عون: المصلحةُ الوطنيةُ العليا تقتضي ضمان استمرارية المؤسسة العسكرية وتماسُكَها
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
وجه قائد الجيش العماد جوزاف عون أمر اليوم إلى العسكريين وجاء فيها: أيها العسكريون
في الذكرى الثمانين للاستقلال، نستحضرُ معاني التضحيةِ والحرية، ونعودُ بوجدانِنا إلى محطاتٍ لامعة، تروي للأجيالِ قصةَ وطنٍ حُفِرَ اسمُهُ في أعماقِ التاريخ، ونضالٍ خاضَهُ أجدادُنا الذين رأَوا في لبنانَ وطنًا نهائيًّا يحتضنُ أحلامَهم ومستقبلَ أبنائهم، فبذلوا الغالي والنفيس من أجلِ حمايتِه والحفاظِ عليه.
أيها العسكريون
قُدّرَ لِوَطَنِنا أنْ يواجِهَ التحدي تلوَ التحدي على مدى تاريخِهِ الحديث، في منطقةٍ تعاني منَ الاضطراباتِ والنزاعاتِ الداميةِ والمتلاحقة. واليوم، نقفُ أمامَ مشهدٍ شديدِ الخطورة، إذ يواصلُ العدوُّ الإسرائيليُّ ارتكابَ أفظعِ المجازرِ وأشدِّها دمويّةً على نحوٍ غيرِ مسبوقٍ في حقِّ الشعبِ الفلسطيني، ويكرّرُ اعتداءاتِهِ على سيادةِ وطنِنا وأهلِنا في القرى والبلداتِ الحدوديةِ الجنوبية، مستخدِمًا ذخائرَ محرمةً دوليًّا، إلى جانبِ استمرارِ احتلالِهِ لأراضٍ لبنانية. في الوقتِ نفسه، يواجهُ لبنانُ تحدياتٍ جسيمةً على مختلفِ الصعد، تنعكسُ سلبًا على مؤسساتِ الدولة، ومِن بينِها المؤسسةُ العسكرية، التي تقفُ اليومَ أمامَ مرحلةٍ مفصليةٍ وحساسةٍ في ظلِّ التجاذباتِ السياسية، في حينِ تقتضي المصلحةُ الوطنيةُ العليا عدمَ المساسِ بها، وضمانَ استمراريتِها وتماسُكَها والحفاظَ على معنوياتِ عسكرييها.
أيها العسكريون
إزاءَ هذهِ الصعوبات، تبقى الآمالُ معلّقةً عليكم، والأنظارُ شاخصةً إلى ما حققتموهُ مِن إنجازات. لَمْ يعرفِ اليأسُ طريقًا إليكُم لأنكُم بَقيتُم متسلّحين بمعنوياتٍ عالية، وإرادةٍ لا تنكسر، وعزمٍ لا يلين. تَقِفونَ في مواجهةِ العدوِّ الإسرائيليِّ في الجنوب، حيثُ تعملونَ بالتنسيقِ مع قوةِ الأممِ المتحدةِ المؤقتةِ في لبنان، وتبذُلونَ أقصى طاقاتِكم لمَنْعِ الوضعِ مِنَ التدهور، وما قد يَنْجُمُ عنهُ مِن تداعياتٍ على أهالي المناطقِ الحدودية. كما تنتشرونَ على طولِ الحدود، وتكافحونَ التهريبَ والتسللَ غيرَ الشرعيِّ للنازحين، الذي يشكّلُ خطرًا وجوديًّا على الكيانِ اللبناني، وتنفّذونَ مهماتٍ معقدةً لملاحقةِ الخلايا الإرهابيةِ والجريمةِ المنظَّمة، وتوقيفِ تجارِ المخدراتِ والمخلّينَ بالأمن. تحافظونَ على الاستقرارِ والسلمِ الأهليِّ والعيشِ المشترك، غيرَ آبهينَ بحملاتِ التشكيكِ والاتهامات، لأنها واهيةٌ تَسقطُ أمامَ تضحياتِكم. ولا بدَّ في هذا السياقِ مِن أنْ نستذكرَ شهداءَنا الأبرارَ وجرحانا الأبطال، الذين روَوا بدمائهم الزكيةِ ترابَ الوطن.
أيها العسكريون
صمودُكم وتضحياتُكم هي مِن أهمِّ عواملِ قوةِ اللبنانيين، فثابِروا على القيامِ بواجبِكم، وحافِظوا على جهوزيةِ المؤسسةِ العسكرية، كي تبقى حاضرةً لمواجهةِ التحدياتِ والتطوراتِ في هذهِ المرحلةِ الصعبة، والأخطارِ التي تهددُ لبنانَ وعلى رأسِها العدوُّ الإسرائيلي. تَمسّكوا بقدسيةِ مهمّتِكم لأنَّ في ذلكَ خلاصَ بلدِنا. سنظلُّ درعَ الوطنِ وسياجَه، نذودُ عن أهلِنا ونَرُدُّ عنهم شرَّ الأعداء، حتى يظلَّ عَلَمُنا الشامخُ عنوانًا لإرثِنا المُشرِق.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
«الكوني» يناقش في طرابلس مع «الزوبي والحداد وكنه» الأوضاع العسكرية في المنطقة الجنوبية
ناقش موسى الكوني النائب بالمجلس الرئاسي، الأوضاع في المنطقة الجنوبية، مع وكيل وزارة دفاع الدبيبة عبدالسلام الزوبي، ورئيس أركان قوات المنطقة الغربية محمد الحداد، وعلي كنة الذي منحه المجلس الرئاسي صفة آمر المنطقة العسكرية الجنوبية
وقال بيان صادر عن المجلس: “طالب الكوني بضرورة الاستمرار في دعم المؤسسة العسكرية لحماية ليبيا، والمحافظة على وحدة أراضيها خلال الاجتماع الذي عقده اليوم الاثنين وقدم خلاله إحاطة كاملة عن عمل وزارة دفاع الدبيبة والمنطقة العسكرية الجنوبية”.
وأضاف “شدد الكوني على استمرار العمل لتأسيس جيش قوي ومتماسك، لمواجهة التحديات التي تعيق بناء المؤسسة العسكرية، لمنع التهديدات التي تمس الأمن القومي للبلاد، وقد تركز الاجتماع على الأوضاع العسكرية في المنطقة الجنوبية بتقديم كنة، توضيحا عن الوضع العسكري فيها والأخطار التي تهدد البلاد عبر الحدود الجنوبية، وشدد على ضرورة وضع رؤية شاملة تضم كل الوحدات العسكرية لتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب ومنع التهريب”.
وتابع “أصدر الكوني تعليماته بوضع خطة أمنية موحدة لمواجهة الإرهاب، وتوحيد كتائب حماية الحدود ومنحهم كل الإمكانات اللوجستية، التي تؤهلهم من أداء المهام الموكلة لهم، حيث إن المجلس الرئاسي يمثل جميع الليبيين ويعمل من أجل توحيد كل مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية التي تعد صمام الأمان للبلاد، للمساهمة في استتباب الأمن وفرض سيادة الدولة في كل المناطق العسكرية”. وفقاً لبيان الرئاسي.
الوسومالكوني المنطقة الجنوبية طرابلس ليبيا