خمسة أيام.. مرحلة جديدة في تأريخ الدبلوماسية العراقية
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
بقلم: د. فاضل الشويلي ..
أمام الدبلوماسية العراقية اليوم فرصة مهمة لإعادة ترتيب اولويات العمل الدبلوماسي المشترك مع العالم ، وفق الأطر الرسمية وخصوصاً في المجالات الاقتصادية والثقافية ، إذ تمثل عودة العراق الى مكانته العالمية والعربية حدثاً مهماً ويستوجب رفده بكل المجالات واشراكه في كافة المحافل الدولية، ولعل خمسة أيام النجاح الدبلوماسي العراقي في بغداد ستكون البداية ، النجاح الذي حققته وزارة الخارجية العراقية بمؤتمرها السابع للسفراء في بغداد والذي استمر لمدة خمسة ايام وشارك فيه جميع السفراء ورؤساء البعثات العراقية وقيادة الوزارة من وكلاء ورؤساء دوائر فضلا عن اهمية التمثيل الحكومي الحاضر هو من سيمثل هذه الانطلاقة نحو التميزُ والمشاركة العالمية الفاعلة، مؤتمرٌ حضره الرؤساء الاربعة، الجمهورية والبرلمان والقضاء والوزراء، فضلا وزراء ورؤساء الهيئات لابد ان يشكل منعطف تاريخي جديد يحمل بطياته العديد من المعانٍ بالاضافة الى طريقة ادارته والاهتمام بإدق التفاصيل الخاصة، حيث فلسفة ودبلوماسية نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الدكتور فؤاد حسين من خلال حضوره كافة الجلسات والنقاشات والمداخلات التي جرت بالمؤتمر بأيامه الخمس وهذه تمثل نقطة اساسية اولى بالمؤتمر، المؤتمر حمل بصمة افكار مرنة جديدة وشعار اقتصادي يتماشى مع متطلبات المرحلة الدبلوماسية الاقتصادية، حيث اكد المؤتمرون على ضرورة التوجه باستثمار الطاقات البشرية والمادية وتوظيفها في العلاقات الدولية وهذه تمثل النقطة الثانية لأهمية المؤتمر وركائز نجاحه ، الاستفادة من تحويل الأزمات الى حوارات تجنب الحروب وتعم السلام والتقبل والحوار في أطر دبلوماسية ناعمة ومسؤولة وهذا كانت تمثل النقطة والزاوية الثالثة من المؤتمر، ومن هنا نستطيع الشروع بتأسيس بمرحلة دبلوماسية جديدة يكون المؤتمر ونتائجه هو قاعدة الانطلاق فيها، لتكمل الرؤية والهدف الذي اختصره المؤتمر بعنوانه : “الدبلوماسية العراقية علاقات دولية متوازنة وتنمية اقتصادية مستدامة”.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
مرحلة جديدة من محاولة تصفية القضية
#مرحلة_جديدة من #محاولة #تصفية_القضية _ #ماهر_أبوطير
في مقالي قبل يومين، الذي كان بعنوان”استبدال جبهة بجبهة في الضفة، أشرت إلى أن إسرائيل بعد كلف حرب غزة، سوف تستثمر الهدنة، وتستبدل غزة بالضفة الغربية.
وخلال اليومين الماضيين، شنت إسرائيل هجوما ضد مدينة جنين ومخيم المدينة، بعد أن خرجت قوات اوسلو الأمنية منه، بعد عمليات تواصلت على مدى 45 يوما، لنزع سلاح المقاتلين، وهذا الهجوم استعملت فيه إسرائيل طائرات الأباتشي، والمروحيات، والمسيرات، فيما أغلب المقاتلين لديهم أسلحة رشاشة وربما متفجرات وألغام، لكن القصة تتجاوز المخيم بكثير، وهو مخيم حاولت سلطة أوسلو تطهيره من المقاومة بذريعة الحفاظ على الفلسطينيين من بطش إسرائيل المتوقع واللاحق، لكنها لم تنجح، وأبرأت ذمتها توطئة لدخول إسرائيل ذاتها.
دخلنا مرحلة جديدة من محاولة تصفية القضية الفلسطينية، وهذه العمليات الإسرائيلية ستؤدي في المحصلة إلى انفجار الضفة الغربية، ومن أبرز التداعيات المحتملة، حدوث انشقاق في أجهزة الأمن الفلسطينية، حيث لا يعقل أن يسكت عشرات آلاف العناصر على قتل أبناء شعبهم، والاحتلال أمامهم، مثلما حدث في قطاع غزة، والاحتلال بعيد عنهم في القطاع، اضافة إلى أن هذه المواجهات ستؤدي إلى مجازر قد تصل إلى استهداف أغلب مدن الضفة، والسعي لنقل الفلسطينيين من مناطق محددة، إلى مناطق ثانية، وتكرار سيناريو ترحيل أهل شمال قطاع غزة إلى جنوبه، من خلال تطبيق تصور جديد لسيناريو الإزاحة السكانية يضمن تفريغا لمدن بأكملها وعلى رأسها الخليل ونابلس، وما ينتظر القدس، والمسجد الأقصى في مرحلة لاحقة، كما أن هذه العمليات ستؤدي إلى تفكيك سلطة أوسلو سياسيا، وإنهاء هياكلها أمام المشهد، في الوقت الذي يظن البعض أن السلطة قادرة على العودة إلى غزة، وحكم القطاع.
التداعيات كثيرة، وعلينا أن نتذكر أن الضفة الغربية، المعرفة إسرائيليا بكونها يهودا والسامرة، أهم لإسرائيل مليون مرة أكثر من قطاع غزة لاعتبارات دينية، وأمنية، وسياق المواجهات العسكرية يأتي في الوقت الذي تريد فيه إسرائيل إعادة فرض سيادتها على الضفة، وتهجير الفلسطينيين نحو الأردن، بشكل ناعم أو قسري، وصولا إلى الدعم الأميركي للمخطط الإسرائيلي في ظل رئاسة أميركية جديدة، تعلن شعارات وقف الحرب، لكنها لا توقفها في الضفة الغربية، لأننا أمام شعار وقف الحرب بشروط الإسرائيليين، وليس بشروط عربية.
وزير الخارجية أيمن الصفدي، يصرح امس في دافوس إن الخطر مجاور للأردن مشيرا إلى كلفة ما يجري في الضفة الغربية، وللمفارقة لم نكد نتنفس الصعداء بخصوص غزة، حتى اشتعلت معركة الضفة، التي ستكون أبرز مستهدفاتها الإسرائيلية إنهاء سلطة أوسلو، ودفن مشروع الدولة الفلسطينية من ناحية جغرافية لعدم توفر أرض للدولة، وتهويد كل الضفة الغربية، ومواصلة تصنيع ظروف اقتصادية طاردة للفلسطينيين الذين عانوا الأمرين في الضفة الغربية خلال حرب غزة، وهذه الظروف ستترافق مع الضغط الأمني والسياسي والعسكري.
معركة الضفة الغربية إذا تواصلت ستؤدي إلى مذابح وهي معركة تعد اختبارا للفلسطينيين، ولقدرة واشنطن على منع تمددها، أو نشوء نتائج سياسية عنها، تصب في إطار صفقة القرن التي كانت واشطن قد تبنتها خلال رئاسة ترامب السابقة، وهي معركة ستقود بالضرورة إلى ملف القدس، والوجود الفلسطيني فيها، وما يرتبط أيضا بالمسجد الأقصى المهدد اليوم بشكل كبير جدا، إذا تواصلت المؤشرات بذات الطريقة ولم تحدث تغيرات مفاجئة على المشهد.
صناعة أزمة سياسية وأمنية وإنسانية في الضفة الغربية، يضر الأردن أولا على صعيد الإقليم، والذي يعنيه الأردن سياسيا وأمنيا، ومحددات الاستقرار وعلاقتها بالأمن الإقليمي، في ظل جبهات مفتوحة مرتبطة بالعراق واليمن، وكلفة معركة الضفة الغربية التي تختلف تماما عن كلفة معركة غزة، لاعتبارات جوار الضفة مع الأردن، والمنطقة العربية.
يخشى مراقبون اليوم أن نكون أمام سيناريو غزة 2 بما تعنيه في الضفة الغربية، والذي يعنيه على كل الملف الفلسطيني، خصوصا، مع رغبة الحكومة الإسرائيلية بالخلاص من محاسبات حرب غزة على المستوى الإسرائيلي، بالهروب نحو جبهة جديدة، وإشعالها بهذا الشكل.
الضفة الغربية في حسابات الأمن الإستراتيجي الأردني، حساسة دائما، لكنها اليوم باتت أكثر حساسية وخطورة مما سبق، وسط حرائق الإقليم وأدخنته التي تتدفق إلينا.
الغد
مقالات ذات صلة تعليق المساعدات الأمريكية 2025/01/22