قوتها 30 ضعف قنبلة هيروشيما.. كويكبات مخفية أمام الشمس لا يستطيع أحد اكتشافها
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
بالقرب من الشمس، يتحرك عدد غير معروف من الكويكبات القريبة من الأرض في مدارات غير مرئية، يمكن تهدد الأرض في أي لحظة دون أن يتمكن أجهزة الرصد في كوكب الأرض من ملاحظتها.
تحذير من خطر الكويكبات المخفيةفي صباح يوم 15 فبراير 2013، شهدت مدينة تشيليابينسك في روسيا حادثة نادرة ومرعبة، حيث انفجر نيزك ضخم فوق المدينة، مخلفًا تدميرًا هائلا وعددًا كبيرًا من الإصابات.
وبحسب التقارير، كان حجم النيزك يعادل نصف مقطورة، وانفجر بقوة تعادل ثلاثين مرة قوة القنبلة النووية التي دمرت هيروشيما، مما أسفر عن تحطيم نوافذ الآلاف من المباني وإصابة أكثر من 1600 شخص.
وفقا لموقع “iflscience” ما يجعل هذه الحادثة أكثر إثارة للدهشة هو أنه لم يتوقع أي مرصد على الأرض حدوثها. فالنيزك ظل مخفيًا عن الرؤية بسبب وجوده في أكبر نقطة عمياء للمراقبة، ولم يتم اكتشافه قبل أن يكون قد فوات الأوان. يُعتقد أن نيزك تشيليابينسك هو أكبر جسم فضائي طبيعي يدخل الغلاف الجوي للأرض منذ أكثر من قرن.
على الرغم من ندرة وقوع حوادث مماثلة، إلا أن العلماء يشعرون بالقلق إزاء خطر الكويكبات المخفية. فالكويكبات بأحجام مشابهة لنيزك تشيليابينسك تخترق الغلاف الجوي للأرض بتردد يتراوح بين 50 إلى 100 عام، وتشكل تهديدًا حقيقيًا للبشرية.
وعلى الرغم من جهود علماء الفلك في رصد ودراسة الكويكبات القريبة من الأرض، إلا أن هناك آلاف الكويكبات الأخرى التي لم يتم اكتشافها بعد، وتتحرك في مسارات غير معروفة حول الشمس.
تعد هذه الحقيقة صعبة، حيث يمكن للكويكبات الكبيرة أن تتسبب في دمار كبير وحتى انقراض جماعي في حال اصطدامها بالأرض. ولذلك، يعمل العلماء بتحمس على العثور على أكبر عدد ممكن من الكويكبات المخفية في نظامنا الشمسي.
بمجرد اكتشافها، يمكن مراقبتها وتحليل مساراتها بدقة، وإذا لزم الأمر، يمكن اتخاذ إجراءات لتحويل مسارها أو تدميرها لتفادي الكوارث المحتملة. كما يمكن تنبمجرد اكتشاف الكويكبات المخفية، يمكن أيضًا إصدار تحذيرات مبكرة للسكان واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب الإصابات الجماعية في حالة وقوع اصطدام.
تجدر الإشارة إلى أن علماء الفلك حتى الآن رسموا خرائط لمدارات أكثر من 33 ألف كويكب قريب من الأرض، وتبين أنه لا يوجد من بينها أي كويكب يشكل خطرًا على الأرض خلال القرن المقبل على الأقل. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أن خطر الاصطدامات الكويكبية قد انتهى بشكل نهائي.
قالت إيمي ماينزر ، أستاذة علوم الكواكب في جامعة أريزونا والباحثة الرئيسية في بعثتين لصيد الكويكبات لوكالة ناسا: “الجسم الأكثر إشكالية هو ذلك الذي لا تعرف عنه شيئًا، إذا تمكنا من معرفة ما هو موجود هناك، فيمكننا الحصول على تقدير أفضل بكثير للخطر الحقيقي”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أسرار الفضاء الذكاء الاصطناعي الغلاف الجوي
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع نتنياهو البقاء دون حرب؟
لقد ارتبط اسم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، منذ فترة طويلة بموقف متشدد بشأن القضايا الأمنية، حيث كان يستغل في كثير من الأحيان العمليات العسكرية لتعزيز مكانته السياسية. مع ذلك، فإن مسألة ما إذا كان بإمكانه البقاء سياسيا دون حرب مسألة متعددة الأوجه. ويتوقف بقاء نتنياهو السياسي على المشهد السياسي الحالي، واعتماده على الصراع كأداة لتعزيز السلطة، والتحديات الكبيرة التي يواجهها في الحفاظ على السلطة دون اللجوء إلى العمل العسكري.
المشهد السياسي لنتنياهو
كان البقاء السياسي لنتنياهو إنجازا كبيرا، نظرا للتحديات العديدة التي واجهها، بما في ذلك اتهامات الفساد والمعارضة من داخل ائتلافه. وترجع قدرته على الحفاظ على السلطة إلى حد كبير إلى مهارته في التعامل مع النظام السياسي المعقد في إسرائيل والاستفادة من العوامل الخارجية لصالحه. لقد وفر الصراع المستمر مع حماس لنتنياهو نقطة تجمع، مما سمح له بتعزيز الدعم من خلال تأطير نفسه كقائد قوي في أوقات الأزمات.
