الأسبوع:
2025-04-26@18:19:50 GMT

أخلاقنا وأخلاقهم فى الحروب

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

أخلاقنا وأخلاقهم فى الحروب

الشيء الدائر الآن فى غزة لا أجد له وصفا، فحرب الإبادة، أقل بقليل مما يجرى على الأرض.

وأصبح جيش الاحتلال الإسرائيلى عنوانا لكل تجاوز ومخالفة لقوانين الحروب فى العالم، وللخروج على القوانين الإنسانية والأخلاقية، وفاقت أفعاله كل الأساطير التى يمكن أن يتخيلها عقل أى مؤلف أو كاتب سيناريو لأبشع الأفلام التى تصور الوحشية والدموية، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، بما تأباه الحيوانات فى عالمها.

وأظن أنه من المناسب الآن أن تنشط كل وسائل الإعلام، وخاصة الموجهة إلى الغرب وغير المسلمين، فى إلقاء الضوء على أخلاق المسلمين فى الحروب، منذ عصر النبوة، وحتى آخر حرب خاضها العرب والمسلمون فى العصر الحديث، وهى حرب السادس من أكتوبر عام 1973م.

وإذا كان البعض يعتقد، وأنا منهم، أن المقاومة الفلسطينية أخطأت تقدير الموقف وحساباتها لم تكن دقيقة فى تصور ردة فعل جيش الاحتلال الإسرائيلى المتعطش لدماء العرب والمسلمين، ليس فى غزة وحدها، ولا فى فلسطين كلها، وإنما فى كل مكان على وجه البسيطة، إلا أنه بعد أن وقعت الواقعة، ليس للمقاومين منا إلا النصرة والدعم والدعاء، دون تورط بقية الدول فى الإقدام على حرب غير محسوبة العواقب، إلا أن تفرض علينا، فلا مناص إذن من رد العدوان، وتكون مقاومة المعتدين فرض عين على كل أهل الدولة المعتدى عليها.

أعود لأذكر بأخلاقيات المسلمين فى الحروب، التى أرساها الله فى قرآنه الكريم، وطبقها خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلمها لأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.

ومن أول هذه الأخلاقيات: عدم قتل الشيوخ والنساء والأطفال، فيروى بريدة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية أوصاه فى خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، وكان مما يقوله: ".. ولا تقتلوا وليدا.. " رواه مسلم. وفى رواية أبى داود: "ولا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا، ولا صغيرا، ولا امرأة."

ثانيا: كان يوصيهم بعدم قتل المتعبدين، فقد أخبر ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان إذا بعث جيوشه يقول لهم: "لا تقتلوا أصحاب الصوامع".

ثالثا: عدم الغدر، فكان من وصاياه صلى الله عليه وسلم للجيش: "ولا تغدروا". ولم تكن هذه الوصية فى معاملات المسلمين مع بعضهم، بل كانت مع عدو يكيد لهم، ويجمع لهم، وهم ذاهبون لحربه!.

فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أمَّن رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا" رواه البخارى وغيره.

رابعا: عدم الإفساد فى الأرض: فلم تكن حروب المسلمين حروب تخريب كالحروب التى يحرص فيها المتقاتلون من غير المسلمين على إبادة مظاهر الحياة لدى خصومهم.

والمقصود من وصية عدم الإفساد فى الأرض، ألا يظن قائد الجيش أن عداوة القوم تبيح بعض صور الفساد، لأن الفساد بشتى صوره أمر مرفوض فى الإسلام.

خامسا: الإنفاق على الأسير ومساعدته، بل إن ذلك مما يثاب عليه المسلم، وذلك بحكم ضعف الأسير وانقطاعه عن أهله وقومه، وشدة حاجته للمساعدة، قال تعالى: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا" سورة الإنسان، آية 8.

سادسا: عدم التمثيل بالميت، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المُثْلَة بالمقتول من الأعداء، والمُثْلَة: التنكيل بالمقتول، بقطع بعض أعضائه، ورغم ما حدث فى غزوة أُحُد من تمثيل المشركين بحمزة عمِّ الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يُغيِّر مبدأه.

هذه بعض أخلاقيات الحروب عند المسلمين، فكيف أخلاق غيرهم التى يجسدها الآن جيش الكيان الصهيونى فى حربه على أهل فلسطين؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل غزة حماس صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

سنة يغفل عنها كثير من المصلين بعد تكبيرة الإحرام .. لجنة الفتوى تكشف عنها

أكّد مجمع البحوث الإسلامية على أهمية إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام، مشددًا على ضرورة حرص العقلاء على عدم التفريط في هذا الأجر العظيم. 

واستدل المجمع عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" بحديث رواه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق».

وفي سياق متصل، أشار المجمع إلى سنة نبوية يغفل عنها كثير من المصلين، وهي دعاء الاستفتاح في الصلاة. 

فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر للصلاة سكت لحظة قبل القراءة، فسأله أبو هريرة عن هذا السكوت، فقال النبي: «أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد».

هل الشك في عدد ركعات الصلاة يتطلب إعادتها؟.. دار الإفتاء توضحهل يحاسب الرجل على صلاة زوجته وأولاده؟.. دار الإفتاء تجيب

من جانبه، أوضح الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر عبر صفحة الدار، أن من أدرك مع الإمام تكبيرة الإحرام، له أجر عظيم وعد الله به براءتين: واحدة من النار وأخرى من النفاق، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى.

وأضاف الشيخ عويضة أن السلف الصالح كانوا شديدي الحرص على عدم فوات تكبيرة الإحرام، مشيرًا إلى ما قاله سعيد بن المسيب: «ما تركت تكبيرة الإحرام منذ عشرين سنة»، وإلى ما ذكره الإمام حاتم الأصم حين قال: «فاتتني صلاة الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري، ولو مات لي ولد لعزاني عشرة آلاف، ولكن أمر الدين أصبح أهون عند الناس من أمر الدنيا».

طباعة شارك تكبيرة الإحرام مجمع البحوث الإسلامية دعاء الاستفتاح

مقالات مشابهة

  • المولد النبوي الشريف.. طقوس الاحتفال في مصر وسر أكل الحلوى
  • سنة يغفل عنها كثير من المصلين بعد تكبيرة الإحرام .. لجنة الفتوى تكشف عنها
  • تغلق كل شر.. علي جمعة: 3 أعمال تفتح لك أبواب الغفران والخير
  • ماذا أصلي بعد طلوع الشمس الفجر أم الصبح؟.. لا تخالف السنة
  • ما حكم ترديد الصلاة على النبي أثناء الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • دار الإفتاء تكشف حكم سجود التلاوة بدون وضوء
  • هل الحج يغني عن الصلاة الفائتة لشخص كان لا يصلي؟.. الإفتاء ترد
  • ما هي الأعمال المستحبة عند زيارة مسجد النبي؟.. داعية يُوضح
  • حكم النقاب.. أمين الفتوى: لو كان فرضا لما منعه النبي فى الحج والعمرة
  • دعاء الرزق وقت الفجر.. احرص عليه سترى العجب العجاب