DW عربية:
2024-12-22@19:28:02 GMT

كيف يشكل الذكاء الاصطناعي مستقبل علم الجينات؟

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

بدأت العديد من المؤسسات الطبية والصحية والبحثية حول العالم في إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملها اليومي، حيث تساهم في تشخيص المرض بسرعة أكبر، وليس أدل على ذلك من موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أكثر من 500 خوارزمية طبية للذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.

مختارات علماء يفككون شفرة الحمض النووي لامرأة من قطعة حلي عمرها 20 ألف عام اكتشاف 500 من الجينات المسؤولة عن تفضيلات الطعام لدى البشر المحاصيل ”المحررة جينيًا" ناجحة إعلاميًا، ولكن هل هي ناجحة في الواقع؟

ويتوقع خبراء في هذا المجال أن يساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء يوماً ما على تحليل البيانات الجينية المعقدة، كما قد يساعد الذكاء الاصطناعي في عمليات التحليل الجيني ما يوفر وقتاً طويلاً على الأطباء لتحديد التشخيص ووضع خطة علاج مخصصة للغاية، وبالتالي تحسين رعاية المريض، وفق ما ذكر موقع بيزنس انسايدر.

الذكاء الاصطناعي وإمكانية التحليل الجيني

وبالإضافة إلى التصوير الطبي، يقول علماء ومتخصصون إن الذكاء الاصطناعي قد يتمكن يوماً ما من مسح كميات كبيرة من المعلومات الوراثية في وقت قصير للغاية، وهي مهمة صعبة للباحثين.

ومن خلال تحليل الجينوم - أو المجموعة الكاملة من التعليمات الجينية للفرد - قد يساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء والباحثين على فهم سبب استجابة بعض المرضى لعلاجات معينة وعدم استجابة البعض الآخر، بحسب ما قال زينغي جي وانغ رئيس قسم علم الوراثة وعلوم الجينوم ورئيس الفريق البحثي لبرنامج جينوم السرطان في جامعة "كايس ويسترن ريزيرف" للمصدر ذاته. 

ويشير باحثون في مجال الجينات إلى أن لديهم الكثير من البيانات الجينومية، ولكن فهمها قد يكون صعباً، وهنا سيكون الذكاء الاصطناعي وسيلة شديدة الأهمية لاستخلاص المعلومات المهمة التي لا يستطيع الدماغ البشري القيام بها.

وقال وانغ إن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تكون قادرة على مساعدة الباحثين على تحديد المؤشرات الحيوية لدى مرضى السرطان التي تظهر ما إذا كانوا سيستجيبون لدواء معين. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون التكنولوجيا قادرة على فرز نتائج الاختبارات الجينية حيث أن بعض الطفرات الجينية تسبب الأمراض بينما يقع البعض الآخر في منطقة رمادية. 

يقول أطباء إن الذكاء الاصطناعي قد يكون قادراً على مساعدة الباحثين على تحديد المؤشرات الحيوية لدى مرضى السرطان

وقال وانغ: "لا نعرف ما إذا كانت بعض المتغيرات الجينية تسبب المرض بالفعل أم لا" ، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي قد يكون قادراً على مساعدة الأطباء على فرز هذه الفروق الدقيقة لتحديد ما إذا كان المريض معرضاً لخطر الإصابة بمرض ما.

تعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي

ويرى الدكتور وانغ أن الجمع بين التصوير بواسطة الذكاء الاصطناعي والتحليل الجيني بواسطة الذكاء الاصطناعي أيضاً في عيادة الطبيب سيحدث في غضون العامين المقبلين. وقال: "في يوم من الأيام سيحدث ذلك، ربما ليس الآن لأننا ما زلنا في مرحلة مبكرة".

وأضاف أن تقارير علم الأمراض، أو دراسة عينات الأنسجة البشرية، لا تزال حاسمة في التشخيص وقرارات العلاج ، وفي هذه المرحلة قد تكون أكثر دقة من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. 

ويؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إحداث ثورة في التنبؤ الجيني والبحوث الجينية من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات وتحديد الأنماط التي قد يتجاهلها البشر. 

وغالبا ما تعتمد الطرق التقليدية للتنبؤ الجيني على النماذج الإحصائية والخوارزميات المحدودة في قدرتها على التنبؤ بدقة بوظيفة الجينات، في حين أن الذكاء الاصطناعي - من ناحية أخرى - يمكنه تحليل مجموعات البيانات الجينية المعقدة وتحديد الأنماط التي قد يغفلها الباحثون، بحسب ما ذكر موقع "تي اس 2" العملي المتخصص.

