بشمالي غزة بطول نحو 25 كيلومترا وسُمك من كيلومتر إلى كيلومترين فقط، وحتى في بعض مناطق هذا الشريط تتمكن المقاومة بالفعل من إرجاع قوات الاحتلال للخلف.
فشل بالأهداف الثلاثة؟هناك أسباب عدة محتملة لذلك الفشل، منها أنه كلما دخلت القوات الإسرائيلية إلى المناطق الحضرية الكثيفة كان تقدمها أبطأ، لأن الكتل الأسمنتية للمنازل تُعَدُّ نقاطا دفاعية قوية يعتمد عليها المقاومون لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في قوة الاحتلال، أضف إلى ذلك أن المقاومة الفلسطينية تمتلك أنواعا جديدة من العتاد، الرخيص السعر نسبيا مقابل آليات الجيش الإسرائيلي، لكنه قادر مع أفضل استغلال للتضاريس الحضرية أن يحقق توازنا بين القوتين.
نتحدث هنا بشكل خاص عن قذائف "الياسين 105" التي أفردنا لها تقريرا سابقا، ونسختها المضادة للتحصينات "الياسين TBG"، وقد استخدمت كتائب القسام مؤخرا 12 منها للإجهاز على قوة إسرائيلية متحصنة داخل مبنى في بيت حانون، تعمل القذائف بالطريقة نفسها، حيث تتكون من شحنتين متفجرتين متتاليتين، تضعف الأولى التحصين الأسمنتي وتخترقه الثانية لتدمير ما بداخله.
"القسام" تنشر فيديو تعريفي لقذيفة "الياسين المضادة للتحصينات TBG" التي أدخلتها في المعركة#حرب_غزة #فيديو
للاشتراك عبر واتساب:https://t.co/8kaEfTCbyR
للاشتراك عبر تليغرام:https://t.co/v7ABGZU253 pic.twitter.com/5ELmK8DrX8
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) November 6, 2023
ما الذي حققه الاحتلال الإسرائيلي في المرحلة الأولى إلى الآن حتى ينتقل إلى المرحلة الثانية؟ هذا سؤال لا نملك إجابة له، فنحن نعرف أن المعركة لا تزال دائرة على طول خط اختراق غزة، وأن قوات الاحتلال تتقدم ببطء، أضف إلى ذلك أنه لا توجد أي بيانات عن اكتشافات "كبرى" لشبكة الأنفاق، وهي أحد أهم أسلحة المقاومة، حيث تُمثِّل بالنسبة للجنود موقعا للاختباء، وتخزين العتاد، والضربات المفاجئة، واختراق الحصار حول شمالي القطاع، وتُمثِّل بالنسبة للاحتلال هدفا إستراتيجيا مهما.
أضف إلى ذلك أن ادعاءات الاحتلال بأن هناك مركزا قياديا ضخما يحتوي على الأسرى أسفل مستشفى الشفاء ثبت كذبها. ناهيك بملف الأسرى الحساس سياسيا، ولا نعرف في الحقيقة ما تقصده إسرائيل من "تحرير الرهائن" إذا كانت تضرب غزة يوما بعد يوم بأطنان الصواريخ التي تقتل المدنيين العزل، ومعهم أسرى الاحتلال، وقد أعلنت كتائب القسام مقتل 50 من الأسرى المحتجزين لديها بسبب القصف على غزة، وكان ذلك في الأسبوع الأخير من أكتوبر/تشرين الأول.
وسبق أن أعلنت "حماس" أسرها ما بين 200-250 إسرائيليا، وآخرين من جنسيات أخرى، يعني ذلك فقدان ربع إلى خُمس الأسرى فقط بعد قرابة الأسبوعين منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، فكم سيُعيد الاحتلال من الأسرى بعد هذه المعركة العشوائية الضارية؟ الداخل الإسرائيلي يسأل السؤال نفسه، وهناك حاليا معسكران متحاربان أحدهما يرى أنه لا يمكن "إنقاذ الأسرى" في عملية بهذه القسوة.
