لماذا فازت إسرائيل برئاسة الأرجنتين؟..الرئيس يقول الله كلمه مرة وأوحى اليه مرات!
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
مثّلت نتائج الجولة الثانية لانتخابات الأرجنتين الرئاسية، يوم الأحد الماضي، مفاجأة لأغلب الرأي العام الدولي، رغم احتمال حدوثها الكبير، حيث بات قبول فوز المرشح الليبرالي المتطرف خافيير ميلي، المشهور بـ "المجنون"، أمرًا واقعًا فرضه حوالي 56% من الناخبين. في المقابل حصل خَصمه وزير الاقتصاد الحالي سرخيو ماسا على 44%، بنسبة مشاركة بلغت 76%.
ورغم استياء بعض دول الجوار من هذه النتيجة، فإنَّ أكبر مستفيد منها، هما: إسرائيل والولايات المتحدة، اللتان اعتبرهما ميلي، أهم شريكين والمثل الأعلى له. وللرئيس المنتخب، حديثًا، علاقة خاصة بإسرائيل والدين اليهودي، من المحتمل جدًا أن تحدث صخبًا أكبر من الذي أحدثته مؤخرًا، وذلك بعد تولّيه منصب الرئاسة.
لماذا فاز؟وحتى نتعرف على ملامح شخصية ميلي وسرّ تركيزه على إسرائيل والدين اليهودي، نحتاج فتح نافذة صغيرة للتعرف أولًا على وضع الأرجنتين السياسي والاقتصادي، الذي جعل ميلي يفوز برئاستها.
فالأرجنتين- صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية- مرّت في السنوات الأخيرة بانهيار اقتصادي حادّ، نتيجة سياسات متراكمة غير موفقة، زادت من حدّتها، جائحة كورونا. ووصل مستوى التضخم فيها إلى 143%، وطال معدل الفقر 40% من المجتمع. ورغم كل الانتقادات الموجهة لحكومة فرنانديز ونائبته كريستينا كيرشنر المنتهية ولايتها، فإن حجم الدين لصندوق النقد الدولي البالغ 44 بليون دولار، يمثل في الحقيقة ما تبقى من أكبر قرض في تاريخ البلاد، كان سلفهم اليميني ماوريسيو ماكري قد تلقاه في 2018، والبالغ 57 بليون دولار. لكن عمليات الشيطنة الممنهجة لحكومة "كيرشنر"- كما يعرّفها الأرجنتينيون- جعلت منها المسؤولة على كل نكبات البلاد، وعجّلت بإسقاطها، وتسليط أقسى العقوبات عليها قريبًا، كما توعّد بذلك الرئيس المنتخب ميلي. مع الإشارة أيضًا إلى أن الخلافات السياسية- التي تغلغلت في المطبخ الداخلي لحكومة فرنانديز ونائبته كيرشنر، وبلغت حدّ القطيعة بين أكبر رأسين في مؤسسة الرئاسة- أسقطت السقف على الجميع، واعتبرها بعض المحللين "حكومة الابن الضال" للمنظومة البيرونية الحاكمة منذ ثمانية عقود؛ (نسبة إلى مدرسة الرئيس الراحل خوان بيرون)، التي مثلت فخر الفكر اليساري في نظر أغلب الأرجنتينيين والمنطقة. مع العلم أن نائبة الرئيس في الحكومة المنتهية ولايتها، كريستينا كيرشنر، سطرت مع زوجها مرحلة "الكيرشنرية"، كفترة متميزة في المنظومة البيرونية، وذلك خلال رئاستهما تباعًا من 2003 إلى 2015، لكن يبدو أنها ستكون الأخيرة.
حاضنة اليهودولم يفلح أحد من السياسيين في امتصاص الغضب الشعبي على الحكومة الحالية وسابقتها، سوى شخصية ميلي التي تغلبت على ترامب وبولسونارو في مستوى الشعبية وسلاطة اللسان. ويبدو أن فهمه للدين كان عاملًا آخر، من الواضح أنه مثّل دورًا أساسيًا في نجاحه، على الأقل فيما يتعلق بالجالية اليهودية، وباروناتها المالية والإعلامية.
