سودانايل:
2025-01-08@03:16:08 GMT

اليساريون يدعمون الإخوان

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

حرب أبريل التي أشعلها الإخوان المسلمون في السودان، كشفت زيف اليسار واليمين، بأن اصطفت قطاعات نخبوية يسارية مع الاخوان المسلمين في حربهم المعلنة تجاه قوات الدعم السريع – حماة الديمقراطية والدولة المدنية، وعرّت وقوفهم في خندق واحد مع من ظلوا يطلقون عليهم الألقاب والأوصاف التي لم يصف بها مالك الخمر، وسر هذه الهبّة اليسارية المتضامنة مع فلول النظام البائد هي الدوافع الجهوية والعرقية، فكثير من الناس يعلم تمام العلم أن من أطلق الرصاصة الأولى هي كتائب الاخوان المسلمين، المنضوية تحت ستار الجبهة الإسلامية ثم المؤتمر الوطني الحزب المحلول، ولكن في بلادنا تجد رابطة الدم والجهة والقبيلة تعلو على كل الروابط والوشائج الإنسانية الأخرى، الأمر الذي دفع رموز النظام البائد وعرّابيه لكي ينحوا منحى النزعات الجهوية في حربهم على (المتمردين القادمين من دول الغرب الأفريقي)، زعماً منهم وإمعاناً في صبغ ثوب المعركة بلون نوع كاذب ومخادع من ألوان الشرعية المزيفة، الحاثّة السودانيين لاستنهاض الهمم ودحر (الأجانب)، لِمَ لا وهذه المعزوفة الجهوية والعنصرية المشروخة قد خدمت الرئيس الأسبق جعفر النميري في دحر (المرتزقة)، وكذلك ساهمت ذات السيمفونية الضاربة في الضرب على وتر الجهة، حينما دخل الدكتور خليل إبراهيم أم درمان عاصمة بلاده الوطنية، ولكن هذه المرة لم تسلم جرة المعزوفة المغرضة، وذلك نسبة للوعي الشعبي الكبير بفسيفساء المجتمعات السودانية القاطنة لأجزاء عزيزة من أرض الوطن الحبيب.


