أردوغان يشدد لهجته ضد إسرائيل.. هل تسحب تركيا فتيل الحرب العالمية الثالثة؟
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
مضى شهر ونصف على بدء الحرب الإسرائيلية في غزة ومازالت إسرائيل تنتهك المحرمات الدولية والإنسانية والدينية، فلم ينجو من غزة لا طفل ولا شيخ، ولا مدرسة ولا مستشفى وضربت أمس المستشفى الإندونيسي في قطاع غزة وهو ما أدانته منظمة الصحة العالمية.
أردوغانليس حربًا بل بربرية ووحشية
ومن جانبه، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء الإثنين 20 نوفمبر 2023، إن ما يحدث في قطاع غزة ليس حربًا ولكنها بربرية ووحشية وغدر وإرهاب يرتكبه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وتابع: "تركيا ليست مدينة لإسرائيل بخلاف العالم الغربي الذي يبرر المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين" مشددا على أنه في ظل الصمت العالمي تصبح دولة الاحتلال أكثر جرأة لارتكاب المزيد من المجازر.
وبدأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر بلهجة حيادية خفيفة على غير عادته دعا فيها إلى ضبط النفس، ولكن مع التصعيد الإسرائيلي في غزة تغيرت اللهجة شيئاً فشيئاً حتى شدد أردوغان لهجته وإداناته، حتى وصل الأمر خلال الشهر الماضي، أن شكك في وجود الدولة اليهودية بقوله إن "فاشية إسرائيل" تقوض شرعيتها.
10 سنوات من الإصلاح والتنمية الشاملة.. حكاية 15 ألف مشروع نفذتها الدولة طفرة كبيرة بحجم الاستثمارات الخارجية.. 500 مليون دولار جديدة تنعش الاقتصاد المصريفيما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعاء جميع الموظفين الدبلوماسيين الإسرائيليين من تركيا، الأسبوع الماضي، بعد الانتقادات التركية للعمليات العسكرية الإسرائيلية الحالية في غزة.
وقال أردوغان، مساء الثلاثاء إلى التطورات في قطاع غزة والعمليات التي تجريها إسرائيل ضد حركة المقاومة حماس، موجهًا انتقادات لمن وصفهم بـ"الصامتين المتفرجين".
جاء ذلك في تدوينة لأردوغان على صفحته لمنصة تويتر باللغة العربية، قال فيها: "أقولها بكل صراحة ووضوح.. إن الذين يقفون اليوم موقف المتفرج الصامت تجاه ما يحدث من قتل لآلاف الأطفال الفلسطينيين في غزة، لن يبقى لحديثهم أي قيمة في أي قضية غدا".
وتابع قائلا: "لأن المهم هو الحديث في الأوقات الصعبة. وكشف الحقائق اليوم. إن أولئك الذين يصمتون ولا يعترضون على المجازر التي تقوم بها إسرائيل ’المدافعون عن الحق في المياه العذبة‘ لن يأتي الخير أبدا منهم لا للإنسانية ولا للعالم.. نحن نؤمن بذلك، ونتحرك وفق ذلك، وبإذن الله تعالى، سنواصل الحفاظ على موقفنا القوي والثابت في هذا الأمر".
وفي رسالة أخرى عبر منصة إكس، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل السبت بـ"وقف هذا الجنون فورا" و"وضع حد لهجماتها"، . وقال الرئيس التركي إن "عمليات القصف الإسرائيلية التي تكثفت مساء أمس (الجمعة) على غزة استهدفت مجددا نساء وأطفالا ومدنيين أبرياء وعمقت الأزمة الإنسانية الحالية". على إسرائيل أن توقف هذا الجنون فورا وتضع حدا لهجماتها". وكان الرئيس التركي قال في كلمة له قبل يومين إنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع أن تظل تركيا صامتة إزاء العنف في غزة. فماذا بعد هذا التصعيد في لهجته تجاه تل أبيب مع تواصل الغارات الإسرائلية على غزة وازدياد حدتها؟
أردوغاندولة إسرائيل الإرهابيةوعرف أردوغان دائمًا بمهاجمته الحادة لإسرائيل بسبب ما تفعله في فلسطين، وفي حرب غزة عام 2014، التي راح ضحيتها أكثر من 2300 فلسطيني، لم يكتف أردوغان حينها بالإدانة، بل كان رده كالتالي: "يلعن الإسرائيليون هتلر ويشتمونه ليلاً ونهاراً بسبب الهولوكوست، ولكن اليوم، نجد أن دولة إسرائيل الإرهابية قد تجاوزت فظائع هتلر من خلال عملياتها بغزة".
