سودانايل:
2024-12-27@07:09:39 GMT

الاتحادي والأمة وبناء علاقات على التناقض

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

أن بناء علاقات حوارية بين القوى السياسية خلال الظرف الحرج الذي يمر به السودان مسألة طيبة و مقبولة، باعتبار أن الحوار يعد واحدا من أهم ألية بناء الثقة بين الكيانات السياسية المختلفة، و إذا كانت هناك خلافات جوهرية بين المتحاورين، من الأفضل أن يقدم كل جانب فكرته بشكل متكامل للحوار، حتى يتبين أين المشتركات و أين يكمن الخلاف، و يضا سوف يتبين إذا كان هناك أملا في الوصول لاتفاق مشترك، و لكن دون تقديم أي أجندة محورية للحوار من قبل الطرفين، يصبح اللقاء علاقات عامة، ربما يكون الهدف؛ أن كل جانب يريد أن جس نبض الأخر.

و هنا سيظل الخلاف قائما، و لا يحدث أي جديد في العلاقات. و يخرج بيان اللقاء يعبر عن عموميات لا تؤثر في مجريات الأحداث.
جاء في الخبر (عقدت في القاهرة يوم 19\11\ 2023م مباحثات بين نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل جعفر الميرغني، ونائبة رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي ناقشت وجهات النظر المتعلقة بالوضع السياسي الراهن وملف الحرب وتداعياتها ودور الحركة السياسية والقوى المدنية في هذه المرحلة) أن اللقاء بين الحزبين التقليدين مسألة مهمة، خاصة أن الحزبين التاريخين يملكان قواعد اجتماعية عريضة في كل مناطق السودان، و اللقاءات بينهما تاريخيا كان لها صدى كبيرا،في الساحة السياسية لأنها كانت تحدث تغييرا في مجريات العمل السياسي و الأحداث في ذلك الوقت. و يصبح السؤال هل الحزبان مايزالان يتمتعان بذات القدرة ذات الأثر الكبير في المجتمع، أم أن التغييرات الديمغرافية و التطور الذي حدث في وسائل الاتصال الاجتماعي و انتشار رقعة التعليم، و التي جعلت الشباب الأكثر أثرا و تأثيرا في مجريات الأحداث قد غيرت تلك المعادلة؟ خاصة أن الحزبين يشهدان حالة من التشظي بين مكوناتهما، حيث هناك العديد من المكونات الاتحادية في الساحة السياسية لا رابط بينهما، و أيضا هناك العديد من المكونات لحزب الأمة في الساحة السياسية و بينهما خلافات جوهرية في التعاطي مع الأحداث و خاصة الحرب الدائرة.
يقول البيان الذي صدر عقب المحادثات (اتفق الطرفان على العمل المشترك لإيقاف الحرب وإنهاء القتال بين أبناء الوطن الواحد. و العمل من أجل تكوين لجنة مشتركة للعمل على إيصال المساعدات الإنسانية والاحتياجات الضرورية للنازحين واللاجئين تداركا للكارثة الإنسانية التي خلفها النزاع. وجدد الحزبان دعمها لمنبر جدة الرامي لوقف القتال وجهود الإتحاد الأفريقي والإيقاد ومبادرة دول الجوار وحثا على ضرورة التنسيق بينهم) أن القضايا التي اتفقا عليها الحزبان تعتبر قضايا عامة لم تسبر غور المشكل،لذلك لن تحدث أي متغيرات في المواقف و في الساحة السياسية، لأنها لا تحمل أي رؤية جديدة. ربما تكون نقطة " العمل من أجل إقاف الحرب" هي التي تحمل المضمون الأعمق في ذلك، إلا إنها تعتبر إشارة فقط دون أن تقدم أي فكرة جديدة؛ تطرح تساؤلات مغايرة عن الموجودة الآن في الساحة السياسية. خاصة أن الاتحادي الديمقراطي الأصل يقف مع الجيش، و هو محكوم بإدارة الصراع التي ينتهجها الجيش، و حزب الأمة يقف في الاتجاه المضاد تماما لذلك، و لم يقدم الطرفان أي رؤية تحرك الساكن من أجل تضيق المسافة بينهما، كما أن الخلافات الدائرة داخل كل حزب بسبب الحرب الدائرة، لا تساعد الحزبين على طرح قضايا تقود لحوار جاد يتناول كل الخلافات بصورة أعمق.
كان المتوقع بعد الثورة أن تلتقى الأحزاب التقليدية باعتبار ها قد مرت بعدد من التجارب التي فشلت أن تؤسس نظاما ديمقراطيا قابلا على الاستمرار و مواجهة التحديات، لكن الأحزاب نفسها كانت و ماتزال تعاني من إشكاليات تنظيمية و فكرية، فكانت حركة الشباب خارج المنظومات الحزبية أكثر فاعلية و تقدما من الأحزاب في شعاراتهم و رؤاهم لمستقبل العمل السياسي، بينما كانت الأحزاب تصب جل أهتمامها على السلطة، و ظهر ذلك جليا عندما عجزت جميعها أن تقدم مشاريعها السياسية لمستقبل الدولة، أو رؤيتها لكيفية أن تحدث عملية التحول الديمقراطي. الأمر الذي يؤكد غياب المفكرين داخل هذه الأحزاب، التي تتعامل في السياسة كما يقول مهدي عامل " بجدل السياسة اليومي" أي تغرق في الأحداث التي تتولد يوميا دون رؤى بالخروج من شرنقة الأزمة، فالذي يغرق في جدل الأحداث اليومي لا يملك رؤى للمستقبل.
أن الحزبين الاتحادي الأصل و حزب الأمة لا يملكان أي تصور يمكن أن يؤدي لوقف الحرب، و يساعد على عملية التحول الديمقراطي. لآن عملية وقف الحرب و التحول الديمقراطي لا تتأسسان بالشعارات، و لا بالجدل حول الوصول للسلطة، لآن جدل السلطة يعني مزيد من التشرزم و الصراع، لأنه مبني على مصالح ضيقة، إذا كانت حزبية أو فردية، و مصالح الوطن و المواطن تؤسس على الأفكار، لآن الأفكار وحدها هي التي تساعد على التغيير، أي أن تضخ أكبر كمية من الأفكار في الساحة السياسية لكي تقود لحوار وطني، مهمة الحوار أن يضعف مسألة الغلو و الشطط و يبني قاعدة للثقة بين الجميع، هو الطريق الوحيد الذي يؤسس لدولة جديدة، هذا العمل يحتاج لتجرد و إرادة، و العمل فيه يجب أن يؤسس على المعرفة و ليس المراوغة. فهل يستطيع الحزبان الخروج من دائرة العلاقات العامة، و يقدمان أفكارا ناضجة لكي تؤسس عملا سياسيا جديدا يؤدي لطريقة تفكير جديدة تقود لمشتركات؟ هذا هو التحدي ليس أما الاتحادي و الأمة و أيضا معهما الأحزاب الأخرى بكل مدارسها الفكرية.. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی الساحة السیاسیة حزب الأمة

