RT Arabic:
2025-02-09@00:22:21 GMT

أسرار أكبر عملية انتحار في التاريخ!

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

أسرار أكبر عملية انتحار في التاريخ!

توصف المجزرة التي نفذت في غيانا على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية في 18 نوفمبر 1978، بأكبر عملية انتحار جماعي في التاريخ على الرغم من أن الجميع لم يتناول السم طوعا.

إقرأ المزيد هكذا تضيع الأوطان.. "أذكى" صفقة من نوعها في التاريخ

في تلك الحادثة المرعبة، خلف أعضاء طائفة دينية أمريكية  تدعى "معبد الشعوب" كانوا بنوا لهم "جونز تاون" في أحراش غيانا، وراءهم بأمر من زعيمهم الروحي "جيمس جونز" 913 جثة بينها 300 لأطفال وفتيان دون سن الـ 17.

تلك الطائفة التي جمعت أمريكيين من مختلف القوميات كانت تأسست في عام 1955 تحت اسم "اتباع المسيح"، وبعد عام تغير اسمها إلى "معبد الشعوب"، وكان يقودها جونز البالغ من العمر 35 عاما. هذا الرجل وعد أتباعه بـ"مساواة عالمية في السماء وعلى الأرض"، وبأنه سيبني لهم "جنة حقيقية على الأرض".

أقام جونز في البداية مركزا للطائفة في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا ثم افتتح كنيسة ثانية في لوس أنجلوس في عام 1972، وانضم إلى طائفته الآلاف بما في ذلك عدد كبير من الأمريكيين من أصول إفريقية ومن الأقليات الأخرى، سعيا وراء مساواة مفقودة في المجتمع الأمريكي حينها.  

كان الاتباع يتعرضون لعمليات غسل أدمغة متواصلة، تفكك روابطهم الأخرى وتربطها فقط مع الجماعة. كان هؤلاء يغذون بالشعارات البراقة وبأخطار محدقة فيما تجري عملية متواصلة لـ "كسر الإرادة"، لنيل طاعة مطلقة. وكانت تستخدم العديد من الأساليب للإخضاع مثل فصل أفراد الأسرة الواحدة وتشجيعهم على الوشاية وما شابه، علاوة على تعرض أعضاء من هذه الطائفة للضرب والابتزاز والإذلال بشكل منتظم.

الأمور ساءت داخل الطائفة بحلول عام 1977، وتسربت على الصحافة شكاوى من أعضاء سابقين انشقوا عنها، فانتقل في ذلك العام جونز وأعضاء طائفته إلى مجمع "جونز تاون" كان يقوم ببنائه في دولة غيانا في أمريكا الجنوبية منذ نحو أربع سنوات.

المستوطنة سميت على اسم الزعيم الروحي "جونز" وفيها تم بناء روضة أطفال ومدرسة، فيما كان الأعضاء يعملون في الزراعة وتربية الماشية، ويجتمعون في المساء، ليستمعوا إلى خطب قائدهم الروحي بشخصيته الكاريزمية والمرضية في نفس الوقت بجنون العظمة.

في جونز تاون لم يكن متاحا مغادرة "المخيم" المسور بالأسلاك الشائكة، والمجهز بمراكز حراسة ومراقبة.

استفحلت الأمور وزاد فرار "الأتباع" من طائفة "معبد الشعوب" وبتأثير ذلك، وصل إلى غيانا في 14 نوفمبر 1978 السناتور ليو رايان مع عدد من مساعديه ومجموعة من الصحفيين، لتقصي الحقائق عن تلك المستوطنة الأمريكية الخاصة خارج الحدود الأمريكية.

وصل السيناتور الأمريكي إلى مقر الطائفة في جونز تاون بغيانا في 17 نوفمبر، وفيما كان يستعد في اليوم الثاني للعودة إلى الولايات المتحدة، استقل العديد من أعضاء طائفة "معبد الشعوب" شاحنة وأرادوا مغادرة المعسكر صحبة السيناتور ومرافقيه.

تعرضت الشاحنة قبل مغادرة المجمع السكني وكان بين ركابها السيناتور ليو رايان إلى إطلاق نار، ثم قام أفراد مسلحون من الطائفة بشن هجوم على المدرج حيث كانت الطائرة تستعد للعودة بهم إلى الولايات المتحدة. في هذه المرة قتل خمسة أشخاص من بينهم السيناتور وثلاثة صحفيين بالرصاص وأصيب 11 آخرون.

بالتزامن مع إطلاق الرصاص على السيناتور ومرافقيه والأعضاء المنشقين عن الطائفة، أرسل جونز أمرا إلى أعضاء  طائفة "معبد الشعوب"  بتنفيذ خطة "انتحار ثوري" في المعسكر وخارجه، كانوا تدربوا عليها في أوقات سابقة.

