موقع 24:
2025-04-25@23:13:12 GMT

ثمن العقلانية: شرق أوسط بلا أنفاق أو مخيمات

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

ثمن العقلانية: شرق أوسط بلا أنفاق أو مخيمات

حماس اليوم ليست هي الحل، لكن الأكيد أن الكيان الإسرائيلي بالأمس واليوم هو المشكلة.

هذه خلاصة ما يتشكّل اليوم بعد شهر ونصف من الموقف للعقلاء دولاً ومجتمعات بحثية وأفراداً يحاولون رغم كل الألم والتعاطف البحث عن تصور صلب ومتماسك ما بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) الذي لا يمكن قياس ما قبله عليه أو الوقوف عنده، وتحديداً نزوة حماس ومغامرتها التي لا يمكن تبريرها من زاوية أخلاقية، لكن يمكن فهمها ضمن سياق الانسداد السياسي لعقود، ومن هنا يمكن تلمس الموقف الذي تدفع ثمنه غالياً دول الاعتدال وفي مقدمتها السعودية لخلق توازن كبير على مستوى المقاربة الدقيقة التي هي أشبه بالسير في حقل ألغام من الشعارات والضغط والاستهداف، فهي بدبلوماسية متفوقة وتقاليد عريقة في التعامل مع الأزمات الكبرى لم تذهب إلى النتائج وتدينها، وإنما أشارت بأصبعها ولا تزال على المسببات، وهنا يجب أن نأخذ الموقف السعودي الرسمي بعيداً عن كل الهوامش الأخرى التي تمثل قائليها وانفعالاتهم العاطفية في خانة الـ"مع" أو "ضد"، لأنها في النهاية مبنية على التعبير وليست "الفعل" والقدرة على التأثير الذي هو مناط بمنطق الدولة حصراً، مهما بدا لكثير من المزايدين لا يعبر عن مساحتهم في الخطابات الشعبوية العاطفية والتي هي مزيج من التأثر الصادق والمؤدلج وسياسات ترحيل الأزمات واستغلالها.


