استعرت جبهة الحدود اللبنانية الإسرائيلية، الاثنين، بعدما رفع حزب الله وإسرائيل وتيرة القصف الذي طال كنيسة ومنازل مسؤولين في لبنان، في وقت وصل فيه مستشار البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة العالمي، عاموس هوكستين،  إلى إسرائيل لتجنب اندلاع حرب شاملة بين الطرفين.

رفع حزب الله وإسرائيل سقف التصعيد الميداني، فبعد أن اقتصرت الاستهدافات الصاروخية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية على مراكز إطلاق الصواريخ ومستودعات تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، طالت، الاثنين، كنيسة مار جرجس في بلدة يارون قضاء بنت جبيل ملحقة أضرارا كبيرة فيها، ومنزل عضو هيئة الرئاسة في حركة" أمل" النائب، قبلان قبلان، في منطقة ميس الجبل، إضافة إلى منزل الدكتور، سلمان زهر الدين، ونجله، محمد، مدير موقع "ميسيات" في ذات البلدة، من دون وقوع إصابات.

اضرار كبيرة في كنيسة مار جرجس في بلدة #يارون إثر تعرضها لقصف مدفعي اسرائيلي
Significant damage to St. George Church in the southern town of "Yaroun" after it was exposed to heavy Israeli artillery
shelling#لبنان #الحدود_الجنوبية #طوفات_الاقصى #Lebanon pic.twitter.com/MtFjsDsjpf

— Dr. Naji J. Abirached (@AbirachedNaji) November 20, 2023

كما أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة الجبين مستهدفاً منزل رئيس البلدية وألحق أضراراً جسيمة به، واستهدفت مسيرة إسرائيلية منزلاً في الخيام بالقرب من منزل النائب، علي حسن خليل، واقتصرت الأضرار على الماديات، بحسب ما ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام".

اسرائيل ترد على صواريخ حزب الله وتستهدف منزل الإرهابي النائب قبلان قبلان. pic.twitter.com/ejLVTj3Q2p

— إيدي كوهين אדי כהן ???????? (@EdyCohen) November 20, 2023

بالتوازي، كثّف الجيش الإسرائيلي من قصفه للمناطق الجنوبية، حيث طالت ضرباته محيط بلدات الناقورة، جبل اللبونة، علما الشعب، طير حرفا، شمعا، رميش، الضهرة، يارين، حولا، مارون الراس، وادي السلوقي، ووطى الخيام، كما استهدف القصف حرش هورة بين دير ميماس وكفركلا، وبلدات مركبا وياطر وبيت ليف ومحيط بلدة كفرا في القطاع الشرقي، والمنطقة الواقعة ما بين بلدتي رميش وعيتا الشعب وتلة العزية خراج دير ميماس، وتلة المطران حمامص.

وحاصرت نيران القذائف الإسرائيلية، بحسب "الوكالة الوطنية"، راعيا يدعى محمود يونس (60 عاماً)، من بلدة حولا "بينما كان وماشيته في وادي البياض الواقع بين حولا ومركبا، وقد تمكّن من النجاة".

وأطلق الجيش الإسرائيلي قنابل مضيئة فوق بلدات البستان، الجبين والضهيرة وحلّقت طائراته الاستطلاعية فوق قرى الناقورة والضهيرة وعلما الشعب في القطاع الغربي وصولا لقرى مروحين، راميا وعيتا الشعب في القطاع الأوسط.

وفي المقلب الآخر، صعّد حزب الله عملياته ضد الجيش الإسرائيلي، مستهدفاً ثكنة برانيت مركز قيادة الفرقة 91 بأربعة صواريخ من نوع "بركان"، حيث التقط جنود إسرائيليون فيديوهات أظهرت حجم الدمار فيها، كذلك قصف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ومواقع أخرى.

 

الحدود اللبنانية الاسرائيلية
????الاعلام الاسرائيلي: اليوم هو الاعنف على الحدود الشمالية.
أطلق حزb الله اليوم "40 صاروخ" و "3 مسيرات إنتحارية" تجاه مواقع الجيش الإسرائيلي في الجليل، و "صاروخي بركان" على قاعدة برانيت وألحق بها أضراراً ضخمة (فيديو).

