حكاية أول مكتب بريد في الوادي الجديد.. كانوا يرسلون الجوابات بالجمال
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
جمال تحمل أجولة من المراسلات «الجوابات» تسير عبر الصحراء، لتبلغ السلام والأخبار لمن أُرسلت إليهم، ثم تعود مرة أخرى بعد عدة أشهر حاملة الكثير من الأخبار التي يكون أهالي الوادي الجديد في اشتياق لسماعها، هي ذكرياتهم مع قصة إنشاء أول مكتب بريد بمدينة الخارجة.
وقال، محمود عبد الربه، مدير بمكتب بريد الخارجة وباحث في التاريخ، في تصريح خاص لـ «الوطن»، إنه قبل دخول القطار إلى محافظة الوادي الجديد عام 1906 كانت الرسائل البريدية ترسل بطرق بدائية عبر الجمال والقوافل إلى مديرية القاهرة وأسيوط وبين واحات مصر الغربية، وكان أول مكتب بريد أبوابه مطرزة بحفريات ونقوش قديمة وبناية مبنية بالطوب اللبن مع ارتفاع شاهق للأسقف ويتكون من حجرة صغيرة بها موظف واحد يعد المراسلات من البريد الوارد والصادر، وكذلك فتح دفاتر توفير للمواطنين.
وأضاف، محمد عبد الله البارسيي، باحث في الموروث الشعبي للواحات، إنه بعد مرور عقود من الزمن مازال مبنى مكتب أول بريد في محافظة الوادي الجديد، يحتفظ بحالته منذ 114 عامًا، ولم يتضرر.
وأضاف الباحث، أنه مع دخول الاحتلال الإنجليزي إلى مصر، انشأ أول قطار سكة حديد بالوادي الجديد، لخدمة مصالح الاحتلال غرب مصر، والذي أنقذ الموقف وتحولت المراسلات بدلاً من أن تصل في شهور طويلة عن طريق الجمال، أصبحت تصل في أيام، بالإضافة إلى حمايتها من الضياع، وقامت الحكومة المصرية نفس التوقيت إقامة مصلحة البريد بإنشاء مكتب بريد مماثل بمركز الداخلة، عام 1907 وهو مكتب بريد موط.
وأوضح، الباحث أ أول مكتب بريد الخارجة مازال موجودا منذ 114 عاما، لافتًا إلى أن جميع مكاتب البريد على مستوى المحافظة كانت تتبع منطقة بريد أسيوط إدارياً واشرافيًا، ولكن حاليًا جرى إنشاء هيئة بريد الوادي الجديد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الوادي الجديد محافظة الوادي الجديد الجمال الوادی الجدید أول مکتب برید برید فی
إقرأ أيضاً:
أهم عادات وتقاليد أهالي الوادي الجديد خلال شهر رمضان.. تعرف عليها
تشتهر محافظة الوادي الجديد بالعديد من العادات والتقاليد والتي تتسم بطابع خاص يعكس قيم الترابط الاجتماعي والتكافل بين الأهالي وخاصة في شهر رمضان، حيث تتحول القرى والمدن إلى ساحة كبيرة للخير والعطاء، وتزداد أجواء المحبة والتواصل بين العائلات والجيران.
ويحرص أهالي الوادي الجديد مع حلول الشهر الكريم على تنظيم موائد الإفطار الجماعي في كل القرى والمدن، حيث يتجمع الأهالي حول موائد عامرة تضم الفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، في مشهد يعكس روح التكافل الاجتماعي. كما تحرص العائلات في أول أيام رمضان على التجمع والإفطار معًا على مائدة واحدة، تأكيدًا لأهمية صلة الأرحام وتعزيز الروابط الأسرية.
ومن العادات الراسخة في الواحات خلال شهر رمضان قيام الأهالي بذبح الولائم وتوزيع اللحوم على الأيتام والأرامل والأسر الأولى بالرعاية. إلى جانب ذلك، يقوم العديد من الأسر بطهي الأطعمة وإرسالها إلى منازل المحتاجين قبل موعد الإفطار، تنفيذًا لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي يحث عليه الدين الإسلامي.
أهم المأكولات في شهر رمضان
تُعد التمور والبلح من الأطعمة الأساسية التي لا تخلو منها موائد الإفطار في المحافظة، حيث تشتهر الوادي الجديد بإنتاج أجود أنواع التمور التي تُعتبر من المحاصيل الاستراتيجية بالمحافظة. كما تتنوع موائد الأهالي بأصناف أخرى من الأطعمة التقليدية، مثل:
المحاشي بأنواعها والأرز بالكبدة وهو طبق مميز يعشقه الكثيرون، والقورمة، وهو طبق تقليدي مصنوع من البصل والصلصة ومكونات أخرى، ويُعتبر من الأكلات التراثية التي يحرص الأهالي على إعدادها في المناسبات الدينية والأعياد.
ليالي رمضان لتوطيد العلاقات
وتتحول ليالي رمضان في الوادي الجديد إلى فرصة لتعزيز الألفة بين السكان، حيث تكثر التجمعات بعد صلاة التراويح، سواء في المنازل أو الساحات العامة، كما ينتشر الأطفال في الشوارع حاملين الفوانيس الرمضانية، وسط أجواء من الفرح والبهجة التي تميز الشهر الكريم، وبهذه العادات والتقاليد الفريدة، يظل رمضان في الوادي الجديد مناسبة تحمل روح الأصالة والكرم، وتعكس قيم التضامن والتراحم بين أبنائه.
في الأيام الأولى من رمضان، يحرص الكثير من الأهالي على زيارة الأهل والجيران لتقديم التهاني وتوطيد العلاقات الاجتماعية. وتُعد هذه الزيارات فرصة لتبادل الأحاديث الودية وتقديم بعض الهدايا الرمضانية، مثل التمور أو العصائر، كنوع من التقدير والمحبة.
كما يستقبل كبار العائلات الضيوف في منازلهم لتقديم التهاني، حيث تتجمع العائلات الكبيرة في جلسات ودية تمتد حتى وقت السحور، في أجواء من الود والتلاحم العائلي.
في الشوارع والأسواق، يسود جو من الألفة والمودة، حيث يهنئ الناس بعضهم البعض أثناء التسوق لشراء مستلزمات رمضان، وتُسمع عبارات التهاني في كل مكان، مما يضفي أجواء من البهجة والسرور.