أطفال اليمن بين نار الأمراض وجحيم الأخطاء الطبية! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
يمن مونيتور/إفتخار عبده
عندما يصيب المرض طفلك الصغير، تشعر بالوجع أكثر منه فتأخذه إلى المستشفى على أمل أن يتم شفاؤه ويعود إليك بالسلامة والعافية، يمارس حياته بشكل طبيعي كما كان؛ أوليس الدواء- بعد الله- في يد الأطباء؟ لكن ما يحدث اليوم في اليمن يبدو عكس ذلك تماما- لدى الكثير-.
كثرت الأخطاء الطبية في المستشفيات اليمنية في زمن الحرب وضحايا هذه الأخطاء كثر من بينهم الأطفال، الذين لم يعرفوا الحياة بعد، وليسوا قادرين على تحمل أوجاع أكبر من أحجامهم وأعمارهم.
تتوزع هذه الأخطاء بين تشخيص خاطئ أو مجارحة ليست بالشكل الصحيح أو تركيب فراشة، أو وضع حقنة، أو نقل دم دون التأكد من نوع الفصيلة؛ الأمر الذي أصبح مخيفا لعامة الشعب، فلم تعد المستشفيات آمنة وبوابة للشفاء- في وجهة نظر الكثير-؛ بل أصبحت بوابة للمآسي والأوجاع بدلا من ذلك.
ويصرف الكثير من الناس اليوم نظرهم عن الذهاب للمستشفيات خوفا من أن تكون زيارتهم لها تزيد من حدة المرض أو تضيف مرضا آخرا، فيلجؤون إما للطب البديل أو يتحلون بالصبر الجميل.
أخطاء طبية توصل للموت
يفارق الكثير من الأطفال حياتهم بعد دخولهم المستشفيات وتلقيهم العلاج على الرغم من أن مرضهم لم يكن خطرا يؤدي إلى الموت، والمؤسف أن هذا الموت جاء نتيجة خطأ طبي من طبيب مختص أو ممرض بدأ يمارس عمله بيدين مرتعشتين وقلة في الخبرة والعلم.
الطفل أرسلان (9 أشهر) ابن لأحد النازحين في محافظة مأرب، فقد حياته إثر خطأ طبي كان سببه تركيب فراشة في رجله، يقول صدام محمد ” أبو أرسلان” أصيب ابني بإسهال والتهاب ناتج عن نزلة برد، قمت بإسعافه إلى مستشفى الهيئة في محافظة مأرب، لكي يتعافى من مرضه، فوضع الممرضين فراشة في رجل صغيري لتزويده بالمغذيات من خلالها، لكن هذه الفراشة كانت السبب في فقدان حياة صغيري “.
وأضاف ل” يمن مونيتور “عرضت الطفل على أحد الأطباء فرأى رجله المتورمة ورفض استلام الحالة مشيرا لي بنقله إلى العناية المركزة، ونقلته إليها آملا بالشفاء لكن دون جدوى من ذلك”.
وأردف “كان طفلي كلما مضى الوقت يصيح من رجله كثيرا، ويتحول لون رجله إلى الأسود مع الورم والانتفاخ، هذا اللون يصعد نحو ساقه كل يوم بشكل أكبر”.
وتابع “بعدما أدخل للعناية رفض الأطباء أن أزوره أنا أو أمه، بقي هناك مدة تسعة أيام آخذ أخباره من الممرضين والأطباء فقط”.
وواصل “أخبرني الأطباء- حينها- بأن أوقع على ورقة كتب فيها أن يتم بتر رجل الصغير لإنقاذ حياته لأنه أصيب ب” الغرغرينة “حسب قولهم، وقعت على تلك الورقة، لكن طفلي أهمل حتى فارق الحياة”.
أمراض مزمنة
قد تكون زيارة المستشفى زيادة في المرض لا شفاء منه، وخصوصا عندما يتقدم بعض الأطباء لممارسة أعمال خارجة عن تخصصاتهم، يقع ضحيتها المريض الذي لا حول له ولا قوة.
أصالة شائف (13 عاما) تسكن في مديرية خدير محافظة تعز، قبل ثمانية أشهر أصيبت بورم في كتفها الأيسر فأخذها والدها إلى إحدى العيادات الخاصة في مفرق ماوية “منطقة الحوبان” هناك قام الطبيب “صاحب العيادة” بإزالة الورم دون إجراء أي فحوصات لازمة؛ الأمر الذي أدى إلى انتشار الورم في يد الصغيرة بشكل مقلق.
بعدما وقع الفأس في الرأس اتضح لأهل الطفلة أن الطبيب الذي أجرى العملية لها تخصصه في الأصل في العظام وليس في الأورام، فقام والدها بالسفر بها إلى مستشفى الجمهوري في صنعاء باحثا عن سبيل لإعادة الحياة لصغيرته بشكل أفضل.