الجهويون لا قيم دينية ولا مبادئ أيدلوجية تجمعهم، وقد شهدنا ذلك عند المفاصلة الشهيرة بين فصيلي الحزب الحاكم – الوطني والشعبي – قبل ربع قرن، حينما جاءت تبريرات المفصولين من أبناء كردفان ودارفور بأن المركب لم يعد يسع المكونين الاجتماعيين، وأن السفينة لم تعد تتسع لحمل الدكتور علي الحاج والدكتور بشير آدم رحمة وحبيب الطاهر حمدون والشفيع أحمد محمد وخليل إبراهيم والصافي نور الدين والدكتور حبيب مختوم من كردفان ودارفور، وعلي عثمان والدكتور عوض الجاز وأمين حسن عمر والدكتور نافع علي نافع والدكتور غازي صلاح الدين وعلي كرتي وغندور من وسط وشمال السودان، هذه هي الجهوية المقيتة في أبهى صورها وتجلياتها، نراها تنسف ما ظل يتداوله الصفويون من ترف فكري ووحدة (وطنية) زائفة لعقود من الزمان، ضاربين عرض الحائط بأمن وسلامة المجتمعات، غير مكترثين للأورام الناتئة بالصديد من جسد الوطن المريض بهوس الجهة والعرق، لقد أعاد كل من الدكتور محمد جلال هاشم والبروفسير عبد الله علي إبراهيم والدكتور الواثق كمير والدكتور أيمن فريد نفس السيناريو الفاصل بين الجهويين الاخوانيين، في جلباب جديد اتخذ من الحرب الدائرة عين المصطلحات القديمة المتجددة، والمستخدمة من قبل الإسلاميين الحائزين على السلطة بعد المفاصلة – متمردون، مرتزقة، أجانب، تشاديون، نيجريون – فطبخوا هذه المصطلحات كوجبات سريعة وجاهزة ليطعموا بها العامة من الناس.
الوحدة الوطنية ليست صك غفران يجود به زيد على عبيد، والابتزاز بها لا يغري جيل اليوم، فالفضاءات أصبحت مفتوحة، والوعي لم يكن حكراً على راديو (هنا أم درمان) أو تلفزيون (عمر الجزولي)، فشباب الساعة قد علموا أن أرض السودان واسعة، وأن رب الكون قد جعل لكل بقعة منها ثروة رأسمالية لا تقل أهمية من البقعة الأخرى، ولم تعد الدعاية المركزية جاذبة بعد أن تحطمت اسطورة المركز بيد الريفيين، وعلى العجزة والمسنين والكهول من فلول اليسار السوداني الجهوي، أن يبحثوا عن أرض منفى يقضوا فيها ما بقي من سقط المتاع، لأن الانقلاب الكوني قد كان، وأن الأرض لن تعود لسابق عهدها، خاصة بعد أن هوى اللات والعزّى ومناة الثالثة الأخرى المنصوبة حول كعبة مقرن النيلين، ومهما شاء الخاسرون للمعركة لن تتقدم مشيئتهم على مشيئة الرب، ولا على طموح الشباب العازمين والحاسمين للمعركة، وإنّه لمن المعلوم من تاريخ اليساريين بالضرورة، أنهم ومن فرط أطماعهم البرجوازية والجهوية الفاضحة، لم يتمكنوا من التمدد شعبياً خارج حدود مركز البلاد، وخير دليل على ما نقول وقوفهم موقف المشاهد بعد أن احتدم الصراع بين شقي الحكم الانتقالي قبل الحرب، لقد انزووا بعيداً آملين في انجلاء غبار المعركة، ثم العودة محمولين على الأعناق لاستشراف المرحلة الثانية من مراحل الحكم الانتقالي المتعثر، ناسين أن المهر لتسيّد مشهد الحكم بعد الحرب هو القرابين من الدماء التي بذلها أبناؤنا الأشاوس لاستئصال سرطان الاخوان المسلمين.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
21نوفمبر2023  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عبد المنعم سعيد: جماعة الإخوان التنظيم الوحيد الذي خدع الغرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، وعضو مجلس الشيوخ، إن التنظيم الذي نجح في خداع الغرب هو تنظيم الإخوان الإرهابية، لأن الغرب يعتقد بأن هناك جماعات إسلامية معتدلة، وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق.  

وأضاف "سعيد"، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم، ببرنامج "الضفة الأخرى"، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن العنف الذي يحدث في فلسطين والمنطقة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي يولد موجة من الغضب، ولكن للأسف تُوجه الجماعات الإرهابية هذا الغضب إلى الدول العربية، بدلاً من توجيه العنف إلى الدول المسؤولة عن هذا العنف، بدليل أن أكبر عدد من ضحايا الإرهاب هم المسلمين.

وأوضح أن مواجهة الإرهاب يكون من خلال تجديد الخطاب الديني، حتى لا يتم خلط الأمور من قبل الجماعات الإرهابية مثلما يحدث الآن، مشيرًا إلى أن هناك ضرورة للحديث عن ما يُسمى بالجهاد الأكبر الذي هو في الأساس جهاد النفس، والجهاد من أجل رفعة الأوطان.

مقالات مشابهة

  • منير فخري: 2011 لم تكن في مصر دولة ولم أعمل يوما مع حكومة الإخوان
  • بعد تحريضه على الفوضى.. فشل محاولات منع تسليم عبدالرحمن القرضاوي إلى الإمارات
  • بنسعيد: لدعم الصحافة الجهوية يجب التوفر على 4 صحافيين على الأقل ولا يمكن دعم من يشغل أخته وابنه
  • نواب من المعارضة في لبنان يدعمون ترشيح قائد الجيش جوزيف عون في حال نال التوافقات السياسية المطلوبة
  • خبيرة: جماعة الإخوان الإرهابية مفرخة الإرهاب في العالم أجمع
  • عبد المنعم سعيد: جماعة الإخوان التنظيم الوحيد الذي خدع الغرب
  • عبد المنعم سعيد: الإخوان أصل كل الجماعات الإرهابية في العالم
  • حرب الاتهامات داخل "الإخوان": تخوين وأكاذيب وشائعات بلا حدود
  • تفجير جامع دار الرئاسة.. بصمات الإخوان وغياب الإدانة الرسمية
  • سيرة أمير العمرى المدهشة 3-3