سرايا - جاءت معركة «طوفان الأقصى» ردا على عدوان مستمر منذ 75 عاما، تداعياته الإجرامية راسخة في ذاكرة الشعب الفلسطيني منذ العام 1948 ومستجداته لا تكاد تنتهي أبدا، خصوصا الاعتداءات والاقتحامات الإجرامية للمسجد الأقصى وللكنائس المسيحية في القدس وأماكن مختلفة في الضفة الغربية.


الزائر للقدس يلاحظ بوضوح حجم الإجراءات العسكرية الإسرائيلية التي تحظر دخول المسجد الأقصى المبارك، حيث باتت الحركة في المدينة المقدسة محفوفة بالمخاطر، بالإضافة إلى منع آلاف المصلين من الوصول للأقصى، كما ظهر جليا خلال صلاة الجمعة الماضية حيث لم يتجاوز عددهم ألف مصل، علما أن ما لا يقل عن 50 ألفا من المصلين كانوا يؤدون الصلاة أسبوعيا في الأقصى.




ويبدو أن الاحتلال يستكمل مسوغات شن حرب على الضفة في موازاة العدوان على غزة، أو بعد الانتهاء منه، ويجب التنويه هنا أنه منذ السابع من تشرين الأول قامت سلطات الاحتلال بقتل 215 فلسطينيا وجرحت أكثر من 3 آلاف مواطن واعتقلت حوالي 2800 في الضفة، بالإضافة إلى قصف مناطق بأسلحة هجومية لم يستخدمها الاحتلال خصوصا في نابلس وجنين.

من جانبه، نبّه منسق الحملة الدولية للدفاع عن القدس الخبير في الشأن الفلسطيني الدكتور جودت مناع  إلى «استمرار تسليح المستوطنين (800 ألف مستوطن) في الضفة، حيث تجاوز عدد ما أعلنت عنه سلطات الاحتلال أكثر من 30 ألف مستوطن، لافتا إلى التحريض العلني المستمر على الفلسطينيين بعبارات ذات دلالات إجرامية، كمحو البلدات وحرقها، وطرد مواطنين فلسطينيين من ممتلكاتهم وحقولهم الزراعية من قبل مستوطنين إرهابيين مسلحين بدعم من جيش الاحتلال وبمشاركته الفعلية لوجستيا وأمنيا».

وأضاف: إن «التعطيل المتعمد من قبل وزير المالية اليميني المتطرف لإيداع مستحقات مالية للسلطة الفلسطينية مترتبة على الاحتلال، واتخاذه قرارات بعدم تحويل مخصصات الشهداء والأسرى وتلك التي تقدمها السلطة لقطاع غزة بما في ذلك دعوته لاقتطاع قيمة (تعويضات) عن خسائر لحقت بجهات إسرائيلية خلال هجمات فلسطينية دفاعية في مواجهة إرهاب المستوطنين، يجب أن يعطي الضوء الأحمر، ليس للسلطة فحسب وإنما للأردن الذي يشارك فلسطين في حدود برية ومائية طويلة ولمصر أيضا، حيث تستمر حرب الإبادة والطرد الجماعي للفلسطينيين، والعدوان على الضفة وارد وفقا لخطط إسرائيلية معلنة».

وأشار إلى بروز تصريحات لمسؤولين إسرائيليين تلمح للقيام بخطة عسكرية في الضفة تستند لمرجعيات دينية يهودية تحرض على شن حرب على أهل الضفة لـ «تحرير ما يسمى يهودا والسامرة» لإقامة كيان خاص للمستوطنين اليمنيين عليها، وهو ما يتطلب وفقا لكل من سموتريش وبن غفير طرد المواطنين الفلسطينيين وإبادتهم إن هم قاوموا هذه الخطة، ويمكن أن تكون الاقتحامات الإسرائيلية المعادية للشعب الفلسطيني يوميا والتي تتسع جغرافيا مع مرور الوقت، مؤشرا على ذلك.

