يعاني المئات من النازحين أوضاعا إنسانية صعبة في مراكز الإيواء الواقعة في مناطق متفرقة بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان غرب السودان.

التغيير: الأبيض: فتح الرحمن حمودة

وترجع أسباب معاناتهم إلى قلة المساعدات الإنسانية وتردي الأوضاع الاقتصادية في ظل غياب حكومة الولاية التي لم تسد احتياجاتهم والتخفيف من معاناتهم التي ما زالت مستمرة .

وأصبحت معظم المدارس الحكومية داخل المدينة مكانا يحتمي به النازحون مع عائلتهم هربا من الموت منذ اندلاع حرب الجنرالات في منتصف أبريل الماضي.

وبحسب إحصائيات «التغيير» بلغ عدد النازحين في أغلبية المدارس الحكومية «278,823» نازح و نازحة معظمهم من النساء والأطفال يعيشون أوضاعا إنسانية سيئة للغاية.

وفي إفادات لـ « التغيير » طالبت العائلات النازحة بمراكز الإيواء بوضع حد لمعاناتهم التي تسببت لهم في أزمة معيشية كبيرة ونقص حاد في المواد الغذائية، وغيرها من المساعدات على حد تعبيرهم .

ولقد باتت أغلب مراكز الإيواء تعاني من الاكتظاظ وغياب الخصوصية إلى جانب تضاعف الأوضاع الاقتصادية للنازحين تزامنا مع فصل الشتاء.

ومع دخول الطقس البارد فإن أغلبية المراكز غير مهيئة للسكن وبالتالي يفتقر النازحون إلى الأغطية، البطاطين والخيم إلى جانب تشيد المظلات تفاديا لفصل الشتاء

ومنذ «15» أبريل الماضي تحاول قوات الدعم السريع دخول المدينة والسيطرة عليها فيما يواصل الجيش في حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاه والمواقع الاستراتيجية داخل المدينة.

ومع ازدياد وتيرة المواجهات أصبحت المدينة منطقة صراع استراتيجي بين طرفي القتال خصوصا عقب تعقيدات المشهد العسكري وسيطرت الدعم السريع على اغلبية مدن دارفور الأمر الذي جعل حياة المدنيين بالمدينة في رحلة من المجهول.

وتتمع مدينة الأبيض حاضر ولاية شمال كردفان بموقع استراتيجي في غرب البلاد حيث تضم أكبر سوق للصمغ العربي على مستوى العالم واسواق أخرى للمحاصيل والماشية إلي جانب ارتباطها بطريق الصادرات الرابط بين ولايات السودان.

الوسومآثار الحرب في السودان الأبيض ولاية شمال كردفان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الأبيض ولاية شمال كردفان

إقرأ أيضاً:

لماذا تخاف أوروبا من عودة ترامب إلى البيت الأبيض؟!

ترامب ـ  في الأصل ـ  رجل أعمال، وعادةً ما يتبوأ "المال" رأس أولويات رجال البزنس في تقرير شرعية العلاقات أيًا ما كانت طبيعتها، لا فرق بين ما هو إنساني أو سياسي، فكلاهما ـ عندهم ـ رهن وزنهما المالي والاقتصادي.

ويستبطن "رجل الأعمال / السياسي"، نظرية "التشيُّؤ" عند لوكاتش، والتي ترى أن قيمة العالم تقاس بما ينتجه من سلع وما يدرّه من أموال وأن البشر محض سلع أو بضائع.

وأثناء تولي ترامب السلطة لم يتخلَّ عن تشكيكه في قيمة أو فائدة "التحالفات الأميركية" التقليدية، ومن منظور ومنطق مالي وحسب: كم في حافظة نقود الحلفاء من أوراق بنكنوت؟!

الدفع مقابل الحماية

ولطالما اشتكى ترامب ـ 77 عامًا ـ من حلف شمال الأطلسي، واتهم الأعضاء الأوروبيين الـ 28 بعدم ممارسة ضغوطهم على الإنفاق العسكري، معتبرين أنه يمكنهم الاعتماد على الولايات المتحدة كدرع دفاعيّ. لكنه لم يثبت قط أنه يفهم كيفية عمل تمويل حلف شمال الأطلسي، بل وصفه بشكل خاطئ بأنه "نادٍ يعيش على رسوم العضويّة".

وفي مقابلة له على شبكة "جي بي نيوز" البريطانية تساءل ترامب: "لماذا يجب علينا حراسة هذه الدول التي لديها الكثير من المال، وكانت الولايات المتحدة تدفع معظم تكاليف حلف شمال الأطلسي؟".

