170 عام على ميلاد أول سلطان مصري.. ماذا تعرف عن عباس حلمي الثاني؟
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
قبل قرابة 109 أعوام دخل الاحتلال الإنجليزي على مصر في صدام عنيف مع الخديوي عباس حلمي الثاني حاكم مصر حينها والخاضع لسلطة الدولة العثمانية، بعد انحياز الجيش المصري للجانب الألماني ضد الإنجليز تأييدًا لـ«العثمانيين»؛ فكان قرار «لندن»، بأن يتم عزل «الخديوي»، واستقلال مصر بشكل كامل عن الأتراك، مع تكليف أكبر أبناء أسرة محمد علي باشا لحكم مصر.
بدأت التحركات البريطانية، بالتواصل مع الخديوي عباس حلمي الثاني، وطلب البقاء خارج مصر، إذ كان في «الاستانة»، مع تكليف «البرنس حسين كامل»، عم الخديوي، وأكبر أعضاء أسرة محمد علي باشا سنًا وحفيده لإدارة مصر، لكنه أبى أن يجلس في مكان ابن شقيقه، قبل أن يتراجع ويقبل بشروط عدة خوفًا من خروج حكم مصر خارج العائلة، ومن بينها أن يتم إلغاء لقب خديوي، وأن يتم تسميته بـ«السلطان»، وهو ما تم الاتفاق عليه، ليعمل على خدمة الوطن لمدة تزيد قليلا عن عامين، قبل أن يتوفى، ويتولى حكم مصر الملك فاروق الأول.
افتتاح قناة السويسوتمر اليوم الذكرى الـ170 على ميلاد السلطان حسين كامل، وهو من مواليد القاهرة في يوم 21 نوفمبر 1853.
وبحسب موقع رئاسة الجمهورية المصري، تلقى السلطان حسين كامل تعليمه في مصر ثم فرنسا، وعاد ليستكمل حياته في مصر تزامنًا مع افتتاح قناة السويس، ليُكلف باصطحاب الإمبراطورة أوجيني، إمبراطورة فرنسا حينها خلال الافتتاح، فضلا عن استقبال الملك إدوارد السابع، ولي عهد بريطانيا، والقيصر نيكولا الثاني، ولي عهد روسيا.
وزارة المالية ومجلس الشيوخوواصل السلطان حسين كامل، مسيرته، حين تولى منصب مفتش عام أقاليم الوجهين البحري والقبلي، ثم نظارة الأشغال العمومية، ثم نظارة المالية، أي بمثابة منصب وزير المالية في عهدنا الحالي، ثم رئاسة مجلس شورى القوانين، بمثابة رئيس مجلس الشيوخ حاليًا.
وفي أعقاب الرغبة البريطانية في الإطاحة بالخديوي عباس حلمي الثاني، تم تكليفه بمنصب «سلطان مصر»، ليعمل على إنشاء خط سكة حديد يربط بين القاهرة وحلوان، ويعمل على تطوير التعليم في مصر، ودعم الفلاح والمزارع المصري، حتى سُمي بـ«صديق الفلاح»، فضلا عن تدعيم جسور مصر لحمايتها من فيضان النيل.
ويُعتبر السلطان حسين كامل، هو أول حاكم مصري للبلاد، يتم كتابة اسمه على النقود في مصر، بعد زوال السيادة العثمانية على الدولة المصرية.
امتيازات مصرية من الاحتلال البريطانيونجح السلطان حسين كامل، بحسب خطاب تكليفه من الامبراطورية البريطانية في الحصول على موافقة بريطانية، بإزالة القيود على تعداد الجيش المصري، بعدما كانت الدولة العثمانية تُقيده، فضلا عن تأكيد الجانب البريطاني باحترام العقائد الدينية، لكن الإنجليز ظلوا في مناصب مؤثرة في البلاد، واستأثروا بأنفسهم بتمثيل مصر خارج البلاد، وقيدوا صلاحيات السلطان المصري، فيما أرادوا التدخل به.
وفي أول إجراء عقب تكليفه بتولي حكم مصر، خاطب السلطان حسين كامل، حسين رشدي باشا، رئيس وزراء مصر في عهده، قائلا: «بالنظر إلى المركز الدقيق الذي صارت إليه البلاد بسبب الحوادث الحالية، قد رأينا مع ذلك أنه يتحتم علينا القيام بهذا العبء الجسيم، وأن نستمر على خطتنا الماضية؛ فنجعل كل ما فينا من حول وقوة وقفًا على خدمة الوطن العزيز».
