نوفمبر 21, 2023آخر تحديث: نوفمبر 21, 2023

المستقلة/- على الرغم من الاستعدادات الحزبية والسياسية المتواصلة في العراق منذ أسابيع للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات المقررة في 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، إلا أن الحديث عن التأجيل يبقى قيد المناقشة، خصوصاً بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الانسحاب من الانتخابات، ودعوة أنصاره إلى مقاطعتها وعدم السماح لأي فرد من تياره بالمشاركة سواء بالترشيح أو الانتخاب أو دعم قائمة معينة.

وإجراء الانتخابات من دون الصدر، يعني ترقب خطوات قد تكون تصعيدية أكثر منه، وفقاً لمراقبين.

وتشارك الأحزاب والكيانات السياسية المدنية في الانتخابات وهي غير واثقة من فرص الفوز. وتفكر بعض الأحزاب بالانسحاب من الاستحقاق، مثلما انسحب سابقاً “ائتلاف الوطنية” و”البيت العراقي” و”حركة امتداد”.

إلا أن هذه القوى تخشى الاتهام بالتعاون أو التنسيق مع الصدريين من قبل جماهيرها، التي تعتبر التيار شريكاً في الإطاحة بتظاهرات أكتوبر/ تشرين الأول 2019. لكن قد يتضح قرارها خلال الأسابيع المقبلة، خصوصاً مع غياب التكافؤ في الدعاية الانتخابية ما بين المدنيين والأحزاب التقليدية.

الصدر ومقاطعة انتخابات المحافظات
ودعا الصدر أنصاره إلى مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، معتبراً في بيان، الأسبوع الماضي، أن “من أهم ما يميز القاعدة الصدرية هو وحدة صفها وطاعتها وإخلاصها… مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيظ العدا، ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً، ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب. وأن الوضع العالمي والإقليمي يفيء على الأوضاع في العراق، ومعه يجب أن نكون على حذر واستعداد دائم فالعدو يتربص بعراقنا ومقدساتنا فانتبهوا رجاء”.

قيادي في التيار الصدري: الصدر يهدف إلى احتواء المقاطعين من دون انضمامهم للتيار

في الفترة الأخيرة، باشرت قيادات من داخل التحالف الحاكم (الإطار التنسيقي)، خصوم الصدر التقليديين، إطلاق التحذيرات مما سمّته “اختلال التوازن”، بسبب دعوات المقاطعة للانتخابات. وهي إشارة فُهِم منها بأنها تحمل دلالات طائفية، إذ إن المقصود منها المدن المختلطة مذهبياً، وأن مقاطعة إحدى الطوائف في مثل هذه المدن ستمنح الأفضلية لطائفة أخرى.

وحول ذلك، اعتبر القيادي في “الإطار التنسيقي” عمار الحكيم، تعليقاً على دعوات المقاطعة للانتخابات، بأنها “ستخلق نتائج غير متوازنة في تمثيل المكونات الاجتماعية”، محمّلاً من سماهم بـ”دعاة منع الناس من المشاركة” مسؤولية اختلال التوازن وحالة عدم الاستقرار التي ستترتب على المقاطعة.

ورد قيادي في التيار الصدري، رفض الكشف عن اسمه، بالقول لصحيفة”العربي الجديد” القطرية و تابعته المستقلة

الاسم**مطلوب البريد الإلكتروني**مطلوب الموقع رسالة

إرسال

، إن “الصدر يسعى إلى لملمة ما يعرف بالأغلبية الصامتة، وهم الجمهور الذي يرفض الانتخابات من دون الحاجة لإعلان المقاطعة، عبر تنظيمات معنوية وفتح أبواب العلاقات مع المدنيين من جديدة”. ولفت إلى أن “الصدر يعرف أن غالبية الشعب العراقي مقاطعة للانتخابات، وهو يهدف إلى احتواء المقاطعين من دون انضمامهم للتيار الصدري”.

