صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-27@08:05:51 GMT

الزيارات والقيمة المضافة !!

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

الزيارات والقيمة المضافة !!

صباح محمد الحسن

منذ بداية إنطلاق المبادرات الخارجية بعد الحرب إن كانت عربية أو أفريقية تحدثنا عن أن الحل السياسي الأساسي للأزمة السودانية سيكون عبر منبر جدة كمنبر واحد تصب فيه كافة الفعاليات والأنشطة الأخرى إن كانت باديس أبابا أو مصر أو جنوب السودان، وراهنا ومازلنا نراهن أن الفلول هذه المرة لن تستطيع هزيمة التفاوض لأنها تفتقد لكل آليات وأدوات الهدم السياسي فربما تنجح في هدم ودمار الجسور والبنية التحتية ولكن هذا لن يجعل قطار التفاوض يتوقف وبالتالي يبدأ الحلم الكيزاني في التلاشي مع كل خطوة تقدم في التفاوض ليتجرعوا الخسارة في حرب دخلت شهرها الثامن دون أن تحقق كتائب كرتي انتصارا واحدا أو تحرر مقرا سياديا يعيد لها كرامتها

ولأن الحل الأمريكي السعودي قطع مسافات بعيدة وإن وقف إطلاق النار تبقت منه ايام معدودات، لذلك أن تحركات رئيس المجلس الانقلابي عبد الفتاح البرهان لن تغير في مضمون الحل ولاحتى شكله إنما تصب فقط في تسهيل وتسريع تنفيذه وتلافي العواقب الناتجة عنه مع هذه الدول التي أعلنت موقفها من المنبر مقدما
وحتى تحركات قوي الحرية والتغيير تصب في مجرى التفاوض ولا أرى سببا للقلق لإجتماعاتها في مصر و فتح مسارات سياسية آمنة معها
وقبل أن نوضح أن لاتأثير لفتح هذه النوافذ الجديدة على عملية الحل السياسي إلا إيجابا ، لابد من أن نضرب مسمارا على لافتة التأكيد أن مصر لعبت أسوأ الأدوار لعرقلة التحول الديمقراطي لكن لن تستطيع ان تقوم بدور جديد لهزيمة مايتم تشييده الآن في جدة وليس أمامها سوى أن تفتح صفحة جديدة للتعاون مع قادة التغيير لما تتطلبه مرحلة مابعد وقف إطلاق النار أو فيما يتعلق بالملف الإنساني ودخول المساعدات لطالما أنها اكثر الدول التي كان لها نصيب الأسد في نزوح السودانيين

هذا الدور يوازيه خطاً واتجاهاً زيارات الجنرال فإن الذين يظنون أن البرهان يحصل بهذه الزيارات على شرعية مفقودة فهم واهمون لأن هذه الدول لاتمنح الشرعية فالأمم المتحدة تخاطب الأمم والشعوب وليس الرؤساء وتقدم دعوتها لمن يتولى أمر البلاد أيا كان شرعيا أو غير شرعي حتى أنها إن لم تجد رئيس يمكنها أن تضع علم البلد وتخاطبه لذلك إن طاف البرهان العالم كله سيعود إلى السودان جنرال حرب فاسد وفاشل وانقلابي، فنحن لسنا كالفلول ننتظر الآن هل سيمنح العالم الشرعية للبرهان نحن ننتظر نتائج مابعد أن سلب العالم الشرعية منه عندما رفض الإعتراف به وحكومته بالإجماع وتخطاه بوضع ورقة الحل السياسي في منبر جدة دون رغبته، من هنا تلاشت الشرعية ولا تجدها إلا في لايفات المهووسين

اما قحت فمنذ أن وطأت أقدامها أديس أبابا هي تقوم بعملية تسويق الإتفاق السياسي مع دول الجوار وشرح تفاصيل كتاب مابعد الحرب لقادم يضع مصلحة السودان اولاً ولكنه لن يفرط في علاقات السودان مع دول تربطها علاقات سياسية واقتصادية ، فالسودان الدولة الجديدة لن تبدأ ميلادها بعزلة أو بصفحة عداء مع دول الجوار فالديمقراطية أساسها السلام وبناء علائق دبلوماسية مميزه مع العالم أجمع
لذلك لاداعي للخوف من اجتماعات قحت في دول لايثق فيها الشعب ولا قيمة مضافة لزيارة جنرال لايثق فيه الشعب!!.

نقلاً عن صحيفة الجريدة

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

السودان والتجاهل العالمى

هل لاحظتم ان العالم تجاهل السودان تماماًوانشغل اجمعه بما يجرى فى سوريا رغم ان السوريين قد جنحوا للسلم وتوقف القتال فى وطنهم
ورغم ان وطننا السودان مازال ينزف وينزف ويحترق والقتال مازال مستمراً ويعانى مواطنيه من الجوع والتشرد وبعض مناطقه تعانى من العطش فمتى يكون العالم منصفاً ومتى تنتهى العنصريه والنظره الدونيه للسود ؟؟ والى متى سيتفرج العالم ودول عدم الانحياز ومنظمة الوحده الافريقيه والجامعه العربيه على السودان وهو يتلاشى ؟ والى متى ؟
والى متى تتجاهل ايها العالم مايدور فى وطننا وهؤلاء الضحايا من اهلنا واين جامعة الدول العربيه ومنظمة الوحده الافريقيه ومنظمة عدم الانحياز اين انتم ايها المنظمات الوهميه ؟؟ ولماذا تتفرجون ووطننا يحترق وهل هذا التجاهل لاننا سود البشره او لماذا هذا التجاهل ؟؟

محمد الحسن محمد عثمان
omdurman13@msn.com  

مقالات مشابهة

  • التفاوض أم التصعيد: أي مصير ينتظر السودان في 2025؟
  • أعلى وأقل 10 دول عربية وعالمية دفعا لضريبة المبيعات
  • تحديات النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. المشكلات الموضوعية
  • تحديات النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. المشكلات الموضوعية
  • العالم يتعرف إلى السلطة الجديدة في دمشق
  • السودان: رمطان لعمامرة يشدد على أهمية تغليب روح الحل، ويتمنى للسودانيين عاما سلميا
  • السودان والتجاهل العالمى
  • خبير علاقات دولية: الاحتلال الإسرائيلي ينتهك سيادة الدول وشأنها الداخلي
  • إلى متى
  • 30 مليار دولار حجم التبادل التجاري لدول حوض النيل في 2023