من أول مقاربة سعودية ومعها بقية دول الاعتدال ومنها مصر والأردن إلى آخر تفاعل مهم جداً رحلة اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، وهناك نص صريح محدد بلغة واضحة وقانونية: "أهمية الوقف الفوري للتصعيد العسكري والتهجير القسري للفلسطينيين، وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية الضرورية لتجنب تفشي الكارثة الإنسانية، وضرورة تجنب المزيد من قتل المدنيين، وتحرك المجتمع الدولي بشكل فاعل للتعامل مع الأزمة والتصدي لجميع الانتهاكات المستمرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ومخالفاتها المتكررة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، كما عبروا عن رفض تام لحرب ضد مفهوم حل الدولتين، وضد تقرير المصير، وضد الحرية والاستقلال، وضد الوجود الفلسطيني على أرض دولة فلسطي".
هذه العبارات المقتبسة بحروفها غير مسبوقة على مستوى الموقف والفعل، والمطلوب دعمها وتثمينها في مقابل وسائل الضغط الأخرى خارج منطق الدولة، ومنها محتوى الضغط على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما الذي يصاغ بطريقة مؤثرة، وكان من أكثرها تأثيراً أيقونات صنعها العدوان وفي مقدمتها الأطفال الخدج التي أثرت مع صور الضحايا والأبرياء في الرأي العالمي، أكثر من أي خطابات ومحتويات يوميات المعركة أو حسابات ثنائية النصر والهزيمة، فمع هذا الكم من سقوط المدنيين الجميع خاسر، لكن المسؤول اليوم عن استمرار المأساة هو العدوان الإسرائيلي بما يرتكبه من جرائم الحرب والمجازر التي لا يمكن قياسها على ما قبلها.
سقف اليوم للسلام مرتفع جداً، وأوراق دول الاعتدال أقوى من غيرها؛ لأنها انحازت بشكل واضح منذ البداية إلى فلسطين وأهلها، ولا يمكن أن يزايد عليها أحد بمن فيهم إسرائيل، لأنها أخذت منذ سنوات قطيعة تاريخية مع الكيانات البديلة من الميليشيات والتنظيمات والجماعات التي لا تمثل الدولة، ومن جهة ثانية فإن كل حديث عن مرحلة ما بعد العدوان-الأزمة والتي يشار لها عادة باليوم التالي، لا يمكن الخوض فيه قبل إيقاف الحرب، وما يقال فيه يجب أن يكون مغايراً عن كل الأطروحات النيئة والهشة والمجتزأة، ولا سيما أن لدينا نماذج فشل لا يمكن أن نغض الطرف عنها، أولها نموذج أفغانستان والولايات المتحدة من الحرب على مدار عشرين سنة، إلى تسليم السلطة لطالبان والرحيل في مشهد كارثي شهدناه، ونموذج ما آلت إليه الأوضاع في العراق بعد الغزو، وتفشي ظاهرة الميليشيات التي تتجاوز 200 فصيل، وآخرها مما لا يتم الحديث عنه مخيم الهول في روج آفا بشمال سوريا والذي تحتجز فيه قوات قسد الكردية 12 ألف عنصر من داعش من المقاتلين الأجانب وبجوارهم مخيمات لعائلات وأطفال داعش، الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية بعد تخلي الولايات المتحدة عن الملف وتركه للأكراد، وقيام الدول الأوروبية التي تنتمي لها العائلات في جنسياتها بدفع مبالغ قليلة للحد الأدنى لتجنب عودتهم، نُشر قبل يومين وثائقي لـDW الألمانية خطير عن الملف بعنوان: إرث داعش الخطير، هذا فضلاً عن حالات من التخلي والهروب من الأزمات وتركها عبئاً على دول الجوار في إفريقيا، خصوصاً الغرب الذي يعيش حالة انبعاث للإرهاب.
الفارق اليوم كبير بين المخيمات الطارئة وبين المخيمات التي هي من نسيج المكان، فأنفاق غزة ومخيمات الفلسطينيين ليست كتلك التي خلفتها الحرب على الإرهاب، كما أن مجرد تشبيه حماس بداعش لن يحل المشكلة، لأنه استهتار بالفوارق الكبيرة على مستوى الولادة والتسلسل الزمني، ومع ذلك فكل التنظيمات والمخيمات الواقع البديل لحياة كريمة أنشأت أنفاقاً فكرية وآيديولوجية أكثر تعقيداً من أنفاق الأرض، ومخيمات تعاطف أكثر إنتاجاً وإعادة لتدوير الأفكار المتطرفة، بعد سأم ورحيل القوات الأجنبية متى زال خطرها أو شعرت بأن خسائرها أكبر من قدرتها على البقاء، وتوريثها لدول المنطقة تحت اسم الحل أو إدارة الأزمة أو إعادة الإعمار. لا يؤدي إلى شرق أوسط ينعم بالاستقرار، فضلاً عن السلام.
لم يكن القضاء على حماس إلا مجرد ردة فعل أولوية تجاه مغامرتها، واليوم يدرك الكيان والولايات المتحدة بأنه غير واقعي، ولا ممكن دون تكلفة بشرية ضخمة ووقت طويل وعدم ضمانة لانبعاث جديد لـ"حماسات" من نوع مختلف، كما أن تأجيل الحل للقضية الفلسطينية وبناء منطقة عازلة لا يمكن أن ينتج مخيمات مؤقتة مدفوعة التكلفة كمخيم الهول وباقي مخيمات القاعدة وداعش، وإنما سينتج بسبب مفهوم "النسيج" دولة داخل دولة على غرار حزب الله، وميليشيات العراق، والحوثي، بأوجه متعددة وولاء لإيران ومشروعها في المنطقة على طريقة لهم الغنم وعلى الدول العاقلة الغرم.