وفي العام ذاته، أعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جائزة حصل عليها عام 2004 من منظمة المؤتمر اليهودي الأمريكي "لجهوده في إرساء السلام في الشرق الأوسط"، بعدما وصفته المنظمة بأنه "خطيب خطير" ضد إسرائيل، وجاء رد سفير بلاده أن أردوغان "سيكون سعيداً بإعادة الجائزة".
في يومهم العالمي.. هل تقدم إسرائيل أطفال غزة قرابينًا لأجل دولتهم المزعومة؟ حفنة مليارات قريبة من مصر .. تصريحات مهمة من صندوق النقدأما في حرب غزة عام 2018، وصف أردوغان نتنياهو بالـ"إرهابي"، وسحبت تركيا سفيرها في تل أبيب وأعلنت السفير الإسرائيلي لديها شخصاً غير مرغوب به.
كانت بداية انتكاسة العلاقات الإٍسرائيلية-التركية، في عام 2018 عندما احتجت تركيا على قتل إسرائيل لعشرات الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة وكذلك على نقل السفارة الأمريكية للقدس.
لكن تركيا سعت لاحقا ومنذ نهايات 2020 لتحسين علاقاتها مع عدد من الأطراف الإقليمية، التي شهدت علاقاتها معها توتراً وتراجعاً خلال السنوات الماضية، ومن بينها إسرائيل.
وفي العام ذاته، فتحَ قرارُ إفراج الجانب التركي عن الزوجين الإسرائيليين المحتجزين في إسطنبول الصفحةَ الجديدة في العلاقة بين البلدين، ومقابل ذلك زار الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، تركيا وسط استقبالٍ حافل.
ومن جانب آخر، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، على أن بلاده لن تبقى صامتة على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقصف المدارس والمساجد، باسم تدمير حركة حماس.
وقال فيدان، وفي كلمة له خلال اجتماع لجنة الموازنة بالبرلمان التركي، “لا يمكننا البقاء صامتين، أمام مشهد تدمير المشافي والمدارس وكل البنية التحتية، وتدمير كل قطاع غزة بشكل كامل بحيث يصبح غير قابل للعيش، تحت ذريعة هدف القضاء على حماس”.
وأكد أننا سنواصل دعمنا للشعب الفلسطيني بأقوى طريقة ممكنة في المستقبل، كما حدث في الماضي، ومستمرون في مبادراتنا للسلام الدائم بما يتماشى مع حل الدولتين»، مبينا «أننا حتى اليوم أتممنا إجلاء حوالي 170 مواطنا تركيا وأقاربهم من قطاع غزة".
وذكرت وسائل إعلام عبرية، الاثنين، أن ما يقرب من ألف قارب سيتجهون إلى قطاع غزة قادمين من تركيا في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على القطاع الذي يتعرض لعدوان منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"العبرية بأن القوارب ستحمل 4500 شخص من 40 دولة، "بما في ذلك اليهود المناهضون للصهيونية" وسيتم ملء ثلاثمائة وثلاثة عشر من القوارب بالناشطين الروس، و104 بالناشطين الإسبان وستنضم 12 سفينة تركية فقط إلى الأسطول.
وقال فولكان أوكجو، أحد منظمي الاحتجاج، إنه من المقرر أن يغادر الأسطول السواحل التركية يوم الخميس، وتعهد بأنه "سيتبع بدقة القواعد الدولية" ولن يحمل أي أسلحة، حتى لا يعطي إسرائيل أي عذر للتدخل.
ومن المقرر أن تتوقف أولاً في قبرص قبل أن تتجه نحو ميناء أشدود الإسرائيلي وبحسب ما ورد سيأخذ بعض المشاركين في الأسطول أزواجهم وأطفالهم معهم.
ويذكرنا هذا العمل الاحتجاجي بمحاولة "أسطول الحرية لغزة" في مايو 2010، والتي حاولت اختراق الحصار البحري المفروض على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، لكن البحرية الإسرائيلية اعترضته.
وبعد أن رفضت القافلة أوامر البحرية الإسرائيلية بتغيير مسارها إلى أشدود، صعدت قوات الكوماندوز الإسرائيلية على إحدى السفن، مافي مرمرة، التي كانت تحمل أكثر من 600 راكب. وبعد أن قوبلت بمقاومة عنيفة، فتحت قوات الكوماندوز النار، مما أسفر عن مقتل عشرة نشطاء أتراك كما أصيب عشرة جنود إسرائيليين خلال الهجوم.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب والمفكر السياسي والخبير في الشأن التركي، الدكتور بشير عبد الفتاح، إن تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ضد إسرائيل قوية لأن أردوغان يرى العدوان الذي تمارسه إسرائيل والقتل والإبادة، مضيفًا وجه الرئيس التركي انتقادات لاذعة ومعادية لإسرائيل.
