سفير صربيا بالقاهرة: نثمن تحركات مصر الدبلوماسية لاحتواء الأزمة في قطاع غزة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
ثمّن سفير صربيا بالقاهرة ميروسلاف تشيستوفيتش التحركات الدبلوماسية المصرية المكثفة لاحتواء الأزمة الحالية في قطاع غزة، مؤكدًا أهمية دعم جهود الوساطة المصرية لإنهاء الوضع المتدهور في القطاع والتوصل إلى وقف إطلاق النار.
وأعرب تشيستوفيتش - اليوم الثلاثاء- عن تفهم بلاده للمخاوف المصرية ورفضها التهجير القسري للفلسطينيين، وأنه لا يمكن حل هذا النزاع على حساب الدول الأخرى، قائلًا: "الأزمة الحالية تخطت بكثير الأزمات السابقة، ما يتوجب على المجتمع الدولي التدخل لحلها".
وأوضح أن صربيا تدعم حل الدولتين وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بما في ذلك القرار الذي يطالب بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، منوهًا إلى أن بلاده اعترفت بالدولة الفلسطينية ولها علاقات دبلوماسية كاملة معها.
وحول الأزمة الحالية، قال السفير إنها نتجت عن عدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة.. مشددًا على رفض بلاده للرد الفعل الإسرائيلي على هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي لأنها (تل أبيب) لم تضع في اعتبارها القانون الدولي الإنساني -بحسب وصفه-.
في سياق منفصل، وحول العلاقات الثنائية المصرية الصربية، وصف السفير المرحلة الحالية بين البلدين بأنها تعيش مرحلة مزدهرة في أعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السيسي لبلجراد في يوليو 2022 والتي تعد أول زيارة لرئيس مصري إلى بلجراد بعد 35 عامًا، ما أعطى دفعة قوية للتعاون الثنائي، حيث تضمنت الزيارة الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية بين مصر وصربيا خلال هذه الزيارة.
شراكة استراتيجية بين مصر وصريباوأضاف تشيستوفيتش أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر وصريبا تركز على أهمية التنسيق السياسي في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والحفاظ على السلام الدولي واحترام السيادة والسلامة الإقليمية، ودعم التعاون في مجالات الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون البرلماني والاقتصادي خاصة في مجالات الزراعة والصناعة الغذائية، والسياحة، والنقل والبنية التحتية، والعلوم، والاتصالات، والصناعة والتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأمن الطاقة.
وأوضح أنه تم التوقيع خلال زيارة الرئيس السيسي لبلجراد على 12 مذكرة تفاهم في مجالات المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والزراعة، والاستثمار، ومجال القياس ودعم المعلومات، وحماية البيئة، والتعليم العالي، والثقافة، والبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال التعليم والإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة والخاصة، وكذلك في مجالي الإعلام والسينما، وبين المتحف القومي للحضارة المصرية في مصر ومتحف الفنون الإفريقية في صربيا.
وأعرب عن أمله بقرب التوقيع على اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين البلدين التي يتم إعدادها حاليًا والتي ستؤدي إلى زيادة كبيرة في التبادل التجاري الثنائي ودعم التعاون الاقتصادي والشراكات بين الشركات المصرية والصربية، وأن التجارة الثنائية بين البلدين لا تعكس حاليًا مستوي العلاقات السياسية بين البلدين.
وأشار إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 5ر114 مليون دولار عام 2022 من بينها 2ر64 مليون دولار صادرات مصرية لصريبا والتي تتضمن الفوسفات وسماد اليوريا والملح والفاكهة مثل المانجو والفراولة والحمضيات، وتتمثل أغلب صادرات صربيا لمصر في التبغ.
وحول الزيارات الثنائية، قال السفير إنه يتم الإعداد حاليا لزيارة الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ووزير التجارة توميسلاف موميروفيتش إلى مصر خلال الفترة المقبلة.
كما أوضح أن العام الجاري شهد تبادلًا مكثفًا للزيارات، حيث زار القاهرة وزيرا الدفاع و شئون الأسرة والأمن الاجتماعي الصربيان، وعقدت مشاورات سياسية على مستوى نائبي وزيري الخارجية، بينما زار بلجراد رئيس مجلس النواب الدكتور حنفي جبالي، ومفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، ومحافظ جنوب سيناء خالد فودة، ورئيس المجلس المصري للشئون الخارجية السفير محمد العرابي.
وعن مشروعات التعاون، قال إن صربيا تولي اهتمامًا كبيرًا بالاستثمار في مجال الفوسفات بمصر في ضوء احتياجها الكبير له لأنها دولة زراعية، موضحًا أننا ندرس إمكانية إقامة مخازن للحبوب في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مستفيدين من الموقع الاستراتيجي لمصر.. مؤكدًا استعداد شركة صربية لنقل التكنولوجيا في مجال الموارد المائية إلى مصر.