خلاصة القول: شرق أوسط بلا أنفاق ومخيمات طموح العقلاء، لكنه يحتاج إلى أثمان لا يبدو أن الشمال المتعالي قادر عليها حتى الآن.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل لا یمکن

إقرأ أيضاً:

الرئيس عون من روما: وجودي هنا اليوم لأجدد التأكيد على الدور الروحي والرسالي الذي يحمله لبنان

وصل رئيس الجمهورية جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون إلى روما للمشاركة في المأتم الرسمي للبابا فرنسيس غدًا السبت.
 
وقال الرئيس عون: "وجودي هنا اليوم كرئيس للجمهورية اللبنانية ليس فقط لتقديم التعازي بوفاة البابا فرنسيس، بل لأجدد التأكيد على الدور الروحي والرسالي الذي يحمله لبنان في هذا العالم".


تابع: "نحن هنا لنقول إن لبنان، رغم كل جراحه، سيظل نموذجاً للوحدة في التنوع، ومنارة للقيم الإنسانية التي حملها قداسة البابا ودافع عنها، متشبثاً بالقيم التي لا تزول، من أجل عالم أكثر عدالة ورحمة". 

وكان الرئيس عون واللبنانية الأولى ألقيا النظرة الأخيرة على جثمان البابا فرنسيس المسجّى في كاتدرائية القديس بطرس. 

