يطرق العيد أبواب العديد من اللبنانيين بخجل هذا العام، أيضاً. ففرحة عيد الميلاد الباهتة أصلاً منذ أعوام بفعل الأوضاع الإقتصادية المزرية، يزديها شحوباً الوضع الأمني المعرّض للتهشّم في أية لحظة جراء الحرب الإسرائيلية الدائرة على غزة. وفي حين يفصلنا شهر واحد فقط عن موسم عيد الميلاد، المتاجر باتت مليئة بالزينة المبهرجة، فهل يشتريها المواطنون؟

تكلفة زينة "شجرة الميلاد"
اللافت في أغلبية المتاجر التي جلنا عليها، أن الأسعار تحسب حصراً بالدولار الأميركي، إذ يبدو أن أصفار العملة الوطنية لا تتسّع على لصقات التسعير، وربمّا للتخفيف من هول التكلفة على الزبائن.


البداية مع أسعار شجرة الميلاد، التي لا تقل عن الـ100 دولار للشجرة الواحدة المتوسطة الطول، والعادية من حيث الشكل والنوعية، بينما تصل إلى أكثر من 200 دولار حين يتعلق الأمر بالشجرة الطبيعية والتي يتخطى حجمها الـ 180 سنتيمتراً.
وبما أن الشجرة لا تكتمل إلا بالطابات المزخرفة والملونة، ومجموعة الأضواء التي لا بد منها لإضفاء المزيد من السحر على الأجواء الميلادية، يبدأ سعر العلبة التي تحتوي على 6 طابات صغيرة، بين 3 و5 دولار، بينما العلبة المتوسطة يرتفع سعرها إلى ما بين 6 و8 دولار، والعلبة ذات الطابات الكبيرة يتراوح سعرها بين 10 و14 دولار، بحسب نوعيتها وشكلها.
وعن الأضواء، فيبلغ سعر الشريط الذي يحتوي على 300  لمبة حوالي الـ4 دولار، بينما يرتفع سعر ذاك الذي يحتوي على 500 لمبة إلى 8 دولار. وفي حال أراد المواطن تزيين شرفته بشريط "الشلال" على سبيل المثال بطول الـ4 أمتار، فعليه دفع ما لا يقل عن 11 دولار.
وبالإنتقال إلى المغارة ومستلزماتها، فيختلف الأمر طبعاً بحسب الشكل والحجم الذي يريد المرء اعتماده. فبين مجموعة الأوراق والأشخاص والمنازل الصغيرة، قد يصل مجمل سعرها إلى ما لا يقل عن 50 دولار.

بين الأسعار الكاوية والتأقلم...
وفي خضمّ جولتنا، كان لا بد من التوقف عند بعض المواطنين لاستطلاع آرائهم. وفي هذا الإطار، أكدت إحدى السيدات لـ"لبنان 24" أنها صعقت بسبب "الأسعار الكاوية"، على حدّ تعبيرها.
وقالت: "لا أدري إذا كان التجار وأصحاب المحال يعيشون معنا على نفس الكوكب أو على الأقل في البلاد عينها"، مشيرة إلى أن الأسعار توحي وكأن لا أزمة في لبنان وأن الرواتب طبيعية ولا أزمة سيولة.
وأضافت: "شخصياً، لن أشتري شيئاً جديداً للزينة هذا العام، على الرغم من أن البضائع جميلة جداً وملفتة للنظر، إلا أن أولويات أخرى أضعها في اعتباري تمنعني عن التبضّع".
وأوضحت أن المهم بالنسبة لها أن تتمكن من جمع عائلتها الى مائدة عشاء العيد بما تيسّر من أصناف طعام، بالإضافة إلى شراء ما أمكن من ثياب جديدة لابنها البالغ من العمر 9 أعوام.
أما سيدة أخرى، وبمشاهدتها تضع في عربة التسوق الخاصة بها أنواعاً مختلفة من طابات الزينة وسواها من المستلزمات، يمكن التأكد من لا مشكلة لديها مع الأسعار.
وبالفعل، قالت لـ"لبنان 24": "الأسعار مقبولة ومنطقية، ويمكن للمرء شراء ما يناسبه من البضائع"، مشيرة إلى أن"الواقع في لبنان بات يفرض أن يتأقلم المرء مع الغلاء والأسعار كي يتمكّن من العيش والإستمرار".
وأضافت أنها لن تحرم عائلتها من بهجة التزيين لعيد الميلاد، إذ أن هذا العيد يحلّ مرة واحدة فقط في العام ولا بأس إن تكبّد المواطن بعضاً من المال في سبيل إضفاء السعادة والأمل على منزله ومحيطه.
 