وازدرى الحلفاء الأوروبيين، وكتب مرة قائلًا: "إن الانسحاب من أوروبا سيوفر على هذا البلد ملايين الدولارات سنويًا". وهدد ـ صراحة ـ أكثر من مرة بانسحابه من الناتو الذي تأسس قبل سبعين عامًا، وظل طيلة هذه العقود السبعة، في صلب الاهتمام الأميركي، سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين.

في خطاب انتخابي في "ساوث كارولينا" منذ أيام، حذر ترامب مجددًا من أن بعض حلفاء الولايات المتحدة لا يدفعون ما يكفي عندما يتعلق الأمر بالتزاماتهم الدفاعية الوطنية. وروى كيف قال كرئيس لحليف لم يذكر اسمه: "أنت لم تدفع؟ أنت جانح؟ لا، لن أقوم بحمايتك.. عليك أن تدفع. عليك أن تدفع فواتيرك". وقد قوبل هذا التصريح بهتافات من الحاضرين.

وفي حين اعتاد المراقبون توبيخ ترامب المتكرر لحلف شمال الأطلسي بانتظام، فإنه أطلق هجومه الأكثر تطرفًا حتى الآن في فبراير/شباط الماضي، قائلًا: إنه "سيشجّع روسيا على مهاجمة الأعضاء الذين لم يوفوا بالتزاماتهم المالية"، ودفعت هذه التعليقات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ينس ستولتنبرغ" إلى حثه على عدم تقويض الأمن الجماعي للأعضاء.

موقف متشدّد

وكجزء من سياسة "أميركا أولًا" ـ في عهده ـ أعادت إدارة ترامب تقييم العديد من التزامات الولايات المتحدة السابقة متعدّدة الجنسيات، بما في ذلك الانسحاب من الشراكة عبر المحيط الهادئ، ومعاهدة القوى النووية متوسطة المدى، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتّحدة، واليونسكو، واتفاق باريس، وحثّ حلفاء الناتو لزيادة تقاسم الأعباء.

ولتخفيف أثر موقفه المتشدد إزاء الناتو، قال دونالد ترامب، يوم 19 مارس/آذار الماضي: إن تصريحاته التي قللت من أهمية التزامه تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) كانت مجرد تكتيك تفاوضي لدفع الدول الأعضاء إلى دفع المزيد؛ من أجل الدفاع الجماعي للحلف.

بيد أن خروج واشنطن من الناتو، ظل محل رغبة حاضرة في عقل ترامب سواء أثناء وجوده على رأس السلطة في البيت الأبيض أو من خلال زلات اللسان التي صدرت منه في مرحلة التحضير الجارية لخوض انتخابات 2024.

ويُرجع مفكّرون أميركيون تعليق ترامب تنفيذ تهديده بالخروج من الناتو أثناء رئاسته إلى مساعديه الذين قاموا بدورٍ ردعه عن الإقدام على هذه المغامرة "المجنونة"، مثل بولتون وجيمس ماتيس، وجون كيلي، وريكس تيلرسون، ومايك بومبيو، وحتى مايك بنس. غير أن ثمة مخاوف من وجود فراغ في فريق العمل الاستشاري والمساند له، حال فوزه، يكون على ذات وعي الفريق السابق، بأهمية التحالفات الأمنية الأميركية في بيئة عالمية غير آمنة لمصالح واشنطن في العالم.

وتعتقد الصحفية والمؤرخة الأميركية " آن أبلباوم" أنه لا توجد مجموعة أخرى من المحللين الجمهوريين الذين يفهمون روسيا وأوروبا؛ لأن معظمهم إما وقعوا على بيانات معارضة له في عام 2016، أو انتقدوه بعد عام 2020. كما أنه في فترة ولاية ثانية، سيكون ترامب محاطًا بأشخاص ربما يشاركونه كراهيته للتحالفات الأمنية الأميركية أو لا يعرفون عنها شيئًا أو لا يهتمون". بل قالت إن بولتون نفسه أسرّ لها بشكل شخصي بـ "أن الضرر الذي أحدثه خلال فترة ولايته الأولى كان قابلًا للإصلاح"، بيد أن "الضرر في الولاية الثانية سيكون غير قابل للإصلاح".

وخلافًا لما حدث في ولايته السابقة عندما أظهر بعض الاحترام للمؤسسات السياسية، فإن ترامب "غير المقيد" في فترة ولاية ثانية من شأنه أن يدفع الدول الأوروبية بقوة إلى المساهمة بمزيد من الموارد في حلف شمال الأطلسي.

ووعد ترامب بأنه إذا عاد إلى السلطة فسيتعين عليه تسوية الحرب الأوكرانية "خلال 24 ساعة"، في إشارة إلى أن أوروبا سيتعين عليها إيجاد طريقة للتوافق مع موسكو.

