"السبكي" يشارك في الاجتماع السنوي للجنة الدولية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة بالأمم المتحدة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
شارك الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروعي التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة بوزارة الصحة والسكان، في الاجتماع السنوى للجنة الدولية رفيعة المستوى لتحقيق التغطية الصحية الشاملة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يُعقد بمشاركة القادة الدوليين السياسيين والصحيين وراسمي السياسات والنماذج المشرفة في التغطية الصحية الشاملة للدعوة إلى تحقيق تمتع الجميع بالصحة.
وأشار الدكتور أحمد السبكي، إلى أن المجتمع الدولي يشيد بالتقدم الكبير الذي حققته مصر في تحسين الرعاية الصحية وتعزيز التغطية الصحية الشاملة من خلال إطلاق مشروع التأمين الصحي الشامل، فيما شارك كمتحدث رئيسي في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الافتراضي السنوي للجنة الدولية رفيعة المستوى التابعة للأمم المتحدة 2023، والتي انطلقت بعنوان "الحركة نحو التغطية الصحية الشاملة 2030".
واستعرض السبكي، خلال اجتماع اللجنة الدولية، جهود الإصلاح الصحي الشامل التي تم تنفيذها في قطاع الصحة في مصر، بما في ذلك تحسين البنية التحتية الصحية، وتطوير القدرات البشرية، وتعزيز التكنولوجيا الطبية، وغيرهم الكثير، وتأثيرها على تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، وتعزيز التغطية الصحية الشاملة، والاستدامة الصحية، فضلًا عن الاهتمام البالغ الذي توليه مصر لمواجهة الطوارئ والكوارث الصحية وعلى سبيل المثال إدارتها لأزمة كورونا باحترافية.
وتابع السبكي: أن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، يولي قطاع الرعاية الصحية أهمية كبيرة، وعلى أجندة أولويات الدولة المصرية، ويؤكد دائمًا على ضمان توفير خدمات ذات جودة عالية للمواطنين وتحقيق التغطية الصحية الشاملة في مصر، مشيرًا إلى أن الحق في الرعاية الصحية المتكاملة حق لكل مواطن والصحة مهمة للجميع، ولافتًا إلى أن مصر لديها خطة طموحة لاستكمال الإصلاح الصحي الشامل وتحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030، وتنمية الاستثمارات الصحية.
واستكمل، أن التطوير الشامل للنظام الصحي ركيزة أساسية لتنمية العديد من القطاعات الأخرى، وأن التحوُّل الذي أحدثته مصر في نظام الرعاية الصحية لم يُمهِّد الطريق أمام التغطية الصحية الشاملة فحسب، بل ضرب مثلاً يمكن أن تحتذي به البلدان الأخرى، كما اقترح السبكي خلال الجلسة إعادة صياغة المؤشر الدولي للتغطية الصحية الشاملة ليتضمن جهود الدول لتعزيز الصحة الرقمية باعتبارها أداة هامة للوصول للخدمات في الحاضر والمستقبل.
وأكد الدكتور أحمد السبكي، أن مصر ترحب بتبادل الخبرات والعمل بشكل جماعي لتعزيز النظم الصحية والشراكات الدولية من أجل تسريع وتيرة التقدم المحرز نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة 2030 في جميع أنحاء العالم، مثمنًا جهود الجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار دعم التزام البلدان باتخاذ إجراء لإحراز تقدم نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة، ودفع الإصلاحات المناسبة للنظم الصحية، ودعم الحق في الصحة باعتباره من حقوق الإنسان، منوهًا إلى أن بناء نظم صحية منصفة ضروريًا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة وضمان القدرة على الصمود ولاستدامة.
وتابع السبكي: أن اجتماعات اللجنة الدولية التابعة للأمم المتحدة تتيح للقادة السياسيين والصحيين وراسمي السياسات من جميع أنحاء العالم فرصة تاريخية لتبادل الخبرات والعمل بشكل جماعي لتعزيز النظم الصحية وعقد الشراكات الدولية من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة 2030، موجهًا دعوته إلى اللجنة الدولية للأمم المتحدة لانعقاد اجتماعها القادم في مصر لإبراز الدور الريادي الذي تلعبه مصر في دعم إصلاح النظم الصحية إقليميًا ودوليًا.
وتجدر الإشارة، إلى توقيع بلدان إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط على اتفاق عالمي بشأن التغطية الصحية الشاملة لعام 2030، خلال الاجتماع الوزاري حول الطريق نحو التغطية الصحية الشاملة، الذي انعقد في صلالة بسلطنة عُمان في سبتمبر عام 2018، ووافق وزراء الصحة ورؤساء الوفود موافقةً جماعيةً على هذه الوثيقة التاريخية، مما جعل إقليم شرق المتوسط هو الإقليم الأول الذي يقوم بتوقيع هذه الوثيقة من بين الأقاليم الستة لمنظمة الصحة العالمية.
