خبيرة دولية: دمار غزة لن يوفر الأمن لإسرائيل والحرب تفضح قيم الليبرالية
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
بعد مرور 5 أسابيع على حربها على قطاع غزة، تبدو إسرائيل متشبثة بسياسة الأرض المحروقة، في حين يعِد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بتحدي العالم إذا لزم الأمر.
بهذه العبارة استهلت الباحثة بالمجلس الأطلسي بواشنطن، علياء براهيمي، مقالها في مجلة نيوزويك الأميركية، منوهة إلى حجم المعاناة التي يعيشها سكان القطاع.
تقول براهيمي -المتخصصة في سياسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- إنه بخلاف التهديد الخطير والمتواصل من القصف الإسرائيلي على غزة، لم يعد بمقدور الآباء الآن العثور على الحليب لأطفالهم الصغار، وتضطر الأمهات إلى سحب أطفالهن إلى بر الأمان بدون الحصول على مياه نظيفة، بينما تأكل الكلاب جثث الشهداء.
وفي ظل الأزمة الإنسانية التي تتبدى أمام ناظرينا -تضيف الباحثة في مقالها- فإن بعض المخاطر لا تقتصر على سكان غزة أو على فلسطين.
وتعتقد براهيمي أن من غير المرجح أن يساهم الدمار الذي تلحقه إسرائيل بغزة، في توفير الأمان الحقيقي للإسرائيليين واليهود.
ثم هناك اليهود غير الإسرائيليين في أرجاء العالم الذين لا يريدون أن تكون لهم علاقة بما اصطلح البعض على تسميته بـ"الإبادة الجماعية"، ومع ذلك يتعين عليهم التعامل مع رؤية القيادة الإسرائيلية التي تعتبر إسرائيل "دولة قومية للشعب اليهودي".
دورات العنف لن تتوقف
أما الإسرائيليون أنفسهم، فسيضطرون قريبا إلى مواجهة موجات جديدة من فلسطينيين يتبنون موقفا أكثر تشددا تجاه إسرائيل والاحتلال، باعتباره نتيجة حتمية للأعداد المذهلة للأطفال الذين قُتلوا "عمدا" في الغارات الإسرائيلية المتكررة، طبقا لمقال نيوزويك.
ويتعين على الإسرائيليين أيضا كمجتمع -والحديث ما يزال لبراهيمي- التعامل مع الضرر الأخلاقي الناجم عن حملة حكومتهم في غزة، وخاصة العنصرية العلنية والتجرد من الإنسانية المصاحبة لها وتبعات ذلك على المدى البعيد.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب عليهم أن يتعاملوا مع عزلة إسرائيل الشاملة عن العديد من الشعوب والحكومات العربية التي تتقاسم معها المنطقة، وفق الكاتبة.
المنطقة تواجه التهديد
وتحذر براهيمي من أن هذا العنف يدفع المنطقة نفسها نحو حافة منحدر سحيق، وأن الجروح التي لم تندمل جراء "النفاق والاحتلال والإهانات وقتل المدنيين"، سواء في زمن الحرب أو السلم، تشكل حجر الزاوية لأغلب -إن لم يكن لكل- الأيديولوجيات والحركات الإسلامية "المتطرفة".
وانتقدت الكاتبة المقارنة بين "حماس" وتنظيم الدولة الإسلامية، قائلة إن حماس هي في نهاية المطاف مجموعة عرقية قومية قائمة على أساس إقليمي نشأت من أضلاع حركة الاستقلال، وشاركت في الانتخابات ولا ترفض التفاوض، وهذا يعني أن الطريق إلى نزع سلاح حماس واقتلاعها أمر سياسي في جوهره ولا يمكن تحقيقه إلا من خلال شراكة مع الشعب الفلسطيني.
وقالت إن أكثر من خطايا الاعتداء الإسرائيلي، قد يتم تذكر صمت وتواطؤ قادة الديمقراطيات الرئيسية كنقطة انعطاف رئيسية في أزمة الديمقراطية العالمية.
