ما الذي يساعد الثدييات على النجاة من الكوارث الطبيعية؟
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
عندما اجتاح إعصار إيداي متنزه جورونجوسا الوطني في موزمبيق في مايو/أيار 2019، كان هذا المتنزه الذي أنشئ عام 2008 -وهو أحد أكثر متنزهات الحياة البرية تطورا من حيث استخدام التكنولوجيا في إدارته- يواجه أحد أشد الكوارث الطبيعية فتكا، مما أدى لفقدان عدد كبير من موجودات هذا المتنزه من الحيوانات.
وبفضل وجود كاميرات المراقبة وأجهزة تتبع الحيوانات المربوطة بنظام تحديد المواقع العالمي التي كانت موجودة في المتنزه، تمكن فريق دولي بقيادة باحثين من جامعة برينستون الأميركية من تتبع ودراسة استجابات الحيوانات التي تعيش في المتنزه لحظة بلحظة.
ركزت الورقة على تتبع سلوكيات الثدييات على وجه خاص. وكما يقول الباحثون في البيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ"، فإن "هذه هي الدراسة الأولى التي تمكنت على الإطلاق من تتبع الاستجابات في الوقت الفعلي لمجتمع الثدييات الكبيرة لكارثة طبيعية".
حيوان الأوريبي الصغير وهو نوع من الظباء بحجم كلب الصيد السلوقي، ويشهد انخفاضا في أعداده بنسبة 50% (غيتي)وتقول هالي براون الباحثة المشاركة في مرحلة ما بعد الدكتوراه في قسم البيئة والبيولوجيا البيئية بجامعة برينستون والمؤلفة الأولى للورقة: إن الباحثين شاهدوا ارتفاع المياه وردود أفعال الحيوانات في الساعات والأيام والأسابيع التي تلت الإعصار، وكيف نجا البعض منهم من مياه الفيضانات، والبعض الآخر لم ينج.
واستخدم الباحثون البيانات التي كانت لديهم من قبل وأثناء وبعد العاصفة لإنشاء، ليس مجرد وصف لهذا الحدث وحده، ولكن مجموعة أوسع من التوقعات، حتى يتمكن مديرو المتنزه "من توقع تأثيرات الأحداث الجوية القاسية المتزايدة بشكل أفضل".
الحجم.. أفضل مؤشر للبقاءووجد فريق البحث أن أفضل مؤشر للبقاء على قيد الحياة كان هو الحجم، حيث شهد حيوان الأوريبي الصغير -وهو نوع من الظباء بحجم كلب الصيد السلوقي- انخفاضا في أعداده بنسبة 50%، كما مات أيضا نحو نصف حيوانات القصب، وهو نوع من الظباء الأفريقية الأكبر حجما قليلا، بينما شهد ظبي الشجيرات متوسط الحجم فقدان 4٪ فقط من إجمالي أعداده.
وكشفت بيانات نظام تحديد المواقع العالمي أن ظباء الشجيرات كانت تبحث عن التلال لتسلقها، بما في ذلك تلال النمل الأبيض التي يصل ارتفاعها إلى 5 أمتار، وطولها 20 مترا، والتي أصبحت جزرا في الفيضان.
لم تقع وفيات في الحيوانات العاشبة الأربعة الأكبر حجما وهي نيالا وكودو والسمور والفيل (متنزه جورونوسا الوطني)ورأى الباحثون أن أحد الناجين من أفراد تلك الظباء كان يقفز من تل إلى تل، ويمر بسرعة عبر مياه الفيضانات بينهما، قبل أن يجد الأمان في الغابة على ارتفاعات أعلى. ولم تحدث وفيات في الحيوانات العاشبة الأربعة الأكبر حجما، وهي نيالا وكودو والسمور والفيل.
ووجد الباحثون أن حجم الجسم وفر أيضا حماية بطريقة ثانوية، حيث لم تتمكن الحيوانات الصغيرة الحجم من تجاوز المياه فحسب، بل لم تكن قادرة أيضا على التغلب على القيود الغذائية بعد ذلك. فنظرا إلى أن الفيضان كان مرتفعا جدا لفترة طويلة، فقد قتل الكثير من الأعشاب والنباتات المنخفضة، ولم تستطيع الحيوانات الصغيرة تحمّل تلك الفترات المحدودة من الناحية الغذائية مثل الحيوانات الكبيرة التي لديها مزيد من الدهون التي تعتمد عليها.
وكما قالت براون فإن الحيوانات آكلة اللحوم القليلة في المتنزه نجت من العاصفة بشكل جيد، حيث استفادت الكلاب البرية والفهود من تركز فرائسها في المناطق المرتفعة، وبقي مصدر الغذاء الأساسي للأسود هو الخنازير في المرتفعات لعدة أشهر، لكنها لم تتأثر إلى حد كبير بالإعصار.
