الأسبوع:
2024-09-20@00:10:36 GMT

أخلاقنا وأخلاقهم فى الحروب

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

أخلاقنا وأخلاقهم فى الحروب

الشيء الدائر الآن فى غزة لا أجد له وصفا، فحرب الإبادة، أقل بقليل مما يجرى على الأرض.

وأصبح جيش الاحتلال الإسرائيلى عنوانا لكل تجاوز ومخالفة لقوانين الحروب فى العالم، وللخروج على القوانين الإنسانية والأخلاقية، وفاقت أفعاله كل الأساطير التى يمكن أن يتخيلها عقل أى مؤلف أو كاتب سيناريو لأبشع الأفلام التى تصور الوحشية والدموية، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، بما تأباه الحيوانات فى عالمها.

وأظن أنه من المناسب الآن أن تنشط كل وسائل الإعلام، وخاصة الموجهة إلى الغرب وغير المسلمين، فى إلقاء الضوء على أخلاق المسلمين فى الحروب، منذ عصر النبوة، وحتى آخر حرب خاضها العرب والمسلمون فى العصر الحديث، وهى حرب السادس من أكتوبر عام 1973م.

وإذا كان البعض يعتقد، وأنا منهم، أن المقاومة الفلسطينية أخطأت تقدير الموقف وحساباتها لم تكن دقيقة فى تصور ردة فعل جيش الاحتلال الإسرائيلى المتعطش لدماء العرب والمسلمين، ليس فى غزة وحدها، ولا فى فلسطين كلها، وإنما فى كل مكان على وجه البسيطة، إلا أنه بعد أن وقعت الواقعة، ليس للمقاومين منا إلا النصرة والدعم والدعاء، دون تورط بقية الدول فى الإقدام على حرب غير محسوبة العواقب، إلا أن تفرض علينا، فلا مناص إذن من رد العدوان، وتكون مقاومة المعتدين فرض عين على كل أهل الدولة المعتدى عليها.

أعود لأذكر بأخلاقيات المسلمين فى الحروب، التى أرساها الله فى قرآنه الكريم، وطبقها خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلمها لأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.

ومن أول هذه الأخلاقيات: عدم قتل الشيوخ والنساء والأطفال، فيروى بريدة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية أوصاه فى خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، وكان مما يقوله: ".. ولا تقتلوا وليدا.. " رواه مسلم. وفى رواية أبى داود: "ولا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا، ولا صغيرا، ولا امرأة."

ثانيا: كان يوصيهم بعدم قتل المتعبدين، فقد أخبر ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان إذا بعث جيوشه يقول لهم: "لا تقتلوا أصحاب الصوامع".

ثالثا: عدم الغدر، فكان من وصاياه صلى الله عليه وسلم للجيش: "ولا تغدروا". ولم تكن هذه الوصية فى معاملات المسلمين مع بعضهم، بل كانت مع عدو يكيد لهم، ويجمع لهم، وهم ذاهبون لحربه!.

فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أمَّن رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا" رواه البخارى وغيره.

رابعا: عدم الإفساد فى الأرض: فلم تكن حروب المسلمين حروب تخريب كالحروب التى يحرص فيها المتقاتلون من غير المسلمين على إبادة مظاهر الحياة لدى خصومهم.

والمقصود من وصية عدم الإفساد فى الأرض، ألا يظن قائد الجيش أن عداوة القوم تبيح بعض صور الفساد، لأن الفساد بشتى صوره أمر مرفوض فى الإسلام.

خامسا: الإنفاق على الأسير ومساعدته، بل إن ذلك مما يثاب عليه المسلم، وذلك بحكم ضعف الأسير وانقطاعه عن أهله وقومه، وشدة حاجته للمساعدة، قال تعالى: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا" سورة الإنسان، آية 8.

سادسا: عدم التمثيل بالميت، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المُثْلَة بالمقتول من الأعداء، والمُثْلَة: التنكيل بالمقتول، بقطع بعض أعضائه، ورغم ما حدث فى غزوة أُحُد من تمثيل المشركين بحمزة عمِّ الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يُغيِّر مبدأه.

هذه بعض أخلاقيات الحروب عند المسلمين، فكيف أخلاق غيرهم التى يجسدها الآن جيش الكيان الصهيونى فى حربه على أهل فلسطين؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل غزة حماس صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

صاروخ المولد

أحمد يحيى الديلمي

 

 

أول مرة بعد مُضي أربعة عقود من الزمن وجدت نفسي عاجزاً عن وصف الموقف المهيب يوم الأحد الماضي في ميدان السبعين وكل الميادين في المحافظات المحررة، الحقيقة أنه حدث غير مسبوق في التاريخ الإسلامي، بدّد كل الأهواء والنزغات الشيطانية التي ظلت تُردد لفترة من الزمن بأن الاحتفال بمولد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بدعة، فجاءت المهرجانات اليمنية المهيبة لتؤكد أن المناسبة يجب أن تُخلّد في الذاكرة الإنسانية باعتبارها إحتفاءً بسيد الخلق البشير النذير محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت المفاجأة الأكبر أن الاحتفاء بالمناسبة سبقهُ فعل عملي أكد عمق الارتباط بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم واتباع منهجه القويم في أهم آليات ذلك المنهج والمتمثلة في إعلاء راية الجهاد ضد أعداء الأمة والدين، فلقد مثّل صاروخ ” فلسطين 2 ” هزة عظيمة، خلقت إرباكاً وذعراً لدى دولة الكيان الصهيوني وأنصاره في بقية العالم لهذه الدولة وبعد عقود من الزمن بهذا الصاروخ الميمون يمني المنشأ والانتماء، ألغى إلى الأبد فكرة الأمن المُطلق لدولة الكيان الصهيوني ما ترسخ في أذهان العرب حول هذا المفهوم، فعرفنا جميعاً أن مثل هذا الكلام لم يكُن سوى وهم عمقه ذُل وهوان الأنظمة العربية العميلة وقادتها أصحاب الإرادات المهزوزة الذين جعلوا من إسرائيل هالة ومنطقة مُحرمة لا يُمكن الاقتراب منها، فأسقط بالفعل وبشكل عملي أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وأنهى المنظومة الغربية الاعتراضية التي كانت إسرائيل تتباهى بها وتتحدث عن القبة الحديدية، فلا الحديد نفع ولا الصواريخ تصدّت ولا البشر سلموا الكارثة .
وكما قال أحد المحللين من دول المغرب العربي وهو صحفي عروبي أعرفه جيداً: لقد سدد العرب الأقحاح في اليمن ضربة قوية للمشروع الصهيوأمريكي، فأعادوا إلى نفوسنا الأمل وفتحوا الطريق إلى كل عربي ينتمي إلى العروبة وإلى الدين، لكي يُسهم بما استطاع في دعم مواصلة المشوار وتمكين أنصار الله الميامين من توجيه الضربات المحمدية مصحوبة بالصرخات العلوية إلى عمق هذا العدو المتغطرس والمتجبر، ويضيف نفس الصحفي: لقد أكد إخوانُنا وأصلُنا في اليمن أن العروبة والإسلام حصن واقٍ يتجاوز قدرة القُبب الحديدية والمنظومات الصاروخية الذكية، وأضافوا في احتفالاتهم المهيبة والمهرجانات غير المسبوقة أنهم سيظلون محور الفعل وأنهم يجددون سيرة أجدادهم العظماء من الأنصار الذين آووا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورفعوا راية الإسلام، فكان الحضور الكبير الحاشد لليمنيين في عدة ساحات فعلاً نوعياً أثلج صدورنا وأكد أن اليمن ستظل دائماً محور ارتكاز العقيدة وأن القيادة في اليمن تترجم عملياً القرآن العظيم والنهج المحمدي .
فإلى هذا الشعب المبارك الميمون وإلى قائده العظيم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي نزف أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة ونبارك لهم هذا التطور النوعي الذي أذهل الأعداء والأصدقاء معاً، ونقول لهم نحن معكم وإلى جانبكم في كل خطواتكم الميمونة .
* ماذا يُريد هؤلاء ؟!!
قائد إصلاحي كبير ظهر في قناة الحدث الأكبر خلال النشرة اليومية التي تطل علينا هذا القناة المشبوهة بها في الساعة السابعة من كل ليلة، كان هذا القائد يتحدث عن الحوثيين بحسب وصفه، فسأله المذيع عن دور ما يسمونها بالشرعية في التصدي لأي عدوان صهيوني ولماذا لم تبادر هذه الشرعية إلى شجب ما حدث في الحديدة ورفع مذكرة استنكار إلى مجلس الأمن لكي تؤكد شرعيتها؟ أجاب بأسلوب سمج وحقد تاريخي: موقف الشرعية معروف والحوثة إنما يريدون إدخال اليمن واليمنيين في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
“اللهم لا شماتة هذا الإصلاحي العفن الذي طالما مدّ لحافه أمام المساجد لأخذ التبرعات باسم فلسطين، فنهبوا حلي النساء ومدخرات الأطفال ومقتنيات الرجال، كل ذلك باسم فلسطين زوراً وبهتاناً، فحينما كان خالد مشعل – رئيس حركة حماس الأسبق في زيارة لصنعاء سألناه عن المبالغ التي تسلموها من الإصلاح، فأجاب بالنفي “أي لا شيء” والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: أين ذهبت تلك الأموال الطائلة والحلي النفيسة؟! لا شك أنها تحولت إلى مدخرات خاصة أو مبانٍ فارهة في حدة والحوبان، فعلاً أنهم نهبوا هذه الأموال واستخدموا هذا الاسم العظيم والأموال المقدسة من أجل الحصول على أموال مدنسة، من هو الذي يبحث عن المكسب بأي طريقة وبأي أسلوب مهما بلغ في القذارة؟! إنها أعمال مزرية تدل على حقارة هؤلاء الناس واستعدادهم أن يتاجروا بأي شيء حتى بالمبادئ والقيم.
أكتفي بما أسلفت وأُكرر الشكر والتقدير والولاء والعرفان لقائد المسيرة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أعاد الحياة إلى مجاريها وأحيا في النفوس حُب الجهاد والاستشهاد كلما كانت القضية عادلة ومُقدسة كما هو حال القضية الفلسطينية، فهنيئاً لشعبنا اليمني بهذا القائد وهنيئاً له بهذه الانتصارات العظيمة، ومن نصر إلى نصر إن شاء الله، والله من وراء القصد …

مقالات مشابهة

  • خطاب شيخ الأزهر والمفاضلة بين الأنبياء
  • النبي (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا
  • وزير الأوقاف: نحن مأمورون بالفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم
  • من هم أبناء رسول الله وأحفاده ؟
  • صاروخ المولد
  • وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم ييعث حيًا.. خطبة الجمعة القادمة
  • في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلّم.. لا قُدّسَت أمةٌ لا يأخذُ الضّعيف فيها حقّه غير مُتعْتَع
  • الحب في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم: المرأة في حياته
  • فضل الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم
  • الأسوة الحسنة