وأضاف القيادي في التيار أن “حديث الصدر عن شرعية الانتخابات دولياً هدفه توجيه رسائل إلى الدول الغربية والإقليمية مفادها أن النظام الحالي لا تنفع معه المحاولات الإصلاحية، لذلك لا بد من عزله عن الشعب، ليمثل نفسه فقط ولا يمثل العراقيين”.

وأكد أن “الصدر لا يريد التشارك مع الأحزاب الحالية في أي حكومة محلية أو مركزية، أو الدخول معها بأي مفاوضات، وأنه يسعى إلى انقلاب سياسي سلمي”.

في السياق، رأى الناشط السياسي القريب من التيار الصدري عصام حسين أن “الانتخابات المقبلة لن تكون مجدية، كما هو الحال مع الانتخابات السابقة التي أسفرت عن احتلال الأحزاب المهيمنة على المقدرات المالية والمناصب ولم تقدم أي خدمات للعراقيين، وأن الأحزاب لم تنجح في تحسين الاقتصاد، وحدثت عمليات فساد كبرى”، مشيراً في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، إلى أن “العراقيين الذين سيشاركون في الانتخابات، عليهم أن يعوا أنهم سيصنعون تجاراً وليس مسؤولين يخدمونهم”.

حيدر المساري: المدنيون لن يشاركوا التيار الصدري في أي تصعيد

وأكمل حسين في حديثٍ مع “العربي الجديد”، أن “الانتخابات المحلية المقبلة ستنتج جيلا من التجار الجدد الذين يهدفون إلى مراقبة تدفق العقود والاستثمارات، مع مواصلة الاعتماد على النفط في إدارة الملفات المالية من دون الاهتمام بقطاعات الاقتصاد”.

وأوضح أن “التيار الصدري يعرف أن الطبقة الحاكمة حالياً تستنزف العراق والعراقيين، وتحتمي بالمليشيات المسلحة وإيران والولايات المتحدة، وأن المشاركة في الانتخابات المقبلة تعني إعانة الفاسدين على استمرار تدمير العراق”.

لا تأثير لمقاطعة التيار الصدري
من جانبه، أشار عضو تحالف “الإطار التنسيقي” عائد الهلالي إلى أن “عدم مشاركة التيار الصدري في الانتخابات المحلية المقبلة بمثابة خيار شخصي ومن حقه المشاركة أو عدمها على ألا يؤثر غيابه على استقرار العملية السياسية”.

وبيّن لـ”العربي الجديد”، أن “عدم مشاركة التيار الصدري أو الأحزاب المدنية لن تؤثر في النتائج، لأن نتائج الانتخابات مهما كانت نسب المشاركة أو التمثيل السياسي فيها ستكون هي الفيصل في النهاية، وعلى أثرها يتم تشكيل مجالس المحافظات”.

من جهته، أشار عضو حركة “امتداد” حيدر المساري إلى أن “التيار الصدري وضع المدنيين على المحك، فإن شاركوا في الانتخابات فإنهم سيكونون شركاء في المصير السياسي والمستقبل في الحكومات المحلية، وإن لم يشاركوا فإنهم يضيعون على أنفسهم فرصة المنافسة ومزاحمة الأحزاب الفاسدة”.

ولفت المساري في حديثٍ مع “العربي الجديد”، إلى أن “الأحزاب التي انسحبت من المشاركة في الانتخابات باتت معروفة، لكن أحزاباً مدنية انسجمت مع قوى السلاح وأخرى تم إغواؤها بالمال، وأخرى لا تزال تسعى إلى صناعة نتيجة مهمة، لكنها لن تتمكن بسبب المال السياسي المتحكم بكل آلية الانتخابات”.

وأضاف أن “التيار الصدري قد يتخذ إجراءات تصعيدية ضد الوضع الحالي، ومع ذلك فإن المدنيين لن يشاركوا الصدريين في أي من ذلك، بسبب المواقف الكثيرة السابقة للتيار الصدري الذي نال في أكثر من مناسبة من المتظاهرين المدنيين والحراك العلماني والليبرالي في البلاد”.

