تحت العنوان أعلاه، كتب الباحث في الشؤون التركية يوري مواشيف عن حاجة أنقرة إلى مواجهة حقيقة نظرة الغرب إلى تركيا، وعدم إضاعة الوقت في خداع النفس.
وجاء في المقال: لقد أصبح الصدع بين الحضارات، في العلاقات بين تركيا والغرب الجماعي، ملحوظا بوضوح أكبر. ولعل مسألة انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي توضح هذه العملية.
فقد عد الجانب التركي الموافقة على الطلبين السويدي والفنلندي سابقًا ذريعة رخيصة ووسيلة لإقامة اتصالات مع "المهيمن العالمي". ومن الواضح، هنا، أن شيئاً غير متوقع قد حدث، ألا وهو تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
نعم، الحديث يدور عن مناطق مختلفة. المسافة من السويد إلى إسرائيل حوالي 1700 كيلومتر. لكن خطاب الرئيس أردوغان أدى إلى تقصير هذه المسافة بشكل كبير على المستوى السياسي. والحقيقة هي أن الزعيم التركي، حتى خلال المظاهرة التاريخية المناهضة لإسرائيل في إسطنبول، لم ينتقد الدولة اليهودية وحدها، بل أكد على المواجهة بين الحضارات والتناقضات بين الشرق والغرب. لا شك في أن السويد، في نظر الناخبين الأتراك، تشكل جزءاً لا يتجزأ من الغرب.
لذلك، بعد هذا الخطاب الناري للرئيس، أصبح الشيء الأهم واضحًا: على الأقل حتى نهاية الصراع في غزة، سيتعين على أنقرة إيجاد أي سبب رسمي لتأخير النظر في طلب السويد. وبخلاف ذلك، فإن أردوغان يخاطر بشكل كبير بأصوات الناخبين المحافظين.
وكان الخلاف بين تركيا وحلفائها الغربيين واضحا خلال زيارة أردوغان الأخيرة إلى ألمانيا.
كما أن الأزمة واضحة في منطقة القوقاز، حيث تتعرض أذربيجان، الحليف الرئيس لتركيا في المنطقة، لضغوط منهجية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
لذا، فإن الغرب الجماعي يشير بوضوح، من خلال موقفه، إلى أن تركيا وحلفائها كانوا وسيظلون غرباء عنه. وهكذا، فلا ينبغي أن يكون لدى أردوغان أي أوهام بأن أي إجراءات تجميلية مثل "قبول السويد في حلف شمال الأطلسي" يمكن أن تغير هذا الوضع.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أوروبا الاتحاد الأوروبي حلف الناتو
إقرأ أيضاً:
أردوغان يأمل في أن تصبح العلاقات التركية - الأمريكية أقوى خلال عهد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأعرب أردوغان - في تصريحات نقلتها قناة "إيه نيوز" التركية في نشرتها الناطقة بالإنجليزية - عن أمله في أن تصبح العلاقات التركية - الأمريكية أقوى خلال هذا العصر الجديد، وأن تنتهي الأزمات والحروب الإقليمية والعالمية، وخاصة في فلسطين والحرب الروسية - الأوكرانية.
كما أعرب الرئيس التركي عن اعتقاده بأنه سيتم بذل المزيد من الجهود من أجل عالم أكثر عدالة.
وكان دونالد ترامب قد أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية على منافسته الديمقراطية "كمالا هاريس".