قنصل مصر بجدة: المشاركة في الانتخابات الرئاسية واجب وطني
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
رحب السفير أحمد عبدالمجيد، قنصل عام مصر في جدة بالمملكة العربية السعودية، بالسفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، منوها إلى أن القنصلية في جدة قامت بإرسال 15 مهمة خلال عام للمناطق النائية بالسعودية، من بينها مناطق نجران، تبوك، المدينة، وقد تصل البلدة الواحدة إلى 3 و4 مهمات في السنة.
وأشار السفير أحمد عبدالمجيد إلى أن القنصلية المصرية في جدة تولي اهتماما خاصا بملف التحول الرقمي، مضيفًا أن يتم العمل على استلام جواز السفر بعد الانتهاء من إجراءاته من خلال الشخص نفسه عبر شركة شحن حيث كان أحد المعوقات التي تواجه المصريين بالخارج أثناء فترة كورونا، وسيتم العمل على التحول الرقمي بذات الطريقة في التعامل مع التوكيلات والأوراق القانونية الأخرى، بجانب بحث إمكانية تطبيق البصمة الإلكترونية، في المعاملات التي تقدم بالسفارة، بدلًا من البصمات التقليدية بالحبر.
وأكد قنصل مصر العام في جدة أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية واجب وطني وأن هناك تنسيقا بين مؤسسات الدولة لتيسير مشاركة المصريين بالخارج في الانتخابات في مختلف سفاراتنا وقتصلياتنا حول العالم، مثمنًا جهود السفيرة سها جندي للقيام بجولات خارجية في وقت قياسي للقيام بهذه المهمة وربط المصريين بالخارج بوطنهم الأم.
ومن ناحيتهم، أكد رجال الأعمال والمستثمرين المصريين المشاركين في اللقاء، أنهم يجددون العهد للوقوف إلى جانب الوطن ودعم تنميته، والتعريف بمختلف فرص الاستثمار في مصر، معربين عن شكرهم للسفيرة سها جندي لما تبذله من جهود كبيرة على مدار الساعة لخدمة المصريين بالخارج، وتوفير المزيد من المحفزات والميزات لأبناء مصر بالخارج، وربطهم بالوطن، ومن بينها اللقاءات الافتراضية ضمن مبادرة "ساعة مع الوزيرة"، والجولات الخارجية ضمن حملة "شارك بصوتك".
كما أعرب رجال الأعمال والمستثمرين المصريين عن استعدداهم الكامل لدعم مصر اقتصاديا، مثمنين جهود وزيرة الهجرة في تأسيس الشركة الاستثمارية للمصريين بالخارج، وكذلك مساعيها المستمرة حتى إعادة فتح مبادرة السيارات للمصريين بالخارج مرة أخرى، معربين عن تطلعهم للمشاركة في الاقتصاد المصري والانضمام للشركة، للاستفادة من مختلف المزايا التي تتيحها الدولة المصرية.
كما قدم رجال الأعمال والمستثمرين المصريين مقترحًا لعمل معرض للمنتجات المصرية للبيع المباشر، بحيث يتم الدفع بالعملة الصعبة في الخارج والاستلام في مصر، في اطار دعم الآباء في الخارج زفاف ابنائهم وتأثيث اماكن سكن العائلة في مصر، كما طلبوا إتاحة عرض منتجاتنا التراثية بشكل إلكتروني وإتاحة سبل التوصيل للخارج، وفي هذا الصدد، تعهدت وزيرة الهجرة بعمل نافذة مخصصة ضمن تطبيق المصريين بالخارج، تحت عنوان سوق المصريين في الخارج، ليكون نافذة على المنتجات المصرية وطرح شرائها للمصريين بالعملة الصعبة والتسليم في مصر وطرح منتجاتنا التراثية، التي تبدعها الأسر المنتجة والفنانون المصريون في مختلف المجالات ودراسة اليات التسليم في الخارج، ما يدعم ريادة الأعمال والصناعات الصغيرة والمشاركة من خلال هذه الفرص ايضا في خلق بدائل آمنة للهجرة غير الشرعية.
وفي ختام اللقاء، أوضحت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن القنصلية المصرية العامة في جدة من أنشط القنصليات بما تمتلكه من قوى ناعمة وتأثير متميز، مشيدة باختيار السفير أحمد عبد المجيد لهذا المنصب، مشيرة إلى أنه مكسب للمصريين في السعودية وسيترك بصمة جيدة مع الأشقاء في المجتمع السعودي، مؤكدة سعادتها لما وجدته من حفاوة استقبال المصريين بالخارج، والنماذج المتميزة من أبناء الجالية المصرية في المملكة العربية السعودية.