IMG-20231121-WA0010المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اجتماعات اللجنة الاجتماع السنوي التغطية الصحية الشاملة الهيئة العامة للرعاية الصحية الدكتور أحمد السبكى الطوارئ والكوارث تطوير القدرات رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية الرعایة الصحیة للأمم المتحدة الصحی الشامل إلى أن
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر في خطاب بالأمم المتحدة: الإسلاموفوبيا نتاج للجهل بحقيقة الإسلام
قال فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في كلمة له بالجمعية العامة للأمم المتحدة، بمناسبة: الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، إن هذا الاحتفاء بهذا اليوم العالمي جاء تتويجا لجهود مشكورة، تحملت عبئها مجموعة الدول الإسلامية لدى الأمم المتحدة، لمواجهة هذه الظاهرة لا معقولة ولا منطقية، والتي باتت تمثل تهديدا حقيقيا للسلم العالمي.
وأعرب شيخ الأزهر في كلمة ألقاها نيابة عنه السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، عن تقديره العميق للمواقف النزيهة والشجاعة لأنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، ولكلماته التي تحدث فيها عن الإسلام حديثا منصفا ينم عن معرفة حقيقية بهذا الدين وبتعاليمه السمحة، حيث تقف مثل هذه الكلمات والخطابات في وجه هذه الظاهرة وتكافحها، وتقطع الطريق على فلسفة الانجرار خلف الأحكام الجاهزة، والخضوع المهين للصور النمطية الشوهاء التي يحاول البعض إلصاقها بالإسلام، والتي غالبا ما تُوظَّف بشكل شعبوي، من قبل بعض جماعات اليمين المتطرف لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة.
وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن كلمة «الإسلام» مشتقة من نفس كلمة السلام بالعربية. وهي تعبير عن القيم التي جاءت بها رسالة هذا الدين الحنيف قيم: الرحمة والمحبة والتعايش والتسامح والتآخي بين الناس جميعا على اختلاف ألوانهم وعقائدهم ولغاتهم وأجناسهم، وهو ما أكد عليه قول الله عز وجل في كتابه الحكيم: ﴿ومَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، تلك الآية التي تجسد جوهر رسالة الإسلام، وهو يعلي من قيم الإخاء والعدل والتسامح بين بني آدم، باعتبارهم إخوة منحدرين من أب واحد وأم واحدة.
وتابع: يكفي لتأكيد سماحة هذا الدين الحنيف أن المسلمين قد عاشوا قرونا طويلة جنبا إلى جنب مع أتباع الديانات الأخرى في سلام تام وتعاون بناء، منطلقين من إيمان راسخ بقوله تعالى في القرآن الكريم: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: 256]. من هنا شهد التاريخ بأن «الإسلام» دين سلام بامتياز، وأن دعوته دعوة للتعارف والتعاون ونبذ الصراع والفرقة، وأن سماحة هذا الدين ليست مجرد دعوى يعوزها الدليل، بل هي واقع عاشته مجتمعات كثيرة في الشرق كما في الغرب، وعلى مدار قرون متطاولة، وأدخلته باعتباره جزءا لا يتجزأ من هويتها ورسالتها إلى العالم أجمع..
الإسلاموفوبياوبين شيخ الأزهر أن الإسلاموفوبيا أو ظاهرة «الخوف المرضي من الإسلام»، لم تكن إلا نتاجا لجهل بحقيقة هذا الدين العظيم وسماحته، ومحاولات متعمدة لتشويه مبادئه التي قوامها السلام والعيش المشترك، وتلك نتيجة طبيعية لحملات إعلامية وخطابات يمينية متطرفة، ظلت لفترات طويلة تصور الإسلام على أنه دين عنف وتطرف، في كذبة هي الأكبر في التاريخ المعاصر، استنادا لتفسيرات خاطئة واستغلال ماكر خبيث لعمليات عسكرية بشعة، اقترفتها جماعات بعيدة كل البعد عن الإسلام، وكيف لهذا الدين الذي لا يكتمل إيمان أتباعه إلا بإيمانهم بمبدأ كتابهم المقدس الذي خاطب الله به الخليقة كلها في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: 13]، كيف له أن ينقلب إلى دين يدعو للتطرف والإرهاب والعنف والدماء؟ أليس من الحق والعدل والإنصاف أن يسمى باسمه الحقيقي الذي أراده الله له: دين تعارف وتسامح ورحمة وتعاون؟! وأن يكون التخوف منه ومن أتباعه مرضا تخصص له المشافي ودور الرعاية!!
وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن التحديات الجسام التي تحيط بعالمنا اليوم، من حروب وصراعات وتصاعد مطرد لخطابات الكراهية، والتعصب والتطرف والتمييز - تدعونا للتعاضد وتوحيد الصفوف لبناء جسور التفاهم على أنقاض الجهل والغطرسة والكراهية، وتفرض علينا إشعال شموع الحكمة في أنفاق الصور النمطية وظلماتها الداكنة.. إن الحوار بين الأديان والثقافات لم يعد اليوم ترفا، بل ضرورة وجودية لإنقاذ البشرية من براثن الجهل وسوء الفهم.. فلتكن كلماتنا جسرا يزيل هواجس الإسلاموفوبيا بخطاب الاعتدال، ويتمسك بالانفتاح على الآخر.
