الدعاء إحدى وسائل مناجاة الله والتضرع إليه، أوصانا النبي الكريم بالحرص على ترديده في كل وقت وحين، وقال عزوجل في كتابه الكريم: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».

دعاء النبي عند صلاة التهجد 

وأكد مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، أنّ النبي كان يحرص على ترديد الدعاء في كل وقت خاصة عند النوم، فعن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا» وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ».

صحيح البخاري

وأوضح المجمع عبر صفحته على فيسبوك، أنّ النبي كان يدعو ربه في قيام الليل، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وأكد المجمع أنّ ذكر الله من الأمور التي يجب أن يواظب عليها المسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ، وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ». صحيح البخاري

وتابع: «النبي صلى الله عليه وسلم أكد أهمية تحمل المسؤولية العامة والخاصة، حيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دعاء دعاء النبي ما دعاء النبي دعاء قبل النوم ال ح م د

إقرأ أيضاً:

نهال علام تكتب: زوجات النبي (1)

كلما استبدّ بي الشوق إليك، أجد نفسي تهفو لقولٍ مِنك، يا حبيبي أتعجل لقائي بك، وإن لم استحقّه فحسبي شفاعتك.. فهي طوقي، ومحبتي لك.. ملاذي، ويقيني بك وبمولاك ستكتب نجاتي، يا أغلى عندي من حياتي، وكيف لا وفي بُعدَك هلاكي، يا طيب القلب وسيد الخَلق ومن عَلم البشرية فضاء التفكير الطَلق، أعيش بين ما تركته من سيرة عطرة، وأتلمس ما صنعته من إرث إنساني وكأنه حديقة نضرة، كلما قطفت ثمارها زادت بركتها ووسع ريعها، وتطاير عبق ريحانها وأريج ووردها ونثرات ياسمينها، حبيبي أنت..

يا هادي البشرية ومعلم الإنسانية، من بين فلجاتك علمتنا أثر الكلمة في صلاح الدنيا، وبابتسامتك نبهتنا أن نتقي النار ولو بشق تمرة، ولو قامت القيامة أزرع ما في يدك ليطرح يوماً ثمرة، يا خاتم المرسلين والنور الحق للموحدين سيدي ورسولي الكريم، ابن عبدالله القرشي وآمنة العدنانية، محمد رسول الله الصادق الأمين، هادي الخلائق مما يلاحقهم من ضلال مبين، تهفو الروح لصحبته يوم الفِرار العظيم، سيبقى هو ليكون عوضاً عن الأهل والولد وحزن النفس وتوقها لسند.

فتقبلني يا الله وأجعلني في زمرة المرحومين ولحبيبك ونبيك لأكن ممن في صحبته أصبحوا شاكرين مطمئنين، فهو السراج المنير  الداعي لمسالك الحق اليقين، وبرحمتك أكتب لنا جنات النعيم وبعفوك أمحو ذلة نفسي مما ظننته سوءاً في حياة ابن عبدك المُقفى المنزه عن الهوى، والمصطفى لكل الفضائل المحمود الخلائق، الحاشر لرحمتك لذا طهرته من النقائص والمعصوم بأمرك، فكيف يناله ظناً من عبد دنيوي مهموم بذنوب ملأته وعن تحرّي الحقيقة شغلته، فاكتفى بما قالوا ولم يسعَ لفهم لما قالوا!

لكني كنت طفلة صغيرة، وكانت السيرة النبوية لا تربو عن بعض قصص قصيرة، غايتها عدد من الدرجات القليلة لتكتمل بها أركان الشهادة الصفية لتمر السنة الدراسية باجتياز التربية الدينية ولا يُهم ما إذا كان ذلك بصورةٍ حقيقية أو دفترية شكلية، ومرّت السنون وتعاقبت زيارتي لحرم النبي اللطيف الحنون، وصلاتي في روضته الفتون، وتعاظم صراع نفسي لأجاهد سؤال يدور بنفسي، والحيرة تفتك بصفاء روحي التي استردها كلما وطأ قلبي مدينته المنورة التي أكرمته في حياته فكرمها بشرف أن تشهد وفاته وتضم جسده بعد مماته، فكيف لهذا النبي الكريم صاحب الرحمة المهداة التي نستشعرها في جنبات مسجده العظيم، وفي طرقات مدينته المزدانة بأطواق النخيل، أن يكون مزواجاً ونقطة ضعفه.. حاشاه هي الحريم!

سأعترف لعل الله يغفر لي ما اقترفت من ذنب، وهذا يقيني وحسبي إني كنت طفلة غايتها اللعب، وسعادتها في تلك الحصة التي لن يحاسبها عليها أحد، وهي حصة التربية الدينية التي غالباً كانت تتكرر بصفة شهرية قبل كل الامتحانات الدورية، لذا لم أكن أبالي، فالنجاح مضمون والتفوق ليس بمطلوب، فكما كنا نتهامس أنا وزملائي ومعلمي اللغة العربية .. "ده امتحان دين يا جماعة متكبروهاش"، واختلفت الأزمان وتعاقبت الأجيال لكن لازال ذات الهمس دائراً!
حتى كانت تلك الحصة وحدها دون غيرها استرعت انتباهي، واستحوذت ألبابي وفتحت باباً لسؤالاتي، التي لم تجد على مرّ السنوات ما يطفئ لهيب فضولها، ويسد ظمأ قناعتها ورمق منطقية إجابتها، فقد كان الدرس عن زوجات النبي البالغ عددهن عدد أصابع اليدين مجتمعتين، غير أمنا خديجة خيرة نساء المسلمين، فكيف كان ذلك، ولم حدث ما يعرفه زماننا بأنه درب من المهالك!

وكلما سألت عن السبب بدا وكأني ارتكب قلة أدب، وكان الجواب ثابتاً وإن تغيرت الشخوص أن حكمة النبي الذي لا ينطق عن الهوى ليست بمجال للمناقشة ولا درب للمماحصة ولا سبيل للمجادلة، ويكفي اليقين بأن كل زوجة لها ظرف وكل زيجة حدثت لأمر ما يضمن خدمة الرسالة، دون الدخول في سفسطائية خداعة.

ولكن حقاً لم يكن هذا الأمر الملتبس بالنسبة لي إلا تشويشاً على الرسالة  وعائقاً للدفاع عن الحبيب ضد بعض الأفكار المضللة والمُدعية الهدامة، التي استغلت تلك النقطة لنقد سيرته ونقض عهده وسوء وِده، والرَغب عن وعده، لذا لم أكتف باليقين، فالحقيقة حق لمن سأل.

مقالات مشابهة

  • هل أمر النبي بتأخير صلاة العشاء؟.. انتبه لـ7 حقائق ينبغي معرفتها
  • الثلاثاء.. انطلاق النسخة الرابعة لـ«منتدى البحوث الإسلامية للحوار» حول أُسُس البناء العقلي
  • البحوث الإسلامية يعلن انطلاق الموسم الثاني لمسابقة ثقافة
  • نهال علام تكتب: زوجات النبي (1)
  • هل يجوز إخراج الصدقة من مال فيه شبهة حرام؟ أمين الفتوى يجيب
  • أمين البحوث الإسلامية : المخطوط العربي ذاكرة حيَّة للأمَّة وأحد أعظم كنوزها الثقافية
  • طرق فعل الخير في الإسلام.. تعرف عليها كما أوصى النبي
  • وصايا النبي : دعاء مستجاب لك إذا استيقظت فجأة في الليل
  • 16 عملًا مستحبًا قبل النوم من هدي النبي
  • حكم السلام على النبي في الصلاة بصيغة الخطاب