وانسحب “التيار الصدري” من العملية السياسية في البلاد في 29 أغسطس/ آب 2022، بعدما قرّر الصدر سحب نواب كتلته الصدرية من البرلمان واعتزال العمل السياسي، بعد سلسلة أحداث بدأت بتظاهرات لأنصاره، وانتهت باشتباكات داخل المنطقة الخضراء في بغداد مع فصائل مسلّحة منضوية ضمن هيئة “الحشد الشعبي”.

ولا يُجبر الدستور العراقي المشاركة في الانتخابات واعتبرها “حق من حقوق الفرد”، لكنه لم يذكر أيضاً نسباً معينة للمشاركة لتكون فيها الانتخابات شرعية أو غير شرعية.

وستكون الانتخابات المحلية المقبلة أول انتخابات تُجرى في العراق منذ إبريل/ نيسان 2013، وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولهم صلاحيات الإقالة والتعيين، وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور العراقي.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: مجالس المحافظات التیار الصدری فی الانتخابات العربی الجدید إلى أن من دون

إقرأ أيضاً:

انقلاب ترامب وتشتت أوروبا يضعان مستقبل أوكرانيا على المحك

يعرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقلباته الشديدة، وبخططه غير المتوقعه والمفاجئة، ولا يزال تحوله السريع إزاء دعم أوكرانيا غير مفهوم بالنسبة للأوروبيين وصادم إلى حد ما.

ويتساءل كثيرون كيف ساءت الأمور في أوكرانيا إلى هذا الحد، وبسرعة كبيرة، ولماذا تحولت الخلافات بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العلن، وباتت صدامات قوية، بمنحى شخصي في بعض الأحيان، يغلب عليها الطابع الروسي. 

وكبرت الفجوة بين أوروبا وأمريكا، حينما استبعد زعماء التكتل الحليف الأكبر للولايات المتحدة من المحادثات الروسية الأمريكية في السعودية، وتعاظمت مع جهلهم بمضمونها وموعد اتفاق السلام المقترح من قبل واشنطن التي تهدد بإدارة ظهرها للصراع. 

كيف انقلب ترامب على زيلينسكي خلال 48 ساعة؟ - موقع 24مع تصاعد التوتر طويل الأمد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تساءل حلفاء كلا الزعيمين يوم الأربعاء عما إذا كان هذا الخلاف سيقضي على آمال السلام الذي تسعى الولايات المتحدة للتوسط فيه، أم ربما يساهم في تحقيقه.

ومن وجهة نظر أرميدا فان ريغ، رئيسة برنامج أوروبا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث ومقره لندن، "كانت الطريقة التي تم بها تقديم هذا الأمر ــ ضربة تلو الأخرى تلو الأخرى، في غضون أيام ــ بمثابة صدمة حقيقية للقارة الأوروبية"، وفق ما ذكرته شبكة "سي أن أن". 

تيه أوروبي

يعمل الساسة الأوروبيون على تجاوز صدمتهم وغضبهم المفصح عنه في قمة باريس المحمومة التي أشعلت شرارة مجموعة من الأفكار الجديدة المتشددة، الهادفة لتحديد معالم واقع جديد غير مؤكد.

لكن مع ذلك، لا تزال العواصم الأوروبية الرئيسية تائهة في أهدافها. فقد تم طرح قوة لحفظ السلام، وزيادة الإنفاق الدفاعي، ومساعدات عسكرية جديدة. 

ويقول بعض الخبراء، إن التطورات المتسارعة في أوكرانيا تدفع نحو ظهور زعيم جمعي في أوروبا قادر على حشد الجميع وراء نية عالمية، وبناء جسر بين كييف وواشنطن، وأبرز المرشحين لذلك كير ستارمر من بريطانيا، وإيمانويل ماكرون من فرنسا، وكلاهما سيزور واشنطن العاصمة الأسبوع المقبل. 
ورغم محاولات أوروبا لإظهار الوحدة، إلا أن القارة باتت معروفة بتفردها حيال شؤون الدفاع، وكل زعيم رئيسي فيها يعاني من صداع انتخابي أو اقتصادي في الداخل. بالإضافة إلى ذلك، هناك القضية الشائكة المتمثلة في متى، وبأي قوة، يجب الرد على ترامب؛ مع علم الحكومات المؤكد أن تمزيق هذه العلاقة قد نقلب لصالح موسكو. 
وقال المحلل الدفاعي البريطاني نيكولاس دروموند لشبكة سي إن إن، "نحن لا نريد تمزيق علاقتنا بأمريكا. ولكن ماذا تفعل عندما يصبح أقرب حليف لك على علاقة مع أسوأ أعدائك؟.

