الجزيرة:
2024-12-23@07:24:06 GMT

فيلم وداعا جوليا.. شاهد درامي على تقسيم السودان

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

فيلم وداعا جوليا.. شاهد درامي على تقسيم السودان

حظى فيلم "وداعا جوليا" بنجاح جماهيري إلى جانب النجاح النقدي، إذ توج بـ14 جائزة من مهرجانات عالمية، حيث تجاوزت إيراداته بدور العرض المصرية أكثر من مليوني جنيه.

وكان عرض الفيلم السوداني بدأ مؤخرا في عدد من الدول العربية وفي فرنسا، في نجاح يضاف إلى حصوله على جائزة الحرية بمهرجان كان السينمائي، كما رشح ليمثل السودان في جوائز الأوسكار ضمن فئة "أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية"، في الحفل الذي من المقرر أن يقام في مارس/آذار 2024.

كما حصلت بطلة الفيلم إيمان يوسف على جائزة أفضل ممثل في النسخة الـ18 من مهرجان قبرص السينمائي الدولي، وحاز محمد كردفاني جائزة أفضل مخرج في عمل روائي أول بذات المهرجان. وفاز "وداعا جوليا" أيضا بجائزة روجر إيبرت في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، إلى جانب جائزتين من مهرجان الحرب على الشاشة في فرنسا، وهما جائزة الجمهور وجائزة الصحافة.

وحصد الفيلم أيضًا 3 جوائز دولية في مهرجان صانعي الأفلام الفرنسي (Paysages de Cinéastes) وهي جائزة لجنة تحكيم الصاعدين، وجائزة الجمهور، وجائزة لجنة تحكيم المرأة ، كما فاز بجائزة أفضل فيلم أفريقي في جوائز سبتيموس الدولية. أما آخر الجوائز، فكانت جائزة الجمهور في مهرجان السينما العربية والبحر المتوسط بكتلونيا.

البداية : ذروة درامية

من الأحداث المتصاعدة عقب اغتيال زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق في العام 2005، وتحديدا قبل انفصال الشمال عن الجنوب بـ6 سنوات، تنطلق أحداث فيلم "وداعا جوليا"، والذي نجح مخرجه محمد كردفاني في أول أفلامه الروائية الطويلة أن يتناول الانفصال بأوجاعه وأزماته من خلال ربطه بمصير أسرتين.

يتطرق الفيلم إلى لحظة فارقة في تاريخ السودان وبالأخص مع وصول الصراع إلى ذورته بين الشمال والجنوب، بكل ما يحمله من أوجاع وصولا إلى قرار تقسيم الدولة، ويرصد التصاعد السياسي في "وداعا جوليا" من خلال انعكاسه على البيوت السودانية وبالأخص هنا بيت أكرم (نزار جمعة)، الذي يمثل شخصية الشمالي المتشدد.

منزل أكرم هو نموذج مصغر للصراع الديني والعرقي، ففي المنزل زوجته منى (إيمان يوسف) التي يجبرها الزوج على ترك الغناء، وفي نفس الوقت فهي تحترف الكذب وهو ما يتضح من اللحظات الأولى في مشهد إعدادها للإفطار وحرقها للبيض أثناء طبخه، قبل أن تنكر أمام زوجها أنها قامت بتجهيزه من الأساس.

يكشف هذا الكذب العلاقة الهشة بين منى وزوجها ويمهد للحادث الذي تتورط به البطلة وتدور خلاله حبكة الفيلم، حين تصدم طفلا صغيرا بسيارتها ويطاردها والده، تدعي بأن رجلا جنوبيا يلاحقها، فيقرر زوجها قتله في ظل اشتعال الأحداث.

ويرتبط مصير الأسرتين -أسرة منى وأكرم من جهة وأسرة جوليا وطفلها سيران من جهة أخرى -، حين تقرر منى تعويضهما بإلحاق منى للعمل لديها في المنزل لشعورها بالذنب.

