بابان: خاتمة مبابي في الملاعب «غير سعيدة»!
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
أنور إبراهيم (القاهرة)
أصبح كيليان مبابي مهيئاً لتجاوز نجوم آخرين، إذا ما استمر على هذا المعدل التهديفي، خلال السنوات القادمة، ويكفيه فخراً أنه وصل إلى رقم 300 في سن أصغر من وصول «الأسطورتين» ليونيل ميسي وكريستيانورونالدو، إلى الرقم نفسه.
وتحدث النجم الفرنسي «المخضرم» جان بيير بابان «60 عاماً» الذي كان مهاجماً لا يُشق له غبار، ولاعباً في مارسيليا وميلان الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني على التوالي، عن إنجاز مبابي في لقاء مع تلفزيون «ليكيب»، ولم يخف إعجابه الشديد بـ «فتى بوندي المدلل» منذ بدايته مع موناكو، وحتى انتقاله إلى سان جيرمان.
واعترف بابان بأن استمرارية تألق مبابي بانتظام طوال سنوات أمر نادر الحدوث، بل وفريد في نوعه، وكلما ازداد عدد أهدافه ارتفعت درجة طموحاته إلى عنان السماء.
وطرح عليه مذيع «ليكيب» سؤالاً: هل معنى ذلك إن مبابي يمكنه إضافة المزيد؟ أجاب بابان قائلاً: أعتقد أنه يستطيع بشرط أن تبتعد عنه الإصابات، وأرى أنه يمكنه أن يسجل كل موسم ما بين 45 و55 هدفاً لسنوات عديدة، ولكن عليه فقط أن يؤمن بقدرته على تحقيق أهدافه بلاحدود.
وانتظام مبابي في تسجيل الأهداف وتحطيم الأرقام القياسية، وهو في هذه السن الصغيرة، يدعو للاعتقاد بأنه يمكنه أن يقترب من أفضل الهدافين في تاريخ كرة القدم.
وعندما سأله المذيع: هل تقصد ألف هدف مثلاً؟ أجاب بابان «54 مباراة دولية و30 هدفاً»، والحاصل على جائزة الكرة الذهبية عام 1991: لا أقصد ذلك، ولكن مبابي هو الذي يقرر ذلك ببساطة، وما إذا كان بمقدوره أن يفعلها، وعلى أي حال فإنني أتمنى أن يضاعف عدد أهدافه خلال 4 أو5 سنوات.
ومن جهة أخرى يعتقد بابان الذي أسهم في وصول منتخب «الديوك» إلى المركز الثالث في مونديال 1986، أن مبابي سيفقد مع الزمن بعض قدراته ومهاراته ومعدلات سرعته ومراوغاته، وعليه أن يبتكر أشياء جديدة لكي يستمر في حالة جاهزية دائمة، وقال: قد يفقد بعض سرعته، ولكنه يبقى أسرع من كثيرين، وذات يوم يمكنه بذكائه أن يحافظ على مستواه، بفضل تراكم الخبرات التي حصل عليها عشرات، بل ومئات المرات من مختلف المواقف التي عاشها، غير أن بابان توقع في نهاية حديثه أن تكون خاتمة مبابي في ملاعب كرة القدم غير سعيدة، مجرد «نبوءة»!.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: باريس سان جيرمان فرنسا كيليان مبابي ليونيل ميسي كريستيانو رونالدو
إقرأ أيضاً:
الانتماء .. وفراغ الملاعب
فـي الوقت الذي نطالب فـيه بزيادة السعة الاستيعابية للاستادات الرياضية المنتشرة فـي جميع أرجاء محافظات سلطنة عمان وتطويرها، تعيش هذه الملاعب حالة من الفراغ فـي مدرجاتها بعد أن هجرتها الجماهير، ولم نعُد نجد إلا عددا قليلا جدا يتابع منافسات الدوري العام.
ومع إقامة مباراتي المربع الذهبي لمسابقة «الكأس» اليوم، فإننا نتطلع إلى أن نشاهد حضورا جماهيريا يمنح هذه المباريات الزخم المطلوب، وألّا تكتفـي الجماهير فقط بالمتابعة عبر شاشات التلفزيون.
ما يحدث من عزوف من قبل الجماهير ليس له ما يبرره، وكما يقول الكاتب الفرنسي سيمون كوبر: «إن مفهوم التشجيع بالنسبة لمعظم المشجعين لا يدور أساسًا حول الفوز، إنما حول المجتمع أو حول الانتماء إلى الجماعة».
ولو رجعنا قليلًا إلى واقع رياضتنا والانتماء للأندية، فإن الذاكرة تعود بنا إلى انقسام أبناء ولاية صور في تشجيع أندية (صور، والعروبة، والطليعة)، وأبناء صلالة في تشجيع (ظفار، والنصر)، وأبناء مسقط بتشجيع (نادي عمان، والسيب، وأهلي سداب). ولو وسّعنا الدائرة بعيدًا عن الانتماء الجغرافـي، تعود بنا الذاكرة إلى (فنجاء، وروي).
إن مفهوم الانتماء، كمسألة ملحّة فـي الاحتياج الإنساني، يتطلب منا التفكير فـي إعادة الأمور إلى نصابها. الفوز ليس وحده الذي يرتبط بالانتماء، إنما هناك جوانب كثيرة يمكن ربطها به، ومنها على سبيل المثال التفاعل بين إدارات الأندية والمجتمع المحيط بها كما كان عليه الحال فـي السابق؛ حيث لم يعُد النادي ذلك المكان الذي يحتضن الشباب لممارسة هواياتهم المفضلة من أنشطة رياضية وثقافـية واجتماعية وعلمية، بل بقي مرتبطًا بتدريبات الفرق الرياضية فقط.
إن ابتعاد أبناء النادي ناتج عن مزاجية بعض مجالس إدارات الأندية التي تتصدر المشهد قبل أي انتخابات، من خلال منح «عضويات» لمن يخدمها فـي الانتخابات، ووضع شروط تعجيزية لمن أراد الحصول على عضوية جديدة، أو من خلال رفع رسوم الاشتراكات السنوية أو فرض قوانين جديدة لإبعاد كل من لا يتوافق مع أهواء مجلس الإدارة.
وقد أسهمت هذه الممارسات فـي وصول كثير من الأندية إلى أروقة المحاكم، فضلًا عن ابتعاد أبناء النادي بشكل تدريجي، وأصبحت الفرق الأهلية هي الملاذ الوحيد لمن لهم اهتمام بالرياضة.
من المهم جدًا دراسة الواقع المحيط بالأندية، وتحديث القوانين والتشريعات التي تسهم فـي الارتقاء بها من خلال تعزيز انتماء أبناء المجتمع المحيط بها.
الانتماء مسألة ملحّة فـي الاحتياج الإنساني، ويمكننا قياس ذلك من خلال ما نشاهده فـي بطولات الفرق الأهلية من حضور جماهيري، ومتابعة، وشغف نفتقده فـي ملاعبنا الرسمية. وتؤكد كل الأبحاث والدراسات التي تناولت كرة القدم على أن الانتماء هو الأهم بالنسبة للمشجعين وليس الفوز وحده.