مضى شهر ونصف على بدء الحرب الإسرائيلية في غزة ومازالت إسرائيل تنتهك المحرمات الدولية والإنسانية والدينية، فلم ينجو من غزة لا طفل ولا شيخ، ولا مدرسة ولا مستشفى وضربت أمس المستشفى الإندونيسي في قطاع غزة وهو ما أدانته منظمة الصحة العالمية.

أردوغانليس حربًا بل بربرية ووحشية

 

ومن جانبه، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء الإثنين 20 نوفمبر 2023، إن ما يحدث في قطاع غزة ليس حربًا ولكنها بربرية ووحشية وغدر وإرهاب يرتكبه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

مضيفاً "نتنياهو يهز صورة إسرائيل باستهدافه المستشفيات والمرافق الطبية، والضربات الإسرائيلية تستهدف النساء والأطفال الرضع، والعالم الغربي لا يحرك ساكنا إزاء المجازر بحق المدنيين".

وتابع: "تركيا ليست مدينة لإسرائيل بخلاف العالم الغربي الذي يبرر المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين" مشددا على أنه في ظل الصمت العالمي تصبح دولة الاحتلال أكثر جرأة لارتكاب المزيد من المجازر.

 وبدأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر بلهجة حيادية خفيفة على غير عادته دعا فيها إلى ضبط النفس، ولكن مع التصعيد الإسرائيلي في غزة تغيرت اللهجة شيئاً فشيئاً حتى شدد أردوغان لهجته وإداناته، حتى وصل الأمر خلال الشهر الماضي، أن شكك في وجود الدولة اليهودية بقوله إن "فاشية إسرائيل" تقوض شرعيتها.

10 سنوات من الإصلاح والتنمية الشاملة.. حكاية 15 ألف مشروع نفذتها الدولة طفرة كبيرة بحجم الاستثمارات الخارجية.. 500 مليون دولار جديدة تنعش الاقتصاد المصري

فيما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعاء جميع الموظفين الدبلوماسيين الإسرائيليين من تركيا، الأسبوع الماضي، بعد الانتقادات التركية للعمليات العسكرية الإسرائيلية الحالية في غزة.

وقال أردوغان، مساء الثلاثاء إلى التطورات في قطاع غزة والعمليات التي تجريها إسرائيل ضد حركة المقاومة حماس، موجهًا انتقادات لمن وصفهم بـ"الصامتين المتفرجين".

جاء ذلك في تدوينة لأردوغان على صفحته لمنصة تويتر باللغة العربية، قال فيها: "أقولها بكل صراحة ووضوح.. إن الذين يقفون اليوم موقف المتفرج الصامت تجاه ما يحدث من قتل لآلاف الأطفال الفلسطينيين في غزة، لن يبقى لحديثهم أي قيمة في أي قضية غدا".

وتابع قائلا: "لأن المهم هو الحديث في الأوقات الصعبة. وكشف الحقائق اليوم. إن أولئك الذين يصمتون ولا يعترضون على المجازر التي تقوم بها إسرائيل ’المدافعون عن الحق في المياه العذبة‘ لن يأتي الخير أبدا منهم لا للإنسانية ولا للعالم.. نحن نؤمن بذلك، ونتحرك وفق ذلك، وبإذن الله تعالى، سنواصل الحفاظ على موقفنا القوي والثابت في هذا الأمر".

وفي رسالة أخرى عبر منصة إكس، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل السبت بـ"وقف هذا الجنون فورا" و"وضع حد لهجماتها"، . وقال الرئيس التركي إن "عمليات القصف الإسرائيلية التي تكثفت مساء أمس (الجمعة) على غزة استهدفت مجددا نساء وأطفالا ومدنيين أبرياء وعمقت الأزمة الإنسانية الحالية". على إسرائيل أن توقف هذا الجنون فورا وتضع حدا لهجماتها". وكان الرئيس التركي قال في كلمة له قبل يومين إنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع أن تظل تركيا صامتة إزاء العنف في غزة. فماذا بعد هذا التصعيد في لهجته تجاه تل أبيب مع تواصل الغارات الإسرائلية على غزة وازدياد حدتها؟