فالأرجنتين، هي أكبر حاضنة لليهود في أميركا اللاتينية، والخامسة في العالم، بـ250 ألف شخص. وتستقطب آلتها الإعلامية من خلال قناتي لاناسيون ماس وإيه 24 المعارضتين، ملايين المتابعين. وقد تبنّت أسلوب النفخ في ميلي منذ ظهوره على الساحة السياسية وفوزه بمقعد في برلمان 2021، ملبّية رغباته الجامحة في الظهور كـ "العارف بكلّ شيء"، وعينها على صيد الرئاسة المتهالك. ومع أحداث غزة وموت 7 أرجنتينيين وفقدان 6 آخرين، استأثرت القناتان بقلوب ملايين المتابعين الإضافيين، وزادتا من خطاب المظلومية الإسرائيلية، وهلّلتا لصورة رئيس يهودي الهوى مثل ميلي، والتخلص من عار الحكومة الكيرشنرية التي رفع أهل غزة صورة رئيستها كريستينا عاليًا مع الزعيم الفنزويلي في 2011. وقد كررت إحدى القناتين ذلك المقطع مرارًا في البرامج المسائية، وكان المذيعون يشيرون إلى صورة كريستينا كيرشنر محذرين: "كريستينا والمقبور البائس تشافيز يدعمان هؤلاء الإرهابيين في غزة".
ومن غير الغريب أن يحظى خطاب الشيطنة للفلسطينيين، بقبول في أنفس كثيرة، لاسيما في أميركا اللاتينية، لكن الأغرب هو القبول بما يرويه الرئيس المنتخب ميلي عن علاقته باليهودية كدين، وكمفتاح دعم لا مشروط لفكرة إسرائيل. فالرجل يُعرف بأنه مولود في عائلة كاثوليكية غير متوازنة، ونما هو وشقيقته الوحيدة في علاقة تبيّن مع الوقت أنها غريبة الأطوار. وتبنّيا أفكارًا فوق واقعية، جهر بها هو خلال حملته الانتخابية، وأصبحت محل تندّر لدى البعض وانبهار لدى بعض آخر. من بينها أنه يؤمن بأن المسيح سيعود في المستقبل كملك يهودي من سلالة داود، وكمخلص للشعب اليهودي، وهو ما يعرف في المجتمع اليهودي بتيار "المسيحانية" الرائج مؤخرًا. ووصلت به الدرجة إلى القول، إن الله سبحانه "كلّمه" مرّة وأوحى إليه مرّات بنظريات "الإصلاح الاقتصادي للأرجنتين"، عن طريق رسائل نقلها له كلبه الشهير "كونان"، المتوفى منذ 2017، حين أتاه في المنام!.
تفرده بين البشروقد نالت هذه الأفكار عن ميلي انتشارًا واسعًا في السنة الأخيرة زادت من شهرته، ولم ينكرها هو، بل اتخذها دليلًا على تفرّده بين البشر، بهذه الخاصية. أمّا عن قصته مع الدين اليهودي فقد بدأت مع ارتمائه في أحضان الحاخام الأكبر للجالية اليهودية المغربية في الأرجنتين، في يونيو 2021 لقراءة التوراة، وأسرّ له بأن اليهودية هي أقرب دين إلى قلبه وعقله، فما كان من الحاخام إلّا أن احتواه وبارك له تلك الخطوة. وحصل التقارب بشكل أسرع من المتوقع، مع التقدم في قراءة التوراة. ومع فوز ميلي بأول منصب سياسي كنائب في برلمان 2021، زاد الشاب هيامًا بالقرار الذي اتخذه. وقام بزيارات عديدة لمعاقل الدين اليهودي في الولايات المتحدة والجاليات اليهودية، وقال بعد ترشحه للجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في أغسطس/ آب الماضي: إن الفوز لم يكن بفضل أصوات اليهود في الأرجنتين، ولكنه بفضل "الربّ" الذي بارك اقترابه من الدين اليهودي. ومع حصده فوزًا تلو الآخر في طريق رئاسة البلاد، أعرب للحاخام عن نيته في اعتناق اليهودية، لكن هذا الأخير صدمه بأن انتقاله من المسيحية إلى اليهودية يُلزمه بتسخير يوم السبت للعبادة، وهو ما سيقف عقبة في تأدية واجبه كرئيس. لكن ميلي، وعد الحاخام بأنه سيزور إسرائيل قبل تولي الرئاسة يوم 10 ديسمبر/ كانون الأول، لشكر "الرب" ودعم "إخوته" في محنتهم هناك، وربما لإعلان استباقي بنقل سفارة الأرجنتين إلى القدس.
قد يتفاجأ القارئ بأن شخصية مثل ميلي تفوز في عام 2023 برئاسة بلد، يُعتبر أهله من أكثر المجتمعات المثقفة في العالم، وبلغ معدل الفقر فيه 40%، لكن هذه الشخصية فازت بأصوات 56% منهم، ونسفت كل أفكار التقدير لمستوى وعي الأرجنتينيين السياسي!
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
دأبت إسرائيل على شنّ حملة متواصلة منذ سنوات عديدة، تستهدف الأمم المتحدة، على الرغم من أنها دولة عضو فيها، ومن العجز الذي يعتري أجهزة الأمم المتحدة حيال القيام بأي إجراء عقابي ضد إسرائيل على جرائمها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني منذ نشأتها في عام 1948.
