أسعار النفط ترتفع.. وبرنت يسجل 81.82 دولار للبرميل
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
سجلت أسعار النفط، ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 21-11-2023، ليسجل سعر خام برنت للعقود الآجلة نحو 81.82 دولار للبرميل، كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى نحو 77.60 دولار للبرميل.
وزير الخارجية السعودي: لا يمكن تبرير المأساة الإنسانية في غزة بـ"الدفاع عن النفس" "أوبك+" تبحث زيادة خفض إنتاج النفط في اجتماعها المقبل
وتراجعت أسواق النفط حوالي 20% تقريبًا منذ أواخر سبتمبر الماضي إذ ظل إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة التي تعد أكبر منتج في العالم، عند مستويات قياسية، في حين كانت السوق تمر بحالة قلق حول نمو الطلب، خاصة من الصين، المستورد الأول للنفط.
وكانت أسعار النفط بالأسواق العالمية، قد سجلت خسائر أسبوعية للأسبوع الرابع على التوالي، حيث تراجع خام القياس العالمي برنت بنحو1%، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سجل الخام الأميركي بنحو 1.6%.
وتواجه أوروبا شتاء 2023-2024 بثقة متجددة فى قدرتها على ضمان أمن الطاقة، على الرغم من المخاوف المتزايدة الناشئة عن خسارة روسيا باعتبارها واحدة من مورديها الرئيسيين للطاقة، ويرجع هذا الأمن إلى سلسلة من التدابير المنسقة والرؤية المستقبلية التى دفعت الاتحاد الأوروبى إلى اتخاذ تدابير ملموسة لتعزيز مرونته فى مجال الطاقة.
وأثارت الأزمة فى أوكرانيا والتوترات الجيوسياسية مع روسيا المخاوف فى جميع أنحاء أوروبا بشأن ضعف إمداداتها من الطاقة، لسنوات عديدة، كان اعتماد الاتحاد الأوروبى على واردات النفط والغاز الروسية يشكل قضية مثيرة للقلق، ولكن فى الآونة الأخيرة، أصبح الأمر أكثر إلحاحا، ومع ذلك، لم يظل الاتحاد الأوروبى سلبيا، واتخذ خطوات حاسمة لمواجهة هذه التحديات.
وكانت إحدى الاستراتيجيات الرئيسية هى تعزيز تنويع إمدادات الطاقة، لقد بذل الاتحاد الأوروبى قصارى جهده لتطوير طرق وبنية أساسية بديلة لواردات الطاقة، وبالتالى تقليل اعتماده على مصدر واحد للإمدادات، وقد ساهم بناء خطوط أنابيب الغاز وتوسيع محطات الغاز الطبيعى المسال فى أوروبا فى هذا التنويع.
وكانت الاستثمارات فى الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة أيضًا جزءًا أساسيًا من استراتيجية الاتحاد الأوروبى أن التحول إلى مصادر طاقة أنظف وأكثر استدامة لا يقلل الاعتماد على الوقود الأحفورى فحسب، بل يساهم أيضا فى مكافحة تغير المناخ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النفط أسعار النفط تعاملات اليوم العقود الاجلة خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي الاتحاد الأوروبى أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
مستقبل مجهول وأرقام مرعبة: الاقتصاد العراقي بين فكّي المحاصصة وسوء الإدارة
بغداد اليوم - بغداد
يواجه الاقتصاد العراقي تحديات متعددة تهدد استقراره ونموه المستدام، من أبرزها هيمنة المحاصصة السياسية وسوء الإدارة، مما أدى إلى تفاقم الأزمات المالية والاقتصادية في البلاد. وبهذا الشأن أكد الخبير الاقتصادي صالح رشيد أن العراق يعاني من غياب التنسيق بين مؤسساته المالية، ما تسبب في أزمة سيولة قد تتفاقم مع استمرار المتغيرات الدولية المؤثرة على أسعار النفط.
تأثير المحاصصة السياسية على الاقتصاد العراقي
أدت المحاصصة السياسية إلى توزيع المناصب الحكومية بناءً على الانتماءات الحزبية والطائفية، مما أسفر عن استبعاد الكفاءات وتعيين أشخاص غير مؤهلين في مواقع صنع القرار الاقتصادي. هذا النهج أضعف المؤسسات الاقتصادية وأدى إلى تبني سياسات غير فعّالة، مما أثر سلبًا على التنمية الاقتصادية.
أكد رشيد بحديثه لـ"بغداد اليوم"، أن "الوضع السياسي أثر على الاقتصاد من خلال عدة أبعاد، أبرزها إنتاج مبدأ المحاصصة وإبعاد الكفاءات، إضافة إلى الاستغناء عن العديد من هذه الكفاءات، ما أثر على آليات وخطط الاقتصاد والمال". كما أشارت تقارير إلى أن المحاصصة والسياسات الفاشلة كانت من الأسباب الرئيسية لتدهور الاقتصاد الوطني، حيث عطّلت القطاعات الإنتاجية وأضعفت الصناعة الوطنية، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة وتفاقم الفقر.
