الدوحةـ مع الذكرى الأولى لاستضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، لاتزال تلك البطولة محطة نجاح مهمة في قطر والمنطقة بأسرها، ليس لكونها البطولة الأهم كرويا في العالم، بل بالإيجابيات الثقافية والسياسية والرياضية التي حققتها تلك الاستضافة عالميا، والإرث المستدام الذي تركته أيضا تلك البطولة.

مونديال قطر الذي أقيم للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، قدم نسخة استثنائية وغير مسبوقة من نوعها، في تاريخ البطولة الأعظم كرويا، سواء داخل الملاعب أو خارجها، ونال الإشادة على كافة الاصعدة والمستويات الإقليمية والعالمية.

إرث المونديال لم يكن رياضيا فقط، كونه لعب دورا مهما في ترسيخ مكانة قطر ودورها بصفتها وجهة رائدة لإقامة البطولات الرياضية الكبرى والفعاليات الثقافية رفيعة المستوى، وإنما تركت البطولة إرثا بشريا وضحت بصمته الكبيرة على تصدير الثقافة القطرية والعربية والإسلامية واندماجها بثقافات العالم.

ملاعب المونديال عبرت عن الثقافة القطرية والعربية (الصحافة القطرية)

واعتبر المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للمشاريع والإرث سابقا، خالد النعمة أن مفهموم الإرث كان متجذرا في البذرات الأولى من مونديال قطر، لذلك سميت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، معتبرا أن دولة قطر باتت في طور الاستفادة الحقيقية من هذا الإرث، وخير دليل على ذلك الاستخدامات المتعددة لمنشآت البطولة في الفعاليات الرياضية وغير الرياضية.

وقال النعمة في حديث للجزيرة نت، إن إرث المونديال ظهر بصورة واضحة في قدرة قطر على التنظيم السريع غير المجدول لكأس آسيا 2023 بعد اعتذار الصين، معتبرا أن الإرث الأكبر في هذا الصدد هو الإرث البشري المتمثل في الطاقات القطرية والعربية التي عملت في تنظيم البطولة، وأصحبت ذخيرة من الخبرات والطاقات المصقولة التي تسهم ليس فقط في القطاع الرياضي، ولكن في تنظيم الفعاليات الكبرى في مختلف القطاعات بدولة قطر.

مونديال قطر أسهم في تقارب الثقافات والحضارات المختلفة (الصحافة القطرية) الإرث الثقافي

ورأى أن الإرث الثقافي لمونديال قطر أعاد صياغة الوطن العربي والشرق الأوسط في ذهنية جماهير الكرة حول العالم، حيث كانت المرة الأولى التي يملك فيها الوطن العربي حرية سرد روايته من منظوره، "لذلك شاهدنا فرض القضية الفلسطينية وتعريف العالم بها وارتداء نجم المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي للبشت العربي، ومثل هذه المشاهدة التي أسهمت بشكل كبير في إعادة الصياغة الثقافية لمنطقة الشرق والغرب.

وأسهم مونديال قطر في تعريف العالم بالثقافة العربية وسماحة الدين الإسلامي طوال فترة البطولة، وهو ما ظهر جليا في الكثير من المبادرات سواء الفردية أو العامة، فضلا عن البرامج التعريفية للجماهير حول الملاعب وفي مناطق المشجعين.

كان هناك عمل دؤوب مع كافة الشركاء في دولة قطر للتعريف بسماحة الإسلام، وإبراز الثقافة والهوية القطرية والعربية والإسلامية على أفضل وجه، حيث تمتعت المشجعات بأجواء آمنة في المدرجات، وتم منع المشروبات الكحولية في المنشآت الرياضية.

كما أن حفل افتتاح المونديال عبر بشكل واضح عن الهوية الإسلامية، بالإضافة إلى اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية في أزقة "فيفا" والذي جاء نتاج تنظيم قطر للمونديال، وكذلك الأغاني التي شكلت ألبوم المونديال وعبرت عن الموسيقية العربية والقطرية على وجه التحديد، وفقا للنعمة.