ودعا فضيلة الإمام الأكبر إلى مواجهة خطاب الكراهية الذي يتسلل عبر الخطابات والممارسات اليومية في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، كما في واقع ملايين المسلمين عبر العالم؛ استجابة للضمير الإنساني الذي يوجب علينا ذلك، بأن نعلي من خطابات الحوار والتسامح والتعايش المشترك، وأن نعمل معا من أجل إصدار تشريعات ملزمة، وإطلاق حملات توعوية تزرع بذور التسامح في تربة الوعي، وتعزز ثقافة الاحترام المتبادل؛ لنتعاون على صناعة خطاب قادر على إعادة روابط التفاهم والتضامن والإخاء بين الشعوب.
ولفت إلى أن المسلمين يفرض عليهم دينهم اعتقادا دينيا، محوره: إن التنوع الديني والثقافي سنة اقتضتها حكمة الخالق؛ قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ [هود: 118]، وأن هذا التنوع ثراء لا صراع، وإن مكافحة الإسلاموفوبيا ليست حمل راية لفئة دون أخرى، بل هي معركة كل ذي ضمير ينبض قلبه بحب العدل.
الأزهر مرجعية الإسلاموأشار إلى أن الأزهر الشريف، مرجعية الإسلام التاريخية، ومنارة الاعتدال والوسطية، ومعه مجلس حكماء المسلمين -الذي يرأسه فضيلته-، قد أطلق ناقوس الخطر منذ أمد بعيد تجاه تفاقم هذه الظاهرة الدخيلة، بعد أن توحدت الجهود بينهما وتوجهت لفتح أبواب الحوار بين الشرق الغرب، والتي توجت بإطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، والتي وقعها فضيلته مع أخيه قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عام ٢٠١٩م، بالإضافة إلى تنظيم عدد من المؤتمرات الفكرية العالمية، وإيفاد القوافل العلمية إلى أرجاء المعمورة، وإعداد أجيال من الدعاة والوافدين كسفراء في قوافل السلام الدولية التي جابت شرق الأرض وغربها، حاملة رسالة الإسلام الس محة، الرافضة لكل خطابات الكراهية والتخويف المتبادل، والداعية إلى تعزيز التعايش الإنساني والاندماج الإيجابي القائم على الحوار والتعاون لا على الصدام والصراع.
وتابع: وكان من جهود الأزهر لمواجهة أزمة ظاهرة الإسلاموفوبيا إنشاء مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، وهو معني بتوضيح مفاهيم الدين الصحيحة للمسلمين ولغير المسلمين في شتى بقاع العالم، وأيضا مواجهة الفكر المتطرف، وجماعات الإرهاب وحركات العنف، ورصد أعمال العنف ضد المسلمين، والتي تبعثها ظاهرة الإسلاموفوبيا، وذلك من خلال رصد يومي لأعمال العنف في أنحاء العالم، وتشجيع التفاعل الإيجابي لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة في المجتمعات التي تنتشر فيها. وأعرب فضيلته عن أسفه من تصاعد موجات هذه الظاهرة، فرغم كل هذه الجهود الكبيرة، ما زالت هذه الظاهرة تتسع -للأسف- وتغذيها خطابات شعبوية لليمين المتطرف تستغل أوجه الضعف الفردي والجماعي، فتذكرنا بأن المعركة طويلة النفس، وأن التحدي يحتم علينا أن نضاعف الجهود، ونبتكر آليات تواكب التعقيدات التي ترافق هذه الظاهرة.
ودعا شيخ الأزهر إلى وضع تعريف دولي لظاهرة الإسلاموفوبيا، يتضمن تحرير مجموعة من المصطلحات والممارسات المحددة بشكل دوري، وتعبر عن التخويف أو الحض على الكراهية أو العنف ضد الإسلام والمسلمين بسبب انتمائهم الديني. وإنشاء قواعد بيانات شاملة ومحدثة لتوثيق الجرائم والممارسات العرقية والعنصرية ضد المسلمين بسبب دينهم، ورصد القوانين والسياسات التي تشكل تعميقا للظاهرة، أو تمثل حلولا تساعد على معالجتها، وبحيث تهدف في نهاية المطاف إلى صياغة قوانين وتشريعات توقف هذه الظاهرة، وتبعث -بدلا منها- تعزيز قيم: الحوار والتسامح والتعايش الإنساني.
وفي ختام كلمته، أكد فضيلة الإمام الأكبر أن المعركة ضد الإسلاموفوبيا هي مجهود عملي متواصل يترجم في مجالات: التعليم، والحوار، والإعلام والتشريعات التي تحمي كرامة الإنسان، أي إنسان؛ فلنعمل يدا واحدة، حكومات ومنظمات، لاستحداث آلية للمراقبة والتقييم لفعالية التدخلات والمبادرات الهادفة إلى مكافحة الإسلاموفوبيا، تشمل مؤشرات أداء رئيسية، وتصنع عالما تشرق فيه شمس العدالة والتعايش، ويرفرف في سمائه علم الإخاء بين البشر.