لغة سينمائية ثرية وإحالة بصرية

اعتمد كردفاني في تجربته على اللغة السينمائية الكلاسيكية مع استخدامه لبعض الرموز التي تبدو تقليدية، لكن كل ذلك جاء لصالح الفيلم ولدعم قضيته التي اختار التعبير عنها بعيدا عن الخطب الرنانة، وهو ما يظهر مثلا في مشهد العصافير في منزل منى التي تقرر إطلاق سراحها، ليكشف عن رغبتها في نيل حريتها والعودة إلى فنها مرة أخرى.

وتعد نماذج الشخصيات والبناء الدرامي والحوار الثري أكثر العناصر تفوقا في الفيلم، إلى جانب توجيه الممثلين، فعلى الرغم من أن قضية "وداعا جوليا" هى الصراع بين الشمال والجنوب السوداني وتأثير العنصرية، فإن صياغة الشخصيات والأحداث جعلت الفيلم يصلح للتعبير عن أي زمان ومكان آخر، في رفض واضح للعنف والعنصرية والحروب، رغم محلية القضية التي تناقش الانفصال بين شمال السودان وجنوبه.

يمكن اعتبار الإحالات البصرية التي ظلت من بداية الفيلم وحتى النهاية في الكثير من المشاهد، من العناصر الداعمة للغة الحوار، مثل "السكرية" الموجودة في دولاب "منى" والتي تخفي بها متعلقات زوج جوليا المقتول، تم التعبير عنها برمزية حين تعود منى إلى منزلها بعد أن تعلم عدم قدرتها على الإنجاب، وبمجرد دخولها إلى المنزل يستخدم المخرج لقطة مقربة لقدمها وهى تدوس على إحدى شظايا السكرية، فتشعر بالخوف والقلق بعد أن تدرك أن السكرية تعرضت للكسر والمتعلقات غير موجودة، وتهدأ حين تدرك بأن الابن داني هو المسؤول وأن جوليا لم تكشف سرها.

صاغ كردفاني المشاهد الأخيرة ببراعة، فخلت من الحوار تقريبا، لكن تداخلت عناصر مثل المونتاج وشريط الصوت من أجل رسم نهاية للقصة، نهاية منى وأكرم ومن جانب آخر زميلها في الفرقة الموسيقية، ونهاية الصراع بين "جوليا" وابنها دانيال، وبين آجير الذي عرض على جوليا الزواج.

وعلى ضوء المواقف التي تعرض لها الشخصيات خلال السنوات الـ6 منذ بداية الأحداث، نجد خاتمة تفتح طرقا مختلفة لكل شخصية منهم، ومسارات شديدة الاختلاف، مشاهد صامتة وفي الخلفية أغنية تبدو كمرثية على مصير الأبطال، وعلى الأحداث في السودان بعد التصويت بالموافقة على الانقسام.

يختم كردفاني "وداعا جوليا" بمشهد دانيال الطفل الجنوبي الصغير وهو يحمل السلاح، رغبة منه في الثأر بعد أن علم بأن العائلة الشمالية التي تولت تربيته خلال السنوات الـ6 هي من قتلت والده.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وداعا جولیا

إقرأ أيضاً:

مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يحصد جائزة عالمية من كوريا الجنوبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حصد مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي هذا العام الجائزة العالمية الكبرى المقدمة من إدارة مهرجان ‏K - theater award والجائزة بعنوان "الجائزة العالمية لأفضل مهرجان دولي علي مستوي العالم لهذا العام 2024" للمساهمة المتميزة في مجتمع المسرح الدولي.

تلك الجائزة مقدمة من وزارة الثقافة بكوريا الجنوبية وبترشيح من الجمعية الكورية للمسرح بكوريا الجنوبية حيث تلقت إدارة المهرجان خطاباً رسمياً بالترشح لتلك الجائزة الكبري عقب انتهاء الدورة التاسعة للمهرجان التي حملت اسم الراحل جلال الشرقاوي والتي عقدت في الفترة من 15-20 نوفمبر 2024 بمدينة السلام شرم الشيخ.

