خطر متصاعد.. أمريكا وإيران تدخلان مرحلة جديدة من حرب الظل
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
من أبرز المخاوف التي أحاطت بالحرب في غزة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية، القلق من اتساع الصراع وانضمام جبهات جديدة إلى الحرب.
واتساع الصراع يعني على وجه التحديد، انضمام جبهات مدعومة من إيران إلى المعركة.ويشير تقرير لشانون فافرا في "ذا دايلي بيست" إلى أن اتساع الصراع دخل مرحلة الخطر بين واشنطن وطهران في ظل ارتفاع وتيرة التصعيد بين الوكلاء.
ويذكر التقرير، أن موجة الهجمات والهجمات المضادة بين الجماعات المرتبطة بالولايات المتحدة وإيران تهدد بالتحول إلى أزمة شاملة
وتضرب الولايات المتحدة المتشددين المرتبطين بإيران بعد هجمات على أهداف أمريكية في الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة، حيث نفذت القوات الأمريكية عدة ضربات انتقامية تهدد بحرب أوسع نطاقاً. ضربات غير ناجحة
ورغم أن الولايات المتحدة تقول، إن العمليات تهدف إلى ردع المزيد من الهجمات ضد قواتها في المنطقة، إلا أن الضربات الانتقامية لم تكن ناجحة تماماً. وفي يوم الجمعة فقط، تحملت القواعد العسكرية الأمريكية وطأة ثلاث هجمات في العراق وسوريا، وفق تقرير لوكالة أسوشييتد برس.
وأثارت الاشتباكات المستمرة مخاوف من تصعيد الولايات المتحدة عن غير قصد، أوسع نطاقاً، على عكس الهدف المقصود المتمثل في ردع الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة.
ورغم تمكن الولايات المتحدة من شن هجوم مضاد دون رد فعل تصعيدي هائل من إيران حتى الآن، فإن الهجمات ذهاباً وإياباً، والهجمات المستمرة ضد القوات الأمريكية في المنطقة، تمهد الطريق لحوادث محتملة وسوء تفسير.
ووفق قول بريان فينوكين، الذي عمل سابقاً في مكتب المستشار القانوني بوزارة الخارجية، حيث قدم المشورة حول القضايا القانونية والسياسية لمكافحة الإرهاب واستخدام القوة العسكرية، والذي يشغل الآن منصب كبير مستشاري البرنامج الأمريكي لمجموعة الأزمات الدولية، لصحيفة ديلي بيست: "هناك مجال كبير لسوء التقدير أو حادث لمؤسف من الجانبين".
Since mid-October, U.S. forces in Iraq and Syria have been targeted upwards of 40 times by what the Pentagon describes as “Iranian proxy groups.” https://t.co/IID8tAN0AL
— War on the Rocks (@WarOnTheRocks) November 17, 2023ويضيف "إذا قُتل عناصر من الخدمة الأمريكية في هجوم لا قدر الله، فقد تشعر الولايات المتحدة بأن عليها تكثيف ردها بشكل أكبر، وربما يشمل ذلك استهداف عناصر الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر، وهو ما لم تفعله الإدارة حتى الآن".
منع امتداد الحربأحد الأهداف المعلنة لهجمات إدارة بايدن على الأهداف المرتبطة بإيران، هو منع امتداد الحرب الإسرائيلية ضد غزة.
وقال وزير الدفاع لويد أوستن في بيان يوم الأحد: "ليست لدى الرئيس أولوية أعلى من سلامة الأمريكيين، ووجه بالتحرك اليوم لتوضيح أن الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها ورعاياها ومصالحها".
ظل المسؤولون الأمريكيون يدعون إيران ووكلائها منذ أسابيع للابتعاد عن الحرب الإسرائيلية ضد غزة.
ومع ذلك، تشن القوات المرتبطة بإيران هجمات ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق يومياً تقريباً منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
واضطرت سفينة حربية أمريكية إلى تدمير عدة صواريخ وطائرات دون طيار أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران، من اليمن، في الشهر الماضي.
وقال الحوثيون المدعومون من إيران يوم الثلاثاء إنهم أطلقوا صواريخ باليستية على أهداف إسرائيلية.
