قطر: مفاوضات الهدنة في غزة بلغت مرحلة حرجة ونهائية
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
اكدت قطر الثلاثاء، ان مفاوضات الهدنة في غزة التي تتوسط فيها بين اسرائيل وحماس، بلغت "مرحلة حرجة ونهائية"، فيما يتوقع ان تعلن الدوحة خلال ساعات عن التوصل الى اتفاق بهذا الشأن يتضمن اطلاق سراح رهائن تحتجزهم الحركة.
اقرأ ايضاًحماس: قطر ستعلن اتفاق الهدنة مع اسرائيل "خلال ساعات"وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ان الوساطة التي تقودها بلاده تجاوزت المسائل المحورية والجوهرية وبلغت "مرحلة حرجة ونهائية".
واضاف ان ما تبقى هو قضايا محدودة، الامر الذي يعني ان الوساطة باتت "في اقرب نقطة" من الوصول الى اتفاق منذ بدء الحرب بين اسرائيل وحماس في السابع من تشرين الاول/اكتوبر.
واندلعت الحرب عقب هجوم شنته الحركة انطلاقا من قطاع غزة واقتحمت خلاله مستوطنات ومقرات للجيش الاسرائيلي، حيث قتلت زهاء 1200 شخص، كما احتجزت ما يصل الى 239 شخصا رهائن واقتادتهم الى القطاع، علما ان بينهم عددا كبيرا من الاجانب ومزدوجي الجنسية.
وغداة اعلانها حربها المدمرة على قطاع غزة، والتي قتلت في غمرتها اكثر من 13 الفا من المدنيين في القطاع غالبيتهم اطفال ونساء، اعلنت اسرائيل انها حدد لهذه الحرب ثلاثة اهداف تتمثل في القضاء على حماس واستعادة الرهائن، وتغيير الوضع في غزة الى الابد.
وقالت حركة حماس الثلاثاء، انها لا تزال تنتظر رد اسرائيل على ردها بخصوص مقترح الهدنة والذي سلمته سابقا الى الوسيط القطري وكذلك الى مصر.
وكان اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اعلن فجر الثلاثاء، ان الاتفاق على هدنة مع اسرائيل "بات قريبا"، بعدما سلمت الحركة ردها على مقترحات الوسيط القطري.
ولاحقا، اعلن عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس، انه يتوقع ان تعلن قطر "خلال الساعات المقبلة" عن الاتفاق والتفاصيل المتعلقة به، مشيرا الى انه سيتضمن وقفا مؤقتا لاطلاق النار يتيح استقبال القطاع للمساعدات الانسانية القادمة من الخارج.
واضاف ان اسرائيل ستقوم بموجب الاتفاق بالافراج عن مئات الاسرى من النساء والاطفال الفلسطينيين في سجونها في مقابل اطلاق الحركة سراح عدد من النساء والاطفال المحتجزين لديها.
3 مقابل 1وفي سياق متصل، فقد اكد مسؤول اسرائيلي لموقع "واللا" العبري ان قطر ستعلن اليوم الثلاثاء عن التوصل الى اتفاق لاطلاق رهائن يشتمل على وقف لاطلاق النار لعدة ايام.
وقال المسؤول انه سيتم في اطار الصفقة اطلاق سراح ثلاثة اسرى فلسطينيين مقابل كل رهينة تطالب بها اسرائيل.
وفي مؤشر على قرب وقف اطلاق النار في غزة، اعلن الجيش الاسرائيلي انه يعتزم المصادقة خلال الايام المقبلة على عودة سكان مستوطنات تقع على بعد اربع كيلومترات عن الحدود مع قطاع غزة، والذين كان اجلاهم مع الاف اخرين من المنطقة غداة اندلاع الحرب.
اقرأ ايضاًمسيرة حاشدة من تل ابيب الى القدس للمطالبة باستعادة الرهائنوقالت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مصدرين مطلعين ان الاتفاق المزمع يتضمن خمسة ايام من الوقف الشامل لاطلاق النار في كافة انحاء قطاع غزة، وكذلك تعليقا كليا لتحليق الطائرات الاسرائيلية فوق القطاع باستثناء المنطقة الشمالية، حيث سيكون التوقف لمدة ست ساعات فقط على مدى ايام الهدنة الخمسة.
وسيصار كذلك الى الافراج عن 300 طفل وامراة فلسطينة اسرى في سجون اسرائيل مقابل اطلاق سراح ما بين 50 - 100 من الاطفال والنساء المحتجزين لدى حماس، وفقا لمصار الوكالة الفرنسية.
وخلال فترة الهدنة سيسمح بدخول ما قد يصل الى ثلاثمائة من الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذئية والطبية والانسانية على اختلافها، على ان تصل الى كافة انحاء قطاع غزة.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التاريخ التشابه الوصف اطلاق النار قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة تواجه تعنت المجرم نتنياهو
يمانيون../
رغم الجهود المبذولة عربياً وأمريكياً لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزّة والظروف التي تمر بها المنطقة، لكن يبدو أن المحاولة تشبه سابقاتها وستفشل وسيستمر العدوان على غزّة، لأن مجرم الحرب رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو تمكّن من “تفخيخ” هذه المفاوضات بمطلب أساسي وهو الوقف المؤقت وليس الدائم لإطلاق النار، الأمر الذي سيُمكّنه من العودة إلى العدوان بعد تبادل الأسرى.
