موقع 24:
2025-03-06@09:33:49 GMT

إسرائيل لم تعد تقنع الغرب.. حرب الجنون الجماعي في غزة

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

إسرائيل لم تعد تقنع الغرب.. حرب الجنون الجماعي في غزة

كتب شون رايمَنت، المراسل العسكري الذي غطى عدداً من النزاعات والقائد الأسبق في فوج المظليين البريطانيين في أواخر الثمانينات، أن جميع الجنرالات يخططون للعمليات العسكرية على أساس المبادئ العشرة للحرب، أي القواعد التي ستوفر أفضل فرصة للنجاح عند الالتزام بها، وأهمها حسب رايمنت في مجلة "سبكتيتور" هو اختيار الهدف والحفاظ عليه.

يبدو أن المرحلة التالية من العملية العسكرية الإسرائيلية ستكون استهداف مدينة خان يونس في الجزء الجنوبي من قطاع غزة.

يجب أن يكون الهدف دائماً واحداً لا لبس فيه، وسهل الفهم، مثل تدمير العدو على تلة معينة. يعقب ذلك أن يعرف جميع العسكريين، من أكبر ضابط إلى أدنى جندي رتبة، ما يجب فعله وبناء خططهم التكتيكية حول هذا الهدف الوحيد القابل للتحقيق. صبر الغرب ينفد

أما القضية عند الإسرائيليين فهي أن هدفهم في غزة، أي القضاء الكامل على حماس، غامض في أفضل تقدير، وهو يعرض الآن كامل الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية لخطر التقويض. بدل تدمير حماس، تسببت تصرفات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في كارثة إنسانية، وتشير كل المؤشرات إلى أن صبر الغرب بدأ ينفد الآن.
كانت رسالة إدارة بايدن واضحة عندما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أخيراً: "قُتل عدد كبير جداً من الفلسطينيين" في غزة. وذهب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبعد من ذلك حين قال في مقابلة  معه أخيراً إن  على إسرائيل أن تتوقف عن قتل النساء والأطفال.

Can Israel go on like this? https://t.co/gIsZrrHpuH

— The Spectator (@spectator) November 20, 2023

والخلل الرئيسي في هدف نتانياهو هو أن قيادة حماس موجودة بشكل أساسي خارج غزة. تمول حماس وتجهز من شبكة عالمية من الجمعيات والدول الصديقة التي تستخدم العملات المشفرة والنقود الصعبة لشراء الأسلحة والتي تهرب إلى المنطقة من خلال شبكة من الأنفاق طولها نحو 500 كيلومتر. لذلك،فإن حجم المهمة أمام الجيش الإسرائيلي كان ولا يزال هائلاً. حتى لو قُتل أو أسر كل عنصر من حماس في غزة، سيكون هناك شك في تدمير الجماعة بالفعل.

مشكلة هائلة

مع ذلك، وضع الجيش الإسرائيلي هدفه المتمثل في تدمير حماس بسحق أجزاء كبيرة من غزة، مخلفاً آلاف القتلى والمزيد من الجرحى، ومن ضمنهم عدد مروع من الأطفال، والرضع. تنشر أرقام الضحايا من وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس، ولكنها مقبولة إلى حد كبير لدى معظم الدول الغربية.
إضافة إلى ذلك، هجر أكثر من مليون شخص وشرد عشرات الآلاف والعديد من الفلسطينيين الآن على حافة المجاعة، أو الموت عطشاً. يحدث هذا بعد أن بدأ القتال للتو وقد يستمر عدة أشهر ما يعرض المدنيين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين المتورطين في قتال الشوارع الدموي للصدمة.

قال النائب السابق لقائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي أمير أفيفي، إنه يعتقد أن القتال يمكن أن يستمر مدة عام على الأقل. من وجهة نظر عسكرية بحتة، إن خلق كارثة إنسانية في خضم عملية عسكرية يمثل مشكلة هائلة.

ويطرح الكاتب أسئلة عدة: أين يدفن المدنيون القتلى وسط الصراع؟ كيف يتكون العناية بالجرحى؟ كيف يمكن منع مجاعة محلية عندما لا يستطيع مئات الآلاف الحصول على الغذاء والماء؟