ومن وجهة نظر فينوكين، من غير المرجح أن تسعى الولايات المتحدة أو إيران إلى حرب أوسع نطاقاً.
وقال، إن إيران تحاول حالياً التوفيق بين محاولتها لتأكيد نفسها ضد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ومحاولة تجنب إشعال حرب أوسع نطاقاً، وهو أمر ليس سهلاً.
وقال فينوكين: "تسير إيران على خط رفيع هنا، حيث تريد، من ناحية، مواصلة الضغط على الولايات المتحدة، بما في ذلك الرد على الدعم الأمريكي لإسرائيل في غزة، لكنها لا تريد حرباً إقليمية بنفسها".
ويعمل البنتاغون على ترويج رواية مفادها أن الضربات الأميركية المضادة لأهداف إيرانية في الأيام الأخيرة هي مؤشر على أن الردع الأمريكي ناجح.
ويرجع ذلك جزئياً إلى أن وزارة الدفاع تدعي أن الضربات ساعدت في منع الحرب بين إسرائيل وحماس من الامتداد إلى المنطقة، حسب تأكيد نائبة السكرتير الصحافي للبنتاغون سابرينا سينغ للصحافيين يوم الثلاثاء.
وتقول سينغ: "هذه الحرب التي نريد أن نراها محصورة في إسرائيل وداخل غزة، لا نريد أن نرى صراعاً إقليمياً أوسع نطاقاً".
وتابعت،"حتى اليوم، لم يحدث ذلك. لم نشهد امتداد هذه الحرب إلى دول مجاورة أخرى وإلى المنطقة".
ويوضح فينوكين، أنه يجب أن يوضع في الاعتبار أن إيران وقواتها هاجمت القوات الأمريكية 83 مرة منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه، وبلغ عدد الهجمات المرتبطة بإيران على القوات الأمريكية منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ما يقرب من 60 هجوماً.
ويمكن القول إن هجمات إيران على القوات الأمريكية في المنطقة تمثل امتداداً للحرب بين إسرائيل وحماس، وفق فينوكين.
يقول فينوكين: "كان هناك امتداد لهذه الحرب، كان هناك هدوء في هذه الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، وتوقف هذا الهدوء، وانتهى في خضم هذا الصراع".
ورداً على أسئلة عن سبب اعتبار وزارة الدفاع لضرباتها المضادة ناجحة بالنظر إلى استمرار الهجمات ضد القوات الأمريكية، أصر البنتاغون يوم الثلاثاء على أن الهجمات المستمرة ضد القوات الأمريكية هي "مسألة منفصلة" عن ردع إيران.
وحتى لو كان ذلك صحيحاً، فقد اعترف المسؤولون الأمريكيون بأن هدف الضربات المضادة هو الرد على الاستفزازات الإيرانية، وليس فقط منع انتشارها.
وقال رئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، إن الهجمات كانت "رداً" على "الاستفزازات المستمرة من الحرس الثوري الإيراني وجماعاته في العراق وسوريا".
وتبذل الولايات المتحدة جهودًا إضافية لإرسال رسالتها إلى إيران، بما في ذلك إرسال مجموعتين هجوميتين من حاملات طائرات إلى المنطقة وإصدار العديد من البيانات العامة لدرء العدوان الإيراني.
وسافر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى العراق في الأسبوع الماضي للقاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للحث على قمع الميليشيات في البلاد وإحباط أي تصعيد أيضاً، وفقاً لرويترز.
Iraq’s al-Harir airbase hosting U.S. and international forces was targeted with an armed drone, Iraqi Kurdistan's counter-terrorism service said in a statement on Friday.#Iraq #USA #PENTAGON
Footage shows black smoke rising from the base following a drone attack. pic.twitter.com/By61MFKJBi
ومع ذلك، ولمنع الأمور من التصاعد، من الأفضل للولايات المتحدة أن تفكر في خطوات أخرى تتجاوز مجرد الوجود المعزز والدبلوماسية والهجوم المضاد الذي قد يساعد في السيطرة على الهدوء، مثل سحب القوات، بهدوء من المنطقة، كما قال فينوكين.