وازدادت شراسة الحملة الإسرائيلية مع حرب الإبادة الجماعية التي تشنها منذ أكثر من ثلاثة عشر شهرًا ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي وسعتها لتشمل قيادات وعناصر حزب الله اللبناني، وأماكن وجودهم، وحاضنتهم الاجتماعية، في كافة المناطق اللبنانية، حيث تعرضت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) لهجمات إسرائيلية مباشرة ومتكررة.
في الجانب السياسي، تعرض مسؤولون في الأمم المتحدة لتهجم وتوبيخ من قبل ساسة إسرائيل وجنرالاتها، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. إضافة إلى أن وزير خارجية إسرائيل السابق يسرائيل كاتس (وزير الدفاع حاليًا)، اعتبر في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "شخصًا غير مرغوب فيه"، ما يعني منعه من دخول إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وحتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يسلم من تهجم وتوبيخ نتنياهو، لأنه حاول تذكيره بأن الدولة العبرية أنشئت بقرار من الأمم المتحدة، في إشارة إلى تصويت الجمعية العامة على القرار 181 في نوفمبر/تشرين الثاني 1947، الذي ينصّ على خطة تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية، وأخرى عربية.
ليس غوتيريش هو المسؤول الأممي الوحيد الذي اعتبرته حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل شخصًا غير مرغوب فيه، ويتعرض لحملة استهداف إسرائيلية، بل سبق أن منعت السلطات الإسرائيلية المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، من الحصول على تأشيرة دخول في أبريل/نيسان الماضي.
وتعرضت بدورها إلى حملات استهداف إسرائيلية، لكنها ردت على حملات استهداف مسؤولي الأمم المتحدة بالقول إنه "تهجم لا مبرر له، ويعبّر عن جبن أخلاقي".
لعل أخطر الاستهدافات الإسرائيلية للمنظمة الأممية، هو تصويت الكنيست الإسرائيلي، في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024، على قرارين يحظران أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الأراضي المحتلة، أحدهما يقطع علاقات جميع السلطات الإسرائيلية معها، والآخر يقضي بـ"منعها من أن يكون لها أي تمثيل، وأن توقف خدماتها، وألا تقوم بأي نشاط بصورة مباشرة أو غير مباشرة داخل الأراضي التابعة لسيادة إسرائيل"، الأمر الذي سيترتب عليه تداعيات سياسية وقانونية وإنسانية.
يشكل هذا القرار تهديدًا خطيرًا على عمل الوكالة، كونه يحد من قدرتها على القيام بمسؤولياتها حيال ملايين اللاجئين الفلسطينيين، حيث تعتبر الهيئة الوحيدة التي تقدّم المساعدات الإنسانية، والرعاية الصحية، والتعليم للفلسطينيين القاطنين في مخيمات اللجوء في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، فضلًا عن أنها تعدّ رمزًا للحفاظ على ضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
السبب الأساسي في الحملة الإسرائيلية على الأمم المتحدة، هو ببساطة لأنها منظمة تمثل الشرعية الدولية، المحددة بمجموعة المبادئ والقوانين التي وضعها مشرّعون، كي تحكم وتوجّه العلاقات الدولية من خلالها، وبما تصدره أجهزتها وهيئاتها المكلفة بحفظ السلم والأمن العالميين.
ولا تعترف إسرائيل بكل ذلك، كونها تعتبر نفسها فوق جميع المواثيق والقوانين الدولية؛ بسبب الدعم الذي تحظى به، وخاصة من طرف الولايات المتحدة وحلفائها في دول الغرب.
ولم تنشأ إسرائيل بشكل غير طبيعي، فهي ليست كباقي دول العالم، التي تشكلت وفق سيرورات اجتماعية وسياسية بين مجموعات بشرية تسكن إقليمًا محددًا من الأرض، ويجمعها تاريخ وعيش مشترك، بل نشأت ككيان استعماري استيطاني.
ودأبت على استخدام العنف ضد الفلسطينيين منذ نشأتها في عام 1948، وتمادت في استهداف الفلسطينيين، عبر الحروب، والتهجير القسري، إضافة إلى العقاب الجماعي المستمر.
إن كانت الممارسات العدوانية الإسرائيلية تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، فإن تمادي إسرائيل في عدم الامتثال لقرارات المؤسسات الأممية، يفضح حقيقة كونها دولة مارقة، ودفعها الإفلات من أي عقاب إلى مواصلة تحديها للأمم المتحدة.
ووصل الأمر إلى درجة أن سفير إسرائيل السابق في الأمم المتحدة، داني إردان، قام في 10 مايو/أيار الماضي بتمزيق نسخة من ميثاق الأمم المتحدة أثناء وقوفه على منبر الجمعية العامة، وذلك ردًا على تصويت الجمعية العامة لصالح قرار يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة.