أردوغاندولة إسرائيل الإرهابية

وعرف أردوغان دائمًا بمهاجمته الحادة لإسرائيل بسبب ما تفعله في فلسطين، وفي حرب غزة عام 2014، التي راح ضحيتها أكثر من 2300 فلسطيني، لم يكتف أردوغان حينها بالإدانة، بل كان رده كالتالي: "يلعن الإسرائيليون هتلر ويشتمونه ليلاً ونهاراً بسبب الهولوكوست، ولكن اليوم، نجد أن دولة إسرائيل الإرهابية قد تجاوزت فظائع هتلر من خلال عملياتها بغزة".

وفي العام ذاته، أعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جائزة حصل عليها عام 2004 من منظمة المؤتمر اليهودي الأمريكي "لجهوده في إرساء السلام في الشرق الأوسط"، بعدما وصفته المنظمة بأنه "خطيب خطير" ضد إسرائيل، وجاء رد سفير بلاده أن أردوغان "سيكون سعيداً بإعادة الجائزة".

في يومهم العالمي.. هل تقدم إسرائيل أطفال غزة قرابينًا لأجل دولتهم المزعومة؟ حفنة مليارات قريبة من مصر .. تصريحات مهمة من صندوق النقد

أما في حرب غزة عام 2018، وصف أردوغان نتنياهو بالـ"إرهابي"، وسحبت تركيا سفيرها في تل أبيب وأعلنت السفير الإسرائيلي لديها شخصاً غير مرغوب به.

كانت بداية انتكاسة العلاقات الإٍسرائيلية-التركية، في عام 2018 عندما احتجت تركيا على قتل إسرائيل لعشرات الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة وكذلك على نقل السفارة الأمريكية للقدس.

لكن تركيا سعت لاحقا ومنذ نهايات 2020 لتحسين علاقاتها مع عدد من الأطراف الإقليمية، التي شهدت علاقاتها معها توتراً وتراجعاً خلال السنوات الماضية، ومن بينها إسرائيل.

وفي العام ذاته، فتحَ قرارُ إفراج الجانب التركي عن الزوجين الإسرائيليين المحتجزين في إسطنبول الصفحةَ الجديدة في العلاقة بين البلدين، ومقابل ذلك زار الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، تركيا وسط استقبالٍ حافل.

ومن جانب آخر، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، على أن بلاده لن تبقى صامتة على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقصف المدارس والمساجد، باسم تدمير حركة حماس.

وقال فيدان، وفي كلمة له خلال اجتماع لجنة الموازنة بالبرلمان التركي، “لا يمكننا البقاء صامتين، أمام مشهد تدمير المشافي والمدارس وكل البنية التحتية، وتدمير كل قطاع غزة بشكل كامل بحيث يصبح غير قابل للعيش، تحت ذريعة هدف القضاء على حماس”.

وأكد أننا سنواصل دعمنا للشعب الفلسطيني بأقوى طريقة ممكنة في المستقبل، كما حدث في الماضي، ومستمرون في مبادراتنا للسلام الدائم بما يتماشى مع حل الدولتين»، مبينا «أننا حتى اليوم أتممنا إجلاء حوالي 170 مواطنا تركيا وأقاربهم من قطاع غزة".

وذكرت وسائل إعلام عبرية، الاثنين، أن ما يقرب من ألف قارب سيتجهون إلى قطاع غزة قادمين من تركيا في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على القطاع الذي يتعرض لعدوان منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"العبرية بأن القوارب ستحمل 4500 شخص من 40 دولة، "بما في ذلك اليهود المناهضون للصهيونية" وسيتم ملء ثلاثمائة وثلاثة عشر من القوارب بالناشطين الروس، و104 بالناشطين الإسبان وستنضم 12 سفينة تركية فقط إلى الأسطول.

