النفط يهبط مع تفوق مخاوف الطلب على احتمالات إجراء مزيد من التخفيضات
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
تراجعت العقود الآجلة للنفط يوم الثلاثاء، لتعكس اتجاهها الصعودي في اليوم السابق، إذ طغت المخاوف بشأن ضعف الطلب في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي على احتمال تعميق تخفيضات الإمدادات من جانب أوبك وحلفائها مثل روسيا.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 36 سنتا، بما يعادل 0.4 بالمئة، إلى 81.96 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:39 بتوقيت جرينتش، في حين نزل الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 33 سنتا، أو 0.
وارتفع الخامان نحو اثنين بالمئة يوم الاثنين بعد أن أبلغت ثلاثة مصادر بأوبك+ "رويترز" أن مجموعة المنتجين، المكونة من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، من المقرر أن تدرس ما إذا كانت ستجري تخفيضات إضافية في إمدادات النفط عندما تجتمع في 26 نوفمبر.
وقال تسويوشي أوينو، كبير الاقتصاديين في معهد أبحاث NLI: "بما أن المخاوف بشأن الطلب لم تتبدد، اتخذ المستثمرون موقف الانتظار والترقب لتأكيد القرار الفعلي لأوبك +".
وأضاف أوينو: "للمضي قدمًا، سيركز السوق على المؤشرات الاقتصادية الأمريكية والصينية ومستويات مخزون النفط الخام الأمريكي لتقييم اتجاه الطلب العالمي. المستثمرون سيفكرون أيضًا في ضعف الدولار الأمريكي، ما سيوفر الدعم لأسعار النفط".
وانخفضت سوق النفط بنحو 16% منذ أواخر سبتمبر، إذ ظل إنتاج الخام في الولايات المتحدة، أكبر منتج في العالم، عند مستويات قياسية، في حين كانت السوق قلقة بشأن نمو الطلب، خاصة من الصين، المستورد الأول للنفط.
ويراقب التجار أيضًا علامات على تدمير الطلب من الركود الأمريكي المحتمل في عام 2024 ويفكرون في تحذير الأسبوع الماضي بشأن الانكماش المحتمل من وول مارت، أكبر متاجر التجزئة الأمريكية.
وأظهر استطلاع أولي أجرته رويترز يوم الاثنين أن مخزونات الخام والبنزين الأمريكية ارتفعت على الأرجح الأسبوع الماضي بينما شهدت مخزونات نواتج التقطير انخفاضا. ومن المقرر صدور التقارير الأسبوعية من معهد البترول الأمريكي وإدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق يومي الثلاثاء والأربعاء على التوالي.
وفيما يتعلق بالإمدادات، من المرجح أن تقوم أوبك + بتمديد أو حتى تعميق تخفيضات إمدادات النفط في العام المقبل، حسبما توقع ثمانية محللين.
ومن بين المحللين، قال جولدمان ساكس، إنه بناء على نموذجه الإحصائي لقرارات أوبك، لا ينبغي استبعاد تخفيضات أعمق نظرا لانخفاض مراكز المضاربة والفروق الزمنية، والمخزونات الأعلى من المتوقع.
المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
جولدمان يتوقع تراجعاً أعمق لسعر النفط بفعل تباطؤ النمو الأميركي وأوبك+
خفض بنك الاستثمار العالمي "جولدمان ساكس" توقعاته لأسعار النفط بسبب تباطؤ آفاق نمو الاقتصاد الأميركي بسبب الرسوم الجمركية، بالتزامن مع زيادة إنتاج "أوبك" وحلفائها.
وجاءت هذه المراجعة بعد تراجع أسعار النفط الخام من أعلى مستوياتها المسجلة في يناير، بفعل وفرة الإمدادات وضعف الطلب المتوقع من الصين، أكبر مستورد للنفط عالمياً، بالإضافة إلى تصاعد التوترات التجارية الدولية.
توقعات سعر خام برنت
قال محللون لدى "غولدمان"، من بينهم دان ستريفن، في مذكرة بحثية صدرت الأحد: "رغم أن التراجع بمقدار 10 دولارات للبرميل منذ منتصف يناير يتجاوز التغير في العوامل الأساسية وفقاً لتوقعات السيناريو الأساسي، فإننا نخفض توقعاتنا لسعر خام برنت في ديسمبر 2025 بمقدار 5 دولارات إلى 71 دولاراً".
وأضافوا: "تظل المخاطر متوسطة المدى التي تؤثر على توقعاتنا مائلة نحو الانخفاض، نظراً لاحتمال تصعيد الرسوم الجمركية واستمرار زيادة إنتاج تحالف أوبك+ لفترة أطول".
أصبحت بعض أكبر شركات تجارة النفط في العالم أكثر تشاؤماً، حيث تتوقع شركتا "فيتول" و"غنفور" فائضاً في المعروض.
قالت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي إن الطلب يتراجع بسبب تصاعد الحرب التجارية وتعهد منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها بزيادة الإمدادات، متوقعة فائضاً قدره 600 ألف برميل هذا العام، أي ما يعادل نحو 0.6% من الاستهلاك العالمي اليومي.
مع ذلك، قال "غولدمان ساكس" إنه يتوقع تعافي الأسعار على نحو "متواضع" في الأشهر المقبلة، مع بقاء النمو الاقتصادي الأميركي متيناً في الوقت الحالي، وعدم وجود مؤشرات فورية على تخفيف العقوبات الأميركية.
التوترات الجيوسياسية مستمرة
لا تزال مخاطر جيوسياسية أخرى قائمة، بما في ذلك الأمر الأميركي مؤخراً بمهاجمة مواقع في اليمن يسيطر عليها الحوثيون، مع استمرار تهديدهم لحركة الملاحة في البحر الأحمر.
قال "غولدمان ساكس" إن الطلب على النفط سيرتفع بمقدار 900 ألف برميل يومياً في يناير، بانخفاض 18% عن التوقعات السابقة. وأضاف البنك أن سعر خام برنت سيكون في نطاق يتراوح بين 65 و80 دولاراً للبرميل، بمتوسط 68 دولاراً العام المقبل.