تحسين تقنيات "تحرير الجينات"

علاوة على ذلك، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي أيضا لتحسين دقة وكفاءة تقنيات تحرير الجينات مثل CRISPR-Cas9. 

ومن المعروف أن "كريسبر-كاس9" هي أداة ثورية لتحرير الجينات Gene Editing تسمح للعلماء بإجراء تغييرات دقيقة على الحمض النووي للكائن الحي. ومع ذلك، فإن عملية تحديد الجينات بدقة والمتغيرات الجينية التي يجب استهدافها يمكن أن تستغرق وقتاً طويلاً وتتطلب عمالة مكثفة، بحسب ما ذكر موقع "ساي. تك.كوم".

ومن المتوقع أن تتمكن خوارزميات الذكاء الاصطناعي قريباً من تحليل البيانات الجينية وتحديد الأهداف الواعدة لتحرير الجينات وتبسيط العملية وزيادة احتمالية النجاح وفق ما يتوقع العلماء.

تسمح أداة "كريسبر-كاس9" الثورية لتحرير الجينات للعلماء بإجراء تغييرات دقيقة على الحمض النووي للكائن الحي.

إمكانات الذكاء الاصطناعي في علم الوراثة هائلة، إلا أن هناك أيضاً تحديات واعتبارات أخلاقية تحتاج إلى معالجة. ويثير استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ الجيني والبحوث الجينية أسئلة حول الخصوصية والموافقة على الأمر من جانب البشر خاصة وأن البيانات الجينية شخصية وحساسة للغاية، وهناك حاجة لضمان سيطرة الأفراد على كيفية استخدام بياناتهم ومشاركتها.

التنبو بالمخاطر

ويعد التنبؤ بمخاطر المرض بناء على التركيب الجيني للفرد أحد المجالات التي يُحدث فيها الذكاء الاصطناعي بالفعل تأثيراً كبيراً.

فمن خلال تحليل البيانات الجينية للفرد، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحديد المتغيرات الجينية المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض معينة. ويمكن بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لتطوير خطط وتدخلات علاجية شخصية لمنع أو تخفيف تأثير هذه الأمراض.

بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي أيضاً لتحديد الجينات الجديدة والمتغيرات الجينية التي قد ترتبط بسمات أو ظروف معينة. فمن خلال تحليل مجموعات البيانات الجينية واسعة النطاق، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحديد الأنماط والارتباطات التي قد لا تكون واضحة على الفور للباحثين البشريين، وهو أمر سيساهم في تسريع اكتشاف جينات جديدة ومتغيرات جينية كبيرة، مما يؤدي إلى فهم أعمق للبيولوجيا البشرية وتطوير علاجات جديدة.

عماد حسن

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: علم الجينات علم الجينات الذکاء الاصطناعی فی الذکاء الاصطناعی قد البیانات الجینیة التی قد

إقرأ أيضاً:

كيف يمكن للعالم أن يحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟

يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى تنظيم وحوكمة وتشريعات قانونية في ظل التطورات المتلاحقة التي تثير الكثير من المخاوف، وذلك للحفاظ على التوازن بين الابتكار التكنولوجي والأمن، وفقا للكاتب علي أوغوز ديريوز في مقال نشرته صحيفة "إندبندنت" بنسختها التركية.

وقال الكاتب، وهو أستاذ مشارك بجامعة توب للاقتصاد والتكنولوجيا في أنقرة، إن هناك بالفعل جهودا دولية من أجل سن تشريعات تضبط استخدام الذكاء الاصطناعي تضع له أطرا قانونية، حيث يركز الاتحاد الأوروبي حاليا على إدارة المخاطر الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، في حين شرعت الهند بصياغة تدابير تنظيمية أكثر صرامة، لكنه يرى أن تجنب الآثار السلبية يحتاج إلى جهود إضافية وتعاون دولي أوسع.

وأوضح أن تلك الجهود يجب أن تشمل تنظيم العملات المشفرة والأصول الرقمية، لأن مخاطرها تتجاوز الاعتبارات الأمنية وتمسّ سيادة الدول، معتبرا أن جمع الضرائب وإصدار العملات النقدية يجب أن يبقى حكرا على الحكومات.