وقال فولكان أوكجو، أحد منظمي الاحتجاج، إنه من المقرر أن يغادر الأسطول السواحل التركية يوم الخميس، وتعهد بأنه "سيتبع بدقة القواعد الدولية" ولن يحمل أي أسلحة، حتى لا يعطي إسرائيل أي عذر للتدخل.

ومن المقرر أن تتوقف أولاً في قبرص قبل أن تتجه نحو ميناء أشدود الإسرائيلي وبحسب ما ورد سيأخذ بعض المشاركين في الأسطول أزواجهم وأطفالهم معهم.

ويذكرنا هذا العمل الاحتجاجي بمحاولة "أسطول الحرية لغزة" في مايو 2010، والتي حاولت اختراق الحصار البحري المفروض على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، لكن البحرية الإسرائيلية اعترضته.

وبعد أن رفضت القافلة أوامر البحرية الإسرائيلية بتغيير مسارها إلى أشدود، صعدت قوات الكوماندوز الإسرائيلية على إحدى السفن، مافي مرمرة، التي كانت تحمل أكثر من 600 راكب. وبعد أن قوبلت بمقاومة عنيفة، فتحت قوات الكوماندوز النار، مما أسفر عن مقتل عشرة نشطاء أتراك كما أصيب عشرة جنود إسرائيليين خلال الهجوم.

وفي هذا الصدد، قال الكاتب والمفكر السياسي والخبير في الشأن التركي، الدكتور بشير عبد الفتاح، إن تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ضد إسرائيل قوية لأن أردوغان يرى العدوان الذي تمارسه إسرائيل والقتل والإبادة، مضيفًا وجه الرئيس التركي انتقادات لاذعة ومعادية لإسرائيل.

وأضاف عبد الفتاح، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه التعليقات في نفس الوقت لا تمثل دليلا على تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا لأن الولايات المتحدة الأمريكية هي الراعي للعلاقات التركية الإسرائيلية فهذه العلاقات من عام 1948 وهي علاقات وطيدة والابعاد العسكرية والاقتصادية والاستراتيجية قوية، وبالتالي هناك مساحة ان كل طرف ينتقد الاخر دون التأثر بالمصالح والعلاقات.

وأكد ان تصريحات أردوغان جريئة مؤكدًا أنه لا يمكن القول إن هذه الانتقادات بالاضافة إلى سحب إسرائيل لسفرائها من تركيا يمكن أن تؤدي الي تدهور العلاقات، ولكن يمكن القول بان تطوير العلاقات على المستوى السياسي سيبقى بطيئ بعض الشيء.

ولفت إلى أن اردوغان محكوم بعدة اعتبارات لأنه يوجد ناخبين في دولته داعمين لفلسطين بشكل كبير في الداخل وهو ما يحتاج لهم في ابريل القادم في انتخابات محلية وهي انتخابات في غاية الصعوبة لان المعارضة داخلة ومنافسة بقوة.

واختتم: اردوغان يحتاج لشعبيته في العالم العربي والإسلامي بان تركيا دولة حامية لفلسطين والمسجد الأقصى ومقدسات داخل فلسطين، علاوة انه يعلم بانه يمتلك شيء من الحرية الأوروبيين متفاهمينها والإسرائيليين متفهمنها بانه ينتقد دون ان تؤثر على العلاقات بين إسرائيل وتركيا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة أردوغان رجب طيب أردوغان الرئيس التركي نتنياهو تركيا إسرائيل رجب طیب أردوغان الرئیس الترکی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مخاوف إسرائيل من النفوذ التركي في سوريا

يطلق المسؤولون الإسرائيليون في الأيام الأخيرة تصريحات يعبرون فيها عن استيائهم من تصاعد النفوذ التركي في بلاد الشام، في ظل أنباء تتحدث عن استعداد تركيا لإنشاء قواعد عسكرية بالقرب من حدود سوريا مع فلسطين المحتلة ونشر أنظمة دفاع جوي فيها، كما تتطرق وسائل الإعلام الإسرائيلية كل يوم إلى احتمال وقوع مواجهة عسكرية مع تركيا في الساحة السورية. وتعقد حكومة نتنياهو اجتماعات أمنية للبحث عن سبل تحجيم نفوذ تركيا في سوريا، وتفادي أي صدام عسكري معها.