وأوضح مناع أن كل الوقائع تتزامن مع إعلان الولايات المتحدة عزمها اتخاذ إجراءات عقابية ضد المستوطنين، ليس على الأرض الفلسطينية بل تتعلق بحظر دخولهم إلى أميركا، وهو ما صرح به الرئيس الأميركي جو بايدن، قبل أيام، لافتا إلى تصريحات بايدن، التي حض بها حكومة الاحتلال لاتخاذ إجراءات قانونية ضد المستوطنين اليهود في الضفة، والتي تأتي في سياق المخاوف من تطور العدوان الإسرائيلي ضد الضفة خصوصا مع تزايد المحرضين الإسرائيليين لخوض حرب في الضفة تنهي الوجود الفلسطيني فيها توطئة لإقامة ما يسمى «إسرائيل الكبرى» وفقا لرؤية صهيونية ليست جديدة.

وبين أن هذه التصريحات تذكّر بأخرى لرئيس وزراء سلطة الاحتلال نتنياهو، الذي حذر من اعتراض الدول العربية لخطته في غزة، عندما قال: «سوف نضرب بقوة أية منطقة في الشرق الأوسط لتحقيق أهداف عمليتنا على غزة»، وبلغت هذه التصريحات ذروتها التحريضية عندما دعا وزير إسرائيلي لإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة.

ودعا مناع للانتباه إلى أن هذه المخاوف تمتد لجبهات أخرى هي المناطق الفلسطينية المحتلة العام 1948 حيث الإجراءات العسكرية الإسرائيلية الصارمة التي حدت من حرية المواطنين الفلسطينيين فيها، وفي الجولان المحتل أيضا، أما لبنان فهو ليس بمعزل عما يجري خلال معركة «طوفان القدس».

وللإجابة على السؤال الشعبي على امتداد العالم العربي والإسلامي وهو كيف يمكن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة ومنع وصوله إلى نقطة اللاعودة في استقرار منطقة الشرق الأوسط.؟ أجاب مناع أن ذلك ممكن من خلال ثلاث جهات (السلطة، والأردن، ومصر) والتي تربطها علاقات تختلف عن غيرها من الدول العربية والإسلامية نظرا لتماس الحدود المباشر بفلسطين.

وأشار إلى أن «على الرئيس الفلسطيني اتخاذ قرارات شجاعة تعزز صمود الجبهة الداخلية وإسناد المقاومة، أما الأردن ومصر اللتان تدعمان مبادرات إنسانية صحية وغذائية للمنكوبين في غزة، فلا بد لهما من اتخاذ تدابير لمنع تهجير الشعب الفلسطيني نظرا لتماس حدودهما مع فلسطين»، وبالنظر للعلاقات الدولية والموازين العسكرية فإن أي تطور لإيصال المساعدات الإنسانية إلى ما يقارب 2.5 مليون فلسطيني في غزة يتطلب قرارا عربيا وإسلاميا ومن دول أجنبية تقف إلى جانب الفلسطينيين بوسائل أخرى، وذلك يتطلب دعما عربيا في نواح عديدة أبرزها مالي ودبلوماسي وأمني.

الرأي 
إقرأ أيضاً : فيديوهات القسام .. بطولات بالصوت والصورة في أوج حرب الإبادةإقرأ أيضاً : 20 شهيدا بقصف الاحتلال مخيم النصيراتإقرأ أيضاً : انقطاع الاتصالات في مدينة غزة وشمال القطاع بعد استهداف عدد من الأبراج


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الشعب القدس المدينة الاحتلال الاحتلال الاحتلال نابلس القدس الاحتلال الاحتلال غزة فلسطين دينية الرئيس الاحتلال الاحتلال لبنان العالم غزة الرئيس الأردن الشعب غزة العالم فلسطين الأردن المدينة لبنان مدينة دينية نابلس الرأي بايدن القدس غزة الاحتلال الشعب الرئيس القطاع فی الضفة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يرتكب 3 مجازر في غزة.. وحماس تبارك عملية كدوميم في الضفة الغربية

غزة "وكالات": ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 مجازر خلال 24 ساعة، وصل منها للمستشفيات 48 شهيدا و75 مصابا، في حين أعلن الاحتلال مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 9 آخرين في عملية إطلاق النار شمالي الضفة الغربية.