وأضاف عبد الفتاح، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه التعليقات في نفس الوقت لا تمثل دليلا على تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا لأن الولايات المتحدة الأمريكية هي الراعي للعلاقات التركية الإسرائيلية فهذه العلاقات من عام 1948 وهي علاقات وطيدة والابعاد العسكرية والاقتصادية والاستراتيجية قوية، وبالتالي هناك مساحة ان كل طرف ينتقد الاخر دون التأثر بالمصالح والعلاقات.
وأكد ان تصريحات أردوغان جريئة مؤكدًا أنه لا يمكن القول إن هذه الانتقادات بالاضافة إلى سحب إسرائيل لسفرائها من تركيا يمكن أن تؤدي الي تدهور العلاقات، ولكن يمكن القول بان تطوير العلاقات على المستوى السياسي سيبقى بطيئ بعض الشيء.
ولفت إلى أن اردوغان محكوم بعدة اعتبارات لأنه يوجد ناخبين في دولته داعمين لفلسطين بشكل كبير في الداخل وهو ما يحتاج لهم في ابريل القادم في انتخابات محلية وهي انتخابات في غاية الصعوبة لان المعارضة داخلة ومنافسة بقوة.
واختتم: اردوغان يحتاج لشعبيته في العالم العربي والإسلامي بان تركيا دولة حامية لفلسطين والمسجد الأقصى ومقدسات داخل فلسطين، علاوة انه يعلم بانه يمتلك شيء من الحرية الأوروبيين متفاهمينها والإسرائيليين متفهمنها بانه ينتقد دون ان تؤثر على العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة أردوغان رجب طيب أردوغان الرئيس التركي نتنياهو تركيا إسرائيل رجب طیب أردوغان الرئیس الترکی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
حرب الإبادة تتواصل والاحتلال يشدد حصاره على شمال القطاع
غزة، بيروت "وكالات": قالت وسائل إعلام فلسطينية ومسعفون اليوم إن الضربات الإسرائيلية على أنحاء قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 30 فلسطينيا على الأقل منذ ليل الاثنين فيما شدد جيش الاحتلال الإسرائيلي حصاره للمناطق الشمالية من القطاع.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) أن غارة جوية ألحقت دمرت منزلين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث ينفذ جيش الاحتلال عمليات جديدة منذ الخامس من أكتوبر، وأسفرت عن استشهاد 20 شخصا على الأقل في ساعة متأخرة من مساء الاثنين.
وقال مسؤولون فلسطينيون بمجال الصحة إن ستة استشهدوا أيضا في غارتين جويتين إسرائيليتين منفصلتين على مدينة غزة ودير البلح في المنطقة الوسطى من القطاع.
وقال فلسطينيون إن الهجمات الجديدة والأوامر الإسرائيلية للسكان بالإخلاء تهدف إلى إفراغ بلدتين في شمال قطاع غزة ومخيم للاجئين من أجل إنشاء مناطق عازلة.
وتقول السلطات في قطاع غزة إن أكثر من 43300 فلسطيني استشهدوا خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام وأدت أيضا إلى تدمير أغلب مناطق القطاع.
وعلى الجبهة اللبنانية، قالت وسائل إعلام لبنانية رسمية إن ضربة جوية إسرائيلية واحدة على الأقل استهدفت مبنى سكنيا في بلدة الجية الساحلية جنوبي بيروت اليوم فيما استهدفت ضربات أخرى مواقع متفرقة في أنحاء لبنان مما أدى إلى سقوط قتلى فيما أطلقت جماعة حزب الله صواريخ صوب إسرائيل.
وتسبب الهجوم على بلدة الجية الساحلية في تصاعد عمود ضخم من الدخان من مبنى سكني. ولم يتبين بعد ما إذا كانت الضربات محاولة اغتيال، ولم تصدر إسرائيل أي تحذير بالإخلاء قبل الضربات.
ويتبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي وجماعة حزب الله إطلاق النار منذ أكثر من عام بالتوازي مع حرب غزة لكن الأعمال القتالية تصاعدت على مدى الأسابيع الستة الماضية. وتقول السلطات الصحية في لبنان إن أكثر من ثلاثة آلاف شخص لاقوا حتفهم في لبنان، معظمهم منذ أواخر سبتمبر.
وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن ضربات اليوم أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص قرب مدينة بعلبك في سهل البقاع من بينهم اثنان لقيا حتفهما في ضربة على سيارة.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام التي تديرها الدولة اللبنانية اليوم إنها تقدر أن الضربات الجوية الإسرائيلية والتفجيرات واسعة النطاق للمنازل تسببت في تدمير أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في المنطقة الحدودية.