وطالب «السلطان» رئيس الوزراء بالعمل على مواصلة الإصلاحات، و«تعميم العلم» في البلاد، وتنظيم القضاء، وإشاعة الأمن العام، وترقية الشئون الاقتصادية في البلاد.
إلغاء وزارة الخارجية في عهدهوبقى جميع وزراء الخديوي عباس حلمي الثاني في مناصبهم، عقب تشكيل أول حكومة في عهد السلطان المصري عدا وزير الأوقاف، فضلا عن إلغاء «نظارة الخارجية» أو وزارة الخارجية بمفاهيم العصر الحديث، لاستئثار الاحتلال البريطاني بتلك المهمة وقتها.
حوار من القلبوشدد السلطان حسين كامل، في حوار مع جريدة «النيويورك هرلد» الأمريكية، والذي نشرته جريدة الأهرام في 27 فبراير عام 1916، أن ترف قصر عابدين «لا قيمة له عنده»، وأنه لم يكن ذو مطامع شخصية، قائلا إنه كان سعيدًا أكثر حينما كان أميرًا، متسائلا: «أكان في مقدوري أنا أحد أمراء بيت محمد علي، أن أتنحى عن الواجب الذي يحول دون هدم العمل المجيد الذي بدأ به جدي الخالد الذكر لرفاه المصريين وإسعادهم؟!».
وشهد عصر السلطان حسين كامل رغم آماله وتطلعاته لخدمة المصريين، وعمله على تحقيق ذلك، توسع نفوذ الإنجليز في مصر، بعد نهاية التواجد التركي بالكامل، حتى قيل إن السلطان يحصل على أوامره من المندوب السامي البريطاني في مصر، وذلك بعد فرض الحماية البريطانية على «القاهرة».
عامان و9 أشهر و17 يومًا قضاها السلطان حسين كامل في إدارة الدولة المصرية، قبل أن يتوفى إثر أزمة صحية ألمت به في يوم 4 أكتوبر 1917، ليُدفن في مسجد الرفاعي في القاهرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أزمة صحية افتتاح قناة السويس التعليم في مصر الجيش المصري الدولة العثمانية الدولة المصرية السلطان حسين كامل محمد علی فضلا عن فی مصر
إقرأ أيضاً:
كامل الوزير: الصناعة الوطنية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الاقتصاد المصري ودعم الصادرات
أجرى الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصناعة والنقل، اليوم الثلاثاء، بزيارة تفقدية لعدد من المصانع الكبرى بمدينة العاشر من رمضان، وذلك في إطار دعم وتعزيز القطاع الصناعي المصري.
وقد رافقه خلال جولته؛ المهندس علاء عبد اللاه مصطفى رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، والدكتور مهندس عبد الرحمن عطا الله زكي نائب رئيس الجهاز، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية.
بدأ الوزير جولته بزيارة مصنع السويدي للكابلات، أحد أبرز المصانع المتخصصة في صناعة كابلات الاتصالات، حيث كان في استقباله أعضاء مجلس إدارة مجموعة السويدي.
وخلال الزيارة، اطلع الوزير على أحدث التقنيات المستخدمة في عمليات التصنيع، معربًا عن إعجابه بمستوى الجودة العالية التي تواكب المعايير العالمية.
وأكد الوزير أن مثل هذه المشروعات من شأنها أن تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للصناعات المتطورة، ثم توجه الفريق إلى شركة يوتوبيا للصناعات الدوائية، التي تم إنشاؤها وفقًا لأحدث المواصفات الأوروبية، مما يجعلها نموذجًا للمصانع الصديقة للبيئة.
وأوضح مسؤولو الشركة أن المصنع يهدف إلى تلبية احتياجات السوق المحلية بمنتجات عالية الجودة، مع التخطيط للتوسع في الأسواق الأفريقية والعربية والأوروبية، مُشيدًا بجهود الشركة في تعزيز قطاع الصناعات الدوائية محليًا ودوليًا.
وفي ختام الزيارة، أشاد الفريق كامل الوزير بالتطور التكنولوجي الذي تشهده هذه المصانع، مؤكدًا أن الصناعة الوطنية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الاقتصاد المصري ودعم الصادرات.
وأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار استراتيجية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، وزيادة القدرة التنافسية للصناعة المصرية على المستويين الإقليمي والدولي.
ولفت الوزير إلى أن الحكومة ستواصل دعمها للقطاع الصناعي من خلال تذليل العقبات وتوفير البيئة المناسبة لجذب الاستثمارات، بما يعزز مكانة مصر كقوة صناعية رائدة في المنطقة.