يتبع pic.twitter.com/a6Q64JYBvs

— Dr. Haider Salman (@sahaider75) November 20, 2023

وقال حزب الله في بيانات متعددة، نعى في أحدها أحد مقاتيله، إنه استهدف قوة مشاة إسرائيلية في تلة الكرنتينا قرب موقع حدب يارون، وتجمعيّ مشاة إسرائيليين في محيط موقع الضهيرة وآخر في مثلث الطيحات، ومراكز تجمع لجنود الجيش ‏الإسرائيلي غرب كريات شمونة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الاثنين، إنه تم، إطلاق رشقات باتجاه مواقع قريبة من الحدود، معلناً اعتراض عدد منها وسقوط أخرى في مناطق مفتوحة، بينما أصابت 3 طائرات من دون طيار موقعاً عسكرياً ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وأعلن الجيش كذلك قصفه في وقت سابق، الاثنين، بالمدفعية وعبر طائرة مقاتلة ومروحية "بنى تحتية إرهابية لحزب الله"، بموازاة استهدافه مجموعة تابعة للحزب حاولت إطلاق صواريخ مضادة للدبابات.

سباق مع الحرب

على وقع التوتر المتصاعد جنوباً، و"لمنع الحرب بين إسرائيل ولبنان، وصل هوكستين إلى إسرائيل، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين" وفقاً لما أورده موقع "أكسيوس" الأميركي.

ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين قولهم إن هناك قلقاً متزايداً في البيت الأبيض من أن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان يؤدي إلى تفاقم التوترات على طول الحدود، مما قد يفضي إلى حرب إقليمية.

وكان هوكستين شدد خلال مشاركته في فاعليات منتدى حوار المنامة 2023 قمة الأمن الإقليمي 19 على أن ما يحصل في غزة لا يجب أن يؤثر على حدود لبنان، وأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل قائم، معتبراً أن الخطة المستقبلية يجب أن تكون في ترسيم الحدود البرية.

وسبق أن حذرت دول غربية عدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا، من خطورة توسع الحرب في غزة إلى لبنان.

ودعت واشنطن إلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي عزز انتشار اليونيفيل في جنوب لبنان إثر انتهاء حرب يوليو عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

كذلك أكد السفير الروسي في لبنان، ألكسندر روداكوف، بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بو حبيب، الاثنين، أن "الوضع في لبنان والجنوب خطير جداً ولا بد من وقفه".

وتصاعدت الاشتباكات على الحدود، بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران، في الأسابيع القليلة الماضية، منذ دخول إسرائيل في حرب ضد حركة حماس، حليفة حزب الله.

وفي السابع من أكتوبر، شنت حركة حماس هجوماً على إسرائيل، ما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية. 

وردا على ذلك، تشن إسرائيل غارات متواصلة على قطاع غزة، بالإضافة إلى توغل بري، ما أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

نقص المساعدات

في ظل الارتقاء اليومي كمّاً ونوعاً للعمليات العسكرية على الجبهة الجنوبية للبنان، وصل "العدد الفعلي للنازحين لغاية يوم الأحد إلى 16276 نازحاً، موزعين على قرى قضاء صور، وأربعة مراكز إيواء"، بحسب ما أشارت إليه وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور، يوم الاثنين.

ولفتت في بيان، إلى أن "النقص الحاصل في المساعدات المتعلقة بالنازحين من القرى الحدودية، بدأ يؤثر على مجريات الاستجابة لتلبية احتياجاتهم" حيث تعمل الوحدة بالتعاون مع الجمعيات والمنظمات الدولية على تأمين حاجاتهم "ضمن الامكانات المتوافرة لديها، ولا سيما أن عدد النازحين يزداد يومياً، وبخاصة أننا دخلنا في فصل الشتاء مما يرتب أعباء إضافية لناحية تأمين المستلزمات المتعلقة بالتدفئة في مراكز الإيواء".

وللعناية بالتلامذة النازحين من قراهم ومدارسهم في المنطقة الحدودية الجنوبية، ومتابعة المعلمين الذين نزحوا بدورهم إلى مدارس أخرى، وضعت وزارة التربية اللبنانية خطة. والاثنين، اجتمع وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور عباس الحلبي، مع ممثل اليونيسف في لبنان إدواردو بيجبدير وفريق عمله، وتناول البحث مناقشة تفاصيل الخطة وإنشاء مراكز تعليم ضمن المدارس القائمة، تستقبل المعلمين والمتعلمين بحسب المناطق، على أن تتولى "اليونيسف" تغطية التعليم والانتقال وتدريب الأساتذة.

تزداد المخاوف يومياً من احتمال توسع النزاع ليشمل لبنان، مع تبادل يومي للقصف وإطلاق النار عند الحدود بين القوات الاسرائيلية وحزب الله.