ولفتت الانتباه إلى تشبيه الرئيس الأميركي جو بايدن الإسرائيليين بالأوكرانيين، وإلى تشويه التعاطف العام مع المدنيين المحاصرين، وإلى الكراهية العنصرية من قبل وزيرة الداخلية البريطانية المعزولة، مشيرة إلى أن حرب غزة طرحت على الحكومات الديمقراطية، وبإلحاح، أسئلة حول اتساق وقوة القيم الغربية.
بريق الليبرالية يتلاشى
وتمضي الكاتبة إلى القول إن انتهاك القانون الدولي الإنساني والكرامة الإنسانية والآداب الأساسية في غزة تحط من "قدرنا" جميعا. وكذلك الحال مع عدم الأمانة في محاولات إخفاء حقيقة الاحتلال باعتباره السياق الإستراتيجي والمحرك النهائي لكل هذه الدماء.
وتعرب الباحثة عن اعتقادها أنه من خلال المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، والتفاوض من أجل الإفراج عن الأسرى "اليائسين"، ومن ثم رعاية عملية سياسية بنية حسنة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، فإن القادة الغربيين سيحمون إسرائيل، والفلسطينيين، وحقوق جميع المدنيين المحاصرين في حروب المستقبل، ويصونون النظام الليبرالي العالمي الذي يتلاشى بريقه.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تدمر «وسائل قتالية» في المنطقة العازلة بجنوب سوريا .. تفاصيل
أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن قوات "لواء الجولان 474" نفذت عمليات تمشيط ودمرت وسائل قتالية داخل المنطقة العازلة في جنوب سوريا، في إطار ما زعمه بالإجراءات الدفاعية التي تتخذها إسرائيل في المنطقة.
وأوضح أدرعي في منشور عبر حسابه في "تلجرام" أن "قوات لواء 474، تحت قيادة الفرقة 210، تواصل عملياتها الدفاعية وانتشارها في مواقع استراتيجية داخل الأراضي السورية"، مشيرًا إلى أن هذه الأنشطة جاءت "بناءً على مؤشرات استخبارية تم الحصول عليها خلال الأسبوع الماضي".
وأضاف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بتمشيط مناطق محددة داخل سوريا، ما أسفر عن اكتشاف وصَدرَة وتدمير وسائل قتالية متنوعة، من بينها بنادق وذخائر وصواريخ، إلى جانب معدات عسكرية أخرى.
وأكد أن "قوات الجيش ستواصل عملياتها الرامية إلى إزالة أي تهديد أمني، وتعزيز حماية مواطني إسرائيل"، في إشارة إلى استمرار النهج العسكري الإسرائيلي في المنطقة الجنوبية من سوريا.
تصعيد عسكريوتشهد المناطق الجنوبية من سوريا تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا من الجانب الإسرائيلي، حيث تسعى تل أبيب إلى إعادة رسم معالم المنطقة، ليس فقط من منظور تعزيز الردع الأمني، ولكن أيضًا عبر فرض واقع جديد على الأرض.
ويأتي ذلك في سياق التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي أكد أن إسرائيل لن تسمح بأن يتحول جنوب سوريا إلى "نسخة أخرى من جنوب لبنان".
ويرى محللون أن إسرائيل تستغل حالة عدم الاستقرار الداخلي في سوريا لتعزيز نفوذها الأمني في الجنوب، وفرض نوع من العزل العسكري بهدف حماية حدودها من أي تهديدات محتملة.
وفي ظل استمرار التحركات الإسرائيلية في المنطقة، أصدرت الحكومة السورية بيانات تدين فيها هذه العمليات، مطالبة بوقف فوري لأي توغل عسكري إسرائيلي داخل الأراضي السورية، معتبرة هذه التحركات انتهاكًا للسيادة السورية وخرقًا للقوانين الدولية.