إقرأ أيضاً:

تحالف الأحزاب يدعو المصريين للاصطفاف خلف القيادة السياسية وتوحيد الجهود الحزبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اجتمع تحالف الأحزاب المصرية، الذي ينضوي تحت لوائه 42 حزبا سياسيا، مساء اليوم، الأربعاء، بحضور رؤساء أحزاب التحالف، متضمنا جدول أعمال يتعلق وطبيعة التطورات الأخيرة التي تمر بها المنطقة والتحديات التي تواجه الدولة المصرية وكيفية مواجهة الآلة الكاذبة التي تروجها جماعات أهل الشر ضد مصر ومكتسباتها، كما احتفى التحالف، كذلك، بمرور 8 سنوات على إنشائه.

وبدأ النائب تيسير مطر، الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية ورئيس حزب إرادة جيل، الاجتماع، بتهنئة أعضاء التحالف بمرور 8 سنوات على التحالف، مؤكدا أنه لم يشهد على مدار التاريخ أن يجتمع هذا العدد من الأحزاب من كافة الأطياف السياسية داخل كيان واحد طيلة هذه السنوات بل ويزداد أعداد الأحزاب الراغبة في الانضمام للتحالف الذي يتحول بمرور الوقت إلى تحالف أسري أكثر منه تحالفا سياسيا، مؤكدا أن التحالف يستهدف خدمة الدولة ومساندة القيادة السياسية وكافة مؤسسات الدولة المصرية.

وأضاف النائب تيسير مطر، أن هذه الفترة تقتضي بذل كل الجهد من كافة المنشغلين بالعمل العام والعمل السياسي ومن كافة المصريين، لمساندة الدولة ودعمها لتجاوز التحديات التي تواجهها وكذلك المخاطر التي تتعرض لها مصر، على وقع المتغيرات العالمية والإقليمية.

وقال أمين عام تحالف الأحزاب المصرية: إن الأزمة تظهر معادن الرجال وعلينا جميعا في هذا التوقيت أن يظهر المعدن المصري الأصيل بمختلف فئاته، موجها حديثه الرؤساء الأحزاب قائلا: الفترة المقبلة لا تحتمل السكون أو السكوت والمشاهدة لكن لا بد أن يكون لنا رد فعل واضح وصريح ولنسمع العالم كله أننا خلف دولتنا وداعمين لقيادتنا ولا حياد في هذه المواقف.