كانت الحرب تاريخيا أداة لنتنياهو لحشد الدعم الشعبي والحفاظ على قاعدته السياسية. في أوقات الصراع، غالبا ما يتجمع الإسرائيليون خلف قادتهم، وهي الظاهرة المعروفة باسم "التجمع حول العلم". ويمكن أن يؤدي هذا التأثير إلى تعزيز شعبية نتنياهو مؤقتا وصرف الانتباه عن القضايا الداخلية مثل اتهامات الفساد والتحديات الاقتصادية
مع ذلك، تشير التطورات الأخيرة إلى أن اعتماد نتنياهو على الحرب قد لا يكون فعالا كما كان من قبل. إن وقف إطلاق النار مع حماس، على الرغم من اعتباره في البداية خطوة استراتيجية، تعرض لانتقادات لأنه أعطى حماس فرصة لإعادة تنظيم نفسها. وقد أدى ذلك إلى وضع أعطى نتنياهو الأولوية للبقاء السياسي على مصالح الأمن القومي.
دور الحرب في سياسة نتنياهو
كانت الحرب تاريخيا أداة لنتنياهو لحشد الدعم الشعبي والحفاظ على قاعدته السياسية. في أوقات الصراع، غالبا ما يتجمع الإسرائيليون خلف قادتهم، وهي الظاهرة المعروفة باسم "التجمع حول العلم". ويمكن أن يؤدي هذا التأثير إلى تعزيز شعبية نتنياهو مؤقتا وصرف الانتباه عن القضايا الداخلية مثل اتهامات الفساد والتحديات الاقتصادية.
ومع ذلك، فإن الطبيعة المطولة للصراع الحالي والضغوط الاقتصادية الذي يفرضها على إسرائيل بدأت بالتسبب في تآكل هذا الدعم. لقد ضربت الحرب الاقتصاد الإسرائيلي بشدة، مع تراجع سوق الأسهم وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي. وعلاوة على ذلك، أثارت الأزمة الإنسانية في غزة انتقادات دولية، مما زاد من تعقيد موقف نتنياهو.
تحديات بلا حرب
إذا كان نتنياهو سيسلك طريقا بدون حرب، فسيواجه العديد من التحديات الكبيرة:
1- استقرار الائتلاف: إن حكومة نتنياهو متماسكة بفضل ائتلاف هش من الأحزاب اليمينية المتطرفة والأرثوذكسية المتطرفة. وكان هؤلاء الشركاء ينتقدون أي تنازلات قد تقدم لحماس أو للسلطة الفلسطينية، مما يجعل من الصعب على نتنياهو التفاوض على السلام دون المخاطرة بائتلافه.
2- أزمة المحتجزين: لا يزال وضع المحتجزين الإسرائيليين المستمر مع حماس دون حل، حيث تدعو العديد من عائلات المحتجزين إلى اتخاذ إجراءات أقوى لضمان إطلاق سراحهم. بدون حل عسكري، يجب على نتنياهو إيجاد طرق بديلة لمعالجة هذه القضية، والتي يمكن أن تزيد من الضغط على رأسماله السياسي.
3- الضغوط الاقتصادية: إن التكاليف الاقتصادية للحرب باهظة، وبدون الصراع، سوف يحتاج نتنياهو إلى معالجة هذه القضايا من خلال وسائل أخرى. ويشمل ذلك إدارة الميزانية واسترضاء الأحزاب الأرثوذكسية المتشددة التي تطالب بإعفاءات من الخدمة العسكرية.
4- الضغوط الدولية: كان للمجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب، تأثير كبير في تشكيل تصرفات نتنياهو. وفي حين قدمت إدارة ترامب بعض الدعم، هناك أيضا ضغوط للانخراط في مفاوضات السلام، وهو ما قد يقوض موقف نتنياهو المتشدد.
تشير هذه التحولات إلى أن سياسات نتنياهو المتشددة أصبحت بعيدة بشكل متزايد عن التوافق مع الرأي العام العالمي، وخاصة بين الفئات العمرية الأصغر سنا والأكثر ليبرالية
5- الإصلاحات القضائية والاحتجاجات العامة: أثارت الإصلاحات القضائية التي اقترحها نتنياهو احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء إسرائيل. ويرى كثيرون أن هذه الإصلاحات بمثابة محاولة لتقويض استقلال القضاء وتعزيز السلطة التنفيذية.
تزايد الانتقادات الدولية
شهدت مكانة نتنياهو الدولية تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة. وبحسب استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2024، أعربت أغلبية الأمريكيين (53 في المئة) عن ثقتهم الضئيلة أو المعدومة في قدرة نتنياهو على التعامل مع الشؤون العالمية بمسؤولية. ويمثل هذا زيادة بمقدار 11 نقطة في المعنويات السلبية منذ عام 2023. وهذا التراجع واضح بشكل خاص بين الشباب الأمريكيين والديمقراطيين، مما يعكس الانقسامات الأجيال والحزبية الأوسع في المواقف تجاه إسرائيل تحت قيادة نتنياهو. وهذا التشكك المتزايد لا يقتصر على نتنياهو نفسه بل يمتد إلى تصورات الحكومة الإسرائيلية ككل. فقد انخفضت الآراء الإيجابية تجاه الحكومة الإسرائيلية بين الأمريكيين من 47 في المئة في عام 2022 إلى 41 في المئة في عام 2024. وتشير هذه التحولات إلى أن سياسات نتنياهو المتشددة أصبحت بعيدة بشكل متزايد عن التوافق مع الرأي العام العالمي، وخاصة بين الفئات العمرية الأصغر سنا والأكثر ليبرالية.
إن قدرة نتنياهو على البقاء دون حرب غير مؤكدة ومليئة بالتحديات، وفي حين أنه تمكن من الحفاظ على السلطة من خلال مزيج من المناورات السياسية والعمل العسكري، فإن المشهد الحالي يشير إلى أن هذه الاستراتيجية قد لا تكون مستدامة. وفي نهاية المطاف، تشكل التكاليف الاقتصادية للحرب، والضغوط الدولية من أجل السلام، والتوترات السياسية الداخلية، عقبات كبيرة.