تأهيل وتمكين.. خبير تعليم يكشف رؤية الجامعات في بناء مستقبل الشباب
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، الخبير التربوي، إن ملتقيات التعليم في الجامعات تعد منصة حيوية للشباب، حيث تفتح أفقًا جديدًا للتعبير عن الذات وتطوير قدراتهم، موضحًا إنها تمثل أكثر من مجرد فعاليات علمية، بل تمنح الشباب الفرصة للمشاركة في مختلف الأنشطة والتفاعل مع أقرانهم، مما يسهم في بناء شخصياتهم وتعزيز الثقة بأنفسهم.
وأشار أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى أن هذه اللقاءات تعزز التواصل الإيجابي بين أعضاء المجتمع الجامعي، ويتم تحفيز التفاعل وتبادل الأفكار، مما يفتح الباب للتعاون في مشاريع مشتركة، ويحفز هذا التفاعل التفكير الإبداعي ويساهم في إيجاد حلول للتحديات الاجتماعية والعلمية.
أحد أركان التعليم العالي
وأكد الخبير التربوي، أن باعتبارها أحد أركان التعليم العالي، تثبت ملتقيات التوظيف في الجامعات أهميتها في تنمية الشباب وإعدادهم للمستقبل، موضحًا إنها ليست مجرد أماكن لنقل المعرفة، بل هي مجتمعات ديناميكية تعزز التفاعل وتطوير الذات وتعزيز روح الابتكار والإبداع.
وأوضح الدكتور حسن شحاتة، أن ملتقيات التوظيف في الجامعات تعتبر نافذة حيوية تتيح للطلاب الفرصة لاستكشاف عالم العمل وتحديد مساراتهم المهنية، ورغم أهمية هذه الملتقيات، يظل هناك تحديات يجب مواجهتها لضمان توجيه الشباب نحو التخصصات التي تلبي احتياجات سوق العمل.
دور الجامعة في خدمة المجتمعوأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أن ملتقيات التوظيف تعد نقطة تلاقٍ بين الجامعة وسوق العمل، حيث تبرز البرامج التعليمية والمهنية والاستشارية والبحثية التي تقدمها الجامعة، ويتيح ذلك للطلاب الفرصة لاكتساب المهارات والخبرات التي تعزز فرصهم في الحصول على وظائف مستقبلية.
تحديات توظيف الخريجين
وأشار الخبير التربوي، إلى أن رغم وجود هذه الملتقيات، تظل هناك تحديات توظيف الخريجين، حيث يحتاج السوق إلى كفاءات محددة قد لا تلبيها بعض التخصصات الأكاديمية، ولذلك يتم عقد ملتقيات التوظيف ليتكون تكاملًا أكبر بين الجامعات والشركات لتحديد احتياجات السوق وتوجيه البرامج التعليمية نحو تلبية هذه الاحتياجات.
ولفت الدكتور حسن شحاتة، إلى أهمية دور الطلاب في خدمة المجتمع والدولة، حيث يعتبرون عنصرًا حيويًا في مسار التنمية، وتعزز المبادرات الطلابية فهمهم للمسؤوليات الاجتماعية وتحفزهم على المساهمة الفعالة في تطوير المجتمع.
استمرار التفاعل
وشدد أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، على أهمية اقامة ملتقيات الابتكار التي تشجيع ريادة الأعمال وربط التعليم بالصناعة، وأن يكون التفاعل مستمرًا، وأن يكون لدى الطلاب الجدد روح التفاعل، ويكتسبون الخبرات التي تساهم في نموهم الشخصي والمهني، مما يتيح لهم ذلك استخدام الجانب التعليمي في هذه الفعاليات للارتقاء بمستواهم الشخصي والأكاديمي.
وأعلنت وزارة التعليم العالي تنظيم صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ملتقى الابتكار على هامش ICT Cairo معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا، الذي سيُقام في الفترة من 19 إلى 22 نوفمبر الجاري، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
وأكد الدكتور ضياء خليل المدير التنفيذي لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، أن تنظيم الصندوق لملتقى الابتكار بمعرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا، يأتي في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030 والتي ترتكز في أحد محاورها على تشجيع ريادة الأعمال، وربط التعليم بالصناعة، مشيرًا إلى أن ملتقى الابتكار يهدف إلى توفير منصة تجمع بين رواد الأعمال، والخبراء، والجهات الداعمة لقطاع ريادة الأعمال؛ بهدف تبادل الخبرات، والمعرفة، وتعزيز التعاون من أجل تطوير وتنمية الشركات الناشئة.