الجيش الإسرائيلي شن الأسبوع الماضي غارات جوية على قاعدتين ومواقع للبنية التحتية العسكرية في دمشق وحماة وحمص، كما توغلت قوة إسرائيلية بريف درعا الغربي، واستشهد وأصيب في تلك الهجمات عدد من المدنيين السوريين. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس؛ الرئيس السوري أحمد الشرع، وقال له في تعليقه على الهجمات: "ستدفع ثمنا باهظا، إذا سمحت للقوات المعادية بدخول سوريا وتهديد مصالح الأمن الإسرائيلي". وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أكثر وضوحا من كاتس في الإشارة إلى هدف الضربات الجوية والمقصود بالقوات المعادية، حين قال إن إسرائيل قلقة من "الدور السلبي" الذي تلعبه تركيا في سوريا ولبنان ومناطق أخرى، مضيفا أن الأتراك يبذلون قصارى جهدهم لجعل سوريا "محمية تركية"، على حد تعبيره.

من المحتمل أن تتوصل أنقرة وتل أبيب إلى تفاهمات معينة، إلا أن فكرة تقاسم النفوذ لا يمكن أن تقبلها تركيا بأي حال لعدة أسباب، أولها أنها تؤدي إلى تقسيم سوريا وهو ما ترفضه أنقرة جملة وتفصيلا. ومن غير المتوقع أيضا أن تتراجع تركيا عن دعم سوريا، خوفا من التهديدات الإسرائيلية
إسرائيل كانت وما زالت تريد أن تبقى سوريا ضعيفة ومقسمة لتستنزف بمشاكلها الداخلية، كما كانت تفضل بقاء النظام السوري. ومن المؤكد أن سقوط النظام وخروج روسيا من سوريا أربك حساباتها الاستراتيجية، وتريد الآن أن تملك حرية العربدة في الأراضي السورية كما تشاء، وترى أن وجود القوات التركية بالقرب من حدودها سيؤدي إلى تقييد تلك الحرية التي تعتبرها ضمن حقوقها الطبيعية. وتخشى أيضا من تشكيل جيش قوي في سوريا يحمي أمنها القومي، بدلا من حماية دكتاتورية تعتمد على الأقلية العلوية وتعادي الأكثرية السنية.

لا أحد يستطيع أن ينكر دور تركيا في نجاح الثورة السورية، إلا أن تركيا لا تسعى إلى السيطرة على سوريا أو أي جزء منها، أو تحويلها إلى "محمية تركية" كما تروج إسرائيل، أو حتى فرض وصاية على إرادة شعبها. بل تقول إن "سوريا للسوريين"، وتحترم سيادتها، وتدعم سعي السوريين إلى حماية وحدة أراضي بلادهم، وترى أن تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا لصالح أمنها القومي، ولا تخطط أن تحوِّل الأراضي السورية إلى ساحة صراع مع إسرائيل أو أي دولة أخرى. وأما الوجود العسكري التركي وإبرام اتفاقيات لإقامة قواعد عسكرية في سوريا أو تدريب الجيش السوري وتسليحه، فيعود القرار فيه أولا وأخيرا إلى الحكومة السورية الشرعية التي تمثل الإرادة الشعبية، ولا يحق لأحد أن يتدخل فيه.

وفي إطار هذه الرؤية الإستراتيجية، يؤكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن "تركيا لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا، وأن الإدارة الجديدة في دمشق إن كانت ترغب في التوصل إلى تفاهمات معينة مع إسرائيل فهذا شأنها الخاص".

