كتبها قبل 400 عام... شكسبير يذكر دولة فلسطين في مسرحيته الشهيرة عطيل
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
يواصل النشطاء من المؤيدين للقضية الفلسطينية التصدي بكل ما لديهم من قوة للوقوف في وجه البروبوغاندا الصهيونية ودحض السردية الإسرائيلية التي تقول بأن لليهود الحق في تأسيس دولتهم المزعومة على الأراضي الفلسطينية حتى وإن كان على حساب الشعب الفلسطيني.
اقرأ ايضاًأحدث هذه المحاولات كانت من قبل فتاة مُهتمة بالأدب الإنجليزي القديم، وقارئة نهمة لأعمال الشاعر والكاتب المسرحي والممثل الإنجليزي الشهير وليم شكسبير - William Shakespeare.
كشفت الدكتورة رايلي، المهتمة بأعمال وليام شكسبير، بأن الكاتب الشهير ذكر فلسطين والشعب الفلسطيني في إحدى أعماله الشهيرة والتي تحمل اسم مسرحية "عطيل – Othello”.
هذه د. رايلي وهي فتاة مهوسة بأدب شكسبير و ردت على إدعاءات قادة اسرائيل الحاليين بعدم وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني بطريقتها.
بالنسبة لي، أول مرة اعرف انه #فلسطين كأرض وشعب من عمق تأثيرها الثقافي ذُكرت في أدب شكسبير قبل 4 قرون رغم أن شكسبير لم يزرها قط.. التفاصيل ملهمة وجميلة… pic.twitter.com/tL3oGkfv2m
وقالت الدكتورة رايلي في مقطع فيديو صورته لإثبات وجود دولة فلسطين في زمن شكسبير، أي في القرن السادس عشر: "أنا أتحدث عن شكسبير، وعن الأشياء المهمة في الفصل الرابع المشهد الثالث من مسرحية "عطيل - Othello هناك ذكر فلسطين، حين تقول أميليا لديسديمونا: أعرف سيدة البندقية كانت تمشي حافية القدمين الى فلسطين من أجل لمسة من شفته السفلية”.
وتابعت: "هذا هو الجزء المهم، شكسبير كتب عطيل عام 1604، وربما عُرضت المسرحية في نفس الوقت تقريبًا، وهو ما يظهر كم من الوقت كانت فلسطين موجودة؟ وكم من الوقت كانت فلسطين ذات أهمية ثقافية وأن يرد ذكرها في مسرحية قديمة؟".
وأردفت تقول: "كما أننا نتحدث عن كاتب مسرحي بريطاني قديم لم تطأ قدميه أبدًا من أجل التحقق من صحة شعب بأكمله وثقافته وتاريخيه؟ بالطباع لا، لكن من المهم أن ندرك أن الشعب الفلسطيني موجود منذ فترة طويلة جدًا لأنه كانت هناك محاولات مختلفة لتقليل ومحو الثقافة والتاريخ الفلسطيني، لقد رأينا ادعاءات من قبل مسؤولين إسرائيلين تقول انه لا يوجد شعب فلسطيني ولا يوجد تاريخ وثقافة وهذا ببساطة غير صحيح".
وتابعت: "بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والوصول الواسع إلى المعلومات المتوفرة لدينا هنا لم نر فقط تقارير مباشرة عن الإبادة الجماعية التي تحدث في فلسطن، لكنها أظهرت الثقافة والمجتمع الفلسطيني، ومشاركة القطع الأثرية والثفافة ومشاركة الوصفات والأمور الأثرية التاريخية، وهذا مهم لأن أحد تكتيكات الإبادة الجماعية هو إبعاد الناس عن ثقافتهم، لقد تم إبعادهم عن بلدهم ولان يتم إخبارهم أن ثقافتهم الخاصة غير موجودة".
واختتمت حديثها بالقول: "يتمتع الشعب الفلسطيني بالمرونة بشكل لا يصدق ولدية ثقافة وتاريخ ينبض بالحياة، استمروا في رفع صوتهم وتضخيم أصواتهم، استمروا في الدعوة لإنهاء هذه الإبادة.. فلسطين حرة".
مسرحية عطيل - Othelloمسرحية تراجيدية للكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، كُتبت في سنة 1603م، أي قبل 420 سنة.
مسرحية عطيل – Othello مؤلفة من خمسة فصول، وتتحدث عن مواضيع متعددة، وتركز بشكل أهم عن الصراع بين الخير المتمثل بشخصية عُطيل، والشر متمثلاً بشخصية ياغو، إضافة إلى مواضيع أخرى مثل الغيرة والخيانة وغيرها.
يُعتقد أن هذه المسرحية مستوحاة من قصة قمر الزمان ومعشوقته في حكايات ألف ليلة وليلة.
تدور أحداث المسرحية في البداية في مدينة البندقية الإيطالية حيث تدور مواجهة بحرية مع الأسطول التركي في الجهة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط قرب جزيرة قبرص، فيتم الاستنجاد بالقائد الفذ عُطيل ذي الخبرة العسكرية لإنهاء هذا التوتر، يقوم عُطيل بالتجهز والسفر مع جيشه لتنتقل أحداث المسرحية إلى جزيرة قبرص.
اقرأ ايضاًركز شكسبير في هذه المسرحية على الأحداث الدرامية، حيث نرى تغيرًا واضحًا في شخصية عُطيل بسبب الإشاعات الصادرة من ياغو حامل الراية تدفعه للجنون والبحث عن حل لمواجهة والتحقق مما سمع.
تقدم شخصية عُطيل بنحو إيجابي على الرغم من اختلاف عرقه عن سكان المنطقة التي تحدث فيها مجريات المسرحية. يعتبر هذا التجسيد للشخصية كأمر غير مألوف في الأدب الانكليزي في زمن الكاتب المسرحي وليم شكسبير حيث جرت العادة على تمثيل الشعوب غير الأوروبية كشعوب ذات مستوى أقل.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: شكسبير فلسطين التاريخ التشابه الوصف الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
بعوضة مترو لندن الشهيرة تنحدر من أصول فرعونية قديمة
لطالما اعتُبرت بعوضة "كيولكس بيبينس مولستوس"، أحد أشهر الأمثلة على التكيف مع البيئات الحضرية، حيث اكتسبت سمعة واسعة باعتبارها "بعوضة مترو أنفاق لندن"، بعد أن أرهقت سكان العاصمة البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية عندما احتموا في أنفاق المترو من القصف النازي.
وكان الاعتقاد السائد لعقود أن هذا النوع تطور حديثا في بيئات تحت الأرض خلال القرنين الماضيين، ولكن دراسة حديثة قلبت هذه الفرضية رأسا على عقب، كاشفة عن أصل قديم لهذا البعوض يمتد إلى أكثر من ألف عام في قلب الشرق الأوسط، حيث ازدهرت أولى الحضارات الزراعية الكبرى.
اعتمد الباحثون في هذه الدراسة المتاحة على موقع ما قبل طباعة الأبحاث "بيوركسيف" على تحليل جينومي واسع النطاق لعينات مأخوذة من 357 بعوضة، بعضها حديث وبعضها يعود إلى عقود ماضية، من مواقع مختلفة في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتشير الأدلة إلى أن البعوض بدأ تكيفه في مناطق زراعية حيث وفرت أنظمة الري والمياه الراكدة بيئة مثالية لتكاثره، في حين شكل البشر والحيوانات الداجنة مصدرا ثابتا للتغذية، وهذه العوامل هي التي ساهمت في إعطاء البعوضة القدرة على التكيف مع البيئات المغلقة والعيش في أماكن لا يتوفر فيها المضيف بشكل دائم، وهي السمات التي مكنتها لاحقا من استعمار الأقبية والأنفاق الحضرية في أوروبا، وبعبارة أخرى، ما كان يُعتقد أنه مثال حديث على التكيف الحضري، هو في الواقع امتداد لمسار تكيفي بدأ منذ العصور القديمة.
وأوردت الدراسة 3 أدلة رئيسة تدعم النتيجة التي توصل لها الباحثون، وهي أولا، أن شكل البعوضة أقرب وراثيا إلى مجموعات "بيبينس" من حوض البحر الأبيض المتوسط أكثر من قربه من مجموعات "بيبينس" في شمال أوروبا، مما يشير إلى أن أحدهما نشأ من الآخر.
إعلانوثانيا، وجد الباحثون في هذا النطاق أن بعوض "مولستوس" من منطقة شرق البحر المتوسط متنوع وراثيا أكثر من نظيره في البيئات تحت الأرض في شمال أوروبا، وهذا يشير إلى أنه كان موجودا في منطقة شرق البحر المتوسط لفترة أطول بكثير.
وأخيرا، فإن شكل "بيبينس" غير موجود في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يسهل تخيل كيف تمكن أسلاف بعوض "مولستوس" من استعمار المنطقة وتطورهم ليلدغ البشر في عزلة، من دون التزاوج مع الحشرات من نوع "بيبينس" التي تلدغ الطيور.
وإضافة لهذه الأدلة العلمية، تكشف الدكتورة ليندي ماكبرايد، الأستاذة المشاركة في قسم علم البيئة وعلم الأحياء التطوري بجامعة برينستون الأميركية، والباحثة الرئيسية بالدراسة في تصريحات خاصة لـ"الجزيرة نت" عن وجود إشارات من النقوش المصرية القديمة وأوراق البردي تشير إلى هذه البعوضة، حيث ذكرت هذه الوثائق أن الأشخاص الذين عاشوا في دلتا النيل عانوا من حالات تورم الأطراف الشديد، وهو عرض مرتبط بدودة خيطية كانت تنتشر عن طريق بعوضة مولستوس.
وتقول: "نعتقد أن هذه البعوضة وجدت في مصر القديمة منذ 4 آلاف عام، وكان لها دور في انتشار هذه الحالة، وهذا يعزز فكرة أن بعوضة مولستوس كانت موجودة وتفاعلت مع البشر منذ ذلك الحين".
