التغيرات المناخية تعجل بدمار الأرض أكثر من الحروب.. كيف تتعامل مصر معها؟
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
العمل المناخي يعد هدفاً من أهداف التنمية المستدامة، وبالتالي فإن تنفيذه يساعد بشكل مباشر في تحقيق التنمية المستدامة، ولكن مواجهة آثار التغيرات المناخية تتجاوز قدرات الدول النامية.
وتولي مصر اهتماما كبيرا بقضية التغيرات المناخية، وتدرس تطوراتها وتأثيراتها على مصر والمنطقة كافة وعلى مختلف دول العالم، حيث إن مصر من الدول النامية المتأثرة بظاهرة التغيرات المناخية، لذلك تتجه سياستها فى هذا الملف لرفض أى التزامات إجبارية على الدول النامية لمواجهة آثار هذه الظاهرة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إنّ تكاليف مواجهة آثار التغيرات المناخية تتجاوز قدرات الدول النامية.
جاء ذلك خلال فعاليات إطلاق تقرير المتابعة الأول للمنصة الوطنية للمشروعات الخضراء "برنامج نُوَفِّي"، الأحد.
وأضاف أن البصمة البيئية تمثل عنصرا مهما في المشروعات والأنشطة الإنمائية بدءا من التصميم حتى التنفيذ والوصول إلى مسارات الاستدامة.
وأشار إلى أنّ هذه المسارات تعزز من قدرات المجتمعات؛ لتنعم الأجيال الجديدة بصحة جيدة ومستقبل أفضل، وأنّ التغيرات المناخية تسببت في أضرار كارثية للمجتمعات الأكثر احتياجا وتحديدا النساء والأطفال.
ويتضمن تقرير المتابعة الأول للمنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي» تفاصيل تطور جهود العمل المشترك والتنسيق بين شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، والتحالفات الدولية في مجال العمل المناخي، والجهات الوطنية، لتنفيذ تعهدات البرنامج، فضلًا عن استعراض تطور الشراكة في ضوء برنامج "نُوَفِّي بلس" الذي يتضمن مشروعات النقل المستدام.
ويستهدف برنامج نوفي، حشد استثمارات بقيمة 14.7 مليار دولار لتنفيذ 9 مشروعات في مجالي التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية بقطاعات المياه والغذاء والطاقة.
ودشن البنك الأوروبي للاستثمار ووزارة التعاون الدولي، المركز الإقليمي لشمال أفريقيا والشرق الأدنى التابع للبنك الأوروبي.
التغيرات المناخية أخطر تهديد.. وكيل الأزهر: الإسلام اعتنى بالبيئة وحذر من تلويثها مستثمر أفريقي: توقيع اتفاقيات التحول الأخضر مهم للتنمية بالقارة السمراءوقالت ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إن الأمر الجيد من تعاون الدولة المصرية مع البنك الأوروبي للاستثمار، ليس فقط لجمع الموارد لعمل الاستثمارات، ولكن أيضا طريقة تصميم البرنامج، خاصة فيما يتعلق بمجالات الطاقة، والمياه.
وأضافت "فؤاد"، في جلسة نقاشية خلال فعاليات تدشين المركز الإقليمي لشمال أفريقيا والشرق الأدنى، أن مواطني الدول النامية واقعون بين مكافحة المناخ والفقر، مشيرة إلى أهمية إعطاء الفرصة للتحول الأخضر العادل، وهو ما تقوم به حاليا منصة "نوفي" برعاية وزارة التعاون الدولي.
جدير بالذكر أن وزارة التعاون الدولي، أطلقت في يوليو 2022، برنامج "نُوَفِّي" بالتعاون مع الجهات الوطنية المعنية في ضوء الجهود الوطنية لتحفيز العمل المناخي وتحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وتنفيذًا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء، بإعداد والترويج لقائمة المشروعات الخضراء، بهدف حشد التمويلات التنموية الميسرة ومنح الدعم الفني لتنفيذ المشروعات الخضراء، وأيضًا التمويلات المختلطة التي تحفز مشاركة القطاع الخاص، انطلاقًا من توجه الدولة نحو توسيع قاعدة دور القطاع الخاص في جهود التنمية.
التحول الأخضر بمصروتعد المنصة جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، وتعمل على تحقيق أهداف رئيسية هي (1) تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات، و(2) بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة به، و(3) تحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ، و(4) تحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، و(5) تعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وتبادل المعرفة.
ونفذت وزارة التعاون الدولي، في ضوء الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، مشروعات محددة في مجالي التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية من خلال حشد أدوات التمويل المبتكر والمختلط، ومبادلة الديون، واستثمارات القطاع الخاص، والمنح التنموية، والدعم الفني بما يدفع جهود التحول الأخضر في مصر.
كما مضت الوزارة قدمًا في إجراءات تأهيل وحشد التمويلات للمشروعات ضمن البرنامج، والتي يصل عددها إلى 9 في مجالي التخفيف والتكيف، بالتنسيق والتعاون مع شركاء التنمية الرئيسيين لكل محور، وهم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية شريك التنمية الرئيسي لمحور الطاقة، والبنك الأفريقي للتنمية شريك التنمية الرئيسي لمحور المياه، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد" شريك التنمية الرئيسي بمحور الغذاء، و ذلك بحسب تصريحات الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، خلال مشاركتها في المنتدى الإقليمي العربي الثاني لتمويل المناخي الذي عقد استعدادًا لمؤتمر المناخ COP28، بالإمارات العربية المتحدة.
