لوبوان: الشرق الأوسط يمكن أن يشعل الكوكب
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
قالت مجلة لوبوان الفرنسية إن مجلس النواب البلجيكي رفض عرض فيديو في قاعات البرلمان بعنوان "مجازر السابع من أكتوبر/تشرين الأول" حسبما وثقتها السلطات الإسرائيلية، في لفتة نادرة تستحق تسليط الضوء، "لأن إسرائيل حالة خاصة وليست دولة مثل باقي الدول"، ولكن طلب سفيرها اصطدم بخصوم شرسين، فلم يتمكن رئيس البرلمان من الحصول على الإجماع المطلوب بسبب معارضة حزب العمل البلجيكي في أقصى اليسار.
ورغم رفض المجلة هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واعتباره صادما لجزء كبير من سكان الكوكب، فقد رأت -في مقال بقلم جميلة بن حبيب- أن رد الجيش الإسرائيلي جعل الرأي العام أكثر قلقا بشأن مصير الفلسطينيين، وذلك بعد أسابيع من القصف الذي لم يستثن المستشفيات ولا سيارات الإسعاف ولا حتى أماكن اللجوء التابعة للأمم المتحدة.
فقد أصبحت الصور القادمة من غزة للأطفال القتلى والنساء العطشى والجياع لا تطاق، حتى إن كثيرين رأوا في ذلك عملا انتقاميا جماعيا يستهدف السكان المدنيين العزل وشككوا في فعالية الأسلوب الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي، خاصة أن حصيلة القتلى من الصحفيين والعاملين في المجال الإنساني مرتفعة للغاية.
أي مستقبل؟
ومع أنه لا حرب من دون ضحايا، فإن السؤال المطروح اليوم -حسب الكاتبة- هو كم عدد الضحايا الإضافيين المطلوب لتحقيق أهداف الحكومة الإسرائيلية، التي فشلت فشلا ذريعا في حماية سكانها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولأي هدف يتم تفريغ غزة من سكانها، خاصة أن حماس إن هُزمت عسكريا في غزة، ستصبح أكثر قوة في الضفة الغربية حيث السلطة الفلسطينية ضعيفة للغاية.
وقالت إن الضفة الغربية تغلي؛ ففي حين يبتهج المستوطنون وهم ينفذون ما يريدون ويستمتعون بالإفلات من العقاب والانتقام، يُترك الفلسطينيون يواجهون مصيرهم وحدهم ويُطردون من أراضيهم، بينما تتواصل التفجيرات كذلك في لبنان.
ولئن دعت بلجيكا إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وإلى احترام القانون الدولي وإطلاق سراح الرهائن، ولئن ذكّرت وزيرة خارجيتها حاجة لحبيب بمكانة المدنيين في الحروب وبضرورة إعادة إطلاق عملية السلام في أسرع وقت ممكن، فإن جمع كل الخصوم معا حول الطاولة أمر بالغ الصعوبة، خصوصا بعد أن فقدت واشنطن مكانتها بوصفها وسيطا، وفق تعبير الكاتبة.
ورأت بن حبيب أن فقدان واشنطن مصداقيتها في المنطقة بلغ الحد الذي لم يعد فيه أحد على استعداد لـ"اتباع" خريطة طريق ترسمها.
ولذلك، شددت الكاتبة على أهمية الدور الأوروبي دبلوماسيا، ونوهت بمساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يحاول الحفاظ على علاقته مع إسرائيل ومع الدول العربية، ويسعى في الوقت نفسه للتوصل إلى تسوية، إذ فشل رؤساء الدول الأكثر خبرة منه بكثير، وفق رأيها.
وخلصت الكاتبة إلى أن مزيدا من الأصوات ترتفع كل يوم لإدانة تجاوزات إسرائيل، وبالتالي نشهد تحول الصراع إلى قضية سياسية داخلية في أوروبا وكذلك في الولايات المتحدة وكندا، لأن منطقة الشرق الأوسط فريدة من نوعها، وهي منطقة شديدة الحرارة يمكن أن تشعل الكوكب كله، "فهل من سبيل لتجنب هذا المأزق؟" تتساءل الكاتبة في نهاية مقالها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
“بدا وكأن إسرائيل اقتربت من الزوال”.. ما دلالة تصريحات نتنياهو عن 7 أكتوبر؟
#سواليف
اعتبر محللون سياسيون أن #تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو حول الهجوم الذي وقع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي وصف فيها الهجوم بأنه “تهديد وجودي” لإسرائيل، تُعد تحولًا هامًا في الخطاب الرسمي الإسرائيلي، وهو بمثابة اعتراف من نتنياهو بفشل حكومته في التعامل مع الحدث المفاجئ، الذي شكل صدمة كبيرة للدولة العبرية.
وأشار المحللون اليوم السبت، إلى أن هذا الاعتراف “يعكس عمق الأزمة التي واجهتها إسرائيل ويُعتبر نقطة تحول في فهم إسرائيل لأمنها واستراتيجياتها العسكرية، ما يبرز حجم التهديد الذي لحق بالدولة الصهيونية خلال تلك الهجمات”.
تصريح غير مسبوق
مقالات ذات صلة الخبير الفلكي مجاهد: عيد الفطر في الأردن الاثنين 2025/03/29في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث لأول مرة بوضوح عن أن ما جرى في السابع من أكتوبر شكّل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، وهو ما يتناقض مع التقديرات الإسرائيلية السابقة التي سبقت ذلك اليوم”.
