يواصل النشطاء من المؤيدين للقضية الفلسطينية التصدي بكل ما لديهم من قوة للوقوف في وجه البروبوغاندا الصهيونية ودحض السردية الإسرائيلية التي تقول بأن لليهود الحق في تأسيس دولتهم المزعومة على الأراضي الفلسطينية حتى وإن كان على حساب الشعب الفلسطيني.

اقرأ ايضاًإسرائيل ليست موجودة.. خريطة ناشونال جيوغرافيك تكشف زيف الرواية الصهيونية

أحدث هذه المحاولات كانت من قبل فتاة مُهتمة بالأدب الإنجليزي القديم، وقارئة نهمة لأعمال الشاعر والكاتب المسرحي والممثل الإنجليزي الشهير وليم شكسبير - William Shakespeare.

فلسطين في مسرحيات شكسبير 

كشفت الدكتورة رايلي، المهتمة بأعمال وليام شكسبير، بأن الكاتب الشهير ذكر فلسطين والشعب الفلسطيني في إحدى أعماله الشهيرة والتي تحمل اسم مسرحية "عطيل – Othello”.

هذه د. رايلي وهي فتاة مهوسة بأدب شكسبير و ردت على إدعاءات قادة اسرائيل الحاليين بعدم وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني بطريقتها.

بالنسبة لي، أول مرة اعرف انه #فلسطين كأرض وشعب من عمق تأثيرها الثقافي ذُكرت في أدب شكسبير قبل 4 قرون رغم أن شكسبير لم يزرها قط.. التفاصيل ملهمة وجميلة… pic.twitter.com/tL3oGkfv2m

— Mo Khaldi محمد الخالدي (@mospace9) November 19, 2023

وقالت الدكتورة رايلي في مقطع فيديو صورته لإثبات وجود دولة فلسطين في زمن شكسبير، أي في القرن السادس عشر: "أنا أتحدث عن شكسبير، وعن الأشياء المهمة في الفصل الرابع المشهد الثالث من مسرحية "عطيل - Othello هناك ذكر فلسطين، حين تقول أميليا لديسديمونا: أعرف سيدة البندقية كانت تمشي حافية القدمين الى فلسطين من أجل لمسة من شفته السفلية”. 

وتابعت: "هذا هو الجزء المهم، شكسبير كتب عطيل عام 1604، وربما عُرضت المسرحية في نفس الوقت تقريبًا، وهو ما يظهر كم من الوقت كانت فلسطين موجودة؟ وكم من الوقت كانت فلسطين ذات أهمية ثقافية وأن يرد ذكرها في مسرحية قديمة؟".

وأردفت تقول: "كما أننا نتحدث عن كاتب مسرحي بريطاني قديم لم تطأ قدميه أبدًا من أجل التحقق من صحة شعب بأكمله وثقافته وتاريخيه؟ بالطباع لا، لكن من المهم أن ندرك أن الشعب الفلسطيني موجود منذ فترة طويلة جدًا لأنه كانت هناك محاولات مختلفة لتقليل ومحو الثقافة والتاريخ الفلسطيني، لقد رأينا ادعاءات من قبل مسؤولين إسرائيلين تقول انه لا يوجد شعب فلسطيني ولا يوجد تاريخ وثقافة وهذا ببساطة غير صحيح".

وتابعت: "بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والوصول الواسع إلى المعلومات المتوفرة لدينا هنا لم نر فقط تقارير مباشرة عن الإبادة الجماعية التي تحدث في فلسطن، لكنها أظهرت الثقافة والمجتمع الفلسطيني، ومشاركة القطع الأثرية والثفافة ومشاركة الوصفات والأمور الأثرية التاريخية، وهذا مهم لأن أحد تكتيكات الإبادة الجماعية هو إبعاد الناس عن ثقافتهم، لقد تم إبعادهم عن بلدهم ولان يتم إخبارهم أن ثقافتهم الخاصة غير موجودة".

واختتمت حديثها بالقول: "يتمتع الشعب الفلسطيني بالمرونة بشكل لا يصدق ولدية ثقافة وتاريخ ينبض بالحياة، استمروا في رفع صوتهم وتضخيم أصواتهم، استمروا في الدعوة لإنهاء هذه الإبادة.. فلسطين حرة".

مسرحية عطيل - Othello

مسرحية تراجيدية للكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، كُتبت في سنة 1603م، أي قبل 420 سنة.

مسرحية عطيل – Othello مؤلفة من خمسة فصول، وتتحدث عن مواضيع متعددة، وتركز بشكل أهم عن الصراع بين الخير المتمثل بشخصية عُطيل، والشر متمثلاً بشخصية ياغو، إضافة إلى مواضيع أخرى مثل الغيرة والخيانة وغيرها.