لذا فقد أوصى الباحثون بتوصيتين أساسيتين لمديري الحياة البرية هما: إخلاء أصغر الكائنات وأكثرها ضعفا من الناحية البيئية إلى مناطق أكثر أمانا قبل وقوع العواصف، وتوفير العلف التكميلي بعد العاصفة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مصنعي القاهرة الجديدة: تعظيم المنتج المحلي يساعد في وزيادة تنافسيتها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال المهندس محمد عويضة رئيس جمعية مصنعي القاهرة الجديدة أن الحكومة المصرية تبذل مجهود كبير لتعميق التصنيع المحلي وزيادة نسبة المكون الحلي في أي منتج في الصناعة المصرية لتوفير العملة الصعبة، وهذا من شأنه أن يساعد أيضا على قدرة المنتج المصري على المنافسة في سوق التصدير بشكل عام و خصوصا في القارة الإفريقية.
جاء ذلك فى كلمته بندوة تعظيم المنتج المحلى على هامش فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي لتكنولوجيا المياه والصرف الصحي وتكنولوجيا تدوير ومعالجة المخلفات (IWWI)، بحضور الدكتور عبد القوي خليفة رئيس مرفق المياه والصرف الصحي السابق، وعدد من رجال الاعمال والمستثمرين منهم المهندس حسنين المملوك والمهندس عماد السويدى والمهندس احمد معوض، والبروفسير فيليكس ميارهورن.
و دعا المهندس محمد عويضة إلى مزيد من تسهيل الإجراءات بشكل اكبر للقطاع الصناعي لأنه قاطرة التنمية الحقيقية لأي اقتصاد ناجح لما يمثله من قيمة مضافة لأي سلعة منتجة يحتاجها السوق المحلي ، و يوفر عملة صعبة من خلال التصدير.
وأشار رئيس جمعية مصنعي القاهرة الجديدة إلى أن تعظيم المنتج المحلى يساعد بشكل كبير على تطوير الصناعات المصرية وبالتالي يساعد الحكومة المصرية على توفير فرص عمل الى مئات العمال، لاسيما ان تكلفة توفير فرصة عمل لمواطن واحد فقط تصل الى 30 ألف دولار من أدوات ومكاتب و تأمينات وضرائب ووسائل تنقل ومرتبات ومشروع علاج وغيرها.
وأكد المهندس محمد عويضة على ضرورة إيجاد حلول سريعة للتحديات التي تواجه قطاع الصناعة أهمها تعدد الجهات الرقابية في الجمارك والتي تصل الى 52 جهه مثل الزراعة والاتصالات والدمغة والموازين والصحة وغيرها والتي تعمل على زيادة التكلفة بشكل كبير للغاية بالإضافة الى زيادة المدة الزمنية للعرض على تلك الجهات والتي تأخر العمل بالمنشآت الصناعية.
وأوضح محمد عويضة أن التحالف والتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص يساعد بشكل كبير في القضاء على تلك الإجراءات الروتينية التي تحد من قدرة المستثمرين على التطوير.
ودعا إلى ضرورة متابعة سرعة صرف التعويضات المقره من رئيس الوزراء للمصانع المتضرره من التعويم.
وسلط عويضة الضوء على صناعة عدادات المياه في مصر وكيف كانت و ما اصبحت عليه الان وضرب مثالا بنشاط القطاع الخاص في هذا المجال من خلال شركة تكنوميتر التى تم إنشاءها عام 2005 حققت طفرة كبيرة وغير مسبوقة فى عدادات المياه، خاصة وان العداد قبل عام 2005 كانت بحالة سيئة للغاية كبدت شركات المياه خسائر تقدر بالمليارات، الا ان الحكومة المصرية ادركت ذلك بعد التعاون مع بعض الشركات الدولية، ونجحت شركة تكنوميتر فى صناعة اكثر من 6 مليون عداد متطور حتى الان.
وأشار رئيس جمعية مصنعي القاهرة الجديدة أن تكنو ميتر استطاعت مواكبة التطورات التكنولوجية فى صناعة العدادات المسبقة الدفع والعدادات الذكية، بكل المقاسات ونجحت في خفض الفاقد من المياة عن طريق استخدام العدادات الذكية والتى تستطيع كشف الاعطال ومنع السرقات، باستخدام برامج ذكية مستخدمة اون لاين.
و دعا عويضة إلى المزيد من الدعم للقطاع الخاص و تسهيل عمله وهذا توجه الحكومة حاليا و نحن نطالب بالإسراع اكثر في التفعيل و وازالة التحديدات التي تواجه الصناعة بشكل عام .