ويؤكد الكثير من الخبراء أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب، وكان واضحاً منذ البداية أن شرط استكمال الحرب بعد انتهاء فترة الهدنة أساسي ولا عودة عنه، وللتأكيد عليه، تحدّثت معلومات عن طلبه ضمانة خطّية من الولايات المتحدة تؤكّد “حقه” بالعودة إلى القتال بعد انتهاء تبادل الأسرى، وبالتالي بات جلياً أن الكيان الصهيوني الغاصب يُريد الاستمرار حتى تحقيق أهداف بعيدة الأمد في غزّة.
وفي السياق، كشف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيوني السابق تامير هيمان، السبت، عن الخطوط العريضة لمبادرة أمريكية محتملة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالاتفاق المحتمل بشأن هدنة في غزة وتبادل أسرى، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان: “نتطلع إلى إبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة”، وذكر أن “التوصل إلى اتفاق في غزة بات أمرا ملحا من أجل إطلاق سراح الرهائن”.
واعتبر أن “موقف حماس عدّل نفسه بعد وقف إطلاق النار في لبنان، وذلك لأنها انتظرت منذ أشهر الجهات الفاعلة لنجدتها”، في تبنٍ مباشر للرواية الصهيونية.
ذكر أنه “منذ اللحظة التي توصلنا فيها إلى وقف إطلاق النار (بلبنان)، كان للمفاوضات طابع مختلف، ونعتقد أن هذا قد وضعنا على الطريق نحو إتمام الاتفاق”.
وأضاف ساليفان: إن “اتفاق وقف إطلاق النار، سيسمح بإطلاق سراح الرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية لغزة”.. معتبراً أن “اغتيال “إسرائيل” قادة في حماس، قد ساعد أيضا في وضع محادثات وقف إطلاق النار على المسار الصحيح لتحقيق نتائج”، علما بأنه لا جديد بشأن اغتيال أي من قادة الحركة، خلال الآونة الأخيرة.
وتابع: “أعتقد أننا اقتربنا مرة أخرى من صفقة لإطلاق الرهائن، وسنواصل العمل للتوصل إليها سريعا” مؤكدا أنه سيتوجه للدوحة والقاهرة، لسد الثغرات النهائية بشأن صفقة غزة، وقال: “عندما أزور الدوحة والقاهرة، سيكون هدفي هو التوصل لاتفاق، خلال هذا الشهر”.
وأشار ساليفان إلى أنه “بعد اجتماعي مع رئيس الحكومة الصهيونية، لدي شعور أنه مستعد للتوصل لاتفاق”.. مُشدداً على أن “كل يوم يأتي بمخاطر متزايدة، وهناك حاجة ملحة لإبرام الاتفاق”.
ويعتقد المراقبون أن الكيان الصهيوني سيكرر تعنته مع كل مفاوضات، ويتزامن تعنته مع مرونة من “حماس” لإنجاح المفاوضات، وضغط ومحاولات تذليل عوائق من الوسيطين قطر ومصر، لكن أفخاخ نتنياهو كانت كالأرانب، يُخرجها من قبعته كلما تقدّمت المحادثات وتذيّلت عوائق، فتارة يُثير مسألة محور فيلادلفيا، وطوراً محور نتساريم، ليؤكّد أن الكيان الصهيوني هو الطرف الذي يُعرقل نجاح المفاوضات، لا “حماس”.
ولا يُمكن نعي الاتفاق من اليوم، ومن المرتقب أن تستمر المحادثات، لكن بعض المراقبين يقولون إن “الضرب بالميت حرام”، في إشارة إلى أن مُحاولات التوصّل إلى اتفاق “شبه ميت”، حتى أن نتنياهو نعاها حينما نقلت عنه هيئة البث الصهيونية “تشاؤمه” بشأن إمكانية إتمام صفقة التهدئة في غزة وقوله: إنه “لا يوجد احتمال كبير لنجاحها”.
ويري المراقبون، أن نتنياهو المُهدّد بالفشل السياسي والملاحقة القضائية فور انتهاء الحرب ليس مستعجلاً لوقف إطلاق النار، لا بل يُريد الاستمرار في مُحاولة لتحصيل أي مكاسب سياسية وعسكرية تحمي مستقبله، وهذه المكاسب قريبة وبعيدة الأمد، منها ما هو مرتبط بمُحاولة تدمير الحد الأقصى من قدرات “حماس”، ومنها ما هو مرتبط بـ”اليوم التالي” لغزّة ومعادلات الرد ضد إيران.
كما يرى المراقبون أن إفشال نتنياهو مفاوضات الهدنة سيعني العودة إلى التصعيد، ومن الواضح أن نتنياهو يُريد التصعيد الإقليمي ولا يخشاه، لأن فرص تفاديه متاحة أمامه لكنه رافض تماماً لكل الاقتراحات التهدئة، لا بل يسعى للتصعيد، وقد صدرت تعليمات صهيونية لزيادة حدّة القتال في غزّة.
إذاً، المنطقة ستصبح على صفيح ساخن جداً، لن يُبرّده التفاؤل الأمريكي، ومن المرتقب أن يعود الحديث عن تصعيد واحتمال وقوع اشتباك إقليمي أوسع ولن يكون بمنأى عن الحريق الذي سيحمل نتائج مدمّرة على غزّة والكيان الغاصب وعواصم عربية أخرى.
سبـأ عبدالعزيز الحزي