وشدد النعمة على أن قطر أصبحت خيارا تلقائيا لكل من يريد أن ينظم بطولة ناجحة سواء في كرة القدم أو غيرها، حيث يتم اللجوء إليها لتنظيم بطولات قد تعتذر عنها دول أخرى، فالقدرات البشرية والخبرات المتراكمة وعلاوة على البنية التحتية المتميزة والنموذج المتفرد الذي دأبت قطر على تقديمه بنجاح، يجعلها في مصاف الدول القادرة على تنظيم ليس فقط الأحداث الرياضية وإنما الأحداث والفعاليات الكبرى.

النعمة يعتبر أن مونديال قطر أسهم في تعريف العالم بالثقافة العربية والدين الإسلامي (الجزيرة) وجهة سياحية

وخلق المونديال من قطر وجهة سياحية مميزة ومفضلة لدى الجميع، حيث إن الكثيرين من جماهير المونديال عادوا إلى الدوحة من جديد في ظل توافر المناطق السياحية والوجهات المختلفة، فضلا عن الإرث البشري في ظل تفجر الطاقات البشرية سواء من القطريين أو المقيمين في قطر مما تسفيد منه الدولة في كافة المجالات.

بدوره، أكد مدير الإعلام المحلي والإقليمي في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، محمد الخنجي أن مكتسبات مونديال قطر كثيرة جدا، خاصة أن البطولة جعلت من قطر إحدى الوجهات السياحية والرياضية التي يثق المجتمع الدولي فيها بشكل كبير في استضافة مختلف الأحداث الرياضية.

وقال الخنجي في حديث للجزيرة نت إن الإرث الرياضي يتمثل في المنشآت الرياضية وملاعب المونديال بهويتها العربية والقطرية التي ستسهم في تنظيم العديد من البطولات مستقبلا، وعلى رأسها بطولة الأمم الآسيوية المقررة في يناير/كانون الثاني المقبل.

الخنجي: النجاح التنظيمي للمونديال أسهم في تثبيت مكانة قطر دوليا (غيتي إيميجز)

وأضاف أن المونديال أسهم في تسريع وتيرة إنجاز رؤية قطر 2030، حيث تم اختصار الكثير من مشاريع هذه الرؤية لتكون جاهزة قبل البطولة، ومنها البنية التحتية التي شهدتها الدولة في الفترة الأخيرة، ووسائل النقل والمواصلات التي تشكلت وتنوعت خلال المونديال وأصبحت الآن إرثا مستداما يستخدمه كل من يأتي أو يعيش في دولة قطر، وكذلك للأجيال المقبلة.

وأوضح أن من إرث المونديال أيضا تعريف العالم بالصورة الحقيقية للثقافة العربية والقطرية وسماحة الدين الإسلام، في ظل اهتمام الكثير من الجماهير بالتعرف على هذه الثقافة والتفاعل معها سواء في الملاعب أو مناطق الجماهير.

واعتبر الخنجي أن ثقة المجتمع الدولي في استضافة قطر للأحداث الرياضية الكبرى هي ثقة قائمة منذ زمن، وتولدت بعد استضافة العديد من الأحداث الرياضية الكبرى، مثل أسياد 2006، ومونديال اليد، ومونديال ألعاب القوى، وغيرها من الأحداث، وذلك في ظل توفر المنشآت الرياضية، ولكنه شدد على أن النجاح التنظيمي أسهم في تثبيت مكانة قطر دوليا، وهو ما ظهر في فوزها باستضافة كأس العالم لكرة السلة 2027، وأسياد 2030.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: موندیال قطر دولة قطر أسهم فی

إقرأ أيضاً:

هالاند يتفوق على 18 فريقاً في «مونديال الأندية»!