يُعتقد أن هذه المسرحية مستوحاة من قصة قمر الزمان ومعشوقته في حكايات ألف ليلة وليلة.

تدور أحداث المسرحية في البداية في مدينة البندقية الإيطالية حيث تدور مواجهة بحرية مع الأسطول التركي في الجهة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط قرب جزيرة قبرص، فيتم الاستنجاد بالقائد الفذ عُطيل ذي الخبرة العسكرية لإنهاء هذا التوتر، يقوم عُطيل بالتجهز والسفر مع جيشه لتنتقل أحداث المسرحية إلى جزيرة قبرص.

اقرأ ايضاًمقطع فيديو يعرض معتز عزايزة للانتقاد.. هل استحق كل هذا الهجوم؟

ركز شكسبير في هذه المسرحية على الأحداث الدرامية، حيث نرى تغيرًا واضحًا في شخصية عُطيل بسبب الإشاعات الصادرة من ياغو حامل الراية تدفعه للجنون والبحث عن حل لمواجهة والتحقق مما سمع.

تقدم شخصية عُطيل بنحو إيجابي على الرغم من اختلاف عرقه عن سكان المنطقة التي تحدث فيها مجريات المسرحية. يعتبر هذا التجسيد للشخصية كأمر غير مألوف في الأدب الانكليزي في زمن الكاتب المسرحي وليم شكسبير حيث جرت العادة على تمثيل الشعوب غير الأوروبية كشعوب ذات مستوى أقل.

 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: شكسبير فلسطين التاريخ التشابه الوصف الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

هل أدبنا العربي متخلّف لعدم خرقه المحظورات الثلاث الشهيرة؟

يرى بعض الأدباء العرب الذين هاجروا في السنوات العشر الأخيرة بسبب الحروب في بلادهم، إن الأدب العربي متخلّف بالقياس بالأدبين الأوروبي والأمريكي اللاتيني، بسبب عدم استطاعته خرق المحظورات الثلاث ( الدين، الجنس، السياسة)، إلاّ فيما ندر.

فعرضنا تلك المقولة على ثلاثة نقاد من مصر والمغرب وسوريا، لنعرف رأيهم بهذا الاتهام، ولنعرف إن كان الأدب يتطوّر بالمضمون أم بالمقاربة والشكل أيضاً.


كشف المسكون عنه

أشارت أولاً الناقدة المصرية د. أماني الصيفي إلى أنه من الضروري النظر إلى تطور الأدب من منظورين أساسيين: المضمون والشكل. فالمضمون يمثّل تعبيراً عن تفاعل الأدب مع التحولات الاجتماعية والهموم المعاصرة، بينما يسعى الشكل إلى تقديم تقنيات سردية وأساليب رمزية جديدة، مما يمكّن الأدباء من تناول المحظورات بطرق إبداعية وعميقة.
ووظيفة الأدب في نظر د. أماني ليست مجرد نقد المحظورات في المجتمع لذاتها، بل هي وسيلة نقدية تهدف إلى كشف المسكوت عنه والمكبوت في المجتمع، لتحقيق واقع اجتماعي أكثر عدالة وتعددية. لذلك، من المهم التأمل في وصف الأدب العربي بأنه "متخلف" لعدم تجاوزه المحظورات الثلاث (الدين، الجنس، السياسة) مقارنة بالأدب الأوروبي وأدب أمريكا اللاتينية.


قيود ثقافية واجتماعية

وعطفاً على ذلك التأمل، ترى الناقدة د. أماني أننا من جهة، يجب الاعتراف بالقيود الثقافية والاجتماعية والقانونية، بالإضافة إلى سياسات النشر وتأثيرات السوق، التي تحد من قدرة الأديب على التعبير بحرية وانتقاد المسكوت عنه، على الرغم من أن حرية التعبير تُعتبر من أهم سمات العمل الأدبي.

ومن جهة أخرى، فإن هذا الوصف للأدب العربي لا يعكس تعقيد التجربة الأدبية وثراءها في مواجهة التحديات. فقد استطاع العديد من الأدباء استغلال طرق غير تقليدية للتعبير عن القضايا الشائكة، مثل اعتماد تقنيات الرمزية والتجريب، مما أتاح لهم تناول قضايا إنسانية وسياسية معقدة بأساليب غير مباشرة تراعي الواقع الثقافي وتتفادى الاصطدام بالقيود المفروضة.