وأشادت السفيرة سها جندي بحرص المصريين بالخارج على حضور هذا اللقاء الثريّ، حيث أوضحت أن وزارة الهجرة على عهدها بأن تكون صوتًا للمصريين بالخارج وسندًا لهم وحلقة الوصل لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم في وطنهم، مؤكدة: "نحن سند لكل مصري بالخارج وحريصون على حل ما يواجه المصريين بالخارج من عقبات، وتيسير مصالحهم، بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة المصرية، التي لا تألو جهدًا في خدمة المصريين حول العالم"، مضيفة أن فريق عمل الوزارة حريص على متابعة المصريين بالخارج، على مدار الساعة، وسنظل في تناغم لخدمة وطننا الغالي مصر، ونلتقي مرات ومرات بعد الانتخابات الرئاسية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية وزيرة الهجرة السفيرة سها جندي المصریین بالخارج فی الخارج سها جندی فی مصر فی جدة
إقرأ أيضاً:
وصية القزاز للمعارضة المصرية.. حوار وطني جامع
قبل ساعات قليلة من وفاته يوم الأربعاء الماضي 18 كانون الأول/ ديسمبر 2024، حرص الأكاديمي والسياسي المصري يحيي القزاز على توجيه وصية سياسية لرفاق دربه من القوى السياسية في مصر، وخص بالرسالة الحركة المدنية الديمقراطية، لكنه أرسلها بشكل منفرد أيضا إلى العديد من أصدقائه لعلها تجد صدى، وقد كانت بمثابة النداء الأخير منه للمعارضة المصرية للمسارعة بعقد حوار وطني جامع على قاعدتي المواطنة والدولة المدنية.
كان القزاز سياسيا وأكاديميا مصريا صعب المراس، قضى حياته مناضلا من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، شارك في تأسيس حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، وفي تأسيس حركة كفاية، وكذا في تأسيس حركة تمرد التي كانت الواجهة الشبابية المدنية للجيش للانقلاب على الرئيس محمد مرسي رحمه الله، لكنه اختلف مع السلطة الجديدة عقب تفريطها في جزيرتي تيران وصنافير، ثم فشلها في إدارة أزمة سد النهضة الأثيوبي، وأصبح واحدا من ألد خصومها. ودفع ثمنا باهظا لذلك باعتقاله، وفصله من عمله الجامعي، وأخيرا حصار أسرته، ومنع نجله من السفر للعمل في إحدى الدول العربية التي حصل على عقد للعمل فيها، وكذا منع زوجته من السفر لأداء العمرة بطريقة مهينة، ووضع الأسرة عموما على قوائم الاشتباه والمنع من السفر، وهو ما لم يستطع القزاز احتماله، فنقل إلى المستشفى لعدة أيام فارق بعدها الحياة.
الوصية التي أوصى بها القزاز المعارضة المصرية التي انتمى إليها ردحا من الزمن، وكان من أبرز وجوهها، كانت بحق وصية مودع، ظهر ذلك في صياغتها، وفي تفصيلاتها، وقد جاءت عقب سلسلة من التغريدات التي حذر فيها من تصاعد المخاطر على مصر من جميع النواحي
وقد وجه قبل وفاته العديد من الرسائل العلنية للنظام للتوقف عن ملاحقة ومعاقبة أسرته التي لا ذنب لها، بل دعا السيسي مباشرة للقبض عليه واعتقاله شخصيا، أو حتى الأمر باغتياله، بدلا من معاقبة الأسرة.
الوصية التي أوصى بها القزاز المعارضة المصرية التي انتمى إليها ردحا من الزمن، وكان من أبرز وجوهها، كانت بحق وصية مودع، ظهر ذلك في صياغتها، وفي تفصيلاتها، وقد جاءت عقب سلسلة من التغريدات التي حذر فيها من تصاعد المخاطر على مصر من جميع النواحي، وفي آخر تغريدة له قبيل وفاته كتب: "واضح أن السلطة مستمرة في غيها وعنادها، ولم تتعلم شيئا من ماض ولا من حاضر.. الخطر يحيط مصر من جميع الجهات. والحوار من طرف واحد لرأس السلطة هو تقطيع طرق النجاة لمصر وخنقها.. عناد الحكام يدمر الدول لأنهم يملكون سلطة القرار، والشعب يدفع الثمن.. السياسات الحالية تعجل بتدمير الدولة ورحيل السلطة".