فإذا كانت نسبة الوظائف في الوزارات الأمنية تبلغ 54% من إجمالي الوظائف الحكومية، فهذا يعني أن 46% فقط من الوظائف تتوزع على باقي القطاعات. بافتراض أن إجمالي عدد الموظفين الحكوميين هو 3 ملايين موظف، فإن عدد الموظفين في الوزارات الأمنية يبلغ 1.62 مليون موظف، بينما يتوزع 1.38 مليون موظف على بقية القطاعات. هذا التوزيع غير المتوازن قد يؤدي إلى نقص في الكفاءات والموارد البشرية في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم.
سوء الإدارة وتداعياتها على الاقتصاد
إلى جانب المحاصصة، يعاني العراق من سوء إدارة في المؤسسات المالية، مما أدى إلى غياب التنسيق بين السياسات المالية والنقدية. هذا الافتقار إلى التناغم تسبب في ضعف الوضع المالي للبلاد وأدى إلى أزمة سيولة. يقول رشيد: "هناك سوء إدارة في كل من البنك المركزي ووزارة المالية، ما تسبب في حالة عدم التناغم بين السياسة المالية والنقدية، مما جعل وضع العراق المالي ضعيفًا، بدليل أنه يعاني حاليًا من ملف قلة السيولة".
وأضاف: "كان الأحرى أن يكون هناك تنسيق ممنهج بين النفقات والإيرادات لتفادي هذه الإشكالية"، مشددًا على أن "سوء الإدارة يعد من العوامل المؤثرة والتي لها ارتدادات مباشرة على ملف القرار الاقتصادي في العراق".
فإذا كان إجمالي الميزانية لعام 2024 يبلغ 211 تريليون دينار عراقي (161 مليار دولار) مع عجز متوقع قدره 64 تريليون دينار، فإن نسبة العجز إلى إجمالي الميزانية تبلغ حوالي 30.3%. مع توقع انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 70 دولارًا للبرميل في عام 2025، قد يتسبب ذلك في زيادة العجز المالي إذا لم تُتخذ تدابير تقشفية أو تُعزز الإيرادات غير النفطية.
تأثير تقلبات أسعار النفط على الاقتصاد العراقي
يعتمد الاقتصاد العراقي بشكل كبير على إيرادات النفط، حيث تشكل حوالي 90% من إيرادات الدولة. هذا الاعتماد المفرط يجعل الاقتصاد عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية. في الآونة الأخيرة، شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا، حيث تراجعت إلى 70 دولارًا للبرميل.
أوضح رشيد أن "العامل الدولي ومتغيراته وتأثيره المباشر على أسعار النفط دفع إلى انخفاضها إلى 70 دولارًا، وبالتالي سيكون لهذا الأمر تداعيات مباشرة على الوضع المالي في العراق من خلال زيادة الاقتراض الداخلي".
ووفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز، فإن العراق يواجه ضغوطًا مالية في عام 2025 بسبب انخفاض أسعار النفط، مما يستدعي تبني سياسات مالية أكثر صرامة للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
فإذا كان سعر النفط المتوقع في الميزانية هو 70 دولارًا للبرميل، وكان العراق يصدّر 3.5 مليون برميل يوميًا، فإن الإيرادات اليومية المتوقعة ستكون 245 مليون دولار. على مدار عام كامل، ستكون الإيرادات حوالي 89.4 مليار دولار. إذا انخفض سعر النفط بمقدار 10 دولارات إضافية إلى 60 دولارًا للبرميل، فإن الإيرادات السنوية ستنخفض إلى 76.65 مليار دولار، مما يعني خسارة سنوية قدرها 12.75 مليار دولار. هذا الانخفاض سيزيد من العجز المالي ويضع ضغوطًا إضافية على الاقتصاد العراقي.
توصيات وإصلاحات مقترحة
لمواجهة هذه التحديات، يجب على العراق تبني مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية بحسب اقتصاديين، بما في ذلك:
تعزيز الحوكمة الرشيدة: من خلال مكافحة الفساد وتطبيق معايير الشفافية في جميع القطاعات الحكومية.
تنويع الاقتصاد: عن طريق تطوير القطاعات غير النفطية مثل الزراعة والصناعة والسياحة لتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات.
إصلاح النظام السياسي: من خلال إنهاء نظام المحاصصة وتعيين الكفاءات المؤهلة في المناصب القيادية لضمان اتخاذ قرارات اقتصادية فعّالة.
تحسين إدارة الموارد المالية: عبر التنسيق الفعّال بين السياسات المالية والنقدية لضمان استقرار الاقتصاد الكلي وتفادي الأزمات المالية المستقبلية.
مخاطر وارتدادات
يواجه العراق تحديات اقتصادية كبيرة تتطلب تبني إصلاحات جذرية لمعالجة تأثيرات المحاصصة وسوء الإدارة وتقلبات أسعار النفط. ومع استمرار المحاصصة وسوء التخطيط، يبقى العراق في مواجهة مخاطر اقتصادية خطيرة قد تكون لها ارتدادات قاسية على الأسواق والاستقرار المالي للبلاد. كما أكد رشيد، فإن "الاقتصاد العراقي بحاجة إلى قراءة متأنية للمستقبل لتفادي ارتدادات قد تكون قاسية في المستقبل". من خلال تنفيذ الإصلاحات الضرورية، يمكن للعراق تحقيق الاستقرار الاقتصادي وضمان مستقبل مزدهر لشعبه.
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات