أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء، أن المفاوضات بشأن الرهائن الذين اختطفتهم حركة حماس منذ هجومها على إسرائيل، بلغت "أقرب نقطة" من التوصل إلى اتفاق، منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر.

وقال الأنصاري، في مؤتمر صحفي في الدوحة، إن "الوساطة وصلت إلى مرحلة حرجة ونهائية وتجاوزت القضايا الجوهرية والمحورية، والمتبقية هي قضايا محدودة، وبالتالي هذا يعني (أنها) في أقرب نقطة وصلنا إليها للوصول إلى اتفاق منذ بداية هذه الأزمة".

وأضاف "نحن متفائلون، متأملون جدا، لكننا أيضا حريصون جدا على نجاح هذه الوساطة في التوصل إلى هدنة إنسانية"، حسبما نقلته فرانس برس.

من جهته، قال مصدر مطلع لرويترز، الثلاثاء، إن الاتفاق الذي تتوسط فيه قطر بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح رهائن ووقف الأعمال القتالية لعدة أيام في "مراحله النهائية" وإنه "أقرب من أي وقت مضى".

وأضاف المصدر أن الاتفاق ينص على إطلاق سراح حوالي 50 رهينة من المدنيين محتجزين لدى حماس وإطلاق سراح نساء وأطفال فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لرويترز، في وقت سابق، الثلاثاء، إن الحركة الفلسطينية تقترب من اتفاق هدنة مع إسرائيل، حتى مع استمرار الهجوم القاتل على غزة وإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وتتجنب إسرائيل بشكل عام التعليق على وضع المحادثات التي تقودها قطر. ونقلت القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلي عن مصدر حكومي كبير لم تذكر اسمه القول "إنهم قريبون" لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل، وفقا لرويترز.

"تفاصيل الاتفاق المرتقب"

في السياق ذاته، كشف مصدران لشبكة "سي أن أن"، أنه يمكن الإعلان عن الاتفاق "في أقرب وقت اليوم".

وقال أحد المصدرين، إن "الإفراج عن السجناء الفلسطينيين يحتاج إلى موافقة الحكومة الإسرائيلية، ولكن لا يُتوقع أن يمثل ذلك عقبة".

ومن المنتظر أن ينص الاتفاق، بحسب ما نقلته الشبكة، على إطلاق سراح 50 رهينة من النساء والأطفال، مقابل وقف للقتال لمدة تتراوح بين 4 إلى 5 أيام، إضافة إلى تحرير ثلاثة سجناء فلسطينيين عن كل رهينة إسرائيلية، بحسب مصادر متعددة.

وبموجب الاتفاق الوشيك "ستجمع حماس أيضا أي رهائن إضافيين من النساء والأطفال خلال الفترة التي يتوقف فيها القتال مؤقتا - وهو أمر أصرت الحركة على أنها لا تستطيع القيام به حتى يتم التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار". 

ويبقى من المحتمل، وفقا للشبكة أن يمدّد وقف إطلاق النار المؤقت لأيام أخرى لإطلاق سراح المزيد من الرهائن.

وأفادت "سي أن أن"، بأن الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم "من جنسيات مختلفة"، مشيرة إلى أن "الطفلة الأميركية، أبيجيل إيدان، البالغة من العمر 3 سنوات، والتي تعد أصغر رهينة أميركية والتي قُتل والداها على يد حماس، أحد من يأمل الأميركيون في أن يطلق سراحهم أولا"، وفقا لما نقلته عن شخص مطلع.

ولم يتضح على الفور عدد المواطنين الأميركيين الآخرين الذين سيكونون من ضمن الرهائن الـ50 الذين سيطلق سراحهم ضمن الاتفاق المنتظر، وفقا للشبكة.

من جهته، أكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، صامويل وربرغ،  أن "الاتفاق قريب، لكن لم يتم التوصل إلى أي معطيات نهائية"، رافضا تقديم أي تفاصيل بشأنه على اعتبار أنه "ملف هش وحساس"، على حد تعبيره.

وأضاف وربرغ في لقاء مع قناة "الحرة"، أن واشنطن في تواصل مع أطراف بالمنطقة، من بينها قطر، لمناقشة إمكانية إطلاق سراح الرهائن، نافيا أن يكون "للولايات المتحدة أي تواصل أو علاقة مباشرة مع مجموعة حماس الإرهابية".

وفيما لفت المسؤول الأميركي، إلى أن  المناقشات "تجري دقيقة بدقيقة"، أوضح أن "التوصل لاتفاق بشأن الحرب لا يعني نهايتها".

وقال مصدر لـ"سي أن أن"، إنه "خلال الأيام التي سيتوقف خلالها القتال بشكل مؤقت، ستتوقف مسيرات الاستطلاع الإسرائيلية عن التحليق فوق شمال قطاع غزة، لمدة ست ساعات على الأقل كل يوم".

وتقود قطر جهود وساطة للإفراج عن المختطفين والتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في الحرب التي اندلعت إثر الهجوم المباغت الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، والذي أوقع بحسب السلطات الإسرائيلية 1200 قتيل، غالبيتهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال.

واتخذت حماس في الهجوم 240 مختطفا، بينهم أجانب، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، وتشن حملة قصف جوي ومدفعي كثيف، ما تسبب بمقتل 13300 شخص على الأقل في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وبينهم أكثر من 5600 طفل، وفق أحدث حصيلة لحكومة حماس.

ونجحت الوساطة القطرية حتى الآن في الإفراج عن أربع من الرهائن الإناث في أكتوبر الماضي.