كولن باول وجورج بوش حاول نتناياهو مراراً إلقاء لوم الكارثة الإنسانية على حماس، فهو يزعم أنهم  بدأوا هذه الكارثة على أي حال. لكن هذه الحجة بدأت تضعف في العواصم الغربية، التي قدمت حتى وقت قريب دعماً كاملاً لإسرائيل. والسؤال الكبير الذي يواجه إسرائيل الآن هو عن بعد توقف القتال في نهاية المطاف، ومن سيكون المسؤول عما سيحدث ؟
كان رئيس هيئة الأركان المشتركة ووزير الخارجية الأمريكية الراحل كولن باول على علم بالقضية عندما قال للرئيس الأمريكي جورج بوش قبل بداية حرب العراق: "سيدي الرئيس، إنها ليست مجرد مسألة ذهاب إلى بغداد. أنا أعرف كيف نفعل ذلك. ما الذي يحدث تالياً؟ عليك أن تفهم، إذا أطحتَ بحكومة، وأطحت بنظام، من يُصبح الحكومة والنظام ومن يكون مسؤولاً عن البلاد؟ أنت. لذلك إذا كسرتها، فأنت تتحمل المسؤولية عنها. عليك أن تفهم أن 28 مليون عراقي سيقفون هناك وينظرون إلينا، ولم أسمع ما يكفي عن التخطيط لهذا الاحتمال".
ليس صعباً تصور مناقشة مماثلة من كبار أعضاء الجيش الإسرائيلي مع نتانياهو، إن لم يكن قبل الغزو البري مباشرة، فمن المؤكد الآن. الصمت سيكون صعباً يبدو أن المرحلة التالية من العملية العسكرية الإسرائيلية ستكون استهداف مدينة خان يونس في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، بعدما طالب الجيش الإسرائيلي السكان بضرورة إخلاء المنطقة. المشكلة عند الفلسطينيين، وفي نهاية المطاف الجيش الإسرائيلي، هي المكان الذي سيتوجهون إليه بعد ذلك، بالنظر إلى أن العديد منهم بحث عن ملاذ في المدينة معتقداً أنها آمنة نسبياً. إذا شرع الجيش الإسرائيلي في قصف خان يونس بنفس الشراسة التي هاجم بها مدينة غزة في الشمال، فمن الصعب تصور بقاء الولايات المتحدة صامتة عندئذ. جنون جماعي انتقد اللواء تشارلي هربرت، وهو ضابط بريطاني كبير سابق، النهج العسكري الإسرائيلي واصفاً الغارة الجوية الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، بـ "جنون جماعي". وأضاف "كيف يمكن للعالم أن يراقب، عاجزاً، متواطئاً أو ببساطة غير مهتم بالمذبحة اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة. ماذا بعد؟ هل سيُسمح لإسرائيل بذلك في النصف الجنوبي من قطاع غزة، والذي أصبح الآن أكثر اكتظاظاً سكانياً، في المرة المقبلة؟ يؤيد الجميع ضرورة هزيمة حماس. بالطبع نفعل. لكن من الفاسد وغير الأخلاقي فعل ذلك بطريقة تقتل وتشوه الكثير من المدنيين، خاصةً الأطفال، عندما تكون هناك خيارات أخرى متاحة".
وفي إشارة إلى العملية العسكرية حول مستشفى الشفاء الذي يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه يضم مقراً تحت الأرض لحماس، أضاف هربرت أن لا يشك في أن الحركة كانت تستخدم المستشفى لأغراض عسكرية، لكنه أشار إلى أن ذلك لا يقوض انتقاداته الأوسع لسلوك الإسرائيليين التكتيكي والعملياتي في هذه الحرب، واصفاً إياه بغير أخلاقي وسيلحق بهم هزيمة ذاتية. حتى لو صدقت إسرائيل

يبدو، حسب الكاتب، أن شكوك اللواء هربرت تأكدت بعدما نشر الجيش الإسرائيلي لقطات قال إنها تظهر أول دليل قوي على وجود شبكة أنفاق متطورة لحماس أسفل مجمع المستشفى.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على شاحنة صغيرة مفخخة في مرأب داخل المجمع الطبي. وعندما دمرت السيارة في تفجير محكم، كُشف نفق تحت المرأب.
لكن بغض النظر عما يجده الجيش الإسرائيلي في مستشفى الشفاء، فإن السؤال حول كيفية استمرار إسرائيل في هذه الحرب سيكون أكثر صعوبة في الإجابة عليه، يختم رايمنت.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا قرر الجيش الإسرائيلي حظر وسائل التواصل الاجتماعي؟

علّقت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على فرض الجيش حظراً على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرة أنه جاء متأخراً للغاية، ومع أنها خطوة في الاتجاه الصحيح، لابد أن تكون جزءاً من تحول أوسع نطاقاً في كيفية تعامل إسرائيل مع الأمن القومي.

وذكرت جيروزاليم بوست في افتتاحيتها اليوم، أن سياسة وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة التي تبناها الجيش الإسرائيلي تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح، موضحة أن الجيش كان يدرك منذ فترة طويلة مخاطر هذه المواقع.