مواضيع ذات صلة رئيس الجمهورية جوزاف عون من روما: وجودي هنا اليوم كرئيس للجمهورية اللبنانية ليس فقط لتقديم التعازي بوفاة البابا فرنسيس بل لأجدد تأكيد الدور الروحيّ والرساليّ الذي يحمله لبنان في هذا العالم Lebanon 24 رئيس الجمهورية جوزاف عون من روما: وجودي هنا اليوم كرئيس للجمهورية اللبنانية ليس فقط لتقديم التعازي بوفاة البابا فرنسيس بل لأجدد تأكيد الدور الروحيّ والرساليّ الذي يحمله لبنان في هذا العالم 25/04/2025 18:18:46 25/04/2025 18:18:46 Lebanon 24 Lebanon 24 الخارجية المصرية: نجدد التأكيد على مطلبنا بانسحاب الجيش الإسرائيلي الفوري وغير المنقوص من جنوب لبنان Lebanon 24 الخارجية المصرية: نجدد التأكيد على مطلبنا بانسحاب الجيش الإسرائيلي الفوري وغير المنقوص من جنوب لبنان 25/04/2025 18:18:46 25/04/2025 18:18:46 Lebanon 24 Lebanon 24 التلفزيون الأردني: الملك عبدالله الثاني يجدد للرئيس السوري التأكيد على دعم السوريين في إعادة بناء بلدهم Lebanon 24 التلفزيون الأردني: الملك عبدالله الثاني يجدد للرئيس السوري التأكيد على دعم السوريين في إعادة بناء بلدهم 25/04/2025 18:18:46 25/04/2025 18:18:46 Lebanon 24 Lebanon 24 سامي الجميّل: زيارة الرئيس عون للسعودية تعيد تأكيد التزام لبنان بعلاقاته التاريخية Lebanon 24 سامي الجميّل: زيارة الرئيس عون للسعودية تعيد تأكيد التزام لبنان بعلاقاته التاريخية 25/04/2025 18:18:46 25/04/2025 18:18:46 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً "اشتباك فلسطيني" في لبنان.. مخاوف من "حرب" قد تتجدّد Lebanon 24 "اشتباك فلسطيني" في لبنان.. مخاوف من "حرب" قد تتجدّد 11:01 | 2025-04-25 25/04/2025 11:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هذه قصة "انتخابات جنوب لبنان".. إقتراع "فوق الركام"! Lebanon 24 هذه قصة "انتخابات جنوب لبنان".. إقتراع "فوق الركام"! 11:00 | 2025-04-25 25/04/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ذخائر غير منفجرة في الحدت - بعبدا... وهذا ما سيفعله الجيش Lebanon 24 ذخائر غير منفجرة في الحدت - بعبدا... وهذا ما سيفعله الجيش 10:50 | 2025-04-25 25/04/2025 10:50:30 Lebanon 24 Lebanon 24 ميشال عون قدم التعازي الى السفير البابوي وزار بكركي مطمئنا الى صحة البطريرك الراعي Lebanon 24 ميشال عون قدم التعازي الى السفير البابوي وزار بكركي مطمئنا الى صحة البطريرك الراعي 10:49 | 2025-04-25 25/04/2025 10:49:57 Lebanon 24 Lebanon 24 افرام زار السفارة البابوية معزيا: بابا الفقراء وموحد أبناء الله من كل الديانات Lebanon 24 افرام زار السفارة البابوية معزيا: بابا الفقراء وموحد أبناء الله من كل الديانات 10:48 | 2025-04-25 25/04/2025 10:48:20 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة سياح مصدومون في لبنان Lebanon 24 سياح مصدومون في لبنان 14:53 | 2025-04-24 24/04/2025 02:53:37 Lebanon 24 Lebanon 24 لكل هذه الأسباب مجتمعة أنا عائد Lebanon 24 لكل هذه الأسباب مجتمعة أنا عائد 09:01 | 2025-04-25 25/04/2025 09:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وفاة حفيدة الرئيس فرنجية Lebanon 24 وفاة حفيدة الرئيس فرنجية 10:38 | 2025-04-25 25/04/2025 10:38:18 Lebanon 24 Lebanon 24 الإشكال تجدّد... إلقاء قنبلة واندلاع حريق في برجا (فيديو) Lebanon 24 الإشكال تجدّد... إلقاء قنبلة واندلاع حريق في برجا (فيديو) 14:29 | 2025-04-24 24/04/2025 02:29:24 Lebanon 24 Lebanon 24 لهذه الأسباب... الرئيس عون مصرٌّ على نزع سلاح "حزب الله" Lebanon 24 لهذه الأسباب... الرئيس عون مصرٌّ على نزع سلاح "حزب الله" 12:00 | 2025-04-24 24/04/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 11:01 | 2025-04-25 "اشتباك فلسطيني" في لبنان.. مخاوف من "حرب" قد تتجدّد 11:00 | 2025-04-25 هذه قصة "انتخابات جنوب لبنان".. إقتراع "فوق الركام"! 10:50 | 2025-04-25 ذخائر غير منفجرة في الحدت - بعبدا... وهذا ما سيفعله الجيش 10:49 | 2025-04-25 ميشال عون قدم التعازي الى السفير البابوي وزار بكركي مطمئنا الى صحة البطريرك الراعي 10:48 | 2025-04-25 افرام زار السفارة البابوية معزيا: بابا الفقراء وموحد أبناء الله من كل الديانات 10:47 | 2025-04-25 الجيش: توقيف مواطنين لقيامهما بأعمال سرقة في برج البراجنة وطريق المطار فيديو أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) 23:56 | 2025-04-23 25/04/2025 18:18:46 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 25/04/2025 18:18:46 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 25/04/2025 18:18:46 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • الرئيس عون من روما: وجودي هنا اليوم لأجدد التأكيد على الدور الروحي والرسالي الذي يحمله لبنان
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • الخارجية الإيرانية: الهجمات على مخيمات النازحين جريمة حرب
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • عاجل. ترامب: عدم السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا هو التنازل الذي يمكن أن تقدم
  • حرائق مروّعة تلتهم مخيمات نازحين في أبين وتخلف إصابات وتشريداً جماعياً
  • الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم
  • أذكار الصباح اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025.. «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء»
  • فرص وخسائر.. ما الذي تحمله الحرب التجارية بين الصين وأمريكا؟
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات