حكاية مصحف سامية جمال الذي لم يفارق جيب فريد الأطرش 30 عام.. وتحققت نبوءته بعد شهر من ضياعه
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
الفنان فريد الأطرش رغم أنه لم يكن مسلماً، إلا أنه عاش معظم حياته محتفظاً بمصحف ذهبي صغير كانت قد أعطته له الفنانة سامية جمال على سبيل الهدية، واعتبرها فريد الأطرش أغلي وأثمن هدية حصل طوال حياته.
وتقدم بوابة كل النجوم لقرائها الكرام تفاصيل وحكاية مصحف سامية جمال الذي لم يفارق جيب الفنان الملحن الراحل فريد الأطرش لـ30 عاما، إلى جانب مختلف الجوانب المتعلقة بهذا الأمر وتفاؤله به في السطور التالية:
وتبدلت حياة فريد الأطرش بعد ضياع هذا المصحف الصغير، وأصبح متشائم والأغرب أنه توقع قرب وفاته وهو ما تحقق بالفعل بعد شهر واحد.
أحيا فريد الأطرش آخر حفلاته فى بيروت في 31 أغسطس 1974، وغنى ليلتها أغنيتيه زمان ياحب وياحبيبى ياغاليين.. وأمطرت السماء وأصيب بعدها بالتهاب رئوي ثم سافر في رحلة علاجية إلى لندن.
فريد الأطرش وسامية جمالوبعد رحلة علاجية غير مثمرة رجع من لندن إلى بيروت من جديد، ومنها سافر إلى القاهرة لاستكمال آخر مشاهد فيلمه الأخير ورقم 31 في حياته وهو نغم في حياتي.
وداخل مكان التصوير الذي كان في إحدى فيلات شارع سليمان باشا/ قال له المخرج هنري بركات: يجب أن تستبدل بنطلونك هذا ببنطلون آخر واستجاب لتوجيهه فريد الأطرش وخلع بنطلونه، ثم نزع منه كل ما يحتويه مصحف صغير موضوع في كيس ذهبي، اعتاد أن يدسه في الجيب الأمامي وعاد فريد مسرعا إلى الطاولة، ثم ارتد صارخاً: طار المصحف.
وتقدمت منه مديرة أعماله دينيز جبور وقالت له: ما بك لماذا تصرخ؟ فرد عليها وهو ينقب في الطاولة وتحتها وحولها: المصحف يا دينيز، تركته هنا!
وبحثت دينيز عن المصحف فلم تجده، لقد امتدت إليه يد خفية وسرقته… وأطرق فريد وهو يلهث، ثم بدت على وجهه المتجهم علامات التشاؤم وهو يقول.. انتهى الأمر.. خلاص!
فريد الأطرشوقالت له صديقته: ماهو الأمر الذي انتهى؟ قال فريد وقد لمعت عيناه الغائرتان ببريق دمع: كان هذا المصحف ضمانتى وحرزى وصلاتي، التي تبعد الشر عنى… أما الآن فقد أصبحت بلا سلاح مقدس.
وحبس دموعه وانصرف في صمت وهو يتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة.. ولكن ملامح وجهه تحدثت عن كل شيئ ولم يستطيع أن يخفي حزنه الدفين.
آخر لقاء بين فريد الأطرش وسامية جمالآخر لقاء جمع سامية جمال بفريد الأطرش كان قبل وفاته بشهر ونصف، وحينها أخبرها أنه يشعر بالتشاؤم وأن هناك أمراً سيئاً سيحدث له.
وذكر الأطرش لها أنه فقد مصحفاً صغيراً كان يحمله معه دائماً، وكان يشعر أنه إن لم يعثر على هذا المصحف فإنه سيصاب بمكروه كبير.
المُصحف الصغير هو هدية من الفنانة سامية جمال لفريد الأطرش، بقي محتفظاً به داخل صندوق صغير ثمين منذ عام 1942 حتى فقده قبل وفاته في 26 ديسمبر 1974.
وأضافت الراحلة سامية جمال، أنه بعد أن أخبرها بتشاؤمه لما حدث لمُصحفه بشهر ونصف مات بالفعل إثر إصابته بأزمة قلبية.
وقالت سامية جمال: إحنا افترقنا 1951، وآخر لقاء كان قبل ما يتوفى بشهر ونص، في عزومة كبيرة فيها جميع الفنانين، جه جنبي قالي نفسي أقولك حاجة، قولتله إيه.
فريد الأطرش وسامية جمالقالي أنا متشائم وفيه حاجة وحشة هتحص»، وكمّل: كان معايا مصحف قرآن بتاعي، واتسرق، ولو ملقتوش حاسس إني هيحصل لي حاجة.
وأكملت مُتأثرة: قولتله إيه يعني، بكرة أشتريلك واحد، قالي ده معايا من سنة 1942، وإنتي اللى كنتي جيبهولي هدية، وبعدها فعلاً توفى.