وقال المهندس هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، إن قطاع موارد الري يواجه عدد من التحديات، مثل الزيادة السكانية، وندرة المياه، والتغيرات المناخية.
وأضاف سويلم، أن 98% من المياه في مصر تأتي من 10 دول خارج الحدود، ما يجعل هذا التحدي الأكبر، إضافة إلى تحديات ارتفاع مستوى سطح البحر، وارتفاع درجات الحرارة المؤثرة على الزراعة.
وأشاد سويلم ببرنامج "نوفي" الذي يقدم الدعم الفني والمادي لتخطي كل هذه التحديات، حيث قام البرنامج بعمل مشروع لتحسين القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وعدد من المشروعات الأخرى من التوسع في مشروعات الري بالطاقة الشمسية، وغيرها.
وأكد وزير الموارد المائية والري، أن برنامج "نوفي" استطاع أن يشرك القطاع الخاص في استثمارات قطاع المياه التي كانت غير جاذبة له من قبل، وأن يشارك في توطين الصناعة والخلايا الضوئية، ونشر فكر الري الحديث.
وأكد علي قطب، أستاذ المناخ، أن مصر لديها استراتيجية واضحة للتحول نحو المناخ الأخضر بشكل تدريجي والتنمية المستدامة، متابعا: "يتم الاعتماد على الطاقة الشمسية وتخفيض الانبعاثات الكربونية تدريجيا وزيادة استخدامات الهيدروجين الأخضر ".
وأضاف: "مصر تتوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر الصديق للبيئة، وهناك تحول نحو استخدامات الطاقة المتجددة من أجل التكيف مع التغيرات المناخية".
وتابع: "مصر تتجه نحو إنتاج الأتوبيسات المستخدمة للكهرباء بدلا من الوقود الأحفوري".
وأكمل علي قطب: "مصر تسعى إلى تخفيض الانبعاثات الكربونية للحد من التغيرات المناخية "، واستطرد: "على دول أوروبا المشاركة في تمويل مشروعات التحول الأخضر".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التغيرات المناخية آثار التغيرات المناخية الدول النامية وزارة التعاون الدولي العمل المناخي التحول الاخضر مع التغیرات المناخیة التعاون الدولی الدول النامیة التحول الأخضر القطاع الخاص
إقرأ أيضاً:
"التلوث البيئي وعلاقته بالتغيرات المناخية".. ندوة بإعلام المحلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم مركز إعلام المحلة الكبرى في محافظة الغربية وبالتعاون مع أحد المستشفيات الخيرية بالمحلة الكبرى، اليوم الخميس، ندوة توعوية تحت عنوان " التلوث البيئى وعلاقته بالتغيرات المناخية "، بمقر قاعة المؤتمرات بالمستشفى، و أدارت اللقاء سماح جميل الإعلامية بمركز إعلام المحلة ، وبحضور محمود السمرى مدير المركز .
تأتي الندوة في إطار حملة "دعم الجهود الوطنية في مواجهة التغيرات المناخية"، التي أطلقتها الهيئة العامة للاستعلامات ممثلة فى قطاع الإعلام الداخلى، والتي تهدف إلى رفع الوعى بجهود الدولة فى التصدى لأزمة المناخ ودمج المواطنين فى أساليب المواجهة وحماية البيئة ، وبتوجيهات من دكتور أحمد يحيي رئيس القطاع.
حاضر بالندوة الدكتور عبد الباسط مرسى شكر أستاذ متفرغ بقسم الكيمياء بكلية علوم جامعة طنطا، والذي أشار إلى أن التلوث البيئى نتج عن تدخل الإنسان فى التوازن الطبيعى الذي خلق الله به الأرض ككوكب صالح لحياة البشر، ولكن مع تدخلات الإنسان، و محاولاته صنع حضارة متقدمة لم ينتبه إلى أنه يدمر هذا التوازن الطبيعي، مؤكداً على تدخلات الإنسان على مدى القرنين الماضيين أدى إلى تدهور حالة كوكب الأرض.
وأوضح أن الملوثات البيئية أثرت بشكل مباشر فى تلوث الهواء والماء والتربة، مما أصبح يهدد النباتات والحيوانات والإنسان ويصيب هذه الكائنات بما فيها الإنسان بأمراض خطيرة لم تكن موجودة فى الأجيال السابقة نتيجة التلوث ، وأشار إلى أن التفاعلات التي تحدث بين الغازات والأشعة الشمسية و الأبخرة أدت إلى زيادة سخونة الأرض بما يساهم فى ذوبان الجليد فى القطبين وحدوث ارتفاع فى مستوى سطح البحر، مشدداً على أن هناك إجراءات يجب على المواطنين والدولة عملها للحد من التلوث البيئى ومن هذه الإجراءات إعادة تدوير المخلفات و أيضا تحويل المخلفات لصور أخرى من الطاقة النظيفة وغيرها، ودور المؤسسات بالدولة سن القوانين وتطبيقها بكل حزم على المخالفين، وأن تتبنى الأبحاث العلمية التي تساهم فى التخلص من النفايات و تحولها لمواد نافعة.