ظاهرة مقلقة على الحدود الإسرائيلية: أسلحة مقابل مخدراتhttps://t.co/3Tl6mCnWpc

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  قيود شاملة

وأعلن الجيش، أمس الثلاثاء، فرض قيود شاملة على استخدام الجنود وسائل التواصل الاجتماعي، في أعقاب نتائج تحقيق كشف عن فشل أمني خطير، حيث ذكر أن حماس استخدمت منشورات متاحة للجمهور لرسم خريطة لكل وحدة فرعية ومبنى تقريباً داخل قاعدة "ناحال عوز" قبل الهجوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس لم تكن بحاجة إلى جواسيس أو قدرات سيبرانية متطورة، فقد قدم الجنود، دون علمهم، جميع المعلومات اللازمة لهجوم دقيق ومدمر.
وتوصل التحقيق إلى أن "حماس كانت على علم بموقع مولدات القاعدة، وكاميرات الفيديو، والغرف الآمنة، وغرفة تنسيق العمليات، وكيف ومتى تحركت الدوريات، وأين ينام قائد القاعدة وقادة السرايا". وأوضحت الصحيفة أن حماس كان لديها معلومات مفصلة إلى الحد الذي جعلها قادرة على بناء نموذج دقيق لأجزاء من القاعدة في غزة، والتي استخدمتها بعد ذلك للتدرب على هجومها.
وقال التحقيق إن "الصور التي التقطها جنود الجيش الإسرائيلي في أيامهم الأولى أو الأخيرة في مناصبهم منحت حماس معرفة كبيرة بالقاعدة، مما مكنها من بناء نموذج لأجزاء من القاعدة للتدرب على غزوها".


تدابير أمنية صارمة

وبعد هذا الاخفاق الاستخباراتي، أعلن الجيش الإسرائيلي فرض حظر صارم على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من الجنود، إلى جانب تدابير أمنية أخرى، ومن بين السياسات الجديدة، سيتم فرض "حظر التصوير داخل منشآت الجيش الإسرائيلي وزيادة الوعي بهذه القضية" بشكل صارم، مع "عقوبات صارمة لمن ينتهكون الأمر".
 إلى ذلك، لن يُسمح للجنود في الأدوار الحساسة "بفتح حسابات على فيسبوك، أو وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، لمنع العدو من إنشاء ملفات تعريف استخباراتية عنهم، وعلاوة على ذلك، سيتم حظر توثيق الاحتفالات العسكرية والأحداث التي يحضرها المدنيون أيضاً.

ما خطط نتانياهو للمرحلة الثانية من اتفاق غزة؟https://t.co/ut6jxOSPDx pic.twitter.com/HwcXd0pztw

— 24.ae (@20fourMedia) February 24, 2025
الحظر وحدة غير كافي

وفي عام 2017، حظر الجيش الإسرائيلي على الجنود تحميل تطبيقات المراسلة مثل Tinder و Telegram على الهواتف العسكرية، بسبب مخاوف من الاختراق. وعام 2021، حذرت وكالات الاستخبارات من أن تنظيم "حزب الله" اللبناني يستغل الجنود لاستخراج معلومات حساسة، لافتة إلى أنه على الرغم من هذه التحذيرات، ظل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي داخل الجيش الإسرائيلي منتشراً على نطاق واسع.
وعلقت الصحيفة بأن "حظر وسائل التواصل الاجتماعي من الجيش الإسرائيلي هو خطوة أولى متأخرة ولكنها حاسمة، ولكن الحظر وحده لن يكون كافياً. يجب تدريب الجنود على فهم المخاطر الحقيقية للتعرض الرقمي، ويجب أن تكون بروتوكولات التشفير وممارسات تبادل المعلومات الخاضعة للرقابة الإلكترونية معيارية في جميع الوحدات، يجب على القادة فرض هذه السياسات بشكل متسق، دون استثناء".

 

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية إسرائيل: لا يمكن أن تستمر حماس في استعادة قدراتها العسكرية
  • لماذا قرر الجيش الإسرائيلي حظر وسائل التواصل الاجتماعي؟
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: حماس تلقت ضربة شديد لكنها لم تُهزم بعد
  • الجيش الإسرائيلي يتسلم كميات كبيرة من الصواريخ
  • هل تستطيع أوروبا تعويض كييف عن المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن؟.. خبراء يجيبون
  • هل تستطيع أوروبا تعويض كييف المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن.. خبراء يجيبون
  • الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائد حماس في مخيم جنين
  • تحليل لهآرتس عن تحقيقات 7 أكتوبر: حماس تفوقت على الجيش الإسرائيلي
  • بالتفصيل.. الجيش الإسرائيلي يكشف خبايا معركة 7 أكتوبر
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