وسبق أن أصدرت أجهزة الأمم المتحدة عشرات القوانين التي تدين جرائم إسرائيل وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك على الرغم من الضغوط الممارسة عليها من طرف داعمي إسرائيل وحلفائها، وخاصة الولايات المتحدة التي أعاقت صدور أكثر من 50 مشروع قرار ضد إسرائيل.
تسعى الأمم المتحدة إلى تعزيز احترام القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان، لكن ساسة إسرائيل يحطّون من شأنها، ويزدرون عملها ومساعيها، ويعتبرونها أداة متحيزة ضد سياسات بلادهم، وأداة طيّعة بيد الدول المعارضة لاحتلالها الاستيطاني للأراضي الفلسطينية، لذلك لم يتوقفوا عن استهدافها.
ولم يخجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من نفسه حين وصف الأمم المتحدة، ومن على منبر الجمعية العامة في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، بأنها "بالوعة من العصارة الصفراوية المعادية للسامية، ويتوجب تجفيفها"، وأنها إذا لم تمتثل لما يريده، فلن "تكون أكثر من مهزلة حقيرة".
السبب الأساسي في الحملة الإسرائيلية على الأمم المتحدة هو ببساطة لأنها منظمة تمثل الشرعية الدولية، المحددة بمجموعة المبادئ والقوانين التي وضعتها لتوجيه العلاقات الدولية، وهو ما لا تعترف به إسرائيل
ومنذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ارتفع منسوب الاستهداف الإسرائيلي لمنظمة الأمم المتحدة، عبر تلفيق اتهامات تهدف إلى تشويه سمعتها، وتصويرها على أنها منظمة تدعم "الإرهابيين"، وتمنع إسرائيل من ممارسة حقها في الدفاع عن النفس ضدهم.
وركزت الحملة الدعائية الإسرائيلية على وكالة الأونروا، وحاولت تصويرها على أنها "وكر للإرهابيين"، حيث ادعى نتنياهو في 26 يناير/ كانون الثاني 2024 أن 12 موظفًا يعملون في هذه الوكالة شاركوا في الهجوم الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ولاقت الحملة الإسرائيلية صداها لدى بعض دول الغرب الحليفة لإسرائيل، حيث صوَّت الكونغرس الأميركي في 23 مارس/ آذار 2024 على قرار يوقف التمويل الأميركي للأونروا حتى مارس/ آذار 2025، بالرغم من أن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل لم تقدم أي دليل مقنع يثبت ادعاءاتها الزائفة.
إضافة إلى أن تقارير منظمات حقوقية دولية، أكدت أن الجيش الإسرائيلي تعمّد قصف مقرات تابعة للأونروا، بما فيها المدارس والمستشفيات والمنازل والمكاتب.
وبلغ عدد ضحايا هذه الوكالة الأممية وفق مفوضها العام فيليب لازاريني ما لا يقل عن 223 موظفًا منذ اندلاع بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما قتل أكثر من 563 مدنيًا كانوا متواجدين في مقراتها. إضافة إلى أن إسرائيل قصفت المدارس والأماكن التي يتم تجهيزها كمراكز إيواء للنازحين، والتي ترسل الأونروا إحداثياتها كي لا يقوم الجيش الإسرائيلي بقصفها.
وسبق أن قصفت المقاتلات الإسرائيلية في 18 أبريل/ نيسان عام 1996 معسكرًا لقوات اليونيفيل في بلدة "قانا" في الجنوب اللبناني، لجأ إليه مدنيون لبنانيون، وأسفر القصف عن مجزرة إسرائيلية قتل فيها 106 مدنيين.
إضافة إلى أن قوات اليونيفيل خسرت 334 عنصرًا، قضى معظمهم في غارات إسرائيلية، وذلك منذ أن تشكّلت في 19 مارس/ آذار 1978، بناء على قرارَي مجلس الأمن الدولي 425 و426، ووصلت طلائعها إلى الجنوب اللبناني في 23 مارس/ آذار من العام نفسه.
لعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لا تُعلَّق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة إلى حين وقف حملة استهدافها؟ تصطدم الإجابة عن السؤال بأن أي إجراء عقابي يقضي بتعليق عضوية إسرائيل أو طردها من الأمم المتحدة مرهون بتوصية من مجلس الأمن.
ومعروف أن الولايات المتحدة، التي تمتلك حق الفيتو فيه، لا تسمح بتمرير أي إجراء من هذا النوع، لذا ستواصل إسرائيل سياساتها وممارساتها، خاصة أن حكومة اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو تحركها نزعة فاشية باتت تتحكم بالعقل السياسي الإسرائيلي السائد.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية