حزب الله يرفع مستوى استهدافاته.. انهاك خط الدفاع الأول!
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
لا يزال "حزب الله" يرفع يوميا من مستوى استهدافاته للجيش الاسرائيلي في تصعيد متواصل عند الجبهة الجنوبية، وهذا ما يزيد من مخاطر تدحرج المعركة الحدودية الى حرب شاملة لا يمكن احتواؤها او السيطرة على نتائجها، وهذا يصبح واضحاً بين يوم وآخر، اذ يستمر الحزب بإظهار التصعيد حتى وصل امس الى تدمير مقر قيادة فرقة الجليل بصاروخ "بركان" الشديد الانفجار، الأمر الذي ينقل المعركة الى مستوى جديد إقرت به تل ابيب.
تصعيد "حزب الله" يسير بالتوازي مع تصعيد مماثل من اليمن حيث تم الاستيلاء على سفينة اسرائيلية، ما يعني أن التطورات في غزة هي التي تفرض هذا النوع من الإيقاع، لكن كل ذلك وبالرغم من قيام اسرائيل بمحاولات لاحتواء الامر وعدم الذهاب بعيدا في الرد عليه، الا انه بات يأخذ اتجاهات خطيرة جداً من الناحية الميدانية المباشرة، وهذا ما لا يمكن لتل ابيب التعامل معه في المديين المتوسط والبعيد، لانه سيؤثر على كل ادائها الميداني.
وبحسب مصادر مطلعة فإن "حزب الله"، ومن خلال ادائه العسكري، يوحي بأنه بات على قناعة حاسمة بأن إسرائيل مردوعة وليس لديها اي نية او اي قدرة على توسيع الحرب بإتجاه الاراضي اللبنانية، او ربما بات محسوماً ان الولايات المتحدة الأميركية تمنع تل ابيب من اي تصعيد في وجه الحزب، لانها لا ترغب بأن تتورط في معركة اقليمية ليس معلوماً كيف يمكن ان تنتهي وما هي نتائجها. لذلك فإن الحزب وأمام هذا اليقين من النوايا الاسرائيلية يسعى الى الذهاب نحو الحد الأقصى الممكن.
وترى المصادر ان المرحلة الاولى من تصعيد الحزب كانت تستهدف منع الاليات الاسرائيلية من التحرك بشكل مريح أمام المواقع وفي مواجهة القرى اللبنانية، وهذا ما نجح به الحزب بشكل لافت اذ باتت الدبابات الاسرائيلية لا تظهر ابدا، وترافق الامر مع عملية استهداف واسعة جدا لكل تقنيات التجسس الاسرائيلية التي كانت قادرة على الرصد الشامل، وقد تمكن الحزب من "إعماء" اسرائيل عند الحدود.
وتقول المصادر ان المرحلة الثانية كانت تهدف الى ايقاع اكبر عدد ممكن من القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي، لان ذلك يؤدي الى التأثير على معنويات الجنود والجيش بأسره، لكن المرحلة الحالية التي بدأت قبل ايام والتي تصاعدت وتيرتها امس، تهدف الى تدمير المواقع العسكرية الاساسية بشكل كامل، ما يوحي بأن الحزب بعمل وفق خطة متدحرجة ومدروسة، خصوصا اذا اخذ بعين الاعتبار الاستهداف المستمر للجدران الفاصلة بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وتشير المصادر الى ان الحزب يعمل على ضرب خط الدفاع الاسرائيلي الاول حتى من دون الاضطرار الى الذهاب لحرب شاملة وكبيرة، او لعملية برية، وهذا يعني انه في حال توسعت الحرب ستكون الدفاعات الاسرائيلية منهكة ومتضررة بشكل كبير ما يتيح للحزب تحقيق انجازات اسرع. اما في حال عدم حصول تطورات دراماتيكية في المعركة، فإن ما يحصل اليوم يمكن ان يشكل رادعاً كبيرا لتل ابيب من القيام بأي خطوة ناقصة تجاه لبنان او بإتجاه "حزب الله". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
واشنطن تنقذ لبنان بالقوة
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": في الحقيقة، فوَّت اللبنانيون، خلال 20 عاماً، فرصتين كبيرتين للإنقاذ:
1- خروج القوات السورية من لبنان في العام 2005 ، من دون "ضربة كف"بدعم أميركي. وقد تمّ إحباط هذه الفرصة النادرة، ولم تنجح القوى اللبنانية في تأسيس حياة سياسية طبيعية
وسلطة مستقلة بعد خروج السوريين، إذ نجح "حزب الله" في تعويض الخسارة السورية والإمساك بالقرار مباشرة في السنوات التالية، فيما ضعفت منظومة خصومه وتفككت.
2- انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 التي تمكّن "الحزب" أيضاً من إحباطها، معتبراً أنّها أساساً من تدبير الأميركيين وحلفائهم بهدف إضعافه وانتزاع حضوره من داخل السلطة.
على مدى عقدين، تبادل الأميركيون وحلفاؤهم رمي المسؤوليات عن الفشل في مواجهة "حزب الله" في لبنان. بل إنّ قوى 14 آذار و "التغيير " استاءت من أنّواشنطن أبرمت في العام 2022 صفقة ترسيم الحدود بحراً بالتفاهم مع "حزب الله" دون سواه، وكانت تحاول إبرام صفقة مماثلة معه في البرّ لولا انفجار الحرب في غزة، خريف 2023 . وأما موفدها عاموس هوكشتاين فبقي يتوسط بين "الحزب" وإسرائيل أشهراً ويغريه بالتسهيلات لوقف "حرب المساندة"، ولكن عبثاً. في المقابل، تعتبر الولايات المتحدة أنّها كأي دولة أخرى مضطرة إلى التعاطي مع الأمر الواقع لإنجاز التوافقات الإقليمية، وأنّ مفاوضة "الحزب" لا بدّ منها لأنّه هو صاحب القرار الحقيقي في بيروت، ومن دون رضاه لا تجرؤالحكومة على اتخاذ أي قرار. هذه الحلقة المفرغة التي بقيت تدور فيها واشنطنوحلفاؤها الغربيون والعرب ومعهم خصوم "حزب الله" انكسرت في الأسابيع الأخيرة نتيجة الحرب الطاحنة في لبنان والتطورات الانقلابية في سوريا. وللمرّة الأولى منذ تأسيسه في العام 1982، يبدو "حزب الله" معزولاً عن أي دعم خارجي ومحاصراً، فيما قدراته العسكرية الباقية موضوعة تحت المراقبة، في جنوب الليطاني كما في شماله.
عملياً، تبدّلت اليوم طبيعة "حزب الله". فهو لم يعد نفسه الذي كان في 2005 و 2019، وباتت قدرته على استخدام السلاح محدودة جداً، فيما المحور الذي يدعمه من دمشق إلى طهران تلاشى تقريباً. وهذا الواقع سيسمح بإحداث تغيير لم يكن ممكناً، لا قبل 20 عاماً ولا قبلها ب 20 عاماً. وهو ما سيستغله الأميركيون في الأسابيع والأشهر المقبلة، لتكون "الثالثة ثابتة"، فينجحون في 2025 بعدما فشلوا في 2005 و 2019 .