رحلة فريد الأطرش العلاجيةالفنان فريد الأطرش، كان قد سافر للعلاج بلندن وعاد من رحلة علاجه في 1967، ووقتها أخبرته شركة القاهرة والسينما بأنها مستعدة لبدء تصوير فيلم “الخروج من الجنة”، مع الفنانة هند رستم والفنان محمود المليجي وأن عليه تسجيل الأغاني قبل بدء التصوير.
وقرر الفنان فريد الأطرش السفر إلى لبنان للاستجمام والراحة ولكنه ما لبث هناك إلا وقد عاودته الأزمات مجددًا، وقد أرسل إلى محاميه محمود لطفي للسفر إليه لأمر هام.
فريد الأطرش شعر بقرب وفاته، وعندما حضر محاميه قام بإملائه وصيته وكان بها بندأ خاصًا لتخصيص مبلغ مائة جنيه يتم دفعها كراتب شهري دائم لطباخه الخاص “شحاته” الذي عمل في خدمته لمدة 25 عامًا.
وعندما عاد المحامي إلى القاهرة فوجئ بوفاة طباخه الخاص “شحاتة” بالسكتة القلبية منذ أيام، فقام بإبلاغ فريد الأطرش الذي قرر أن يتم دفع الراتب إلى أسرته بدلا منه.
مواقف إنسانية من حياة فريد الأطرشارتبط الفنان فريد الأطرش بعلاقة صداقة قوية مع الفنان عبد السلام النابلسي، وعندما مرض الأخير وعلم أنه لابد أن يخضع لجراحة في ظرف اسبوع واحد قرر أن يدفع له قيمة العملية كاملة. كما كان له العديد من المواقف الإنسانية مع النجوم والتي كان يحرص دائمًا على إخفائها عن الإعلام.
كابوس تنبأ بوفاة فريد الأطرشقبل وفاة الفنان فريد الأطرش بأيام قليلة، رأى كابوسًا تنبأ من خلاله بقرب دنو أجله، حيث رأى أن والدته المتوفية السيدة علياء المنذر ترتدي زي أسود وتبكي عليه.
وبالقرب منها تقف شقيقتها السيدة طرب بالحجاب الأسود وتشاركها البكاء، واستيقظ من نومه مذعورًا، وروى الكابوس لصديقته دنيز جبور، وهو يحاول أن يطمئن نفسه، قائلا: "لكن أمي لم تأخذني إليها".
قد يهمك: هل كان التنافس سببا.. لماذا لم يحضر عبد الحليم حافظ جنازة فريد الأطرش؟
صديقته حاولت تهدئته، بقولها: “متخافش يا فريد، كلنا نحلم، لكن لا شيء يتحقق من أحلامنا، يبدو أن أمك تطلب الرحمة، فصلّ لها”، لكن فريد ظل متشائمًا، وقال لها: "تعالِ نسافر.. أريد أن أعود لبيتي".
وفي الطائرة، التي كانت تنقله من لندن لتعيده إلى بيته في بيروت، ظل يردد عبارة واحدة فقط: "يا رب وصلني إلى بيتي.. ارحمني ولا تدعني أمت في الطائرة".
فريد الأطرشقالت له صديقته وهي تبكي: “طول عمرك تدعو ربك ألا يميتك في طائرة أو سيارة أو في الشارع، فلا تخف، إن الله يحب الذين يسبحونه بأصواتهم الجميلة”.
وما إن وما إن وصل بيروت وجد خطيبته سلوى القدسي، وهناك شعر بأزمة قلبية وتضخم القلب والكبد فانتقل إلى المستشفى، ورحل هناك، وتم نقل جثمانه للقاهرة لدفنه بجوار شقيقته أسمهان تنفيّا لوصيته.
وتقدم بوابة كل النجوم العديد من القصص والروايات المهمة في حياة نجوم الفن الذين أثروا السينما والتلفزيون المصري والعربي، من نجوم الزمن الجميل من خلال قسم زمان يا فن - كل النجوم، وصولا إلى فناني وقتنا الراهن، إلى جانب العديد من الخدمات التي تهم القراء وتقدم على مدار الساعة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: سامیة جمال
إقرأ أيضاً:
سماء بلا أرض.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة نظرة ما في مهرجان كان السينمائي
وقع اختيار مهرجان كان السينمائي الدولي -في دورته الـ78 المقامة من 13 إلى 24 مايو/أيار الجاري- على الفيلم التونسي "سماء بلا أرض" للمخرجة أريج السحيري لافتتاح مسابقة "نظرة ما"، حيث يشهد الفيلم عرضه العالمي الأول يوم الأربعاء 14 مايو/أيار.