وقال الدكتور جون ونج سون رئيس الجمعية الكورية للمسرح في خطابه المرسل للمخرج والفنان مازن الغرباوي مؤسس ورئيس المهرجان، إنه لمن دواعي سروري أن أهنئك على حصولكم على جائزة المسرح الكوري المرموقة لمساهماتك المتميزة في مجتمع المسرح الدولي. إن اختيارك كمتلقي للجائزة العالمية الكبرى لأفضل مهرجان دولي علي مستوي العالم لهذا العام 2024 لجائزة المساهمة الخارجية في الدورة الثانية والستين لجوائز المسرح الكوري هو شهادة على إنجازاتك المهمة.

وأضاف: وبصفتك مؤسسا ومنظمًا ورئيساً لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، فقد لعبت دورًا محوريًا في تعزيز التبادل الثقافي بين كوريا الجنوبية وجمهورية مصر العربية، مؤكدا أن دعمك وتفانيك في الترويج للمسرح الكوري على المسرح العالمي أمر يستحق الثناء حقًا، فهذه الجائزة هي تقدير مستحق لقيادتك الاستثنائية وجهودك الدؤوبة، فإن مجتمع المسرح الكوري محظوظ بوجود شريك مخلص مثلك، نتطلع إلى مواصلة تعاوننا والبناء على شراكتنا الناجحة.


وصرحت الدكتورة انجي البستاوي مدير عام المهرجان، بأن تلك الجائزة تكليل لكل الجهود التي بذلت منا جميعاً ومن كامل فريق العمل علي مدار العشر سنوات السابقة والتي تؤكد المكانة التي أصبح عليها المهرجان عالمياً.

وصرح الغرباوي، بأن هذه الجائزة فخر لجمهورية مصر العربية ولكل العرب وأتقدم بخالص الشكر لوزير الثقافة المصرية الدكتور أحمد فؤاد هنو، واللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء لدعمها اللا محدود للمهرجان في دورته التاسعة مما ساعدنا كثيرا في حصد تلك الجائزة وأتوجه بإهداء هذه الجائزة العالمية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الملهم لنا جميعاً حيث أننا أول مهرجان مصري وعربي يحصل علي هذه الجائزة العالمية في التاريخ وان حصولنا علي تلك الجائزة في  الدورة ٦٢ لهو فخر وشرف عظيم لنا كمصريين وكعرب.
مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي أقيم في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر الماضي  والتي كانت دورته تحمل  اسم المخرج الكبير الراحل جلال الشرقاوي، وتدير المهرجان الدكتورة إنجي البستاوي ، ورئيس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان ،ويرأس المهرجان شرفيا سيدة المسرح العربي سميحة أيوب،  ويقام تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو ، واللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء وبدعم من وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة .

مقالات مشابهة

  • مصطفى الكاشف يحصد جائزة أفضل صورة في مهرجان قرطاج عن “قرية قرب الجنة”
  • مهرجان شرم الشيخ الدولي يحصد جائزة عالمية من كوريا الجنوبية
  • مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يحصد جائزة عالمية من كوريا الجنوبية
  • نتائج مسابقات مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير
  • القائمة الكاملة لتكريمات جوائز مهرجان الأفضل 2024.. اعرفها
  • منح يحيي الفخراني والخطيب جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
  • طارق نور يحصل على جائزة «إنجاز العمر» في مهرجان الأفضل
  • أحمد السقا يحصد جائزة النجم الذهبي في مهرجان الأفضل
  • مهرجان الأفضل يمنح جائزة العمر لـ طارق نور
  • مهرجان الأفضل يكرم اسم نبيل الحلفاوي بـ جائزة العمر