أطفال تعز يروون مأساتهم أمام لجنة تحقيق حكومية مستقلة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
استعرضت قيادة محافظة الحديدة اليمنية مع ممثل المفوضية الأممية لحقوق الإنسان الاختطافات التي يتعرض لها المدنيون في مناطق سيطرة الحوثيين ومعاناة السكان في جنوب المحافظة جراء إغلاق الطريق التي تربط مديرية حيس بمديرية الجراحي، فيما أدلى الأطفال في تعز بشهادات مؤلمة عن استهدافهم من قبل الجماعة الانقلابية.
وذكرت المصادر الحكومية، أن وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي، ومعه مدير أمن المحافظة العميد نجيب ورق، ومدير مكتب حقوق الإنسان في المحافظة فتحية المعمري، التقوا في مديرية حيس على خطوط التماس مع مناطق سيطرة الحوثيين بمدير مكتب المفوضية الأممية لحقوق الإنسان في اليمن رينو ديتال.
وقدّم المسؤولون اليمنيون شرحاً مفصلاً لوضع حقوق الإنسان في الحديدة، بما فيها المناطق التي لا تزال ترزح تحت سيطرة الحوثيين، وما يعانيه المدنيون هناك من اختطافات واعتقالات مستمرة، بالإضافة إلى استهداف التجمعات السكنية في المناطق المحررة.
المسؤولون في الحديدة طالبوا الأمم المتحدة بالضغط على الحوثيين لفتح طريق حيس- الجراحي؛ للتخفيف من معاناة المواطنين، وزيادة دعم المشاريع الإنسانية في المناطق المحررة بالمحافظة.
من جهته، قدم مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بالمحافظة سامي حميد، عرضاً مصوراً لضحايا الألغام، والطرق والأساليب التي يستخدمها الحوثيون في زرع الألغام وتفجير المرافق الحكومية والطرق والجسور.
شهادات الأطفال
على الضفة الأخرى من غرب اليمن حيث محافظة تعز، كانت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان (حكومية مستقلة) تستمع لشهادات حية من أنماط الانتهاكات ضد الأطفال أثناء النزاع المسلح في البلاد، وفق ما أفادت به إشراق المقطري عضو اللجنة.
وذكرت المقطري أن هذه الجلسات تأتي ضمن آليات التحقيق التي تتبعها اللجنة، ويتم من خلالها الاستماع لأصوات الأطفال الضحايا وذويهم وشهود العيان والمختصين وذوي الخبرات المعنيين بحماية حقوق الطفل.
ووفق المقطري، تقف الجلسات على حقيقة الانتهاكات التي عاشها الأطفال الضحايا، والآثار الجسدية والصحية والنفسية جراء ما تعرضوا له وشاهدوه من انتهاكات، وتدعم أدلة التحقيق من خلال الشهادات الحية المتنوعة.
وفي الجلسات قدّم ثمانية من الأطفال الضحايا الذين تعرضوا لانتهاكات جسيمة خلال العام الحالي مست حقهم في السلامة الجسدية والنفسية والحق في التعليم والصحة ووصول المساعدات، صوراً من معاناتهم القاسية التي أدت إلى التشويه والتعذيب والخوف والرعب وفقدان الأمان والحصول على الدواء والغذاء والتوقف عن التعليم.
شهادات طبية وحقوقية
استعرض مدير المستشفى اليمني السويدي للأطفال سامي الشرعبي في شهادته الاستهداف المباشر والجسيم الذي تعرضت له مستشفيات الأطفال المحمية في المواثيق الدولية والذي تسبب في حرمان كثير من الأطفال من الوصول إليها، خصوصاً الأطفال الخدج والمحتاجين منهم للرعاية الأولية والعلاج والدواء وحدوث عدد من الوفيات.
في حين قدَّم مدير مركز الأطراف الصناعية بتعز الدكتور منصور الوازعي إحصائية بعدد الأطفال الذين بترت أطرافهم جراء القصف العشوائي وانفجار الألغام الفردية في بيئات الأطفال المختلفة، وأهم مشاهداته للآثار التي ظهرت على هذه الشريحة من الأطفال، وخصوصية التعامل معهم لتخفيف معاناتهم ودمجهم مع بقية أقرانهم وتجاوز نتائج تلك الانتهاكات.
وقدم المحامي رضوان شمسان من «تحالف رصد» عرضاً لأهم الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال خصوصاً الانتهاكات الستة التي نالت أطفال اليمن وعدد الأطفال الضحايا الذين تم توثيق ورصد الانتهاكات التي طالتهم.
في السياق نفسه، استعرض محمود البكاري نائب مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في تعز أنواع الخدمات التي يقدمها المكتب بدعم من المنظمات الدولية المانحة في مجالات الحماية وتأهيل الأطفال الضحايا بالتنسيق مع المجتمعات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني وطالب بزيادة التدخلات لصالح الأطفال.
وتنوعت جلسات الاستماع للجنة من حيث الشهادات الحية التي قدمتها روابط الضحايا وشهود العيان في مناطق سكنية مختلفة من اليمن، ومشاهداتهم المباشرة ومعاينتهم اليومية لوقائع قتل وإصابة أطفال أثناء اللعب أو الذهاب إلى المدارس ومنع وصول المساعدات، إضافة لتجارب عدد من آباء وأمهات الأطفال الضحايا بمناطق التماس في تجاوز المخاطر التي استهدفت حياة وسلامة أطفالهم.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الأطفال الضحایا حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
ستة أطفال حديثي الولادة في غزة يتجمدون حتى الموت
الثورة / افتكار القاضي
لا يزال سكان غزة يعيشون أوضاعا صعبة ومأساوية رغم مرور أكثر من 36 يوما على وقف اطلاق النار ، رغم عودة مئات الآلاف إلى مناطقهم المدمرة ، لكنهم لم يجدوا من منازلهم إلا الأطلال وبقايا بيوت لم تعد صالحة للعيش ، ولم يكن أمامهم سوى افتراش العراء أمام منازلهم المدمرة في خيام مهترئة ، كانوا ينزحون فيها جنوب غزة ، ولا تزال المساعدات المتعلقة بالإيواء شحيحة وخصوصا في المناطق الشمالية ، نتيجة تعنت الاحتلال وعدم سماحه بتدفق المساعدات الإنسانية بالشكل المطلوب ، وخصوصا ما يتعلق بالمستلزمات الطبية الضرورية والأدوية التي تفتقر لها مستشفيات القطاع المدمرة في أغلبها للكثير منها .