وأضاف أن بلاده تدرس فرص التعاون مع مصر في مجال الطاقة مثل الغاز والطاقة الخضراء في ضوء السعي لتنويع مصادر الطاقة وإمكانية استيراد الغاز المصري عن طريق اليونان.
وعن قطاع السياحة، أشار السفير إلى أن عدد السائحين الصرب الذين يقضون إجازاتهم في مصر يبلغ 100 ألف سائح سنويًا، مضيفا أنه يتم تسيير أكثر من 20 رحلة أسبوعيًا لشركة "إير كايرو" بين الغردقة وبلجراد خلال فصل الصيف، وتصل عدد الرحلات إلى 3 في باقي فصول السنة.
كما لفت إلى أنه تم تسيير خط طيران مباشر لشركة "إير صربيا" بين القاهرة وبلجراد 3 مرات أسبوعيًا عقب زيارة الرئيس السيسي الأخيرة، متوقعًا زيادة عدد الرحلات في المستقبل نظرًا للإقبال الكبير من جانب المصريين الذين يسافرون إلى الدول الأوروبية الأخرى عن طريق بلجراد.
وأعرب عن رغبته في أن يقوم السائحون الصربيون باستكشاف أماكن الجذب السياحي الجديدة في مصر وعدم اقتصارها على منتجعات البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن السائحين الصربيين بدأوا في السفر إلى مدينة مرسى مطروح هذا الصيف ونتطلع إلى الترتيب لرحلات لهم لمدينة شرم الشيخ.. معربًا عن أمله أن يصل عدد السائحين الصربيين لمصر إلى 300 ألف سائح سنويًا.
وحول التعاون الثقافي، أشار سفير صربيا بالقاهرة ميروسلاف تشيستوفيتش إلى أنه يتم الإعداد حاليًا للـ"أيام الثقافية الصربية في مصر" وتتضمن عروضًا فنية مثل الباليه وأفلام سينمائية في فبراير المقبل، ومن المقرر أن يشهد العام المقبل "الأيام الثقافية المصرية في صربيا"، مضيفًا أن مصر كانت ضيف شرف في معرض الكتاب الذي أقيم في صربيا في السنوات الماضية، بالإضافة إلى العدد الكبير من اتفاقيات التوأمة بين المدن المصرية والصربية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
سفير مصر السابق بتل أبيب: توقيت الاتصال بين الرئيس السيسي وترامب مهم وإيجابي
قال السفير عاطف سالم، سفير مصر السابق في تل أبيب، إن توقيت الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، مهم وإيجابي.
أبو شامة: مكالمة ترامب للرئيس السيسي تتويج للتحركات المصريةمصطفى الفقي: مقترح ترامب به ملامح مسرحية وهدفه كسب الوقت لصالح نتنياهو
وأضاف "سالم" خلال لقاء خاص مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "بالورقة والقلم" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء اليوم السبت، أن الاتصال تناول أيضًا العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية، مع التأكيد على أمل مصر في الرئيس ترامب للمساعدة في إحلال السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط بناء على القوانين الدولية.
وأشار إلى أن الاتصال تطرق أيضًا إلى قضية الأمن المائي المصري من خلال أزمة السد الإثيوبي، كما تبادل فيها الرئيسان الدعوات لزيارة القاهرة وواشنطن، موضحًا أن موضوع التهجير الذي تكلم فيه ترامب أربع مرات جاء نتيجة مكون ديموجرافي أن إسرائيل لا تستطيع البقاء إلا بأغلبية يهودية واضحة وهذا انعكس في عملية التهجير وطرد الاونروا.
وتابع: "ترامب دائمًا يسعى لجذب الانتباه حتى لو كان مساعديه ومستشاريه لا يعلموا عنها شيء وهذا ما حدث في حديثه عن التهجير، وزيارة نتنياهو ولقائه المرتقب بترامب تقوم على خطة تهجير سكان غزة إلى دول عربية وإسلامية وبناء أبراج شاهقة على غرار النظام الصيني ويصبح من يقيم في غزة مقابل أن يتنازل عن ولائه للدولة الفلسطينية ونسمح لهؤلاء الناس أن يسكنوا في هذه الأبراج دون امتلاكها، وكذلك خطة إعمار غزة التي لا تختلف عن مخطط التهجير".
واستطرد: "فكرة ترامب عن الدولة الفلسطينية أن تكون دولة منزوعة السيادة وشبه دولة والفكرة كانت قائمة على صفقة القرن وربط التطبيع بحل الدولتين ولغى التاريخ والقرارات الدولية، وأنا غير متفائل لأن المجموع كله يتحرك في إطار لا دولة فلسطينية".