أحدهما ساعة الحساب... هدفان لنتنياهو من التصعيد مع حزب الله
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
منذ أيام، يتعمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو تصعيد المواجهة العسكرية مع جماعة "حزب الله" عبر الحدود اللبنانية، إذ يسعى إلى تحقيق هدفين على خلفية إخفاقه أمام حركة "حماس" الفلسطينية، بحسب يزيد صايغ غي تحليل بمؤسسة "كارنيجي" البحثية في واشنطن (Carnegie).
وبوتيرة يومية منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يتبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفا متقطعا مع "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان؛ ما خلّف قتلى وجرحى من الجانبين.
والثلاثاء، قصفت إسرائيل بالمدفعية مركزا للجيش اللبناني في الجنوب؛ ما تسبب بأضرار مادية كبيرة، كما شنت غارات على بلدات حدودية أودت بحياة 4 مدنيين بينها صحفيان من تلفزيون "المنار" التابع لـ"حزب الله".
وهذه المواجهات تستمر على وقع حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال منذ 46 يوما على قطاع غزة، وخلّفت أكثر من 13 ألفا و300 شهيد، بينهم ما يزيد عن 5 آلاف و600 طفل و3 آلاف و550 امرأة، فضلا عن أكثر من 31 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وبحسب صايغ، "نقلت مصادر أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أجرى محادثةً مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، أعرب فيها عن قلقه حيال خطورة دور إسرائيل في تصعيد التوتر العسكري على الحدود مع لبنان، متخوّفا من أن يسفر ذلك عن اندلاع حرب إقليمية".
واعتبر صايغ أنه "حتى الآن لا توجد ضرورة استراتيجية تُملي على إسرائيل توسيع رقعة صراع غزة، لكن المنطق السياسي الذي يسيّر سلوك نتنياهو، يجعل من استمرار هذا الصراع وتصعيده ليشمل جبهات أُخرى بمثابة خياره التلقائي، ما يشكل خطرا حقيقا على الجميع".
وشدد على أنه منذ هجوم "حماس"، في 7 أكتوبر الماضي، "أظهر نتنياهو في مناسبات كثيرة اندفاعه نحو السياسات الارتجالية غير المحسوبة".
وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني، شنت "حماس" في ذلك اليوم هجوم "طوفان الأقصى" على مستوطنات محيط غزة، فقتلت 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 وأسرت نحو 240، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء في سجون الاحتلال.
اقرأ أيضاً
استشهاد 4 مدنيين بينهما صحفيان بقصف إسرائيلي جنوبي لبنان
سياسات فاشلة
وعلى الرغم من أنها غير مترابطة، إلا أنه يوجد منطق واتساق خلف تصريحات وتغريدات نتنياهو بشأن قضايا منها المسؤولية عن الفشل في توقع ومواجهة هجوم "حماس" وكذلك مستقبل غزة، كما أضاف صايغ.
وتابع أن "نتنياهو يسعى من خلالها إلى تحقيق هدفين، الأول هو "تأخير اللحظة التي سيخضع فيها إلى المساءلة أمام الرأي العام الإسرائيلي نتيجة فشل السياسات التي انتهجها لفترة طويلة".
وأوضح أن هذه السياسات هي "وعود نتنياهو بتحقيق الأمن والاستقرار لإسرائيل، في ظل الإمعان في حصار وإفقار غزة وتوسيع بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية".
وفي غزة يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
أما هدف نتنياهو الثاني، وفقا لصايغ، فهو "إبقاء شركائه اليمينيين المتطرفين في الائتلاف الحاكم قريبين منه، واستمالة الناخبين اليمينيين لضمان دعمهم له متى تحين ساعة الحساب".
وزاد بأنه "إذا مكّنوه من البقاء في رئاسة الحكومة، سيواصل نتنياهو تمتّعه بالحصانة للإفلات من المحاكمة بتُهم الفساد، وهذا ما سعى إلى تحقيقه عبر خطط الإصلاح القضائي المثيرة للجدل التي بدأها ائتلافه اليميني منذ مطلع عام 2023".
وتتصاعد توقعات داخل إسرائيل بأن خضوع نتنياهو (74 عاما) لتحقيقات بعد الحرب سيضع نهاية لحياته السياسية كأطول رئيس وزراء بقاءً في الحكم في دولة إسرائيل التي أُقيمت على أراضٍ فلسطينية محتلة عام 1948.
اقرأ أيضاً
نحو حرب أكثر تدميرا.. إسرائيل تستفز "حزب الله" بضربة في عمق لبنان
مستقبل متزعزع
وعلى حدّ تعبير الصحفي الإسرائيلي آموس هاريل: "حتى في خضم الحرب الأهم التي تشهدها إسرائيل منذ خمسين عاما، فإن نتنياهو مُنشغل في المقام الأول، وأكثر من أي أمر آخر، بنفسه وبإنقاذ مستقبله السياسي المتزعزع".
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، يترأس نتنياهو حكومة ائتلافية توصف في الإعلام العبري بأنها "أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل".
وقال صايغ: "يتضح إذا أن لنتنياهو مصلحة سياسية في الحفاظ على زخم العمليات العسكرية في غزة، ولهذا السبب رفض مرارا الدعوات إلى وقف إطلاق النار وإرساء هدنٍ لدواعٍ إنسانية".
وشدد على أنه "في حال تحولت عمليات تبادل إطلاق النار المستمرة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية إلى مواجهة واسعة النطاق، فلن يحدث ذلك بقرار يتخذه حزب الله أو إيران، اللذان يسعيان إلى احتواء التصعيد وإبقائه ضمن حدوده الحالية، ولكن لأن نتنياهو يشعر أن بقاءه السياسي يقتضي تصعيدا على هذا النطاق".
وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتحتل إسرائيل أراضٍ في كل من لبنان وسوريا وفلسطين منذ عقود.
اقرأ أيضاً
معهد بريطاني: تدمير حماس خط أحمر لحزب الله.. وحرب 2006 ستكون نزهة مقارنة بما قد يحدث
المصدر | يزيد صايغ/ كارنيجي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: نتنياهو لبنان تصعيد حرب غزة حزب الله أکثر من
إقرأ أيضاً:
عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو وزمرته ضللوا الشعب لإحباط الصفقة
قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة، اليوم السبت، إن على قيادة حكومة الاحتلال الإسرائيلية التوصل لاتفاق الآن يضمن الإفراج عن جميع الأسرى المحتجزين لدي حركة حماس.
وأضافت في بيان: علينا إنهاء الحرب من أجل ضمان عودة المختطفين الآن".
وتابعت: إنهاء الحرب ليس إخفاقا وليس ثمنا والأهم عودة أبنائنا المختطفين
وطالبت عائلات الأسرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالضغط لإبرام صفقة شاملة، مشددين على أن الأسرى لن يصمدوا حتى الشهر المقبل.
وأكدوا أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وزمرته ضللوا الشعب من أجل إحباط الصفقة مع حماس.
وطالبوا: كفى ضغطا عسكريا يقتل المختطفين بدلا من إعادتهم".
قالت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" اليوم السبت، إن احتمال التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة أصبح أقرب من أي وقت مضى إذا توقفت إسرائيل عن وضع الشروط.
جاء ذلك في بيان بعد لقاء جمع قادة حماس وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية في القاهرة لبحث مجريات الحرب على غزة وتطورات المفاوضات.
ووفقا للبيان فقد بحثت الفصائل الثلاثة المستجدات المتعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد البيان على حرص الجميع على وقف العدوان على الشعب الفلسطيني والمستمر لأكثر من 14 شهرا في ظل "تواطؤ دولي مشين".
وشددت حماس في البيان على إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة.
أوضافت: اتفقنا على الاستمرار في التواصل للتشاور والتنسيق حول كل المستجدات المتعلقة بالعدوان على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار"
وتابعت: اتفقنا خلال اللقاء على أنه في أقرب فرصة سيتم استكمال المطلوب من أجل وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب".