سديم السرطان.. كشفُ المزيد عما تحدث عنه العلماء المسلمون
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
أعلن فلكيون من المنظار الفضائي جيمس ويب عن التقاط صورة جديدة لسديم السرطان الذي يعد واحدا من أشهر الأجرام في السماء، سواء بالنسبة لمتخصصي علم الفلك، أو للهواة الذين يتأملونه في مناظيرهم الصغيرة.
وأظهرت الصورة الجديدة التي التقطتها كاميرتا "نيركام" و"ميري" تفاصيل جديدة للسديم، حيث يظهر الكبريت المتأيّن الممثل باللون الأحمر البرتقالي، والحديد المتأين باللون الأزرق، والغبار بالألوان الأصفر والأبيض والأخضر.
وقد تمكن جيمس ويب من الغوص بعمق في تفاصيل السدم مقارنة بمناظير مثل "هابل" بسبب النطاق الذي يعمل خلاله، وهو نطاق الأشعة تحت الحمراء التي تمكن المنظار من اختراق سحب الغبار ورصد ما يقع في خلفيتها.
ولغرض التقريب، يشبه الأمر أن يذهب أحدهم إلى المستشفى بسبب كسر في عظمة الورك، فيخضع لصورة بالأشعة السينية التي تخترق الجلد لتبين موضع الكسر بالعظام، والأمر نفسه يحدث لجيمس ويب لكن في نطاق آخر للإشعاع الكهرومغناطيسي.
من اليسار: صورة منظار هابل عام 2005، وإلى اليمين: صورة منظار جيمس ويب عام 2023 (ناسا) النجم القابع في مركز السرطانوإلى جانب ذلك، يسلط جيمس ويب الضوء على ما يعرف بـ "إشعاع السنكروترون" وهو انبعاث ينتج من جسيمات مشحونة تتحرك حول خطوط المجال المغناطيسي للنجم النيتروني القابع في مركز السديم والذي يدور حول نفسه بسرعة شديدة، ويظهر الإشعاع في صورة جيمس ويب على شكل سحابة من الدخان الدوّار داخل سديم السرطان.
وبحسب بيان صادر من منصة المنظار جيمس ويب، فإن الرياح التي ينتجها النجم النابض في قلب السديم تدفع أغلفة الغاز والغبار إلى الخارج بوتيرة سريعة، فتميل الخيوط المكونة للسديم إلى أن تكون أطول نحو الجانب الأيمن العلوي من السديم، وهو نفس الاتجاه الذي يتحرك فيه النجم النابض.
وهذا النجم هو بقايا نجم آخر عملاق، يفوق حجمه بعشرات المرات حجم الشمس، عاش في هذا المكان قبل آلاف السنوات، ثم انهار على نفسه منفجرا ليتسبب في مستعر أعظم هائل، وهذا ما نراه الآن كسديم السرطان، تاركا ما تبقى من نواته كنجم نيتروني صغير جدا بقطر يساوي نحو 20 كيلومترا فقط وكتلة أكبر من شمسنا. ويأخذ الفيديو التالي الذي تضمنه البيان المشاهد في رحلة إلى أعماق سديم السرطان.
كتاب ابن أبي أصيبعةولوحظ انفجار هذا النجم على الأرض في مناطق عدة عام 1054، وكان حاضرا في بعض السجلات الصينية، حيث شاهده "يانغ وي تي" أحد فلكيي البلاط الملكي الصيني كنجم لامع بشكل غير معتاد في الأفق، وسمي النجم الضيف، واستمر بإضاءة تشبه القمر البدر لمدة 23 يوما، ثم اختفى.
وشاهده كذلك بعض علماء العالم الإسلامي في تلك الفترة، وهنا نذكر أن المؤرخ الشهير ابن أبي أصيبعة (المتوفى سنة 1270 ميلادية) نقل في كتابه "طبقات الأطباء" عن الطبيب المختار بن بطلان (المتوفى سنة 1066 ميلادية) أن نهر النيل كان منخفضا عام 446 هجرية (التي توافق 1054 ميلادية)، بينما شهدت السماء ظهور نجم لامع بشكل استثنائي.
لكن أول من رصد سديم السرطان كان جون بيفيس الفلكي البريطاني في سنة 1731، حينما وجّه منظاره الكبير إلى تلك المنطقة من كوكبة الثور ليجد سديما بديع الشكل سُمي فيما بعد "سديم السرطان"، وكانت تلك هي أول مرة نسجل فيها نحن البشر رصد بقايا مستعر أعظم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جیمس ویب
إقرأ أيضاً:
صور لـ”جيمس ويب” تثير الشكوك حول نظرية نشوء المجرات
يمن مونيتور/قسم الأخبار
يعتقد علماء الفلك من الولايات المتحدة وأوروبا أن اكتشاف تلسكوب جيمس ويب لعدد كبير من المجرات الحلزونية الكبيرة التي تكونت في بداية نشوء الكون، يثير الشكوك بالنظرية المعتمدة حاليا.
ووفقا لبيان المكتب الإعلامي لجامعة كيس وسترن ريسرف، تفيد النظرية المعتمدة حاليا بأن المادة المظلمة تلعب دورا مهما في تكوين “البذور” الأولى للمجرات.
ويقول البروفيسور ستايسي ماكغاو: “لقد ابتدع علماء الفلك المادة المظلمة لشرح كيف تحولت المادة الموزعة بالتساوي في الكون المبكر إلى مجموعة من المجرات الكبيرة والفراغات التي تفصل بينها. وتشير النظرية المبنية على أساس هذه الفكرة إلى أن جميع المجرات الكبيرة نشأت نتيجة لنمو تراكمات صغيرة جدا من المادة في بداية الكون، ولكن هذه الفكرة لا تتوافق مع ما نراه في الصور التي التقطها جيمس ويب”.
ويشير موضحا إلى أنه وفقا للتصورات الحالية لعلماء الكونيات، ظهرت المجرات الأولى في الكون بعد حوالي 300- 400 مليون سنة من الانفجار الكبير، عندما كان لمادتها وقت لتبرد إلى درجات حرارة تسمح بتشكل سحب باردة من الغاز التي يمكن أن تتشكل داخلها النجوم.
وافترض علماء الفلك في البداية أن المجرات الأولى للكون كانت صغيرة نسبيا ونمت ببطء، ولكن تشير الصور الأولى للكون المبكر التي التقطها هابل وجيمس ويب إلى وجود عدد كبير بشكل غير عادي من المجرات الحلزونية الكبيرة التي يمكن مقارنتها بحجم درب التبانة. ويعتبر وجود هذه المجرات لغزا كبيرا، ما أثار نقاشا حادا بين العلماء استمر لعدة سنوات.
ولحل هذه الخلافات، أعد البروفيسور ماكغاو استنادا إلى الصور التي التقاطها جيمس ويب في السنوات القليلة الماضية نموذجا حاسوبيا للكون المبكر. وباستخدام هذا النموذج، احتسب العلماء عملية نمو عدد كبير من المجرات، معتمدين على كل من النظرية الكلاسيكية للمادة المظلمة (lambda-CDM) وبديلتها، ما يسمى بالنظرية المعدلة لديناميكا نيوتن(MOND).
ووفقا له، أظهرت نتائج هذه الحسابات، أن lambda-CDM غير قادر على إعادة إنتاج مجموعة المجرات الصغيرة والكبيرة التي تم اكتشافها في السنوات القليلة الماضية في صور الكون المبكر التي التقطها جيمس ويب. أما نظرية MOND فقد أعطت نتائج أوضح وأفضل بكثير، ما يثير الشكوك بشأن التصورات المقبولة حاليا عن تكون ونمو المجرات.
المصدر: تاس