في مساء 18 نوفمبر 1978 دعا حونز اتباعه إلى "المضي إلى السماء" وتلقى الأفراد حقنة وكوب بسائل أحمر هو مزيج من عصير العنب وسيانيد البوتاسيوم.

وزع المشروب القاتل أولا على الأطفال وسقي به حوالي 200 طفل بما في ذلك الرضع الذين سكب السم في أفواههم بواسطة الحقن.

من بين 1100 من سكان "جونز تاون" قتل 913 شخصا بمن فيهم زعيمهم جيمس جونز والذي قضى بعيار ناري.

بعد المذبحة اكتشف المحققون مخبأ أسلحة نارية في المجمع السكني، ومئات من جوازات السفر، ومبلغا بقيمة نصف مليون دولار أمريكي، كما أفيد بأن ملايين أخرى كانت مودعة في حسابات مصرفية في بنوك بالخارج.

معبد "الشعوب" انهار على ساكنيه، وبنهاية المطاف أعلن باعتباره مؤسسة قائمة عن إفلاسه نهاية عام 1978، فيما بقي سؤال وحيد محير يتردد غالبا في مثل هذه المناسبات وهي عديدة، كيف يمكن لشخص واحد أن يسيطر بشكل مطلق على جموع فتسلم له إرادتها ومقدراتها ومصائرها ومصائر أبنائها، تموت معه أسرا كاملة، ولا يكون هناك متسع للاستفاقة والعودة عن مثل هذا الجنون؟

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف

إقرأ أيضاً:

السيناتور راند بول يسخر من اقتراحات ترامب بشأن غزة

#سواليف

انتقد #السيناتور #راند_بول (جمهوري من كنتاكي) يوم الأربعاء #اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب بالاستيلاء على #غزة، وإرسال قوات أمريكية إذا لزم الأمر، وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

وكتب بول على منصة إكس “السعي إلى السلام يجب أن يكون من نصيب الإسرائيليين والفلسطينيين. لقد اعتقدت أننا صوتنا لصالح #أمريكا أولاً. ليس لدينا أي عمل بالتفكير في #احتلال آخر لتدمير ثرواتنا وسفك دماء جنودنا”.

وأرفق بول تعليقه بإعادة نشر منشور لوزير الخارجية ماركو روبيو يتحدث عن خطط ترامب لجعل غزة “جميلة مرة أخرى”.

مقالات ذات صلة أوضاع مأساوية يعيشها النازحون بعد تطاير الخيام البالية بفعل الرياح والأمطار الغزيرة / فيديوهات مؤلمة 2025/02/06

وكتب روبيو “يجب تحرير غزة من حماس. وكما أشار الرئيس اليوم، فإن الولايات المتحدة مستعدة لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى. إن سعينا هو تحقيق السلام الدائم في المنطقة لجميع الناس”.

وبدا بول منزعجا من انفتاح ترامب على إرسال قوات أمريكية إلى غزة لتعزيز الأمن.

ومع ذلك، استجاب بعض الجمهوريين بشكل إيجابي لمقترح ترامب، بما في ذلك رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري من لويزيانا).

وقال جونسون لمراسل شبكة CNN: “نعم، نحن نحاول الحصول على تفاصيل الأمر، لكنني أعتقد أنه تطور جيد”.

ويمكن للديمقراطيين استخدام نفوذهم على مبيعات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل للضغط على ترامب.

وقد أوقف المشرّعون الديمقراطيون بالفعل صفقة بيع أسلحة بقيمة مليار دولار لإسرائيل، والتي من شأنها أن تشمل قنابل بوزن ألف رطل وجرافات مدرعة من إنتاج شركة كاتربيل.

مقالات مشابهة

  • مثقفون يكشفون أسرار نقل معبد أبو سمبل.. السر في كتالوج RAISONNÉ
  • مثقفون يكشفون أسرار نقل معبد أبو سمبل.. السر في كتالوج RAISONNÉ
  • منظمة بدر : لا نخاف من أمريكا عدوة الشعوب ما دامت إيران سنداً لنا!!
  • أستاذ قانون دولي: لم يحدث في التاريخ فرض عقوبات على الجنائية الدولية مثلما فعلت أمريكا
  • أستاذ قانون دولي: لم يحدث في التاريخ قيام دولة بفرض عقوبات على الجنائية الدولية مثلما فعلت أمريكا
  • أستاذ قانون: لم يحدث في التاريخ قيام دولة بفرض عقوبات على الجنائية الدولية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يكشف أسرار اغتيال حسن نصرالله ومفاجأة بشأن عملية البيجر
  • التهجير القسري عبر التاريخ الحديث.. كيف تنجو الشعوب دائما من محاولات الإبادة؟
  • هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم إنديانا جونز رغم ضعف الإيرادات
  • السيناتور راند بول يسخر من اقتراحات ترامب بشأن غزة