ويبدو أيضًا أنها رسالة إلى كييف لإعادة النظر في خياراتها ضد موسكو، نظرًا لاحتمال ألا يعطي ترامب "فلسًا واحدًا" لأوكرانيا مقابل حربها مع روسيا.

إنشاء جيش أوروبي

وقال الكولونيل ألكسندر فيندمان لديفيد روثكوبف، الذي يكتب لمجلة "نيو ريبابليك": إن "انتصار ترامب في عام 2024 سيؤدي بلا شك إلى نهاية الدعم الأميركي لأوكرانيا"، وقال: إنه بدون دعم الولايات المتحدة، من المرجح أن تضطر أوكرانيا إلى التفاوض على التنازل عن أراضيها، مما يمنح بوتين نصرًا ذا أهمية كبيرة.

ويُزعم أن ترامب قال لرئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" في عام 2020، وفقًا لتييري بريتون، رئيس السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي: "إذا تعرضت أوروبا لهجوم، فلن نأتي أبدًا لمساعدتك ودعمك".

ويتهم ترامب الأوروبيين بالاعتماد على الجيش الأميركي لحمايتهم، وإذا ظل ملتزمًا بتهديده بقطع الغطاء الأمني، فإن الكتلة المكوّنة من 27 دولة، والتي ليس لديها قوة موحدة، قد تجد نفسها بلا دفاع في مواجهة روسيا.

ويقول يوشكا فيشر، وزير الخارجية الألماني السابق، الذي قاد حزب الخضر في البلاد لما يقرب من عقدين من الزمن " في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، التي أثارت في بعض الأحيان خطر المواجهة النووية:  "إن أوروبا بدون القوة العسكرية الأميركية ومظلتها النووية، قد تشعر إلى حد كبير بأنها وحيدة في وطنها".

ويعتقد فيشر بأنه في مواجهة الاحتمال المتزايد لرئاسة ترامب وزيادة الترهيب الروسي ضد أوروبا الشرقية، فإن الاتحاد الأوروبي "لم يعد أمامه أي خيار سوى أن يصبح قوة عسكرية وسياسية في حد ذاته".

لكن اقتراح فيشر ليس جديدًا، ولطالما طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فكرة إنشاء جيش أوروبي، والذي سيضمن "السيادة العسكرية" و"الاستقلال الإستراتيجي" للقارة.

وتساءل: "هل ستكون الإدارة الأميركية هي نفسها دائمًا؟ وقال ماكرون خلال منتدى GLOBSEC  لا أحد يستطيع أن يقول، ولا يمكننا أن نفوض أمننا الجماعي واستقرارنا لخيارات الناخبين الأميركيين".

بيد أن أن دفع ماكرون نحو تحالف عسكري لأوروبا فقط هو أمر لا يمكن لأقرانه تجاهله وسط مخاوف متزايدة من أن الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب لن تساهم بالقوة العسكرية والمالية اللازمة لحلف شمال الأطلسي.

وبينما يواصل ماكرون وآخرون الحديث عن تدابير الأمن الجماعي، سيكون من الصعب سد الثغرات بالنسبة لأوروبا في غياب القوة العسكرية الأميركية.

ولأجل ذلك قدم السيناتور الديمقراطي تيم كين والسيناتور الجمهوري ماركو روبيو تشريعًا، أقره مجلس الشيوخ بالفعل، يهدف إلى منع أي رئيس أميركي من الانسحاب من حلف شمال الأطلسي، ويتضمن القانون الذي أطلق عليه قانون "تفويض الدفاع الوطني لعام 2024" بندًا يشترط موافقة الثلثين في مجلس الشيوخ لاتخاذ قرار مغادرة الناتو. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان سينجو من تحدٍّ قانوني آخر حال أعيد انتخاب ترامب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • ضرورة التغيير هو طرح كل أهل السودان
  • قيود أمنية واقتصادية تفاقم أزمة “حصار” مدينة الأُبيّض
  • حريق هائل يقضي على أكثر من «3500» نخلة شمال السودان
  • اجتماع في النيل الأبيض يبحث أوضاع المتأثرين بالحرب
  • نوفا: الأمم المتحدة تطالب بتوفير مليار ونصف مليار دولار لمساعدة الدول التي تستقبل نازحي السودان
  • مدينة سنجة السودانية.. مدينة المروج والمراعي والصوفية والتنوع العرقي
  • قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على “الميرم”
  • السودان.. قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على "الميرم"
  • الدعم السريع يعلن سيطرته على الميرم جنوب السودان
  • لماذا تخاف أوروبا من عودة ترامب إلى البيت الأبيض؟!