هل هي مجرد خدعة؟ما تفاصيل وملامح المرحلة الثانية للهجوم الإسرائيلي إذن؟ لا نعرف في الحقيقة، ولم يعلن الإسرائيليون أي شيء عنها، لكن هنا تحليلان محتملان لذلك الإعلان، الأول هو أن الاحتلال يقصد أنه أتم تطويق شمالي قطاع غزة ويستعد الآن للدخول إلى مناطق أكثر كثافة سكانيا، والثاني أنه يستعد للتوجه جنوبا، لتتبع بقية قوات القسام، التي نعرف أنها تصل إلى نحو 50 ألف جندي تتوزع بنظام الأقاليم والألوية، فكل إقليم فيه لواء وله قائد مسؤول عنه ويتابع شؤونه.
لكن في كلتا الحالتين، فإن ما يبدو لنا أن إسرائيل لم تحقق تقدُّما يمكن أن تدّعي أنها أنجزت معه "المرحلة الأولى من الحرب"، ولاحظ أننا لا نتحدث عن حرب نظامية بين فريقين متكافئين كلٌّ منهما يمتلك العتاد نفسه تقريبا ويقفان بمواجهة بعضهما في ساحة المعركة، بل هي حرب غير نظامية بها قوى غير متكافئة، لكن رغم ذلك فإن القوة الأضعف من ناحية العتاد (وهي هنا المقاومة) يمكنها خلق توازن محدد بمعركة محددة وموضع جغرافي بعينه.
والمهم أن في سياق حرب من هذا النوع يلعب الوقت دورا مهما جدا لا يدركه الكثيرون، لأن إطالة أمد العملية بالنسبة للاحتلال يعني انحدار سرديته الإعلامية، وتوقف اقتصاد الدولة سواء بسبب انسحاب الشركات متعددة الجنسيات أو استخدام جزء لا بأس به من المواطنين في العملية العسكرية، وتوجيه المزيد من الموارد والأموال للعمل العسكري.
أضف إلى ذلك أن الوقت (3) يلعب دورا مهما في إشعال الخلاف السياسي الناشئ بين إسرائيل وحلفائها، الولايات المتحدة مثلا تضغط على دولة الاحتلال لإنهاء المهمة في أسابيع، بينما يقول الاحتلال إن العملية ستتطلب شهورا على الأقل، في الواقع، نحن نفترض أن ابتكار اصطلاح "المرحلة الثانية" قد يكون لهذا السبب، وهو تهدئة الحلفاء في الولايات المتحدة ودفعهم للظن بأننا "نجحنا في شيء ما، ولكن هناك شيء آخر أطول بدأنا في تنفيذه الآن".
وفي هذا السياق عموما تكون الحرب مزيجا بين المادي والنفسي، وليست فقط مواجهات بالعتاد (وهذا أحد أسباب تسميتها بالحرب غير المتكافئة أو الحرب غير النظامية)، وهنا نجد مثلا تفوقا لأصحاب الأرض من القوات الضعيفة من ناحية العتاد، في نطاقات أخرى غير العتاد، حيث يميلون للتحلي بروح معنوية عالية واستعداد لأقصى المخاطر، لدرجة تحويل ما لا يمكن تصوره إلى أمر وارد، كما نرى في وقائع الاشتباك الفردي مع دبابة أو مدرعة من المسافة صفر، أو الخروج في العراء بلباس تقليدي لاصطياد جنود العدو.
وهنا تحديدا يمكن لنا القول إن المقاومة تحقق انتصارا حتى لو تقدم الاحتلال نسبيا في أراضي غزة، فهي لا تسمح للعدو أن يمر بسهولة، وتستخدم ما تمتلك من عتاد بحرفية شديدة ظهرت منذ عملية "طوفان الأقصى"، التي لم تستخدم المقاومة خلالها أدوات قتالية أو أسلحة متقدمة تكافئ النتائج التي حققتها، ولكن فقط مجموعة من المظلات والدراجات البخارية والقوارب إلى جانب مدافع رخيصة وأسلحة خفيفة.