وأضاف أن صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ سيقدم من خلال ملتقى الابتكار العديد من الخدمات المختلفة لرواد الأعمال، والتي من بينها تقديم التمويل للشركات الناشئة المصرية في مرحلة التأسيس أو النمو، بالإضافة إلى تقديم الصندوق خدمات التوجيه والإرشاد لرواد الأعمال، من خلال شبكة من الخبراء والموجهين في مجال ريادة الأعمال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامعات ملتقیات التوظیف التعلیم العالی ریادة الأعمال
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: حملة مدمرة تطال التعليم الجامعي في أميركا
استضاف صحيفة نيويورك تايمز حوارا عبر الإنترنت مع كتاب أعمدة الرأي، ماشا جيسين وتريسي ماكميلان كوتوم وبريت ستيفنز، حول ما أسموه "الحملة المُدمِّرة" التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفاؤه على التعليم العالي، مستعرضين كيف أضعفت الجامعات نفسها عبر سلوكيات داخلية وتغيرات ثقافية، جعلتها أهدافا سهلة للهجمات السياسية الشرسة.
وافتتح باتريك هيلي نائب رئيس تحرير قسم الرأي بالصحيفة الحوار بحديث دار بينه مع رئيس جامعة أخبره بأنه نُصح بتعيين حارس شخصي، وقال إنه لم ير هذا القدر من الخوف في عالم التعليم العالي من قبل، وأوضح أن العديد من رؤساء الجامعات "يخافون بشدة" من خفض إدارة ترامب لتمويلهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون: استخدام فرنسا الأسلحة الكيميائية بالجزائر قررته أعلى مستويات الدولةlist 2 of 2جدعون ليفي: أنى لرئيس الشاباك أن يقدم دروسا في الأخلاق حتى لنتنياهو؟end of listوأشار رئيس الجامعة إلى ما يطلقه إيلون ماسك، مستشار الرئيس المقرَّب، من هجمات عبر منصته (إكس)، وإلى دخول عملاء دائرة الهجرة والجمارك الأميركية الحرم الجامعي، وإلى رسائل البريد الإلكتروني الغاضبة التي تغمر صناديق بريدهم، وإلى احتجاجات الطلاب على غزة وإسرائيل، والقلق من التعرض للاستهداف بالعنف.
وأضاف رئيس الجامعة أن الرؤساء والأساتذة قد استهانوا بأمور كثيرة، وظنّوا أنه سيُنظر إليهم دائما على أنهم "منفعة عامة" تُفيد المجتمع، لكنهم أصبحوا يُعتبرون نخبويين ومتعالين على الأميركيين العاديين، مذكرا بأن الأميركيين يكرهون بشدة النخب التي تتعالى عليهم، والآن نشهد محاسبة كبيرة للتعليم العالي أيديولوجيا وثقافيا وماليا، يقودها ترامب واليمين.
إعلان
ووجه باتريك هيلي، الذي قال إنه كان مراسلا للتعليم العالي عندما كانت الجامعات قبل عقدين تحظى بإعجاب واسع في أميركا، إلى الكتاب نفس السؤال الذي وجهه إلى رئيس الجامعة، قائلا "ما الخطأ الذي ارتكبه التعليم العالي؟ وكيف أصبحت الكليات فريسة سهلة؟"
انعدام الثقة بالجامعاتاتفق المشاركون في الحوار على أن الجامعات الأميركية، التي كانت تُعتبر يوما ما مصدر فخر للبلاد، تواجه الآن أزمة وجودية، وأرجعوا السبب في ذلك إلى أن صورة المؤسسات الأكاديمية تغيرت من كونها ذات "منفعة عامة" إلى كونها كيانات تُوصف بالانعزال والنخبوية والاستعلاء.
وقد أدى هذا التغير إلى انعدام الثقة بالجامعات من قِبل قطاعات واسعة من المجتمع الأميركي، وقد استفادت إدارة ترامب من هذه الفجوة المتزايدة بين النخب الأكاديمية والعامة للتحريض عليها تحت شعارات مثل "مكافحة النخب" و"العدل في تمويل الجامعات".