يبدو أن بهجة العيد تجد دوماً مكاناً مهما كان صغيراً لتثبت من خلاله نفسها، واللبناني مهما كان مأزوماً، يعيش دوماً بما تيسّر من حال الأمل بغد أفضل، مهما كان الوضع قاتماً. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

27 مليون دولار حصيلة المركزي من تدفقات السياحة في أسبوعين

كتبت "الأخبار":   سجّل مصرف لبنان نشاطاً لافتاً في بيع الليرات وشراء الدولار من السوق في أول أسبوعين من الشهر الأخير في 2024. وبحسب المعلومات المستقاة من مصادر في مصرف لبنان، فإن حصيلة ما جمعه في هذه المدة القصيرة بلغ 27 مليون دولار، وأن هذا المبلغ أضيف فوق المبالغ التي جمعها في إطار الاحتياطات الحرّة بالعملة الأجنبية، أي الاحتياطات القابلة للاستعمال منه بشكل حرّ لأنها لا تمثّل بأي شكل من الأشكال جزءاً مما بات يتعارف عليه بأنه "أموال المودعين".     عملياً، استطاع مصرف لبنان جمع مبلغ يصل إلى ملياري دولار من الاحتياطات الحرّة على مدى مدة تتجاوز سنة، إلا أنه في المدة الأخيرة وبسبب الحرب كانت هناك شكوك بأنه سيتمكن من جمع المزيد، لكن الواقع أن هناك أمرين يتيحان استكمال هذا المسار؛ الأول هو الأموال التي دخلت إلى البلد لإعادة الإعمار والإغاثة أثناء الحرب وما بعدها أيضاً، والثاني هو نشاط الحركة السياحية في لبنان بعد وقف إطلاق النار. فمنذ وقف إطلاق النار، وصل إلى لبنان 1705 رحلات تحمل 100251 راكباً، وفي المقابل غادرت 1674 رحلة على متنها 192,200 راكب، يمثّل هذا الرقم فائضاً بنحو 58,900 وافد إلى لبنان، وهو رقم يفوق الفائض في المدة نفسها من سنة 2022، أي في السنة التي سبقت "طوفان الأقصى"، الذي بلغ 56,900.     في السنوات الماضية أصبحت الحركة السياحية في لبنان مقتصرة على المغتربين الذين يعودون في إجازاتهم السنوية إلى البلد. في الواقع، قدوم عدد لا بأس به من المغتربين إلى لبنان أتاح لمصرف لبنان تنشيط حركة شراء الدولارات من السوق، بسبب تدفّق الدولارات مع المغتربين. الجدير بالذكر أن هذه الحركة تأتي حتى قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً التي بُني عليها وقف إطلاق النار، مع عدم استقرار الأوضاع الأمنية بشكل كامل، خصوصاً مع انعدام الاستقرار الأمني الذي تشهده سوريا أيضاً. وهو ما قد يشير إلى تعافٍ أكبر للحركة السياحية إلى لبنان خصوصاً مع استقرار الأوضاع الأمنية أكثر مستقبلاً. قد يكون هذا الأمر مسهِماً في ازدياد قدرة مصرف لبنان على شراء الدولارات من السوق وتوسيع احتياطاته بالعملات الأجنبية، التي يمكن أن يستخدمها لضمان استقرار أكبر في سعر الصرف، بالإضافة إلى تأمين حاجات الدولة من العملات الأجنبية.

مقالات مشابهة

  • أسعار الذهب في محلات الصاغة اليوم الجمعة
  • أخبار محافظة المنيا خلال 24.. بعد توقف عام| بدء موسم توريد القصب بمصنع سكر أبو قرقاص وحملات مكثفة للنظافة استعدادًا لعيد الميلاد المجيد
  • بين مشروعية الجهاد وضرورة الدفاع عن وجودنا
  • استعدادًا لعيد الميلاد المجيد.. حملات للنظافة وصيانة أعمدة الإنارة بمحيط كنائس المنيا
  • هذا ما يتمنى اللبنانيون تحقيقه في الـ 2025
  • مفاجأة.. هذا ما يبحث عنه اللبنانيون عبر غوغل
  • عن الـ20 دولاراً في لبنان.. ماذا اكتشف مواطنون؟
  • توقف نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبرالأراضي الأوكرانية
  • بين تفاؤل حذر وواقع أليم.. اللبنانيون يبنون الآمال ويعولون على سنة أحلى عسى ألا تدمرها غارات جديدة
  • 27 مليون دولار حصيلة المركزي من تدفقات السياحة في أسبوعين