تجليات

ومضت د. أماني بالإشارة إلى تجليات ذلك في أعمال أدبية بارزة، فأشارت إلى روايات نجيب محفوظ التي تتناول قضايا سياسية واجتماعية برمزية فنية، و"الخبز الحافي" لمحمد شكري، و"عائد إلى حيفا" لغسان كنفاني، بالإضافة إلى العديد من الأعمال المعاصرة للأدباء العرب داخل المجتمع العربي وخارجه، التي تعتمد على الترميز لتمرير رسائل أخلاقية وسياسية. هذه الأعمال تعد أمثلة واضحة على قدرة الأدب العربي على معالجة قضايا حساسة بأسلوب يتجاوز القيود المفروضة على الكاتب ويثري الحوار الاجتماعي.
وتختتم د. أماني مساهمتها بالقول: لكن، لتقدير هذا العمق وفهم طبقات المعاني المتعددة في العمل الأدبي، يحتاج الأدب إلى تلقي نقدي جاد يدرك التعقيد والإبداع الكامن فيه، ويساهم في خلق حوار ونقاش حول الرسائل المطروحة. هذا الوعي يُثري تجربة القارئ العادي بطريقة لا تستدعي التصادم بالضرورة، مما يخلق تحدياً إضافياً أمام الأديب.


الهوية السردية لروايتنا

ورأى من المغرب الناقد د. عبد المالك أشهبون أنه: "في كل هذا المسار المتحول لأدبنا العربي، ظلت الرواية العربية ـــ على سبيل المثال ـــ تسعى إلى تحقيق هويتها الخاصة، كما هو الشأن في تجارب روائية عالمية مأثورة، ولكنه حتى اليوم ما يزال يبحث عن تحقيق مفهوم "الهوية السردية".

وتابع: "فمن منظورنا الشخصي إن هذه الخصوصية لم تمتلكها بعد الرواية العربية، بكل ما راكمته من نصوص وتجارب وأسماء، فمنذ نشأتها حتى يومنا هذا لم تصل بعد إلى فرض ذاتها، كما هو حال الرواية في أمريكا اللاتينية مع تيار "الواقعية السحرية"، أو في فرنسا مع موجة "الرواية الجديدة"، أو في روسيا مع تيار "الرواية الواقعية ذات النزوع الاشتراكي".
روايتنا ليست تياراً
والناقد د. عبد المالك يرى بكل صراحة أننا لم نصل بعد إلى مستوى تأصيل تيار روائي عربي، له جمالياته التي تميزه. رغم أن هناك كل سنة روايات جديدة تُنشر. وفي ظل ذلك يرى أن  الرواية العربية ما تزال رواية مشاريع، ومغامرات أفراد كنجيب محفوظ وغيره، وليست تياراً أو حركة روائية لها تميزها وبصمتها على الصعيد العالمي، بحيث لا توجد لدينا دينامية روائية جماعية، تسمح بأن تصبح الرواية العربية لها فرادتها على المستوى الجمالي، ولها سوق على المستوى التلقي، ولها صدى مسموع على المستوى العالمي... إلخ.

 


غياب أو صمت


أما على مستوى المغامرة في تمثيل الثالوث المحرم (الدين والسياسة والجنس) روائياً، فإن حالة الكاتب العربي في نظر د. عبد المالك تبدو غالباً مزرية، ويمضي قائلاً: "ففي بلدانٍ مأسورةٍ بين حواجز الحرمان والقهر والاستبداد، فإنه لن يجدي أمام هذه الوضعية إلا احتمالين: إما الغياب أو الصمت، حيث يَكبِت الكاتب روحَه ولا يصرُخَ أو يحتجَّ، فتغدو حالته كحالة "النعامة تدفن رأسها في الرمال"؛ وإن تجرأ الواحد منهم فعمد إلى المساس بهذه التابوهات والنبش في تفاصيلها، فإنه عادة ما يجرّ على نفسه الويلات، وهو يغامر في عملية فضح المسكوت عنه، وهذا ما تجليه الحياة الاجتماعية للإنسان العربي، وهي حياة يمارس فيها الأفراد كثيراً من الأشياء سراً.