ويرى ستيفنز أن المشاكل بدأت من داخل الجامعات نفسها، حيث أدى الاهتمام المفرط بالتنوّع والهويات إلى تقييد حرية التعبير والتفكير، وضرب مثلا على ذلك بحادثة جامعة ييل عام 2015، التي أظهرت كيف بات الطلاب أكثر حساسية تجاه المواضيع الثقافية، مما يعكس نزعة تعزيز الهوية على حساب الحوار المفتوح.
وقال ستيفنز إنه أدرك في تلك اللحظة أن ثمة خطأ فادحا، واتضح له أن قيمتين من قيم الجامعة الحديثة تتعارضان بشدة، التنوع وحرية التعبير، إذ أصبحت بعض الآراء تمنع لأنها تُسيء إلى جماعة أو تُخالف المعتقدات السياسية التقليدية، أو لأنها تقال من قِبل شخص ينتمي إلى هوية عرقية أو إثنية مختلفة.
ومع ذلك انتقد ستيفنز ترامب، مشيرا إلى أن استغلال الإدارة لهذه القضايا لتحقيق أهدافها السياسية يهدد الأسس الفكرية للجامعات.
وأشارت تريسي إلى أن النقد المحافظ للجامعات غالبا ما يضخم الأحداث الفردية لتبدو وكأنها انعكاس لحالة شاملة، وجادلت بأن العديد من مؤسسات التعليم العالي ليست جزءًا من هذه النخبوية المستهدَفة، بل هي جهات تقدم خدمات تعليمية للمجتمع دون الموارد الكافية.
إعلان الأزمة تتجاوز الجامعاتوخلصت الكاتبة إلى أن المشاكل تتجاوز ترامب، مؤكدة أن هناك أزمة اقتصادية وثقافية أوسع تعاني منها الجامعات، تتمثل في تراجع وعد التعليم العالي بتحقيق الحراك الاجتماعي كما كان في الماضي.
أما ماشا جيسين فوصفت الهجمات على الجامعات بأنها جزء من حملة أوسع ضد كل ما هو فكري وعلمي في المجتمع الأميركي، وهي ترى أن المشكلة لا تنحصر فقط في سياسات ترامب والمحافظين، بل تمتد إلى أزمة اجتماعية أعمق تتعلق بالتفاوت الطبقي والانقسام الثقافي، مؤكدة أن الجامعات شاركت على مدى عقود، في خلق هذه الفجوات الاجتماعية من خلال النخبويّة والانعزال عن عامة الشعب.
ووصل النقاش إلى أن الجامعات أصبحت رمزا "للعدو النخبوي" في الخطاب السياسي، إذ يرى المحافظون أن النقاشات الثقافية داخل الجامعات، مثل قضايا العرق والجندر، تتعارض مع القيم التقليدية، وبالفعل أصبحت سياسات الجامعات المفتوحة على الطلاب الدوليين وموضوعات مثل العدالة الاجتماعية أدوات يستغلها ترامب والمتحالفون معه لتأجيج الانقسام.
وفي هذا السياق، ركز المشاركون في النقاش على قضية اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل، منظم المظاهرات المؤيدة لفلسطين في جامعة كولومبيا، ورأوا أن اعتقاله الذي تم تبريره باعتباره إجراءً قانونيا، كان جزءا من محاولة أوسع لتعزيز الخوف وإخماد المعارضة داخل الجامعات، واعتبرت تريسي وماشا أن القضية لا تتعلق بخليل كشخص، بل هي "اختبار لضبط حدود الخطاب السياسي".
وخلص الحوار إلى أن الهجمات على الجامعات ليست مجرد نزاعات سياسية سطحية، بل هي جزء من معركة أعمق حول الهوية الثقافية والاجتماعية للولايات المتحدة، وهي ليست محصورة في التعليم العالي وحده، بل تمتد إلى أزمة ثقة أوسع في المؤسسات العامة، ولذلك يتطلب الأمر قيادة جريئة من رؤساء الجامعات، وتحركا جماعيا، لمواجهة هذا التهديد الذي قد يعيد تشكيل المجتمع الأميركي لسنوات قادمة.
إعلان