وأضاف القرا، أن “أهمية هذا التصريح تكمن في أن نتنياهو يسعى إلى امتصاص موجة الاحتجاجات المستمرة ضده، خاصة فيما يتعلق برفضه الاعتراف بفشله في التعامل مع الأحداث”
وتابع “رغم أنه لا يزال يُلقي باللوم على قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، مدعيًا أنه لم يكن على علم مسبق بما سيحدث، إلا أن آخر اتهاماته شملت رئيس جهاز ” #الشاباك ” رونين بار، زاعمًا أنه كان على علم بهجوم #حماس منذ الساعة الخامسة والنصف صباحًا، أي قبل أقل من ساعة من بدء العملية، وكان بإمكانه اتخاذ إجراءات للتصدي لها جزئيًا على الأقل”.
وأشار القرا إلى أن “التطور الأبرز هو أن نتنياهو بدأ يتحدث عن السابع من أكتوبر باعتباره “فشلًا إسرائيليًا”، وهو أمر لم يكن يصرّح به في السابق؛ إذ كان يصف ما حدث بأنه مجرد “ضربات” تعرضت لها #إسرائيل. أما الآن، فهو يقرّ بوجود تهديد وجودي، ما يحمل دلالات سياسية وعسكرية كبيرة”.
وتساءل القرا: هل سيتجه نتنياهو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية استجابةً للمطالب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف؟ أم أنه سيواصل ربط هذا الملف بنهاية الحرب، مما قد يكون جزءًا من استراتيجيته لإطالة أمدها؟
وأكد القرا أن “هذا الاعتراف الإسرائيلي يعزز رؤية المقاومة والفصائل الفلسطينية، التي اعتبرت أن السابع من أكتوبر كان بمثابة ضربة قاصمة للمشروع الصهيوني في #فلسطين”.
وأضاف أن “التهديد الوجودي الذي واجهته إسرائيل كان من الممكن أن يتفاقم في حال انخراط جبهات أخرى في #المعركة، أو لو قامت المقاومة بدفع المزيد من وحداتها النخبوية إلى عمق الأراضي المحتلة، متجاوزةً نطاق “غلاف غزة”.
وأوضح القرا أن “هدف المقاومة من العملية لم يكن السيطرة الدائمة على المستوطنات، بل كان يتركز على القضاء على (فرقة غزة)، المسؤولة عن إدارة المواقع العسكرية المحيطة بالقطاع، والسيطرة على بعض المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، بهدف أسر جنود وضباط ومستوطني تلك المناطق”.
وختم القرا بقوله، إن “تصريحات نتنياهو الأخيرة تعكس مخاوفه المستمرة من إمكانية تكرار سيناريو السابع من أكتوبر، مع احتمالات تطوره إلى مستوى أكثر خطورة في المستقبل”.
ثغرات خطيرة
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة “الأمة” بغزة، إياد القطراوي، أن تصريح رئيس #حكومة_الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي قال فيه إن السابع من أكتوبر 2023 “بدا وكأن إسرائيل اقتربت من الزوال”، “يعكس حجم الصدمة والخطورة البالغة التي واجهتها إسرائيل خلال تلك الهجمات”.
وأضاف القطراوي، في حديثه لـ”قدس برس”، أن “الهجوم المفاجئ والمعقد الذي نفذته حركة حماس عبر الحدود مع غزة في ذلك اليوم، شكل حدثًا غير متوقع تمامًا، مما أدى إلى حالة من الفوضى والذعر داخل إسرائيل، وجعل نتنياهو يشعر بأنه يواجه تهديدًا وجوديًا حقيقيًا للدولة الصهيونية”.
وأشار إلى أن هذا التصريح “يعكس إدراك نتنياهو بأن إسرائيل تعرضت لأكبر تهديد منذ تأسيسها، حيث كشف الهجوم عن ثغرات خطيرة في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، وأثار تساؤلات عميقة حول قدرة إسرائيل على حماية حدودها وأمن مواطنيها من عمليات مباغتة مماثلة في المستقبل”.
وتابع القطراوي قائلًا: إن تداعيات هذا الهجوم دفعت إسرائيل إلى إعادة تقييم سياساتها الأمنية، ومراجعة استراتيجياتها في التعامل مع قطاع غزة. وما هذه الحرب المسعورة التي تشنها اليوم على غزة، من إبادة بحق الأبرياء وتدمير شامل للحياة، إلا محاولة لرد الصدمة وكسر إرادة الفلسطينيين، التي هزت الوجود الصهيوني وزعزعت قناعته باستمرارية دولته”.
واختتم بالقول: إن تأثير هذه الأحداث على إسرائيل سيكون طويل الأمد، وسيظل كابوسًا يطاردها، إذ تدرك أن أي غفلة أو تقاعس مستقبلي قد يكلفها وجودها ذاته”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الخميس الماضي، إن الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جعل إسرائيل تبدو وكأنها في طريقها للزوال.
وأضاف نتنياهو في كلمة ألقاها خلال مؤتمر حول “معاداة السامية” في #القدس المحتلة، أن الهجوم الذي وصفه بـ”المذبحة” قد فاجأ إسرائيل، مشيرًا إلى أن العديد من الناس ظنوا أن الدولة اليهودية ما هي إلا “بيت عنكبوت هش”.
وسبق أن ألقى مسؤولون في حكومة نتنياهو اللوم على “الشاباك” في الإخفاقات التي أدت إلى مقتل مئات الإسرائيليين وأسر العشرات خلال الهجوم.
واتخذت الحكومة الإسرائلية الأسبوع الماضي قراراً بالإجماع، يقضي بإقالة رئيس الجهاز رونين بار، في خطوة أثارت انتقادات واسعة، فيما أعلنت المحكمة العليا الإسرائيلية تعليق القرار في انتظار مراجعة الاستئنافات التي قدمت إليها ضد عزله.