ولكن سبب الانتصار لم يكن الأدوات، بل كان استغلال تلك الأدوات لخلق تكتيك مبتكر لم يفكر فيه أحد من قبل (4)، وهذا ما يحدث حاليا في قلب المعركة، هذا هو تحديدا ما تراه في مشهد لشاب بملبس منزلي يحمل "آر بي جي" ويقف على مسافة أقل من 40 مترا ليتخذ موضعا جانبيا ممتازا من دبابة بملايين الدولارات فيضربها بدقة في نقطة قاتلة.
__________________________________________________
مصادر
1- Eitan Armored personnel carrier 2- US Is Quietly Sending Israel More Ammunition, Missiles 3- الحرب غير النظامية:تحدي جديد للجيوش النظامية Irregular War: A New Challenge For Regular Armies – مجلة العلوم القانونية والسياسية Volume 11, Numéro 2, Pages 454-475 2020-09-28 4- Special Operations from a Small State Perspective Future Security Challenges : Gunilla Eriksson, Ulrica Pettersson
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی المرحلة الثانیة المرحلة الأولى حرب غیر على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
حملة مشبوهة ضد المقاومة بغزة.. من يقودها ومن المستفيد؟
الثورة / متابعات
في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرًا، شهدت الساحة الفلسطينية محاولات منظمة لتحريض الرأي العام ضد المقاومة ومحاولة زعزعة الحاضنة الشعبية.
وتأتي هذه الحملات التي يقودها الاحتلال وتنخرط فيها أطراف محسوبة على السلطة الفلسطينية وحركة فتح، التي غابت عن المشهد طوال فترة الحرب، ثم عادت لتوظيف أدواتها الإعلامية في تحريض الشعب الفلسطيني ضد فصائل المقاومة، في تماهِ واضح مع الخطاب الإسرائيلي. فكيف تفسَّر هذه المحاولات؟ ومن المستفيد منها؟
تحريض إعلامي متماهِ مع الاحتلال
منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، كثفت جهات في حركة فتح والسلطة هجماتها الإعلامية على المقاومة، متجاهلة الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين.
المثير للدهشة أن هذا الخطاب يتناغم بشكل كبير مع التصريحات الإسرائيلية، حيث استغل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التظاهرات الشعبية في غزة ليزعم أنها دليل على نجاح سياسات إسرائيل، كما دعا وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس سكان القطاع للخروج في مظاهرات ضد حماس.
وانطلقت قبل يومين تظاهرة في شمال غزة نادت لوقف الحرب والإبادة، وسرعان ما دخل على خطها مجموعة من الأفراد الذين رددوا هتافات مسيئة للمقاومة والشهداء الأبطال.
وأفردت القنوات العبرية وقنوات موالية لها مساحات واسعة للتغطية الإعلامية لحملات التحريض ضد المقاومة، واستضافت شخصيات محسوبة على فتح وأعطتها منصة للهجوم على حماس والمقاومة وتبرير إبادة الاحتلال، وهو ما يؤكد استغلال الاحتلال لهذه الأحداث لمحاولة تفجير الجبهة الداخلية في غزة.
وعمل هاربون من غزة، على تأجيج التحريض ونشر فيديوهات مفبركة لتظاهرات قديمة وضخ دعوات لتظاهرات جديدة كان اللافت أنها تجاهر بأنها ضد المقاومة وتتجاهل أصل السبب في الإبادة المستمرة منذ 18 شهرًا.
استغلال المعاناة لضرب وحدة الصف الفلسطيني
يرى مراقبون أن السلطة الفلسطينية تحاول توجيه الغضب الشعبي الناتج عن العدوان الإسرائيلي نحو المقاومة بدلاً من تحميل الاحتلال المسؤولية الحقيقية عن الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون.
وفي هذا السياق، يؤكد المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو أن الشعب الفلسطيني أصبح أكثر وعيًا بهذه المحاولات، مشيرًا إلى أن الاحتجاجات في غزة لم تكن رفضًا للمقاومة، بل صرخة غضب من المعاناة المتفاقمة بسبب الحرب.