وعلى صعيد المواجهات، قالت كتائب القسام إنها أوقعت بالاشتراك مع سرايا القدس 10 جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح في اشتباك غرب بيت لاهيا شمالي القطاع. كما أعلن جيش الاحتلال رصد ثلاثة مقذوفات أطلقت من شمال قطاع غزة.

وأفاد الدفاع المدني في غزة أن 13 فلسطينيا بينهم عدد من الأطفال استشهدوا في غارات جوية إسرائيلية في قطاع غزة اليوم.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 49 فلسطينيا قتلوا خلال اليوم السابق وحتى صباح اليوم.

وأكدت الوزارة "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45854 شهيدا و109139 إصابة" منذ السابع من أكتوبر 2023.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس "استشهد 13 مواطنا بينهم عدد من الأطفال إثر مواصلة الاحتلال العدوان وغاراته الجوية".

وقال إنه نُقل إلى المستشفى الأوروبي في خانيونس جنوب القطاع صباح اليوم "6 شهداء جراء قصف من طائرة إسرائيلية مسيرة من نوع كوادكابتر في بلدة الشوكة شرق مدينة رفح" في جنوب القطاع.

وبين أن من بين القتلى "الطفلان الشقيقان رائد محمد النجار (15 عاماً) ومراد محمد النجار (12 عاماً) وكانا يلعبان قرب منزلهما".

وأكد بصل سقوط "4 شهداء وعدد من الجرحى إثر قصف الاحتلال منزلا في منطقة الشيخ رضوان" في شمال مدينة غزة.

كما قتل طفل وامرأة جراء قصف من الطائرات الحربية استهدف فجر اليوم منزلاً قرب المسجد العمري المدمر، في حي الدرج وسط مدينة غزة. بحسب بصل.

وأوضح أن "الطبيبة ثبات سليم المتطوعة في مستشفى العودة في مخيم النصيرات استشهدت إثر استهداف منزل يؤوي عشرات النازحين في مخيم النصيرات".

وأشار إلى "مواصلة الاحتلال نسف عشرات المنازل في منطقتي الزيتون والصفطاوي في مدينة غزة وسط اطلاق نار وقصف مدفعي".

من ناحية ثانية، توفي الطفل يوسف أحمد كلوب البالغ من العمر 35 يوما، نتيجة للبرد الشديد ، وفقا لبيان من وزارة الصحة.

وقالت الوزارة إنه بوفاة كلوب يرتفع إلى 8 عدد الأطفال والرضع الذين توفوا خلال الشهر الجاري بسبب البرد وسوء التغذية.

وحذر الإعلام الحكومي في بيان من زيادة عدد الوفيات بين الأطفال وكبار السن، "بسبب البرد وسوء التغذية".

وأشار إلى "الواقع المأساوي الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض للقتل والإبادة والتدمير للمنازل والقطاعات الحيوية والتشريد".

ويواجه مئات آلاف النازحين المتكدسين في المناطق الغربية في دير البلح وخان يونس ورفح ، ظروفا قاسية، بسبب عدم تأهيل الخيام التي يقيمون فيها في فصل الشتاء والبرد الشديد، وعدم توفر المياه ونقص الطعام.

"رد طبيعي"

وفي الضفة الغربية المحتلة، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقتل 3 أشخاص بينهم امرأتان، وإصابة 9 آخرين بعملية إطلاق نار قرب مستوطنة كدوميم شرق قلقيلية، مضيفة أن منفذ العملية لاذ بالفرار.

