الإمارات.. جهود فاعلة لصياغة توجه عالمي يحد من تداعيات تغير المناخ على السلم والأمن الدوليين
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
خصصت الإمارات خلال مؤتمر COP28 يوماً للإغاثة والتعافي والسلام، وهو أول حدث من نوعه في مؤتمرات الأطراف، لتسليط الضوء على الترابط بين التغير المناخي والسلام والأمن، واقتراح حلول عملية لتفادي العبء الناجم عن تأثير تغير المناخ على الاستقرار.
وتوجد علاقة واضحة بين حدة تداعيات تغير المناخ عالمياً واضطراب الأمن والسلم الدوليين، حيث يتسبب تدهور ا المناخ في صراعات تهدد استقرار الشعوب، كما تخلّف الحروب والنزاعات السياسية آثاراً كارثية على البيئة وتنشر الأمراض والأوبئة، وتُضعِف القدرة على الصمود أمام تداعيات تغير المناخ.ولمواجهة تداعيات التحديات المناخية على السلام والأمن الدوليين، دعت الإمارات خلال المناقشة المفتوحة التي نظّمتها في مجلس الأمن حول تغير المناخ والسلام والأمن على المستوى الوزاري، إلى تبني نهج تعاوني وسريع الاستجابة لمعالجة العلاقة المتبادلة بين تغير المناخ والسلام والأمن الدوليين، مشددة على أن تغير المناخ بوصفه عاملاً يضاعف المخاطر لم يعد سيناريو افتراضياً، بل أصبح تجربة حية يومية في مختلف بيئات النزاع في أنحاء العالم.
وتنسجم هذه الدعوة مع محور "الأثر" ضمن حملة "استدامة وطنية"التي أُطلقت بالتزامن مع قرب استضافة مؤتمر COP28، حيث يستعرض هذا المحور التأثير الإيجابي لمبادرات الاستدامة في الإمارات على مختلف المجالات، فيما تهدف الحملة إلى نشر السلوكيات الإيجابية مع البيئة وتعزيز الوعي بقضايا الاستدامة البيئية. تأثير عالمي وتسعى الدولة الإمارات خلال مؤتمر COP28 إلى صياغة توجه عالمي فاعل يسهم في الحد من تداعيات تغير المناخ على السلم والأمن الدوليين، وتؤكد ريادتها بتركيز المؤتمر على الانتقال من تقديم التعهدات إلى تحقيق الإنجازات.
وأشارت الإمارات خلال اجتماع القمة التاسعة لرؤساء البرلمانات لمجموعة العشرين بنيودلهي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى أنه انسجاماً مع أهداف مؤتمر COP28، لا بد من التأكيد على مبدأين يشكلان أساساً لضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، لجميع شعوب العالم، ولضمان السلم والأمن الدوليين، أولهما التصدي للظواهر البيئية والمناخية، والاستثمار في تطوير مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة.
أما المبدأ الثاني فهو أنّ السباق ضد الزمن لتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في مواجهة تداعيات تغير المناخ لم يتأخر كثيراً، غير أنه لن ينتظرنا طويلاً، ولا بُد أن نبدأ فوراً في العمل، حيث واجهت جميع قارات العالم دون استثناء تداعيات كبيرة من فيضانات وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة خلال صيف هذا العام، وكانت تحذيراً لنا جميعاً. 15 تعهداً وأعلنت الإمارات، ومالطا، وموزمبيق، وسويسرا في مجلس الأمن، خلال اجتماع عُقد مارس (آذار) الماضي، 15 تعهداً لصياغة نهج متسق للاستجابة القائمة على الحقائق العلمية لتحديات المناخ والسلام والأمن.
وتعمل التعهدات التي تغطي مجموعة من وظائف المجلس على تمكينه من التصدي للمخاطر والآثار السلبية الناجمة عن تغير المناخ، التي تعوقه عن أداء مهمته المتمثلة في صون السلم والأمن الدوليين.