View this post on InstagramA post shared by MAD Films (@madfilmsofficial_)
دراما إنسانية في مواجهة العنف والتهميشينقل الفيلم التونسي "سماء بلا أرض" للمخرجة أريج السحيري مشاهد من واقع مأزوم عاشته تونس في فبراير/شباط، حين تصاعدت حملات التحريض ضد المهاجرين من دول جنوب الصحراء الكبرى، مما أدى إلى موجة عنف واعتقالات تعسفية وحالات طرد قسري. الفيلم مستوحى من هذه الوقائع، ويسلط الضوء على التوترات الاجتماعية التي تفجّرت بسبب خطابات الكراهية والخوف من الآخر.
وتدور القصة حول "ماري"، وهي قسيسة من كوت ديفوار وصحفية سابقة تعيش في تونس، تفتح باب منزلها أمام "ناني"، أم شابة تطمح لبداية جديدة، و"جولي"، طالبة قوية الإرادة تحمل آمال أسرتها على كتفيها. مع وصول طفلة يتيمة إلى البيت، تتعرض علاقتهن لاختبار قاسٍ يكشف عن مدى هشاشتهن وقدرتهن على الصمود في ظل أجواء من التمييز والخوف
بعد الإعلان عن اختيار فيلمها للمشاركة في مسابقة "نظرة ما" ضمن الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي، كشفت المخرجة التونسية أريج السحيري -في تصريحات إعلامية- عن أن قصة الفيلم مستوحاة من وقائع حقيقية شهدتها تونس، حين تعرض مهاجرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء لموجة من العنف والتحريض، سواء في الإعلام أو في الشارع.
إعلانوأوضحت السحيري أن ما جذبها إلى هذا المشروع هو رغبتها في كسر الصورة النمطية للمهاجرين، من خلال تقديم شخصيات تحمل طبقات إنسانية عميقة، مليئة بالتعقيد والواقعية، وتستطيع أن تلامس المشاهدين بصدقها.
كما عبّرت -عبر حسابها على إنستغرام- عن امتنانها لكل من شاركها رحلة صناعة هذا الفيلم.
View this post on InstagramA post shared by Erige Sehiri (@erigesehiri)
في إطار مسابقة "نظرة ما" ضمن الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي، يشارك الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" (Once Upon a Time in Gaza) للمخرجين طرزان وعراب نصار. يستعرض الفيلم بأسلوب الكوميديا السوداء، الذي سبق أن قدمه الثنائي في فيلمهما "غزة مونامور"، الأحداث التي وقعت في غزة قبل حرب "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما يشهد المهرجان مشاركة الفيلم المصري "عائشة لا تستطيع الطيران" (Aisha Can’t Fly Away) للمخرج مراد مصطفى، الذي يعود إلى مهرجان كان من جديد. يناقش الفيلم حياة المهاجرين الأفارقة في حي عين شمس بالقاهرة، مُركزًا على قصة عائشة، الشابة السودانية التي تعيش في هذا الحي الذي يضم عددًا من المهاجرين من مختلف دول القارة الأفريقية.
تواجه "عائشة" في رحلتها المهنية في مجال الرعاية الصحية تحديات كبيرة عندما يطلب منها "زوكا"، أحد شباب العصابات التي تسيطر على المنطقة، خدمة مقابل حمايتها. يضع هذا الموقف أحلامها في مواجهة الواقع المرير الذي تعيشه، مما يجعلها تتنقل بين خيارات صعبة وأمل ضعيف. الفيلم من بطولة بوليانا سيمون، إلى جانب مغني الراب المصري زياد ظاظا، وعماد غنيم، وممدوح صالح.
تترأس المخرجة وكاتبة السيناريو والمصورة البريطانية مولي مانينج ووركر لجنة تحكيم مسابقة "نظرة ما"، التي تضم 20 فيلمًا، من بينهم 9 أفلام تُعرض لأول مرة. وتضم اللجنة أيضًا المخرجة وكاتبة السيناريو الفرنسية السويسرية لويز كورفوازييه، والمديرة الكرواتية لمهرجان روتردام السينمائي الدولي فانيا كالودجيرسيك، والمخرج والمنتج وكاتب السيناريو الإيطالي روبرتو مينرفيني، والممثل الأرجنتيني ناهويل بيريز بيسكايارت.
إعلانيُعد فيلم "سماء بلا أرض" العمل الروائي الطويل الثاني للمخرجة التونسية أريج السحيري، التي تعاونت في كتابة السيناريو مع آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، كما تولت إنتاج الفيلم بالشراكة مع ديدار دومهري. يشارك في بطولة الفيلم كل من آيسا مايغا، وليتيسيا كي، وديبورا ناني، إلى جانب الممثل التونسي محمد جرايا.
ويُعد هذا الفيلم المشاركة الثانية لأريج السحيري في مهرجان كان، بعد أن فاز فيلمها الأول "تحت الشجرة" بجائزة لجنة التحكيم من "نصف شهر المخرجين"، بالإضافة إلى حصوله على جائزة التانيت الفضي من مهرجان قرطاج وجائزة كبرى في النسخة الـ25 من مهرجان تايبيه السينمائي في تايوان.