وأضاف سويرجو في تصريح صحفي أن محاولة السلطة استغلال هذه الاحتجاجات للتحريض ضد المقاومة ستفشل، لأنها تتجاهل حقيقة أن الاحتلال هو من يمارس القتل والتدمير، مؤكدًا أن الأولى بفتح والسلطة توجيه هجومها نحو حكومة الاحتلال، بدلاً من تأجيج الخلافات الداخلية.
دور الإعلام الإسرائيلي في التحريض
وكشف الصحفي الإسرائيلي هاليل روزين، من القناة الـ14 العبرية، أن حكومة الاحتلال تراهن على الضغوط الداخلية في قطاع غزة كبديل عن الحرب البرية.
ويرى مراقبون أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى إشعال الانقسام الداخلي الفلسطيني، لإضعاف المقاومة وتهيئة الأجواء لأي ترتيبات سياسية مستقبلية تخدم المصالح الإسرائيلية.
مواقف فلسطينية ترفض التحريض
من جانبه، أدان القيادي الوطني عمر عساف محاولات “الاستغلال الرخيص” لمعاناة سكان غزة، مؤكدًا أن الإعلام الإسرائيلي وأذرعه يحاولون تأجيج الشارع الفلسطيني لضرب وحدة الصف الوطني.
وأضاف عساف أن الشعب الفلسطيني مُجمِع على خيار المقاومة، وأن أي محاولات لتحريضه ضدها لن تنجح، لأن الجميع يدرك أن الاحتلال هو العدو الحقيقي، وأن أي محاولات داخلية لضرب المقاومة تصب فقط في مصلحة إسرائيل.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، تحاول بعض الأطراف الداخلية استغلال معاناة الشعب الفلسطيني في غزة لضرب المقاومة وتشويه صورتها.
لكن الوعي الشعبي الفلسطيني يبقى الحاجز الأكبر أمام هذه المخططات، حيث يدرك الفلسطينيون أن الاحتلال هو العدو الحقيقي، وأن وحدة الصف هي السلاح الأقوى في مواجهة الجرائم الإسرائيلية.
أوسع من التنسيق الأمني
في الأثناء، قال الكاتب الصحفي عبدالرحمن يونس إن محاولات السلطة الفلسطينية وحركة فتح لتأجيج الرأي العام في غزة ضد المقاومة تأتي في سياق أوسع من التنسيق الأمني والسياسي مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذه التحركات ليست جديدة، لكنها باتت أكثر وضوحًا في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.
وأضاف يونس أن “السلطة غابت عن المشهد الفلسطيني طوال فترة الحرب، ولم تقدم أي دعم حقيقي لأهالي غزة، لكنها اليوم تعود فقط لتحريض الشارع ضد المقاومة، متناسية أن الاحتلال هو من يمارس الإبادة بحق الفلسطينيين.”
وأشار إلى أن الإعلام العبري يروج لهذه الحملات التحريضية، مما يؤكد وجود تماهي بين الخطاب الإعلامي للسلطة وخطاب الاحتلال، موضحًا أن “نتنياهو نفسه استشهد بالاحتجاجات في غزة ليبرر استمرار الحرب، وهذا دليل على أن هناك من يخدم الأجندة الإسرائيلية من الداخل الفلسطيني.”
وأكد يونس أن “الشعب الفلسطيني يدرك تمامًا هذه الألاعيب السياسية، ولن يقع في فخ تحميل المقاومة مسؤولية ما يجري، لأن الاحتلال هو العدو الأول والأخير، والمقاومة هي الخيار الوحيد أمام شعب يتعرض للقتل والدمار منذ عقود.”
وختم بقوله: “السلطة بدلًا من أن توجه سهامها نحو الاحتلال، تهاجم المقاومة وتروج لرواية الاحتلال، وهذا سقوط سياسي وأخلاقي ستكون له تبعات على المشهد الفلسطيني برمته.”