حرص القزاز في دعوته على شمولها للجميع، مستشهدا بدعوة المجتمع الدولي لحوار مجتمعي سوري بلا إقصاء بمن في ذلك من قامت الثورة عليهم، ومؤكدا ضرورة أن تكون الدعوة للحوار في مصر بمبادرة وطنية (بيدي لا بيد عمرو)، وأن لا تستثني أحدا إلا من يرفض قاعدتها، وأن يصل الحوار إلى توصيات حقيقية، وتحميل كل طرف مسئوليته. ولم ينس القزاز في نهاية دعوته التنبيه إلى احتمال اعتقال الداعين والمشاركين، لكنه يرى أن هذا الاعتقال نتيجة عمل لإنقاذ الوطن سيكون أفضل من الاعتقال بلا سبب!!
عرفت القزاز رحمه الله مبكرا، وتعمقت علاقتنا في أيام الثورة المصرية، لكننا تباعدنا مع تباعد مواقفنا السياسية، ثم استعدنا علاقتنا الطيبة بعد انتقاله من مربع الدعم إلى مربع المعارضة للنظام. تناقشنا كثيرا حول هموم الوطن، والسعي لإنقاذه، ورغم خصومته الشديدة لجماعة الإخوان المسلمين إلا أنه أقر في نهاية حياته أن الوطن يسعنا جميعا، بل لا نجاح لأي جهد لإنقاذه إلا بمشاركة الجميع بمن فيهم الإخوان، وراح ينشر هذه التوجهات عبر تغريداته على موقع إكس (تويتر سابقا)، حيث لم يكن من رواد فيسبوك، كما حرص على استمرار التواصل معي حتى في لحظات مرضه، وكان من بين ما ناقشناه فكرة الحوار الوطني الجامع التي كتبها في وصيته الأخيرة.
الأجواء مهيأة الآن للبدء في تنفيذ هذا الحوار الجامع على القاعدتين اللتين ذكرها الفقيد في وصيته، وهناك الكثير من الأصوات العاقلة تعالت مؤخرا في هذا الاتجاه، خاصة بعد انتصار الثورة السورية، وتمكنها من الإطاحة بحكم الأسد رغم ما توفر له من حماية عسكرية وأمنية محلية وخارجية
لم تكن الدعوة لحوار وطني شعبي غائبة من قبل، بل تم تنفيذها بالفعل على مستوى المعارضة المصرية في الخارج وبمشاركة من بعض الشخصيات في الداخل، وذلك عقب دعوة السيسي لحوار وطني اقتصر على مكونات تحالف 30 يونيو (ليس جميعها)؟ وقد استمر الحوار الشعبي في الخارج لمدة 17 يوما، (7-24 آب/ أغسطس 2022)، ودارت نقاشاته حول 3 محاور في السياسة والاقتصاد والأمن القومي. وقد تزعّم هذا الحوار الدكتور أيمن نور، والدكتور حلمي الجزار، والدكتور ممدوح حمزة، لكن دعوة يحيي القزاز جاءت من الداخل، حيث يخشى معظم رموز المعارضة المشاركة مع معارضة الخارج تجنبا للملاحقة الأمنية.
والسؤال الآن: هل سيبادر رفاق يحيي القزاز سواء في الحركة المدنية التي وجه لها وصيته أو غيرها من الرموز السياسية لإنفاذ هذه الوصية؟
في اعتقادي أن الأجواء مهيأة الآن للبدء في تنفيذ هذا الحوار الجامع على القاعدتين اللتين ذكرها الفقيد في وصيته، وهناك الكثير من الأصوات العاقلة تعالت مؤخرا في هذا الاتجاه، خاصة بعد انتصار الثورة السورية، وتمكنها من الإطاحة بحكم الأسد رغم ما توفر له من حماية عسكرية وأمنية محلية وخارجية. والجميع الآن سواء داخل الحركة المدنية أو خارجها في اختبار عملي لإنفاذ هذه الوصية، والتي هي فرصة جديدة لإنقاذ الوطن.. رحم الله يحيي القزاز وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
محمد باكوس
لا يفوتني في هذا المقام نعي وطني مصري آخر هو صانع المحتوى محمد باكوس، والذي وافته المنية أمس السبت في العاصمة القطرية الدوحة التي لجأ إليها عقب انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013، وقدم من خلال شاشة الجزيرة العديد من الأعمال الفنية الساخرة، ليقتصر لاحقا على قناته الشخصية على يوتيوب.
وقد ظل باكوس على اتصال بأصدقائه حتى قبل ساعات قليلة من وفاته، لكن حُرم من لقاء أسرته، التي لم تتمكن حتى من المشاركة في توديع جثمانه.. رحمه الله رحمة واسعة.
x.com/kotbelaraby