لغة القضاة

أمّا الشاعر والناقد السوري د. سعد الدين كليب فقد استهجن فحوى الاتهام لصيغة التعميم فيه، وقد أشار إلى أن الأدب العربي الحديث ليس جنساً أدبياً واحداً حتى نستطيع الحديث عنه بوصفه نمطاً محدّداً، وكذا هي الحال في الأدبين الغربي والأمريكي اللاتيني، اللذين يتنوّعان أجناساً وبلداناً في الوقت نفسه، وهو ما يجعل الاتهام فارغاً من المعنى، أو يجعله مردوداً شكلاً وموضوعاً بحسب لغة القضاة.
لكن أليس ثمة اختلافات؟ يقول د. سعد الدين: نعم إنّ ثمة اختلافات بدهية بين الآداب عموماً، تفترضها طبيعة اللغة وطبيعة المشاغل الاجتماعية والأذواق الجمالية والاهتمامات الثقافية، وهي جميعاً ذات تأثير حاسم في الميول الأدبية لكلّ أمة من الأمم، ولكلّ مرحلة من المراحل الثقافية- الجمالية لكلّ أمة على حدة. وهو ما يعني أنّ الاختلاف أو التنوّع بين الآداب ليس شأناً عرضياً يمكن تلافيه أو غضّ النظر عنه، إنه ضرورة مجتمعية وثقافية وجمالية، صحيح أنّ ثمة مشتركات إنسانية عامة، كما أنّ ثمة مشتركات فنية لها علاقة بطبيعة الأجناس الأدبية، ولكن صحيح أيضاً أنّ الخصوصية إثراء للمشترك العام لا العكس، وما من أدب لا يتمتّع بخصوصية تميّزه من سواه تحت الفضاء الإنساني العام.


يختلف ولا يتخلّف

وإشارته تلك يريد د. سعد الدين منها القول: إنّ الأدب العربي الحديث يختلف بدهياً عن سواه وفق ما ذكرناه، ولكنه ليس متخلّفاً على الإطلاق. إنه يختلف ولا يتخلّف. أما مسألة التابوهات أو المحظورات الثلاثة (الدين والجنس والسياسة) فهي مسألة نسبية بحسب كلّ أديب على حدة، فمن الأدباء من يميل إلى خرق المحظورات كلها، ومنهم من يميل إلى خرق هذا أو ذاك منها، ومنهم من لا يميل إلى الخرق إطلاقاً، وليس خرق المحظورات في ذاته أمراً مهمّاً على الصعيد الأدبي، وإنما المهم هو الكيفية الفنية والجمالية في تناول تلك المحظورات. فالذي يجعل الأدب فنّاً هو الكيفية التي يتعامل بها مع الظواهر والأشياء والمسائل والقضايا المختلفة.


حرية الإبداع

ويتقاطع د. سعد الدين مع ما قالته د. أماني حول حرية الإبداع إذ يقول: "لا شكّ في أنّ الحرية أصل مكين في الأدب والإبداع عامة، وبدونها لا نكون إلا أمام قوالب شكلية وتقليدية جاهزة، وأيّ محاولة لتحجيم الحرية في الأدب هي محاولة لنفي الأدب من أساسه، ولكن من الحرية أيضاً أن لا نشترط على الأدب اشتراطات مسبّقة، فنفرض عليه رغباتنا وأيديولوجيتنا الخاصة، وإلا فقد فشل في الامتحان!


تقدير عالمي


ويختتم د. سعد مساهمته قائلاً: لست في مجال الدفاع عن الأدب العربي بأجناسه المختلفة، ولكن أستطيع الزعم أنّ هذا الأدب يمتلك من الخصوصية الفنية والجمالية، ما يجعله جديراً بالتقدير العالمي، وإن تكن صفة العالمية غالباً ما ترتبط بالهيمنة الاقتصادية- السياسية وأجهزتها الثقافية والإعلامية.

مقالات مشابهة

  • الشعبية تشيد بتصدي مؤيدي فلسطين بأمستردام لمحاولات حرق العلم الفلسطيني
  • الشعبية تشيد بتصدي مؤيدي فلسطين بأمستردام لمحاولات صهاينة حرق العلم الفلسطيني
  • الرئيس الفلسطيني يبحث مع وزير الخارجية الفرنسي تواصل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي
  • رئيس بلدية رام الله: الشعب الفلسطيني استطاع أن يبني دولة واضحة ويضع خطة طريق تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة
  • إيطاليا تتطلع لدور مهم بالشرق الأوسط.. وتاياني: يحق للشعب الفلسطيني أن تكون له دولة
  • وزيرة التنمية المحلية تزور جناح دولة فلسطين بالمنتدى الحضري العالمي
  • هل أدبنا العربي متخلّف لعدم خرقه المحظورات الثلاث الشهيرة؟
  • بالفيديو: ترامب يؤدي رقصته الشهيرة ويحتفل مع أنصاره
  • وزير الخارجية: لابد من إقامة دولة مستقلة والإستجابة للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني
  • عودة سيارة تويوتا الشهيرة بعد سنوات من إيقاف تصنيعها