ومنذ لحظة فوز ترامب في الانتخابات، قال فان ريغ، "كان ينبغي لرؤساء الحكومات الأوروبية أن يجتمعوا ... لمعرفة ما ستكون عليه الخطة الأوروبية. لكن هذا لم يحدث حقاً"، وبدلاً من ذلك، انتظرت حتى الآن للتصرف بإلحاح حقيقي.  

مستقبلان 

ويرى الخبراء مستقبلان للصراع، أحدهما انتهائه باتفاق سلام، والآخر بدونه. لكن من المرجح أن يتطلب أي منهما قيادة أوروبية؛ وأوضحت إدارة ترامب أن أولوياتها تكمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وعلى حدودها الخاصة.
واتخذ رئيس الوزراء البريطاني ستارمر أول خطوة مهمة لدفع الحكومات الأوروبية وراء هدف مشترك، حيث أعلن هذا الأسبوع عن تحول ملحوظ في السياسة: ستكون بريطانيا مستعدة لوضع قوات على الأرض للحفاظ على السلام المتفق عليه في أوكرانيا، ولن ينجح هذا المقترح وفق الخبراء بدون "الدعم" الأمريكي. وقال المسؤولون، إن "مثل هذا الدعم من المرجح أن يركز حول القوة الجوية، وأن يتم التحكم فيه من دولة عضو في حلف شمال الأطلسي مثل بولندا أو رومانيا".

وتعترض فكرة القوات على الأرض عوائق، فهي ليست شائعة عالمياً، وفي حالة أوروبا، فإن بولندا التي تفتخر بأكبر جيش لحلف شمال الأطلسي في أوروبا وتشكل لاعباً مهماً في أوكرانيا، مترددة حيالها، خوفاً من أن يجعل ذلك حدودها أكثر عرضة للخطر، ويرجح أن تنضم لها في حال رفعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا ميزانياتها الدفاعية.

ورغم ما يحشد من حلول للصراع الطويل، هناك احتمال صارخ بأن يرفض زيلينسكي اتفاق السلام المتفق عليه بين الولايات المتحدة وروسيا، أو أن لا يوافق بوتين على قوات حفظ السلام، ومن ثم يصبح دعم أوروبا ضرورياً، إذا كانت أوكرانيا تريد مواصلة حرب صعبة دون تاريخ انتهاء، وهذا يعني برأي الخبراء، أكثر من مجرد كلمات؛ إذ ستحتاج أوروبا إلى سد الفجوة في المساعدات العسكرية أيضاً.

مقالات مشابهة

  • الانتخابات الألمانية 2025.. الأحزاب تلعب بورقة كبح الديون
  • احتجاجات قطاع النفط تخيم على المشهد السياسي بالغابون
  • نائب كردي سابق: الخطاب القومي للأحزاب الكردية دليل افلاسها السياسي
  • الكشف عن سبب عودة الاحزاب الكردية لاستخدام الخطاب القومي مع جماهيرها - عاجل
  • مصدر صدري:لن نشارك الإطار في الحكومة القادمة
  • الإعلان عن تأسيس حزب جديد بزعامة نجل أثيل النجيفي
  • الانتخابات الألمانية من منظور دولي: كيف ترى كل من الولايات المتحدة، روسيا والصين الحدث؟
  • الأهم في تاريخ ألمانيا.. نظرة على الانتخابات البرلمانية
  • الشباب والرياضة تطلق اللقاءات الحوارية لتعزيز المشاركة السياسية
  • انقلاب ترامب وتشتت أوروبا يضعان مستقبل أوكرانيا على المحك