يقول شائف ل “يمن مونيتور” أخبرني الأطباء في صنعاء أن الورم ينتشر ويبدو أنه ورم سرطاني، وأنه من الضروري أن أذهب إلى مركز الأورام لفحص نوعية الورم، وفعلا ذهبت إلى مركز الأورام فتفاجأت أن ابنتي تعاني من ورم سرطاني “.
وتابع” بعد مرارة الجري والتنقل بين العيادات المستشفيات والمراكز، وصل الأطباء إلى حل وهو أن أسافر بابنتي لعمل عملية في دولة الهند، تكلفة هذه العملية هي 12ألف دولار “.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأخطاء الطبية اليمن اليوم العالمي للطفولة
إقرأ أيضاً:
أكثر من 30 شهيدا بينهم أطفال ونساء في العدوان الأمريكي على اليمن (شاهد)
ارتفع عدد ضحايا العدوان الأمريكي ضد عدة مدن يمنية إلى 31 شهيدا بينهم نساء وأطفال، وأكثر من 20 جريحا، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة جماعة أنصار الله "الحوثي".
وأعلنت جماعة الحوثي، مساء السبت، عن استهداف أمريكي لأطراف مدينة ذمار ومديرية عنس، إضافة إلى حي سكني في العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة شمالي اليمن.
وأدت الضربات على صنعاء إلى سقوط 13 شهيدا و9 جرحى، بحسب وكالة سبأ بنسختها الحوثية.
وفي وقت لاحق، تجددت الغارات ضد صعدة ومأرب، وأعلنت الوكالة "مقتل 4 أطفال وامرأة وإصابة أكثر من 10 بينهم نساء وأطفال في حصيلة أولية لاستهداف الطيران الأمريكي منزلا سكنيا بمنطقة قحزة شمال صعدة ".
وأشارت نقلا عن مصدر أمني مطلع إلى أن الطيران الأمريكي ارتكب مجزرة أخرى بحق مواطنين في مديرية ساقين بصعدة راح ضحيتها قتيل وجريح.
وأدان المصدر "الإجرام الأمريكي السافر والمتعمد في استهداف المنازل والأحياء السكنية، والذي يكشف الصورة الحقيقية لأمريكا ووحشيتها الإجرامية".
???? بالصور | استشهاد 4 أطفال وامرأة وإصابة أكثر من 10 بينهم نساء وأطفال في غارات العدوان الأمريكي البريطاني على منزلين في منطقة #قحزة بمحافظة #صعدة pic.twitter.com/GC0PZjosQo — قناة المسيرة (@TvAlmasirah) March 15, 2025
لا تراجع
بدوره، أعلن المجلس السياسي الأعلى لجماعة "الحوثي" أنه رغم العدوان الأمريكي الوحشي، إلا أن قرار الجماعة باستئناف ضرب سفن الاحتلال لن يتوقف.
وأضاف أن "استهداف المدنيين يثبت العجز الأمريكي، وهذا لن يثنينا عن مساندة غزة بل سيجر الوضع إلى ما هو أشد وأنكى".
وتابع "نطمئن أبناء الشعب اليمني الصامد ونؤكد أن تأديب المعتدين سيتم بصورة احترافية وموجعة
الأمريكي ومعه الكيان الصهيوني سيفشلان ويجران أذيال الخيبة والهزيمة كما حصل خلال معركة طوفان الأقصى".
كما دعا المجلس المجتمع الدولي للقيام بمسئولياته تجاه "الرعونة الأمريكية الإسرائيلية التي سيتأثر منها الجميع".
ومساء السبت، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، شن "سلسلة عمليات شملت ضربات دقيقة ضد أهداف للحوثيين في مختلف أنحاء اليمن".
وعقب الغارات، توعدت جماعة الحوثي بالرد على العدوان، قائلة إنه "لن يمر دون رد".
وفي وقت سابق مساء السبت، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على منصة "تروث سوشال" إنه أمر بتوجيه ضربة عسكرية "حاسمة وقوية" ضد الحوثيين في اليمن، محذرا من أن "الجحيم سيحل عليهم" إذا لم تتوقف الهجمات على السفن".
وهذه أول ضربات على اليمن منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس بغزة في كانون الثاني/ يناير الماضي.
ومساء الأربعاء، أعلنت الجماعة استئناف عملياتها في البحر الأحمر وخليج عدن لحظر حركة الملاحة الإسرائيلية بسبب عدم إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
و"تضامنا مع قطاع غزة" بمواجهة هذه الإبادة، باشرت جماعة الحوثي منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تطاله بصواريخ ومسيّرات.