معاناة لا تنتهي
وفاقمت المنخفضات الجوية المتكررة وما يترافق معها من رياح وأمطار غزيرة تقتلع مخيماتهم البالية – لتضاعف من معاناتهم وخصوصا الأطفال والرضع الذين يفقدون حياتهم نتيجة موجة الصقيع والبرد القارس الذي لا يزال يغرس مخالبه في خاصرتهم ، وعدم وجود ملابس ووسائل تدفئة تقيهم من شدة البرد ، ما يجعلهم يتجمدون حتى الموت .
ويوم أمس أعلن مدير عام المستشفيات الميدانية بغزة مروان الهمص، ارتفاع عدد الوفيات من الأطفال بسبب البرد القارس خلال الأيام الأخيرة إلى 6 أطفال.
وقال الهمص في تصريحات صحفية، إنّ قطاع غزة يحتاج إلى منظومة صحية جديدة، وأغلب المشافي مدمرة ولا تستطيع تقديم العلاج اللازم للأهالي.
وأشار إلى أنّ المشافي الموجودة في شمال القطاع لا تكفي لتقديم الخدمات للمواطنين بعد عودتهم إلى أماكن سكنهم.
وطالب بضرورة توفير مولدات كهرباء بسرعة عاجلة، ومحطات أكسجين، لتشغيل العناية المكثفة.
فيما أعلن مجمع ناصر الطبي، أمس وفاة طفلة رضيعة في خانيونس جنوب قطاع غزة؛ جراء البرد الشديد.
ومن جانبه، دق رئيس قسم الأطفال بمجمع ناصر الطبي أحمد الفرا، ناقوس الخطر مع تسجيل عدد جديد من الوفيات في صفوف حديثي الولادة بمدينة غزة.
ولفت الفرا إلى أنّ بنية الأطفال خاصة الرُضع، لا تصمد أمام الانخفاض غير المسبوق في درجات الحرارة، خاصة مع انعدام عوامل التدفئة، من أغطية وملابس ومواقد التدفئة؛ وبالتالي فإن عدد الوفيات قد يزداد وهذا أمر مؤلم ومأساوي للغاية.
يحاصرهم الموت من كل مكان
وكان المدير الطبي لمستشفى أصدقاء المريض الخيرية في غزة، الدكتور سعيد صلاح، أعلن وفاة 5 أطفال شمال قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين نتيجة البرد الشديد؛ ويوجد حالات حرجة لا تزال تتلقى العلاج.
وفي وقت سابق، حذر المدير العام في وزارة الصحة منير البرش، من ظروف مأساوية تواجهها الأسر الفلسطينية والمرضى والفئات الأكثر هشاشة في قطاع غزة في ظل تكرار موجات البرد والصقيع والنقص الحاد في الأغطية ووسائل التدفئة.
وقال البرش: إن الأطفال حديثي الولادة وحتى عمر 3 شهور هم الفئات الأكثر خطورة والمعرضة حياتهم لمخاطر جمة في ظل موجات البرد والصقيع التي يمر بها قطاع غزة.
ويواجه قطاع غزة منذ أيام موجة قطبية شديدة البرودة، مصحوبة برياح عاصفة وأمطار غزيرة، ما أدى إلى تدمير العديد من الخيام وتهديد حياة مئات العائلات النازحة.
تحذيرات
ويعيش آلاف النازحين في العراء أو داخل خيام مهترئة بعد تدمير منازلهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، حيث يواجهون أوضاعًا مأساوية تتفاقم مع كل منخفض جوي، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية تزداد سوءًا في ظل استمرار الحصار ومماطلة الاحتلال في تنفيذ البروتوكول الإنساني عقب بدء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير2025.
وفي هذا السياق، قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس أن وفاةَ 6 أطفال حديثي الولادة في قطاع غزة، نتيجةَ البردِ القارسِ وانعدامِ وسائلِ التدفئة، ووجودِ عددٍ من الأطفالِ في المستشفياتِ بحالةٍ حرجة؛ هي نتيجةٌ للسياساتِ الإجراميةِ لحكومةِ الاحتلالِ الفاشي، ومنعِها إدخالَ المساعداتِ الإنسانيةِ وموادِّ الإيواء لأكثرَ من مليوني مواطن.
وطالبت حماس، الوسطاءَ بالتحركِ الفوريِّ لوقفِ انتهاكِ الاحتلالِ لاتفاقِ وقفِ إطلاقِ النار، وإلزامِه بتنفيذِ البروتوكولِ الإنسانيِّ المرتبطِ به، وضمانِ إدخالِ مستلزماتِ الإيواءِ والتدفئةِ والمساعداتِ الطبيةِ العاجلةِ إلى أهالي قطاعِ غزةَ، لحمايةِ الأطفالِ فيه، الذينَ قضى منهم أكثرُ من سبعةَ عشرَ ألفًا جراءَ حربِ الإبادةِ الوحشيةِ خلالَ الـ15 شهرًا الماضية.