والأحد، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، أن إنجاز اتفاق يتوقف على قضايا "بسيطة"و"لوجستية"، مشيرا إلى أنه "أكثر ثقة بأننا قريبون بما يكفي من التوصل إلى اتفاق"، بدون أن يعطي مهلة زمنية لذلك.

ورفض الأنصاري الخوض في "تفاصيل ما يجري حاليا في الوساطة"، مشيرا إلى أنه "من المهم جدا اختيار الوقت المناسب" لذلك.

ويتوقع أن يتيح الاتفاق إفراج الجانب الفلسطيني عن عشرات من المختطفين، مقابل إطلاق إسرائيل عددا من الفلسطينيين في سجونها، ووقف الأعمال القتالية لأيام معدودة، وفق ما أفادت مصادر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكالة فرانس برس.

وقال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، الثلاثاء، إن "الحركة سلمت ردها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصل لاتفاق الهدنة".

وأتى تصريح هنية المقيم في الدوحة، بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن "اعتقاده" بأن الاتفاق وشيك.

وسأل أحد الصحفيين الرئيس الأميركي على هامش حفل أقيم في البيت الأبيض "هل هناك اتفاق وشيك لإطلاق سراح الرهائن؟"، فأجابه "أعتقد ذلك". وحين كرر الصحفي السؤال، رد بايدن "نعم".

ورفض الأنصاري الدخول في تفاصيل الاتفاق الذي يتم التفاوض بشأنه، قائلا "لقد رأينا الكثير من التسريبات.. لكننا نفضل الاحتفاظ بتصريحاتنا، حتى يتخذ قرار نهائي بشأن الاتفاق".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: التوصل إلى إطلاق سراح إلى أن

إقرأ أيضاً:

السيسي يحذّر من توسع الصراع بالمنطقة ويطالب بوقف إطلاق النار

طالب رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، السبت، المجتمع الدولي، بـ"اتخاذ خطوات جادة لتفادي صراع غير مسبوق بالمنطقة"، محذّرا في الوقت نفسه ما وصفه بتوسع الصراع بالمنطقة على نحو يتسم بالخطورة البالغة.

وأكّد السيسي، خلال استقبال أورسولا فون دير لاين، وهي رئيسة المفوضية الأوروبية، على هامش انعقاد مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي المنعقد بالقاهرة؛ على "ضرورة تكاتف الجهود الدولية للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار".

كذلك، شدّد السيسي، على إنفاذ المساعدات الإغاثية إلى القطاع بصورة عاجلة ومكثفة، تفاديًا للكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة. مجدّدا تحذير مصر من احتمالات توسّع الصراع التي تتزايد حاليا على نحو يتسم بالخطورة البالغة.

وفي السياق نفسه، طالب السيسي، المجتمع الدولي، باتخاذ خطوات جادة وسريعة لتفادي انزلاق المنطقة إلى دائرة جديدة وغير مسبوقة من الصراع.

إلى ذلك، اتفق كل من رئيس النظام المصري ورئيسة المفوضية الأوروبية،  على أن "التوصل لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفقًا لقرارات الشرعية الدولية، سيظل السبيل الأمثل لضمان الاستقرار المستدام بالمنطقة".

تجدر الإشارة إلى أن موقع "أكسيوس" الأمريكي، كان قد قال، صباح السبت، نقلا عن ثلاثة مصادر وصفها بالمطّلعة أن "الولايات المتحدة اقترحت صياغة جديدة على أجزاء من الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس في مسعى لإبرام الاتفاق".


ووفق الموقع نفسه، تم العمل على "الصياغة الجديدة بالاشتراك مع وسطاء المفاوضات، قطر ومصر، حيث تركّز على إحدى بنود الاتفاق المتعلقة بالمفاوضات بين إسرائيل وحماس خلال تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة بهدف تحديد شروط محددة للمرحلة الثانية والتي تشمل التوصل إلى الهدوء المستدام في غزة".

كذلك، قالت المصادر، بحسب الموقع الأمريكي نفسه، أن "حماس تريد خلال المفاوضات مناقشة مسألة تبادل الأسرى فقط، وفي المقابل تخطط إسرائيل لإثارة مسألة نزع السلاح في غزة". فيما أكد أحد المصادر على مسألة سير المفاوضات أن "الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لإيجاد صيغة تسمح بإبرام صفقة". 

تجدر الإشارة إلى أنه لليوم 267، يستمر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما أعلنت إسبانيا عن انضمامها لقضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية.

مقالات مشابهة

  • بن غفير: ممنوع التوصل إلى اتفاق مع حماس وإذا توقفت الحرب ضدها لن أكون في الحكومة
  • نتنياهو: لن ننهي الحرب في غزة حتى نحقق كل أهدافنا
  • اتصالات مصرية تركية مع هنية وأنباء عن تقديم الوسطاء مسودة جديدة للاتفاق
  • مسؤول إسرائيلي: تل أبيب ترصد إمكانية تغير موقف حماس من مقترح صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل ترفض أي تعديلات على مقترح بايدن لوقف القتال في غزة
  • تلقته في 24 يونيو.. حماس توضح موقفها من آخر اقتراح لوقف إطلاق النار
  • تظاهرات في إسرائيل تطالب بإطلاق سراح المختطفين وإنقاذ مناطق الشمال
  • مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة اقترحت لغة جديدة بشأن مقترح الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة
  • السيسي يحذّر من توسع الصراع بالمنطقة ويطالب بوقف إطلاق النار
  • صياغة جديدة لمقترح «بايدن».. محاولات أمريكية لإتمام اتفاق بين إسرائيل وحماس (فيديو)