 
معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة كلوب يساعد ريال مدريد في صفقة أرنولد! ألونسو يحدد موقفه من تدريب ريال مدريد


تُقام كأس العالم للأندية بشكلها الجديد في يونيو المقبل، وتضم 32 فريقاً من 6 قارات سعياً للحصول على لقب أفضل نادٍ في العالم، ويبلغ جوائز البطولة 930 مليون يورو.
ويُعد التفاوت بين القيم السوقية لتشكيلة الأندية المتنافسة في كأس العالم هذا الموسم ضخماً للغاية، حيث تبلغ القيمة السوقية لإيرلينج هالاند لاعب مانشستر سيتي «200 مليون يورو»، وبمفرده أكثر من 18 فريقاً في المسابقة.
ويتصدر «مان سيتي» قائمة الأندية المشاركة في كأس العالم الأولى حسب قيمة الفريق، بقيمة 1.31 مليار يورو، وفي المركز الثاني ريال مدريد بقيمة تشكيلته 1.27 مليار يورو، ويحتل المركز الثالث باريس سان جيرمان «924 مليون يورو»، بينما يحتل تشيلسي المركز الرابع «922 مليون يورو».
ويكمل بايرن ميونيخ المراكز الخمسة الأولى بقيمة 856 مليون يورو، ويحتل إنتر ميلان «664 مليون يورو» المركز السادس، ويليه يوفنتوس «623 مليون يورو»، وأتلتيكو مدريد «516 مليون يورو» وبوروسيا دورتموند «473 مليون يورو»، وبنفيكا «339 مليون يورو»، وبورتو «303 ملايين يورو».
وتظهر أميركا الجنوبية مع بالميراس البرازيلي، وهو أعلى فريق من القارة في المركز الثاني عشر بقيمة 228 مليون يورو، ويحتل فلامنجو «201 مليون يورو» المركز الثالث عشر، ويأتي أول فريق آسيوي في الدوري السعودي، الهلال «180 مليون يورو» في المركز الرابع عشر. 
ويحتل سالزبورج «149 مليون يورو» بالمركز الخامس عشر، بينما يحتل بوتافوجو «119 مليون يورو» المركز السادس عشر، ويحتل ريفر بليت الأرجنتيني «113 مليون يورو» المركز السابع عشر، ويتبعه غريمه اللدود في بوينس أيرس، بوكا جونيورز «84 مليون يورو» في المركز الثامن عشر، ويُعد الفريق المكسيكي مونتيري «79 مليون يورو» أول فريق من أميركا الشمالية في القائمة في المركز التاسع عشر، ويتبعه إنتر ميامي «73 مليون يورو» في المركز العشرين.
ويأتي فلومينينسي البرازيلي «67 مليون يورو»، والنادي المكسيكي باتشوكا «48 مليون يورو»، والعين الإماراتي «45 مليون يورو»، والفريق الجنوب أفريقي ماميلودي صن داونز «35 مليون يورو»، والأهلي المصري «34 مليون يورو»، والفريق الياباني أوراوا ريد دايموندز «22 مليون يورو»، والترجي التونسي «20 مليون يورو»، وأولسان الكوري الجنوبي «17 مليون يورو»، مع استكمال الوداد المغربي «16 مليون يورو»، وأوكلاند سيتي النيوزيلندي «5 ملايين يورو».

مقالات مشابهة

  • العراق ينظم البطولة العربية للكيوكوشنكاي
  • التلفزيون الإسباني الرسمي RTVE يحصل على حقوق نقل مونديال 2026
  • هل يظهر كريستيانو بجانب ميسي في مونديال الأندية؟
  • وصمة عار.. ليون المكسيكي يطالب بإعادة النظر باستبعاده من مونديال الأندية
  • ليون يطالب «الفيفا» بإعادة النظر في قرار الاستبعاد من المونديال!
  • بعد استبعاده من مونديال الأندية.. خاميس يوجه رسالة للفيفا
  • ليون يطالب "فيفا" بإعادة النظر في استبعاده من مونديال الأندية
  • الأخضر يستعد لتصفيات المونديال والكأس الذهبية بمعسكر واحد
  • المحكمة الرياضية تنظر في استئناف لاعبي أوروجواي الموقوفين
  • هالاند يتفوق على 18 فريقاً في «مونديال الأندية»!