وتشير ماكبرايد إلى أن بعوضة "مولستوس" قد طورت تكيفات فريدة ساعدتها على الانتقال من التغذية على الطيور إلى عض البشر.
وتضيف: "من الواضح أنها طورت استعدادا كبيرا لعض الثدييات، إضافة إلى قدرتها على التزاوج في المساحات الضيقة مثل أنظمة الصرف الصحي والملاجئ البشرية، وهذا يتيح لها العيش والازدهار في البيئات الحضرية، وهذه القدرة الفريدة تميزها عن نوع بيبينس الذي يفضل الطيور ويعيش في البيئات المفتوحة".
وحول أهمية اكتشاف الأصل التاريخي للبعوضة، توضح أن قيمة الدراسة تأتي من الدور الذي تلعبه بعوضة "مولستوس" كناقل محتمل للأمراض.
إعلانوتقول ماكبرايد: "قدرة مولستوس على التغذية على الثدييات، بما في ذلك البشر، يجعلها ناقلا محتملا لأمراض مثل فيروس غرب النيل، كما أن الهجين بين مولستوس وبيبينس في المناطق الحضرية قد يعزز من خطر انتقال الأمراض، حيث يمكن للأنواع المختلطة أن تلدغ كلا من البشر والطيور".
وتضيف: " يظهر بحثنا أن الهجين بين مولستوس وبيبينس، يظهر بشكل أكبر في المدن الكبرى، وهذا يزيد من احتمال انتقال مسببات الأمراض مثل فيروس غرب النيل بين الإنسان والحيوان، وهذا التهجين قد يمثل تحديا كبيرا للصحة العامة في المستقبل، خصوصا في المناطق الحضرية المكتظة".
نقاط الضعف المحتملةوفي تعقيبه على الدراسة، يثني الدكتور عمرو عبد السميع، أستاذ العلوم الجزيئية والمتخصص في علم الحشرات التطبيقي بكلية العلوم جامعة القاهرة، والمحرر بالعديد من الدوريات العلمية الدولية، على المنهجية العلمية التي استخدمتها، والتي تميزت، في تقديره، بدقة غير مسبوقة في تحليل الأصول الوراثية للبعوض.
ويقول في تصريحات خاصة لـ"الجزيرة نت": "كان أحد أبرز عناصر القوة في هذه الدراسة هو استخدام الباحثين لنماذج تباعد الأنساب الجينية وتحليل المكونات الرئيسة، وهذا مكنهم من تتبع الأصول الوراثية للبعوضة بدقة عالية".
ورغم هذه القوة المنهجية، أشار الدكتور عبد السميع، إلى بعض القيود التي يجب أخذها بعين الاعتبار، مثل أن بعض المناطق في الشرق الأوسط لم يتم تمثيلها بشكل كاف، وهذا قد يترك فجوات في تتبع المسار التطوري بدقة مطلقة، وثانيا، أن تقديرات توقيت التباعد الجيني تعتمد على معايير مثل معدل الطفرات الجينية ومتوسط عمر دورة حياة البعوضة، وهذه القيم تستند إلى تقديرات تقريبية وليست مقاسة مباشرة في الطبيعة، وهذا يترك هامشا من عدم اليقين، وثالثا، رغم أن الدراسة قدمت أدلة قوية على الأصل الشرق أوسطي للبعوضة، فإنها لم تتعمق في تحليل العوامل البيئية الدقيقة التي ساهمت في تعزيز هذا التكيف في مراحله الأولى.
إعلانورغم هذه القيود، يثني الدكتور عبد السميع في المجمل على الدراسة، لأنها لا تمثل في رأيه مجرد اكتشاف علمي بل تحمل انعكاسات مهمة على إستراتيجيات مكافحة الأمراض المنقولة عبر البعوض، فبعوضة "كيولكس بيبينس مولستوس" التي تحمل أمراضا مثل فيروس غرب النيل قد تطورت بطرق تجعل من الصعب مكافحتها بالوسائل التقليدية، خصوصا قدرتها على التكاثر في البيئات المغلقة مثل الأنفاق وشبكات الصرف الصحي.
ويقول إنه "مع التطور المستمر في فهم أصول هذه البعوضة، يتعين على الباحثين والمخططين الصحيين تطوير إستراتيجيات أكثر تعقيدا وابتكارا لمكافحة هذه الحشرة الخطيرة، والتي قد تشمل استخدام التدخلات الجينية مثل بكتيريا "وُلباخيا" وهي بكتيريا تصيب البعوض وتؤثر على قدرته على نقل الأمراض أو إطلاق بعوض معدل وراثيا للحد من تكاثره".
ويضيف أن "الدراسة تشير إلى أن المدن الحديثة، بشبكاتها المعقدة ومناخاتها المتغيرة، قد تشكل بيئة مثالية لتوسع هذه البعوضة، وهذا يرفع من احتمالية ظهور أوبئة جديدة في المستقبل، وبالتالي فإن هذه النتائج تمثل دعوة للمخططين الحضريين والسلطات الصحية لأخذ التدابير الوقائية الضرورية لضمان عدم تحول البعوضة إلى ناقل أكثر خطورة في ظل التغيرات المناخية العالمية".