في ذكري الخليفة الصامد ميرغني بركات

اليوم ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٣م
الذكري الاولي لرحيل اعز الناس الي قلوبنا .
رحم الله الانسان المتميز والاتحادي الراقي والنبيل والرمز الوطني النزيه الخليفة ميرغني محمد سعيد بركات.
وهنا وفي ذكري رحيله الاولي فانني لم اجد كلمات في رثائه غير تلك التي كتبناها بعد شهر من رحيله وبماتحمله من بشارات ذكرناها في الرثاء ..

وقد قلنا فيها:
وانقضت ثلاثون يوما لرحيل جميل الصفات الخليفة ميرغني بركات.
فكان العشرين من نوفمبر ٢٠٢٢ يوما كئيبا العشرين .. كان الحزن فيه قد سيطر علي كل أحاسيسنا فلم نفق من الصدمة إلا بعد ان اودعنا جسده الطاهر داخل ثري مقبرة ضريح السيد عبدالله المحجوب بالقرب من مقامه بحلة خوجلي بالخرطوم بحري والذي أعاد تشييده علي نفقتهم الخاصة الخليفة الراحل واشقائه البررة وهم سند الطريقة الختمية منذ عقود طويلة دون من او أذي او رياء.
فقد سبق لنا ان كتبنا في يوم رحيله اننا قد حدثناه بخبر جميل ومفرح حد الدهشة .. فكان رد الخليفة لنا بأن هذا الامر تذبح له الذبائح .. وقد اوصاني ألا اخبر احدا .. ففعلت.
وقد ذبح الذبائح قربانا .
وها انذا اوفي بوعدي ولكنني الآن ابوح بالخبر بعد رحيله .. رحيل اصدق الاعزاء في الحزب والطريقة والحياة العامة الخليفة ميرغني محمد سعيد بركات.
فقد اخبرته هاتفيا قبل اسابيع محدودة من رحيله المفاجيء وذلك عقب صلاة الفجر مباشرة بأنني قد رأيت الحبيب المصطفي عليه افضل الصلاة واتم التسليم في المنام وقد زارني قبل الفجر وبدأ لي بكامل هيئته الكريمة خارج سور المسجد من الناحية الشرقية .. وكنت اقف اتبادل الحديث مع الخليفة ميرغني بركات .. فقلت للخليفة : ذاك رسول الله يؤشر لنا بيده وتصحبها ابتسامة عريضة وقد كان طلق المحيا بالثوب الابيض والعمامة البيضاء .. وفي المنام اصابتني الدهشة وتسمرت في مكاني .. غير ان الخليفة ميرغني قال لي بانه ذاهب اليه .. فذهب .. وهنا نبهني الهاتف الذي اضعه في التربيزة بجانبي معلنا ميقات صلاة الفجر . فصحوت وذهب الحلم .. نعم صحوت وقد كنت فرحا جدا وبمعنويات عالية كانت تعانق السماء.
وعقب رجوعي من المسجد اتصلت بالخليفة ميرغني ووجدته مستيقظا .. وقد ظن ان هذا الاتصال المبكر بعد الصلاة وهو دائما يرد علينا بعبارة لا يتخطاها( عليكم السلام استاذنا الباشا ) خير ان شاء الله .
فاخبرته بالرؤيا في المنام بهذه التفاصيل .. فردد: الله اكبر الله اكبر الله اكبر ... هذه الرؤيا تذبح لها الذبائح يا باشا .. وارجو الا تخبر احدا . واضاف( بشرانا يا استاذ صلاح ) .
وعند سؤالي سؤالا عابرا للمتفقهين اكثر مني: هل يأتي رسولنا في المنام لزيارة احد؟ كلهم اجمعوا بان الشيطان لا يتلبس في هيئة حبيبنا المصطفي .. وقد قيل ان الحبيب قال ان من رآني في المنام فقد زارني.( صلي الله عليه وسلم ) .
والآن قد صعدت روح فقيدنا الخليفة بركات الي الرفيق الاعلي ونحسب انه في رحاب الحبيب المصطفي عليه افضل الصلاة واتم التسليم.. ونحن لاحقون به طال الزمان أم قصر.
ولعل ما يحيرني ويحير العديد من اهل الطريقة والقيادات اللصيقة بالسيد رئيس الحزب ونائبه .. كيف يتجاوزون في تعييناتهم الحزبية هذا الانسان الذي ظل هو واخوته الاماجد يخدمون الحزب والطريقة الختمية بلا من او اذي او ظهور كما يفعل البعض .. كيف يستكثرون عليه مقعد مساعد رئيس ان لم يكن نائبا للرئيس وقد ظل هو مرجعيتنا وسندنا والدينمو المحرك للحزب في غياب قيادته خارج الوطن عدة مرات شارفت الثلاثين عام متقطعة .
ويكفي مواقفه الوطنية النبيلة في اصطفافه مع جماهير الحزب حين رفض المشاركة الهزيلة الكئيبة للحزب مع النظام الدموي اللصوصي الباطش .. وقد ظل يفتح داره العامرة بام بدة لقيام عدة اجتماعات ومؤتمرات استثنائية للحفاظ علي وحدة قيادات الحزب وجماهيره الوفية برغم خاصية الشتات التي مزقت الحزب تمزيقا لا تخطئه العين . ولكن كل ذلك لم يحرك في المختطفين ساكنا . فقد ظلت مواقفهم الهزيلة( الباردة) تواصل طعنها في خاصرة حزب الحركة الوطنية باستمرار وبتكتل غريب لم يشهده الحزب من قبل لكل من يعارض خطهم البئيس الذي جعل الحزب في مؤخرة الساحة السياسية بل مصدر سخرية وتندر مستمر .. حتي اصبحت الروح القبلية العنصرية هي التي تطغي علي ملامحه وتحتكره .. فغادره الناس الي كيانات اخري او انزووا وقوفا علي الرصيف.
وقريبا جدا سيأتي صندوق الانتخابات طال الزمان ام قصر ولن يجدوا ما يقولونه للجماهير من مواقف وطنية قوية .. فيسقطون سقوطا مدويا لن يستيقظوا بعده مدي الدهر.
فشعبنا لماح ويفهم كل مجريات الاحداث .. فهو شعب ( تفتيحة) مثلما ظللنا نردد في كل مرة.
فالمكر السيء يمحق بأهله.
ورحم الله الخليفة النبيل والمدهش ميرغني محمد سعيد بركات . وطرح البركة في ذريته واخوانه واهل بيته ليسيروا في ذات النهج الشريف والشفاف والعالي المقام .
وسأظل علي المستوي الشخصي افتقده ...
إلي اللقاء الي ان نلحق به.
ولكل اجل كتاب.

bashco1950@gmail.com  

المصدر: سودانايل