وحسب رأيه، فإن الجهود التنظيمية في مجال العملات المشفرة يجب أن تركز على مكافحة غسل الأموال وتمويل الأنشطة الإجرامية وعمليات الاحتيال المالي، خاصة أن البورصات غير المنظمة للعملات الرقمية قد تهدد استقرار الأسواق والاقتصادات الوطنية.

إعلان

إجراءات تنظيمية أكثر صرامة

أضاف الكاتب أنه رغم قدرة التكنولوجيا على تسهيل حياتنا اليومية وزيادة كفاءة أعمالنا، فإنها تشكّل تهديدا على مستقبل بعض الوظائف.

وفي هذا السياق، أقر الاتحاد الأوروبي قانونا جديدا للذكاء الاصطناعي يعتمد على تقييم المخاطر، ويفرض قواعد صارمة لمجابهتها، كما يحظر بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تُصنَّف بأنها ذات مخاطر غير مقبولة.

وأشار الكاتب إلى أن الهند التي تتبوأ مكانة رائدة إقليميا وعالميا في إدارة بيانات الذكاء الاصطناعي، والتي تبنّت في الماضي نهجا منفتحا تجاه الابتكارات في هذا المجال، قد تكون في طريقها نحو سياسة تنظيمية جديدة أكثر صرامة.

وأضاف أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي كان يتحدث باستمرار عن فوائد الذكاء الاصطناعي ودوره في تعزيز الابتكار والمشاريع الجديدة، اعتمد في الفترة الأخيرة نهجا يلمح إلى أن الهند تسعى لتحقيق توازن بين الابتكار والتنظيم لمواجهة المخاطر والتحديات الأمنية المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وشدد الكاتب على أن تركيا مطالبة بمتابعة التطورات التقنية، ليس فقط في سياق الاتحاد الأوروبي، نظرا لارتباط تركيا بالعديد من المؤسسات الأوروبية في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضا في دول مجموعة بريكس مثل الهند.

وقال إنه من الملاحظ أن تركيا، كدولة تفخر بامتلاكها نفوذا في المجال التكنولوجي، تبنّت مؤخرا موقفا أكثر حذرا تجاه تنظيم الذكاء الاصطناعي، مما يعكس إدراكها للتحديات والفرص المصاحبة لهذه التقنيات.

قمم عالمية منتظرة

ذكر الكاتب أن العديد من الدول ستشارك في اجتماعات وقمم دولية في عام 2025 لمناقشة كيفية الموازنة بين مزايا الذكاء الاصطناعي ومخاطره، ومن بينها "القمة العالمية للذكاء الاصطناعي" التي ستُعقد في العاصمة الفرنسية باريس في فبراير/ شباط 2025.

ومن المنتظر أن تتناول القمة 5 محاور رئيسية، تشمل الذكاء الاصطناعي لصالح الجمهور ومستقبل الوظائف والابتكار والثقافة والثقة في الذكاء الاصطناعي والحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي.

إعلان

وأكد الكاتب أن التعاون الدولي يعدّ ضرورة ملحة للتعامل مع عيوب الذكاء الاصطناعي قبل استفحالها، حيث إن تجاهل هذه العيوب قد يؤدي إلى مشكلات أكبر في المستقبل، معتبرا أن هذه الجهود تتطلب مشاركة الحكومات والشركات والمجتمع الدولي لضمان إدارة هذه التقنيات بشكل يخدم الصالح العام.

مقالات مشابهة

  • دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع
  • «البيانات الاصطناعية».. الوقود السري للذكاء الاصطناعي
  • «جوجل» تدخل وضع الذكاء الاصطناعي الجديد إلى محرك البحث
  • البيانات المبتكرة.. هل تكون وقود الذكاء الاصطناعي في المستقبل؟
  •  بشأن الذكاء الاصطناعي.. منافسة شرسة بين غوغل و"ChatGPT" 
  • كيف يمكن للعالم أن يحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟
  • أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر شعبية في العام 2024 (إنفوغراف)
  • معلومات الوزراء يصدر مستقبل مراكز الفكر في عصر الذكاء الاصطناعي
  • جوجل تدخل وضع الذكاء الاصطناعي الجديد إلى محرك البحث
  • «أسوشيتد برس»: فصل جديد لأمريكا مع الذكاء الاصطناعي