ويذكر أن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، اعتبر أن التصعيد على الحدود اللبنانية "سيتوقف على الأحداث في غزة والأفعال الإسرائيلية تجاه لبنان"، في حين قالت إسرائيل إن "لا مصلحة لها في دخول صراع على جبهتها الشمالية"، بينما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حزب الله من "فتح جبهة ثانية للحرب"، قائلاً إن فعل ذلك "سيستدعي ضربات إسرائيلية مضادة بحجم لا يمكن تخيله" سيجلب "الدمار" على لبنان.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله فی لبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

يخصُّ لبنان.. هدف يجمع إسرائيل وسوريا الجديدة!

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن الدروز في سوريا يواجهون تهديداً كبيراً، موضحة أن "إسرائيل ملزمة بالتحرك باتجاههم".

ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّه "ليس هناك يقين بعد إلى أين يتجه النظام الجديد في دمشق"، مشيراً إلى أنه "يجب على الدروز في سوريا أن يحصلوا على كافة المساعدات الإنسانية التي يحتاجون إليها". وأضاف: "على رغم أنه من الجيد سماع أصوات من الدروز تطالب بضم مناطقهم إلى إسرائيل، إلا أنه لا ينبغي تشجيع ذلك. من الممكن أن تكون هناك علاقات وثيقة، لكن الإتحاد السياسي بين إسرائيل والدروز في سوريا ليس مطلوباً".

واعتبر التقرير أنه "طالما لا يوجد تهديد حقيقي لإسرائيل، فإنه لا ينبغي على الأخيرة مواصلة تقدمها في عمق سوريا أيضاً"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هناك سلسلة من الأهداف المشتركة بين إسرائيل وسوريا الجديدة، وقال: "اليوم، يشكل "حزب الله" في لبنان التهديد الرئيسي للحكومة في دمشق. فالنظام الجديد لا ينسى أن مقاتلي "حزب الله" كانوا الأكثر نشاطاً في الحرب السورية إلى جانب نظام الرئيس السابق بشار الأسد".

وأضاف: "إن الهدف المشترك الأكثر أهمية بالنسبة إلى إسرائيل ودمشق يتلخص في إرغام "حزب الله" على نزع سلاحه الثقيل، والسماح له بالاستمرار في الوجود كحزب سياسي فقط في لبنان. كذلك، يجب تفكيك جميع المؤسسات التي أنشأها الحزب في لبنان والتي تشمل مؤسسات الاتصالات والمصارف غير الخاضعة لرقابة الدولة هناك وغيرها من الأمور".

ويتابع: "نحو 70% من المواطنين اللبنانيين يريدون ذلك أيضاً. بادئ ذي بدء، المطلوب هو أغلبية الثلثين في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد لا يعتمد على "حزب الله"، وبعدها الانتقال للعمل على نزع سلاح "حزب الله". هذا الأمر ممكن أيضاً حتى من دون انتخابات، لأنّ بعض الأطراف التي دعمت "حزب الله" انتقلت إلى الجانب الآخر بعد الحرب الأخيرة بين لبنان وإسرائيل".

وذكر التقرير أيضاً أن "الجماعات الشيعية في العراق يُمكن أن تشكل مصدر إزعاجٍ خطير لإسرائيل وسوريا"، موضحاً أن "الحكومة العراقية ستكون سعيدة أيضاً بالتخلص من تلك الجماعات".

ورأى التقرير أن "النظام الجديد في دمشق لديه مصلحة عليا في إعادة بناء الاقتصاد السوري المدمر"، وأضاف: "إذا تبين أن النظام يسعى إلى الاستقرار والسلام، فسوف يكون للكثير من البلدان العربية مصلحة في الاستثمار في إعادة إعمار سوريا. في المقابل، يمكن لإسرائيل أن تساهم في إعادة بناء الاقتصاد السوري بعدة طرق، على سبيل المثال، في مجال الري إذ تعاني سوريا من الجفاف الشديد".
  المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعترف بتسلل مستوطنين إلى لبنان
  • يخصُّ لبنان.. هدف يجمع إسرائيل وسوريا الجديدة!
  • الجيش الإسرائيلي يتلقى تعليمات من رئيس الحكومة بالبقاء في جبل الشيخ في سوريا لأكثر من عام وحتى نهاية 2025
  • ‏الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة لسكان مخيم البريج وسط قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قصف مركبة في جنوب لبنان بذريعة انتهاكها التفاهمات
  • بعد الغارة على سيارة.. الجيش الإسرائيلي يكشف عن المُستهدف
  • نتنياهو يزور الحدود السورية مع وزير دفاعه ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يهدم منازل في الناقورة وكفركلا جنوب لبنان
  • طيران الجيش يقتل أكثر من 9 مواطنين ويصيب آخرين وسط السودان
  • الجيش الإسرائيلي يضبط "منصات قذائف" في جنوب لبنان