وتتضمن التعهدات التزام الدول بعقد اجتماع واحد على الأقل لمجلس الأمن حول المناخ والسلام والأمن، وتسليط الضوء على أهمية دعم تقييمات المخاطر الشاملة واستراتيجيات إدارة المخاطر في كافة المجالات، ودعوة الخبراء في مجالات المناخ والسلام والأمن لإحاطة المجلس في هذا الشأن، وتقديم الدعم اللازم لهم، وتوسيع استخدام اللغة الخاصة بالمناخ والسلام والأمن في أعمال ومخرجات المجلس، وتشجيع جميع بعثات حفظ السلام للأمم المتحدة على تقليل بصمتها الكربونية إلى الحد الأدنى. التحدي الأكبر وترى الإمارات أن تغير المناخ يعد التحدي الأمني الأكبر في عصرنا، إذ لا يوجد أمن حقيقي دون أمن مناخي، وفي هذا السياق أكد وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على هامش أعمال الدورة الـ 78 من الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر (أيلول) الماضي، أن لدى الإمارات قناعة راسخة بأن تسريع الاستجابة العالمية لتغير المناخ، وتعزيز السلم والأمن الدوليين، كل لا يتجزأ، وتتطلع الدولة خلال استضافتها لمؤتمرCOP28، إلى العمل مع الأمم المتحدة، وكافة دول العالم لتحويل تحديات التغير المناخي إلى فرص للتنمية والازهار الاقتصادي المستدام، بما يسهم في حماية مستقبل الأجيال القادمة.
وأوضح وزير التسامح والتعايش الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، خلال أعمال مؤتمر في سبتمبر (أيلول) 2022، في واشنطن تحت عنوان "الأمن المستدام في الشرق الأوسط: تحديات وآفاق التغير المناخي"، أن التصدي لتداعيات تغير المناخ يتطلب إرساء شراكات دولية للمساهمة في تحرير العقول لترى العالم من زاوية مختلفة، ولا بد أيضاً من أن يسود السلام والاستقرار في المنطقة، لأن الحروب والصراعات تخلِّف كوارث بيئية لا يمكن تخيُّل أبعادها، كما تعوق مواجهة تغير المناخ، مضيفاً أن "دولة الإمارات على دراية تامة بقضايا المناخ والبيئة، وتعتزم أن تثبت لبقية دول العالم أنها تسير في مقدمة الركب ولديها رؤية حكيمة في مجالات الطاقة وكفاءة الموارد والتعامل مع البيئة، كما تتشارك مع الشعوب داخل الشرق الأوسط وخارجه في التحدي المتمثل في كيفية التعامل مع هذا الخطر العاجل". تحذيرات أممية وشغلت التداعيات المتصاعدة على السلم والأمن الدوليين الناجمة عن أزمة المناخ المناقشات الأممية، حيث أكد في هذا السياق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال مناقشة رفيعة المستوى بمجلس الأمن في فبراير (شباط) 2021 على ضرورة تكثيف الاستعداد لمواجهة التداعيات المتصاعدة على السلم والأمن الدوليين بسبب أزمة المناخ، مشدداً على أن اضطراب المناخ يضخم الأزمات، كما تشتد الأزمات عندما تُضعف الصراعات والتهديدات آليات المواجهة، خاصة في المناطق التي يعتمد سكانها على رأس المال الطبيعي مثل الغابات والمناطق الثرية بالأسماك لكسب الرزق، ولا تتمتع النساء اللائي يتحملن العبء الأكبر من تأثير حالة الطوارئ المناخية، بحقوق متساوية، كما أن التعرّض لمخاطر المناخ يزيد عدم المساواة في الدخل، وأضاف أن تغيّر المناخ يجفف الأنهار، ويقلل المحاصيل الزراعية، ويدمّر البنية التحتية، ويشرّد المجتمعات، ويفاقم أخطار الصراع وانعدام الاستقرار.
كما أكد الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبد الله الدردري، خلال فعاليات "أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، الذي نظمته الأمم المتحدة واستضافته العاصمة السعودية الرياض مؤخراً، أن تغير المناخ والتدهور البيئي وندرة الموارد تقوض بالفعل التقدم الإنمائي في منطقة الدول العربية، ما يفاقم عدم المساواة وتآكل التماسك الاجتماعي، وظهور تحديات وتهديدات جديدة للصحة العامة والسلام والأمن.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات على السلم والأمن الدولیین المناخ والسلام والأمن تداعیات تغیر المناخ الإمارات خلال للأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
فقدان 14 مليون وظيفة حتى 2030.. تغير المناخ يهدد 83% من الوظائف في أفريقيا
الحكومات الأفريقية يجب أن تتحرك بشكل عاجل لحماية الوظائف وسبل العيش حيث يهدد تغير المناخ 83% من الوظائف وسوق العمل في أفريقيا.
وقالت اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة في بيان على موقعها الإلكتروني.
وتحدث الخبراء في فعالية جانبية رفيعة المستوى للدورة الحادية عشرة للمنتدى الإقليمي الأفريقي للتنمية المستدامة.
تم تنظيم هذا الحدث من قبل قسم السياسة الاقتصادية الكلية والمالية والحوكمة التابع للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، وركزت على نتائج التقرير الاقتصادي حول أفريقيا 2023 و2024.
العمالة غير الرسمية
كشفت نادية أودراوجو، مسؤولة الشؤون الاقتصادية في اللجنة الاقتصادية لأفريقيا، أن العمالة غير الرسمية ستشكل 83% من جميع الوظائف في أفريقيا في عام 2024.
وأضافت أويدراوجو، أن قطاعات مثل الزراعة والبناء والخدمات معرضة بشدة للصدمات الناجمة عن المناخ، وأضافت أن “النساء والشباب معرضون بشكل خاص لخطر فقدان الوظائف والدخل بسبب التدهور البيئي وأنماط الطقس غير المنتظمة والاضطرابات الموسمية”.
تهديد الاستقرار المالي والاقتصادي
وقالت زوزانا شويدروفسكي، مديرة قسم السياسة الاقتصادية الكلية، في إدارة الجلسة، إن تغير المناخ لا يدمر سبل العيش فحسب، بل يهدد أيضًا الاستقرار المالي والاقتصادي الكلي في جميع أنحاء أفريقيا.
وقال شويدروفسكي: “في حين تؤدي هذه الصدمات المرتبطة بالمناخ إلى تآكل النمو والاحتياطات المالية، فإنها تقدم أيضًا فرصًا للتحول من خلال الابتكار والاستثمار الأخضر”.
وفي كلمته، دعا سام كوجو، المفوض المساعد بوزارة المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية في أوغندا، إلى تعزيز الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص وشركاء التنمية.
وأضاف “يتعين علينا التعاون، وإيجاد الحلول المشتركة، وإعطاء الأولوية للعمل المناخي الذي يعمل على تحفيز خلق فرص العمل والنمو الشامل”.
وفي تأكيد على أهمية هذا الأمر، حذر أندرو أليو، الخبير الاقتصادي البارز في المكتب الإقليمي لمنظمة العمل الدولية في أفريقيا، من أن تغير المناخ قد يؤدي إلى نزوح الملايين وتوسيع فجوة التفاوت الاجتماعي، قائلا، “إن سبل عيش 1.2 مليار عامل يعتمدون على الموارد الطبيعية معرضة للخطر.
وأضاف أن “الإجهاد الحراري وحده يتسبب بالفعل في خسارة 2.3% من ساعات العمل، وهذا قد يعني فقدان 14 مليون وظيفة بحلول عام 2030″.
وشدد إتيان إسباني، كبير خبراء الاقتصاد المناخي في البنك الدولي، على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات إقليمية منسقة لبناء وظائف تتطلب مهارات عالية وقادرة على التكيف مع تغير المناخ.
وأضاف: ” مواءمة سلاسل التوريد مع نقاط القوة الإقليمية سيقلل المخاطر ويضمن الرخاء المشترك، الاستثمار المبكر في مصادر الطاقة المتجددة والابتكار ضروري لضمان فرص العمل الخضراء”.
وفي كلمتها، أكدت أولابيو إيبيكوي، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة ستيرلنج ون، أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص تشكل عنصراً أساسياً في جذب الاستثمارات الخضراء وتعزيز التنمية الشاملة.
وأضافت أنه “يجب إشراك النساء بشكل كامل في التحول الأخضر ليس فقط كمستفيدات، بل كقائدات في صنع القرار والابتكار”.
سوق الكربون
كما أثار المشاركون في الندوة مخاوف بشأن الخسائر الاقتصادية المتوقعة، حيث من المحتمل أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة بنسبة واحد في المائة إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا بنسبة 2.2 % بحلول عام 2030، مما يؤثر بشكل خاص على غرب أفريقيا.
وحذروا من أنه في غياب سياسات مستهدفة، فإن التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري قد يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة، وخاصة في غرب ووسط أفريقيا.
وقدر الخبراء، أن سوق الكربون وحده يمكن أن يخلق ما يصل إلى 400 مليون وظيفة بحلول عام 2050، بالإضافة إلى الوظائف في مجال الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة.
واختتمت الجلسة بدعوات إلى توسيع نطاق برامج إعادة تأهيل الشباب والعمال غير الرسميين، وتعزيز الحماية الاجتماعية، وإطلاق العنان للتمويل المبتكر لتسريع التحول الأخضر في أفريقيا.