إسرائيل تعرف أن الجيش التركي ثاني أكبر جيش في حلف شمالي الأطلسي "الناتو" بعد الجيش الأمريكي، وأنه يملك قدرات وخبرات عسكرية لا يمكن أن تستهين بها. ومن منطلق هذه المعرفة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال زيارته للبيت الأبيض، إنهم لا يريدون مواجهة تركيا في سوريا. وطلب نتنياهو وساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحل مشاكل إسرائيل مع تركيا واستخدام علاقاته مع أردوغان للحد من النفوذ التركي في سوريا، إلا أن ترامب دعاه إلى التصرف بــ"عقلانية"، كما أشاد بالرئيس التركي قائلا إنه أنجز شيئا لم يسبق إليه أحد، في إشارة إلى نجاح الثورة السورية في إسقاط نظام الأسد بدعم تركيا.

تحاول الإدارة الأمريكية أن تطمئن إسرائيل، إلا أن مخاوف الأخيرة على مستقبلها لا يمكن أن تزول، على الرغم من كل رسائل التطمين، لأنها رأت بأم عينها كيف نجحت الشراكة التركية السورية التي تجسدت في تجربة إدلب، في اقتلاع النظام البائد ولو بعد عقد من الزمن
حكومة نتنياهو تريد أن تعرض على تركيا تقاسم مناطق النفوذ في سوريا، لتكون روسيا في الساحل الغربي وتركيا في الشمال وإسرائيل في الجنوب والولايات المتحدة في الشرق الغني بالنفط. كما تسعى إلى التواصل مع أنقرة عبر وسائل دبلوماسية ووساطة دول لديها علاقات جيدة مع إسرائيل وتركيا، مثل الولايات المتحدة وأذربيجان والمجر، لتفادي وقوع مواجهة عسكرية بينهما في سوريا.

ومن المحتمل أن تتوصل أنقرة وتل أبيب إلى تفاهمات معينة، إلا أن فكرة تقاسم النفوذ لا يمكن أن تقبلها تركيا بأي حال لعدة أسباب، أولها أنها تؤدي إلى تقسيم سوريا وهو ما ترفضه أنقرة جملة وتفصيلا. ومن غير المتوقع أيضا أن تتراجع تركيا عن دعم سوريا، خوفا من التهديدات الإسرائيلية، لأن الظروف الإقليمية الراهنة والمصالح المشتركة والتحديات التي يواجهها كلا البلدين الجارين (سوريا وتركيا) تفرض عليهما ضرورة التنسيق والتعاون في كافة المجالات.

تصريحات ترامب، بغض النظر عن صحة ما قاله حول مدى إعجابه بأردوغان وإعجاب أردوغان به وسيطرة تركيا على سوريا، تشير إلى ضوء أخضر أمريكي للنفوذ التركي في سوريا. وتحاول الإدارة الأمريكية أن تطمئن إسرائيل، إلا أن مخاوف الأخيرة على مستقبلها لا يمكن أن تزول، على الرغم من كل رسائل التطمين، لأنها رأت بأم عينها كيف نجحت الشراكة التركية السورية التي تجسدت في تجربة إدلب، في اقتلاع النظام البائد ولو بعد عقد من الزمن.

x.com/ismail_yasa

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية التركي يشترط وقف إطلاق النار في غزة للتطبيع مع إسرائيل
  • أردوغان يعلق على الرسوم الجمركية الأمريكية.. كيف تؤثر على الاقتصاد التركي؟
  • الصين تشعل فتيل الحرب التجارية.. بنما تدخل على خطّ النفوذ!
  • مخاوف إسرائيل من النفوذ التركي في سوريا
  • محلل: الجيش التركي يمكنه دخول تل أبيب في 72 ساعة!
  • ترامب يؤكد على أهمية دور تركيا في سوريا
  • جيورا آيلاند: إسرائيل فشلت في تحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة
  • إسرائيل قتلت كل شيء
  • قمة مصرية أردنية فرنسية في القاهرة حول الحرب في غزة وماكرون يشدد على رفض مخطط التهجير
  • من سيكون الرئيس في تركيا؟ استطلاع يكشف عن مفاجآت في ترتيب المرشحين