كما أكد كمال حسانين رئيس حزب الريادة، أمين تنظيم تحالف الأحزاب المصرية، أن التحالف جزء هام من المكون السياسي المصري وتوجهه واضح وأجندته الوطنية لدعم الدولة بكافة أحزابه لا يختلف عليها إثنان، وسنستكمل دورنا الوطني بالدفاع عن هذا الوطن ضد كافة المخططات التي تحاك ضده.

بدوره، دعا المستشار جمال التهامي رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة، أحزاب التحالف بضرورة انتشار الحملات التوعوية والوصول إلى المواطن في كل بقعة من بقاع مصر لتوضيح الحقائق والرد على الشائعات التي تثار داخل الدولة المصرية وتستهدف النيل منها.

من جانبه، أشار الدكتور محمد أبوالعلا، رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري، إلى أن الفوضى التي تتم على مواقع التواصل الاجتماعي لابد من مواجهتها واستخدام كافة الوسائل الحديثة لشل كل التحركات التي تقوم بها كافة الكتائب الاليكترونية لجماعة الإخوان، في وقت يترصدون فيه لمصر في ظل وجود قيادة سياسية قوية تبني دولة وتعالج أزمات عقود.

في سياق متصل، رحب المهندس أسامة الشاهد، رئيس حزب الحركة الوطنية، الذي يشارك للمرة الأولى عقب فوزه بالتزكية رئيسا للحزب، بالجهود الوطنية التي يقودها تحالف الأحزاب المصرية بقيادة النائب تيسير مطر، مؤكدا دعم كافة تلك الجهود واستكمال الدور الوطني الداعم للقيادة السياسية والدولة المصرية وبذل الغالي والنفيس سبيلا ليظل هذا الوطن شامخا ودحض تلك الادعاءات الكاذبة التي يشنها المغرضون.

كما أكد الكاتب الصحفي طارق درويش، رئيس حزب الأحرار الاشتراكيين، على ضرورة توحيد الجهود الحزبية وحان الوقت أن ينهض الجميع انتصارا لمصر الكبيرة، الدولة الأكبر والأقوى في المنطقة في وقت تحاول الجماعة الإرهابية الخروج برأسها العفن على حساب الوطن والشعب المصري، فهذه الجماعة لا تستهدف فقط تشويه صورة الإنجازات التي تحققت في عهد الرئيس السيسي وإنما تستهدف النيل من المصريين أنفسهم كما استهدفتهم سابقا عبر استهداف أبناء الوطن ورأينا كيف ضحى المصريون بأبنائهم الذين راحوا ضحية الغدر والإرهاب، ومع ذلك فشلوا في ردع المصريين أو محاولة تحقيق فجوة ثقة بين الشعب وقيادته، لكنهم فشلوا أيضا.

كما حذر المستشار خالد فؤاد، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، الشباب المصري من الانسياق وراء تلك الشائعات التي تستهدف استقطابهم بهدف انخفاض نسب الوعي بين الشباب استغلالا لصغر سنهم، مطالبا الأحزاب جميع الأحزاب بضرورة تنظيم دورات تدريبية خلال الفترة المقبلة، لزيادة نسب الوعي بين الفئة الأكبر بين المصريين والتي تبلغ نحو 65%.

مقالات مشابهة

  • دور الأحزاب في التوعية السياسية .. ندوة بـ الحرية المصري
  • «الحرية المصري» ينظم ندوة عن دور الأحزاب في التوعية السياسية
  • الساحة اللبنانية… ثوابت تحدّد شكل المرحلة المقبلة
  • عام الأحداث السياسية الكبرى.. موريتانيا في قلب الاستقطاب الدولي
  • تحالف الأحزاب يدعو لاصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية في مواجهة التحديات
  • تحالف الأحزاب يدعو لاصطفاف المصريين وتوحيد الجهود خلف القيادة السياسية
  • تحالف الأحزاب يدعو المصريين للاصطفاف خلف القيادة السياسية وتوحيد الجهود الحزبية
  • حظر تجوال في حمص على خلفية الأحداث التي أعقبت أنباء عن حرق مقام الخصيبي
  • الأحزاب السياسية الأردنية: تجديد النخب والديمقراطية الداخلية لاستعادة الحيوية
  • رئيس "المستقلين الجدد" يوضح دور الأحزاب السياسية في دعم القضية الفلسطينية