وأضاف "تحتاج الولايات المتحدة إلى التفكير في أدوات أخرى لخفض الحرارة للحد من خطر اشتداد الحرب والصراع الإقليمي الأوسع نطاقاً".
لكن يبقى سؤال رئيسي واحد، هل تأمر طهران صراحة وكلائها أو المسلحين المدعومين منها بملاحقة القوات الأمريكية في المنطقة؟ إن مستوى سيطرة إيران على الوكلاء ليست واضحة تماماً، لكن البنتاغون أشار إلى أنه يعتقد أن لإيران مستوى معين من التأثير على الجماعات.
وأضاف "الحرس الثوري الإيراني، كما تعلمون، يدعم ويسلح ويجهز ويمول ويدرب هذه الجماعات".
وقالت سينغ: "لذلك فإنهم يحافظون على مستوى معين من المساءلة عن هذه المجموعات، الضربات التي ننفذها هي بمثابة إشارة قوية للغاية إلى إيران وجماعاتها للتوقف، أعتقد أن إيران تدرك بالتأكيد هذه الرسالة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران أمريكا غزة وإسرائيل القوات الأمریکیة فی المنطقة على القوات الأمریکیة ضد القوات الأمریکیة الولایات المتحدة أوسع نطاقا إیران على من إیران
إقرأ أيضاً:
إيران تعلن موقفها من حل الحشد الشعبي
بغداد اليوم - طهران
اعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليون الاثنين (23 كانون الأول 2024)، موقف طهران من الدعوات المطالبة بحل الحشد الشعبي في العراق وسط ضغوط تمارسها الولايات المتحدة على حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في الفترة الأخيرة.
وقال بقائي في مؤتمر صحفي تابعته "بغداد اليوم" في معرض رده على سؤال بشأن موقف الجمهورية الإسلامية من الضغوط الأمريكية لحل الحشد الشعبي العراقي "هذا شأن داخلي عراقي".
وأضاف "لكن يجب أن يقرره الجانب العراقي موقفه في القضايا الداخلية وكيفية تأمين مصالح وسيادة الشعب العراقي، بالفعل هذه القضية متروكة للمسؤولين العراقيين لتحقيق سيادة العراق ومصالحه".
وحث بقائي على ضرورة عدم نسيات التضحيات الكبيرة التي قدمها الحشد الشعبي في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي، مشدداً على أن الولايات المتحدة لا تريد الخير لشعوب المنطقة وما يهمها مصالحها فقط.
وقال "القضية الواضحة بالنسبة لنا هي أنه خلال الحرب ضد داعش وتحرير العراق من خطر وتهديد الإرهاب والقضاء على داعش، الشعب العراقي وبكل شجاعة بعد أن أدرك الخطورة قاتل بقوة وهذا القتال حقق النتائج وهو دفع خطر داعش".
وأوضح بقائي "في ذلك الأوضاع في المنطقة والتوترات الحاصلة فمن الضروري يجب على العراقيين أن يبذلوا قصارى جهدهم في اتخاذ قرار بما يتناسب مع خطورة الوضع، وبالتأكيد، بالنظر إلى المخاطر والتهديدات، سيتم اتخاذ القرار المناسب".
وأضاف "بحسب معرفتنا أن الولايات المتحدة ومنذ زمن طويل لا تريد الخير لشعوب المنطقة، ونرفض ممارسة الضغوط على حكومات المنطقة التي تمارسها واشنطن".
وتتواصل الضغوط على حكومة السوداني بهدف حل الحشد الشعبي أو دمجه مع المؤسسات العسكرية العراقية، رغم أن الحشد مؤسسة أمنية تابعة لرئاسة الوزراء.
وتهيمن عدد كبير من الفصائل الشيعية المسلحة على الحشد الشعبي فيما تشير التقارير إلى أن نسبة 60 بالمائة من منتسبي الحشد هم من الفصائل والاحزاب السياسية العراقية.
وتأسس الحشد الشعبي عام 2014 بفتوى من المرجع الشيعي السيد علي السيستاني للدفاع عن العراق والانخراط في صفوف القوات الأمنية مع سيطرة داعش على مساحات واسعة من العراق.