21 نوفمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: طغت دعوة رئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم، إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، ورفض دعوات المقاطعة، على الفعاليات السياسية والمجتمعية في العراق، وأثارت جدلا حتى بين القوى التي تريد مقاطعة الانتخابات، والتي اعتقدت ان طريق المقاطعة سيكون منبسطا، وسوف تستسلم القوى الشيعية الرئيسية للمقاطعة تحت تبريرات حفظ الأمن والاستقرار.

وابدى مواطنون في الوسط والجنوب الاهتمام بما حذر منه الحكيم، ومعناه ان العزوف الشيعي عن الانتخابات في مقابل مشاركة الناخبين السنّة والمكونات الاخرى بكثافة، سيولد انقلابا دراماتيكيا في النسب المكوناتية، يرقص لها أولئك الذين يريدون نكوص المكون الأكبر.

لكن القضية بدت من وجهة نظر الحكيم في كلمته في مؤتمر انتخابي، اكبر وأخطر من قضية أحداث شغب، او فوضى هناك وهناك، لان تأجيل الانتخابات يعني “اختلال التوازن المكوناتي”، الذي عانى منه العراق طويلا وتسبب في خسائر جسيمة في الأرواح والأموال.

وبتفاصيل اكثر دقة، نبّه الحكيم إلى إشكالية خطيرة، ستتولد اذا ما تعطل القطار الانتخابي، وهو خسارة الشيعة للأغلبية العددية في المحافظات، ذات الطبيعة السكانية المتنوعة، خصوصاً العاصمة بغداد، التي يسكنها نحو ربع سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 40 مليون نسمة.

وبحسب معلومات دقيقة، فان قوى استعدت لهذا الامر، كي تعوض لنفسها الانسحاب الشيعي وترفع منسوبها التمثيلي في بغداد إلى اكثر من المخمّن سياسيا وهو الـ 27 بالمائة.

ولا يفهم من ذلك ان الحكيم يطلق إشارات طائفية، لكنها حقائق ديمغرافيا الانتخابات التي لا يمكن تجاهلها، بوصف مراقبين.

الحكيم قال في مؤتمر انتخابي أن دعوات منع الناس من المشاركة، ستخلق نتائج غير متوازنة في تمثيل المكونات الاجتماعية، خصوصاً في المحافظات ذات التمثيل المكوناتي المتنوع.

وحمّل الحكيم دعاة منع الناس من المشاركة مسؤولية اختلال التوازن المكوناتي وحالة عدم الاستقرار التي ستترتب عليه.

وواضح ان الحكيم، كان الأسرع من بين قوى الاطار الشيعي والأدق في تحديد المشكلة من اجل تجديد الاحداثيات، فبعد الحكيم أفادت تصريحات قوى الإطار التنسيقي بانها تتابع دعوات المقاطعة وما ينجم عنه من عزوف الناخبين الشيعة عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع، في مقابل مشاركة الناخبين السنّة بكثافة.

وفي دول حديثة العهد بالديمقراطية، مثل العراق، فان “الانتخاب الواعي”، ضرورة، كي لا تتحول الانتخابات إلى تجارة، وجسر يصعد عليه الوصوليون الذين يفتقرون الى المعرفة والكفاءة، الى المناصب العليا، وسلطات القرار.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

لماذا رفض عمدة أنقرة المنافسة على مقعد زعيم المعارضة؟

أنقرة (زمان التركية) – عارض عمدة أنقرة منصور يافاش إجراء انتخابات مبكرة في حزب الشعب الجمهوري، ورفض ترشيح نفسه على مقعد زعيم الحزب.

وخلال اجتماع،  استمر حوالي ساعتين ونصف، نوقشت خطة حزب الشعب الجمهوري لتحديد المرشح الرئاسي عبر الانتخابات التمهيدية.

وخلال الاجتماع، قرر رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزجور أوزال،  وعمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو تحديد المرشح الرئاسي عن طريق الانتخابات التمهيدية، بينما رفض يافاش هذا المقترح، قائلا: “لن أشارك في الانتخابات التمهيدية”.

وشدد يافاش على ضرورة تصدر الفقر والجوع أجندة الحزب عوضا عن الانتخابات المبكرة، واعتبر أن الوقت لا يزال مبكر لتحديد مرشح الحزب للرئاسة، وأن الانتخابات التمهيدية لا ينبغي أن تكون معيارًا، مشيرا إلى مخاوفه من أن إدارة الانتخابات التمهيدية قد تؤدي إلى الاختلاف بين أعضاء الحزب.

وأكد يافاش على ضرورة ألا تنشغل أجندة الحزب بالنقاشات حول الانتخابات التمهيدية، قائلا: “يجب أن تكون أجندتنا الجوع والفقر. الناس بائسون. لا يمكننا الإطاحة بالسلطة إلا بهذه الأجندة. نحن بحاجة إلى العمل على هذا وطمأنة الجمهور بأننا قادرون على إصلاح الاقتصاد المحطم، ويجب أن يكون ذلك من أولوياتنا “.

وأشار يافاش خلال الاجتماع إلى ضرورة التعامل بحساسية شديدة مع المرحلة لتجنب تعريض الناخبين لخيبة أمل.

هذا ومن المقرر أن ترتكز أجندة اجتماع اللجنة المركزية للحزب اليوم بقيادة أوزال على استراتيجيات الانتخابات المبكرة، كما سيشهد الاجتماع تحديد خارطة طريق الانتخابات التمهيدية.

Tags: أكرم إمام أوغلوأوزجور أوزالحزب الشعب الجمهوريمنصور يافاش

مقالات مشابهة

  • الشتوي: تكثر شائعات التحذير من الأطعمة التي تسبب السرطانات ويجب تحري صحة المعلومات .. فيديو
  • كيف تحمي المنصات الرقمية الناخبين الألمان من الأخبار الكاذبة؟
  • مقاطعة سياسية سنية وكردية تؤجل اجتماع ائتلاف إدارة الدولة
  • مقاطعة سياسية سنية وكردية تؤجل اجتماع ائتلاف إدارة الدولة- عاجل
  • انتخابات العراق 2025.. معركة مبكرة وصراع على قانون اللعبة
  • لماذا رفض عمدة أنقرة المنافسة على مقعد زعيم المعارضة؟
  • الحكيم: استقرار غير مسبوق في العراق سياسيا واجتماعيا وأمنيا
  • الإطار التنسيقي يرمم صفوفه.. تفاهمات جديدة تعيد الحكيم إلى الطاولة
  • الحكيم يستنكر تصريحات نتنياهو ويدعو لمؤازرة الشعب الفلسطيني
  • الحكيم يدعو مجلس محافظة بغداد الى الابتعاد عن التدافع السياسي