وقال جيش الاحتلال اليوم أن المنفذين أطلقوا النار على مركبات بينها حافلة ركاب بالقرب من قرية فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.

وقع الهجوم قرب قرية الفندق شرق مدينة قلقيلية في شمال الضفة الغربية.

وأكدت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء مقتل ثلاثة أشخاص "هم امرأتان ورجل".

وقالت خدمة الإسعاف إن مسعفيها نقلوا ثمانية أشخاص إلى المستشفى بينهم السائق الذي وصفت حالته بالخطيرة.

وقال المسعف إفيخاي بن زرويا في بيان "كان هجوما قويا، طال عدة مواقع وأصيبت المركبات والحافلة بطلقات نارية".

فلسطينيا، قالت حركة حماس أن العملية "تؤكد أن المقاومة ستتواصل رغم إرهاب الاحتلال وإجراءاته الأمنية".

أما حركة الجهاد الإسلامي التي "باركت" العملية فاعتبرت أنها "رد طبيعي على جرائم الاحتلال بحق شعبنا في غزة والضفة المحتلة".

سياسيا، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم إلى بذل جهود لوقف إطلاق النار في غزة في مرحلة متأخرة قبل مغادرة الرئيس جو بايدن منصبه.

جاء ذلك بعد أن قال مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لرويترز إن الحركة وافقت على قائمة تضم 34 محتجز إسرائيلي كأول مجموعة سيتم إطلاق سراحها بموجب هدنة.

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي بكوريا الجنوبية، عندما سئل عما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قريبا، "نرغب بشدة في اجتياز خط النهاية في غضون الأسبوعين المقبلين، وهو الوقت المتبقي لدينا".

وأرسلت إسرائيل فريقا من المسؤولين من المستوى المتوسط إلى قطر لإجراء محادثات مع وسطاء قطريين ومصريين. وذكرت بعض التقارير الإعلامية العربية أن من المتوقع أن ينضم إليهم دافيد برنياع رئيس جهاز المخابرات (الموساد) الذي يقود المفاوضات. ولم يصدر بعد تعليق من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ولا يزال من غير الواضح مدى التقارب بين الجانبين مع وجود بعض مؤشرات التحرك. غير أنه لا يوجد مؤشر يذكر على حدوث تحول في بعض المطالب الرئيسية التي أخرت، منذ ما يزيد على عام، التوصل إلى الهدنة.

ويعتقد بأن ما يزيد على 100 أسير إسرائيلي ما زالوا محتجزين في غزة، وتقول حماس إنها لن تطلق سراحهم إلا بعد التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بانسحاب إسرائيلي. وتقول إسرائيل إنها لن توقف هجومها حتى يتم تفكيك حماس كقوة عسكرية وحاكمة وإطلاق سراح جميع المحتجزين.

وقال مسؤول في حماس لرويترز إن الحركة وافقت على قائمة قدمتها إسرائيل تضم 34 محتجز يمكن إطلاق سراحهم في المرحلة الأولية من الهدنة. وتضمنت القائمة التي قدمها المسؤول جنديات ومدنيين مسنين وإناثا وقصرا.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يرتكب 3 مجازر في غزة.. وحماس تبارك عملية كدوميم في الضفة الغربية
  • حماس تشيد بعملية قلقيلية في شمال الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تعتقل 20 فلسطينيا من الضفة الغربية
  • بعد عملية قلقيلية.. نتنياهو يتوعد المقاومين في الضفة الغربية
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطلق عملية للبحث عن منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت في قلقيلية في شمال الضفة الغربية
  • إصابة شخصين في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة كدوميم شمالي الضفة الغربية
  • الاحتلال يقتحم قلقيلية شمالي الضفة الغربية – فيديو
  • "الاحتلال الاسرائيلي" يعتقل 20 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية
  • قتيل وتسعة جرحى بعملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة  
  • في مخيم بلاطة..قتيل و9 جرحى بعد عملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية